قيادي في التحالف الوطني يكشف عن شكوى العبادي من تدخلات المالكي.. وتعالي الجعفري

قال إن وزير الخارجية يصدر البيانات حول السياسة الخارجية دون الرجوع إلى رئاسة الوزراء

صورة من موقع إبراهيم الجعفري لدى استقباله بصفته رئيس التحالف الوطني عضو التحالف رئيس الوزراء حيدر العبادي الأربعاء الماضي
صورة من موقع إبراهيم الجعفري لدى استقباله بصفته رئيس التحالف الوطني عضو التحالف رئيس الوزراء حيدر العبادي الأربعاء الماضي
TT

قيادي في التحالف الوطني يكشف عن شكوى العبادي من تدخلات المالكي.. وتعالي الجعفري

صورة من موقع إبراهيم الجعفري لدى استقباله بصفته رئيس التحالف الوطني عضو التحالف رئيس الوزراء حيدر العبادي الأربعاء الماضي
صورة من موقع إبراهيم الجعفري لدى استقباله بصفته رئيس التحالف الوطني عضو التحالف رئيس الوزراء حيدر العبادي الأربعاء الماضي

أقر قيادي في التحالف الوطني العراقي بوجود «خلافات ومشكلات أضعفت التحالف الوطني العراقي»، مشيرا إلى أن «هذه الخلافات تعصف بالفعل بعلاقات القادة السياسيين الشيعة»، مؤكدا أنه «لولا إيران لما بقي التحالف موجودا».
وأضاف القيادي الذي فضل عدم نشر اسمه قائلا لـ«الشرق الأوسط»، أن «الانقسامات في الآراء والمواقف بين قادة التحالف الوطني (الذي يضم الأحزاب والحركات وشخصيات سياسية شيعية) الذي يعد الكتلة البرلمانية الأكبر في مجلس النواب، تشكلت بدفع وضغط من طهران لغرض التكريس لولاية ثالثة لنوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون، والرئيس السابق للحكومة العراقية، لكن مواقف قادة بعض الأحزاب الشيعية، وخصوصا المجلس الأعلى الإسلامي، بزعامة عمار الحكيم، والتيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، وضغوط بقية الأحزاب السنية والكردية والعلمانية إضافة إلى الموقف الأميركي الذي أجبر المالكي على الانسحاب بالقوة وليس طوعا»، منبها إلى أن «المشكلة هي أن المالكي لا يزال يعتبر نفسه هو الزعيم الأعلى أو الروحي لرئيس الحكومة حيدر العبادي كونه زعيم حزبه (الدعوة)».
وقال القيادي في التحالف الوطني العراقي إن «العبادي طالما شكا من تدخلات المالكي ونفوذه في الحكومة وفي الملف الأمني كونه (المالكي) لا يزال يملك نفوذا في الأجهزة الأمنية والجيش، وحتى إذا تخلص العبادي من هذا النفوذ فإن الحشد الشعبي والميليشيات التي تقاتل مع الحشد تعتبر ورقة ضغط قوية على رئيس الحكومة، خصوصا أن قيادة الحشد والميليشيات لا تمتثل للعبادي، بل بالدرجة الأولى لإيران ولرئيس منظمة بدر هادي العامري وللمالكي ولقيادات الميليشيات (الشيعية)»، منبها إلى أن «الميليشيات (الشيعية) تشكل خطرا حقيقيا على الحكومة خاصة والوضع الأمني عامة».
وتحدث القيادي في التحالف الوطني عن «الخلافات التي تقف في طريق تشكيل رأي موحد من قبل قادة التحالف»، وقال: «إن أبرز هذه الخلافات هو عدم الاتفاق على رئاسة التحالف الوطني، فمن المفترض أن يتخلى إبراهيم الجعفري عن رئاسة التحالف بعد أن تسلم منصب وزير الخارجية، وأن يتسلم زعامة التحالف عمار الحكيم، لكن اعتراضات دولة القانون الذين يريدون أن يتزعم المالكي التحالف أحالت دون التوصل إلى حل لهذه المشكلة، هذا من جانب. من جانب آخر فإن الجعفري وكونه رئيسا للتحالف الوطني فهو يشعر بأنه أكبر من العبادي نفسه كونه هو زعيم التحالف، وهو من يترأس اجتماعات التحالف التي يحضرها العبادي كعضو اعتيادي وليس قياديا». وأضاف: «المعروف عن شخصية الجعفري الذي يشعر بأنه الأكثر أهمية من سواه، وكونه كان الرئيس الأسبق لحزب الدعوة ومسؤول المالكي بالتالي هو يعتبر نفسه مسؤول مسؤول العبادي، ورئيسه في التحالف، وكان يتأمل أن يتم اختياره لرئاسة الحكومة بدلا عن المالكي، وهذه الإشكالية خلقت تعقيدات في التحالف وفي سير العمل الحكومي، إذ لا يسمح الجعفري لأي أحد بالتدخل في عمل وزارته ويطلق التصريحات ويصدر البيانات التي تتعلق بالسياسة الخارجية دون الرجوع إلى رئاسة الوزراء أو البرلمان».
وفي رده عن سؤال حول عدم سفر الجعفري مع رئيس الحكومة كونه (الجعفري) يمتنع عن الجلوس خلف العبادي في نفس الطائرة، أجاب القيادي في التحالف الوطني: «هذا صحيح، بل إنه لا يلتقي بأي مجلس يحضره العبادي ويكون هو (الجعفري) شخصا ثانيا في هذا المجلس»، منبها إلى أن «مشكلة التحالف ليست في العلاقة بين الجعفري والعبادي فحسب، بل في محاولات ائتلاف المالكي لإضعاف بقية الكتل أو الأحزاب التي لا تؤيدهم، وفي مقدمتهم المجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري اللذان يشعران بعزلة داخل التحالف الوطني».
وعن سر بقاء التحالف الوطني متماسكا رغم ما تعصف به من مشكلات، قال القيادي في التحالف الوطني: «لا ننكر الدور الرئيسي والمؤثر لإيران التي تدعم بقوة وجود التحالف وأطرافه، ونصائح القادة الإيرانيين بأن يبقى هذا الكيان الشيعي على الرغم من كل شيء والتهديد بالشبح السني الذي قد يعود لحكم العراق إذا ضعفت الأطراف الشيعية».
وأكد أنه «إذا بقيت الأطراف الشيعية تتصارع في ما بينها والأطراف السنية يتقاطع بعضها مع بعض، والأكراد معزولين في إقليمهم، فهذا يعني أن تقسيم العراق أمر لا مفر منه، خصوصا مع معاناة الحكومة بسبب شبح الإفلاس الذي جاء نتيجة الفساد المالي، ووجود (داعش) قريبا من بغداد».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.