إجراءات احترازية وصلاة... العالم على موعد مع كسوف جزئي للشمس

أشخاص شوهدوا قبل كسوف الشمس عام 2019 في مرصد لا سيلا الأوروبي الجنوبي في كوكيمبو بتشيلي (رويترز)
أشخاص شوهدوا قبل كسوف الشمس عام 2019 في مرصد لا سيلا الأوروبي الجنوبي في كوكيمبو بتشيلي (رويترز)
TT

إجراءات احترازية وصلاة... العالم على موعد مع كسوف جزئي للشمس

أشخاص شوهدوا قبل كسوف الشمس عام 2019 في مرصد لا سيلا الأوروبي الجنوبي في كوكيمبو بتشيلي (رويترز)
أشخاص شوهدوا قبل كسوف الشمس عام 2019 في مرصد لا سيلا الأوروبي الجنوبي في كوكيمبو بتشيلي (رويترز)

يترقب العالم الكسوف الجزئي للشمس، الثاني هذا العام، والـ16 خلال القرن الـ21، تزامناً مع نهاية ربيع الأول وبداية شهر ربيع الآخر لعام 1444هـ، وسط تحذيرات من متابعته من دون استخدام النظارات المخصصة لذلك.
ويبدأ الكسوف قبل التاسعة صباحاً بدقيقتين بتوقيت غرينيتش في آيسلندا، وينتهي قبالة سواحل الهند في الساعة الأولى بعد الظهر بتوقيت غرينيتش، وما بين بدايته ونهايته، يعبر في طريقه أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وفقاً لبيان صادر أول من أمس، عن معهد الميكانيكا السماوية وحساب التقويم الفلكي، التابع لمرصد باريس الفرنسي.
وتشهد المنطقة العربية هذه الظاهرة باستثناء 3 دول، هي المغرب وموريتانيا وجزر القمر، وستكون هناك اختلافات بين الدول في توقيت بداية الكسوف ونهايته، ومدة استمرار الظاهرة، ونسبة الكسوف.
وسيتم تسجيل المرحلة القصوى من الكسوف الجزئي في سهل غرب سيبيريا في روسيا بالقرب من نيجنفارتوفسك، حيث يغطي قرص القمر نحو 86 في المائة من قرص الشمس.
ومن جانبها، وجهت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية أئمة المساجد في جميع مناطق المملكة بإقامة صلاة الكسوف عند مشاهدة كسوف الشمس ظهر اليوم.
وكان الباحث في الطقس والمناخ، عبدالعزيز الحصيني، قد نصح بعدم النظر مباشرة إلى الشمس.
وأوضح الحصيني عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنَّ الكسوف الجزئي للشمس يشاهد في جميع مناطق المملكة، بنسب متفاوتة، وستحظى الشرقية والوسطى والشمالية الوسطى والشمالية الشرقية من المملكة، بنسبة كسوف أعلى.
ونصح الحصيني المواطنين بعدم النظر مباشرة نحو الشمس وقت الكسوف الجزئي، لحماية العينين من الأضرار.
ولمحبى متابعة الظواهر الكونية، فتح المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية في مصر أبوابه للزائرين بالمجان، بمرصد حلوان (جنوب القاهرة)، موفراً أجهزة رصد متخصصة ونظارات للكسوف، وذلك بوجود فريق بحثي مزود بأجهزة رصد متطورة لمتابعة الحدث، وأجهزة مخصصة للجمهور مزودة بمرشحات ضوئية خاصة. وينظم المعهد محاضرات علمية تثقيفية خاصة بالظاهرة يقوم عليها نخبة من كوادر المعهد تحديداً، وسوف تكون هناك فعالية رصد باستخدام التليسكوب الشمسي.
وتشهد محافظات أخرى من مصر، فعاليات لرصد الظاهرة الفلكية، وذلك في المركز الإقليمي للمعهد بمدينة الخارجة بالوادي الجديد، وفي المركز الإقليمي للزلازل بأسـوان (جنوب مصر)، كما سينقل الحدث على الهواء مباشرة من مركز الرصـد عن طريق الشبكة الدولية للمعلومات وعلى موقع المعهد الرسمي.
وعطلت الكويت الدراسة بالمدارس، وذكرت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» في بيان لها، أن «العطلة ستكون فقط ليوم الثلاثاء، وستشمل كل المدارس الحكومية والخاصة، على أن تستأنف الدراسة غداً (الأربعاء)، وهذا القرار يأتي نظراً للكسوف الجزئي الذي ستمر به البلاد عند الساعة 1:20 ظهراً وحرصاً منها على سلامة الطلبة وبناء على توصيات وزارة الصحة بعدم التعرض لأشعة الشمس مباشرة قبل الكسوف بساعتين لحماية العين».
ويحدث الكسوف الشمسي عندما يمر القمر بين الشمس والأرض، ويلقي بظلاله على كوكب الأرض.
وفي العراق، دعت مديرية الدفاع المدني في العراق، المواطنين، إلى توخي الحذر وعدم النظر بشكل مباشر إلى الشمس بسبب ظاهرة كسوف الشمس التي ستشهدها البلاد منتصف نهار اليوم، لمدة ساعتين.
وشددت مديرية الدفاع المدني على المواطنين، في بيان، على ضرورة «عدم النظر للشمس في أثناء ظاهرة كسوف الشمس التي ستشهدها البلاد في الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي من هذا اليوم، والمتوقع أن تستمر لمدة ساعتين، من الساعة الواحدة ظهراً حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، لما يسببه من أذى للعين بشكل مؤقت أو دائم». وحذرت المديرية من استخدام الوسائل التقليدية كالزجاج المعتم أو النظارات الشمسية العادية أو مسودات أشعة إكس الطبية وغيرها. وكانت غالبية المحافظات العراقية أعلنت اليوم عطلة رسمية بسبب ظاهرة كسوف الشمس في البلاد.
ويكون الكسوف كلياً عندما يحجب القمر قرص الشمس تماماً، ما يؤدي إلى إغراق جزء من الأرض مؤقتاً في ظلام دامس، لكن كسوف اليوم سيكون جزئياً، ولن يكون كافياً لتعتيم ضوء النهار.
وقال عالم الفلك في مرصد باريس فلوران ديليفلي لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه عند الحد الأقصى للكسوف المتوقع فوق كازاخستان، ستكون الشمس مخفية بنسبة 82.2 في المائة، «لكن ذلك لن يكون كافياً لإحداث الظلام» الدامس في وضح النهار.
وأضاف أنه «لبدء الشعور بالظلام في السماء، وإدراك نوع من الضوء البارد، فإنك تحتاج على الأقل إلى 95 في المائة من التعتيم على الشمس».
وسيتمكن سكان المناطق المعنية من رؤية الكسوف شرط أن يكون الطقس جيداً، من خلال النظر إلى الشمس بنظارات مناسبة وجديدة، لتجنب حروق العين، أو استخدام أدوات مكبرة (مناظير أو تلسكوبات) مع مرشح، متوفرة في المراكز التي ستنظم المراقبة.
وهذا هو الكسوف الجزئي السادس عشر للشمس في القرن الحادي والعشرين، والثاني هذا العام، ويمكن رؤيته فوق جنوب المحيط الهادي. وفي البر الرئيسي الفرنسي، يعود آخر كسوف جزئي إلى 10 يونيو (حزيران) 2021.
وفي 12 أغسطس (آب) 2026، سيحدث كسوف كلي سيؤدي إلى تعتيم على القرص الشمسي بنسبة 92 في المائة، وفق مرصد باريس.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.