قصف الحوثيين لخزانات الوقود يزيد من معاناة سكان عدن.. وتحذيرات من كارثة بيئية

175 قتيلاً و70 ألف نازح في الضالع خلال الأشهر الماضية

الدخان يتصاعد من ميناء عدن بعد قصف الحوثيين له أول من أمس (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من ميناء عدن بعد قصف الحوثيين له أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قصف الحوثيين لخزانات الوقود يزيد من معاناة سكان عدن.. وتحذيرات من كارثة بيئية

الدخان يتصاعد من ميناء عدن بعد قصف الحوثيين له أول من أمس (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من ميناء عدن بعد قصف الحوثيين له أول من أمس (أ.ف.ب)

حذر ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ باسم ﻣﺠلس ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ عدن، ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺣﻤدي، من تداعيات قصف الحوثيين لخزانات الوقود في عدن، التي زادت من معاناة أبناء عدن بالإضافة إلى التحذير من تبعات هذه الجريمة.
ولفت الأحمدي إلى أن المقاومة بحاجة ﺇﻟﻰ ﺁﻟﻴﺎﺕ عسكرية مدرعة ﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻃﺮﺩ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻠﻮﻧﻬﺎ بعدن ﻓﻲ ﺧﻮﺭﻣﻜﺴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻫﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﻼ ﻭﻛﺮﻳﺘﺮ. وأكد أن ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ جيش نظامي ﻣﺤﺘﺮﻑ مدرب وليس ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻦ متطوعين. ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺍﻷﺣﻤﺪﻱ أن المقاومة يتوجب لها تجهيزات عسكرية ومادية.
وﺭﻭﻯ الأحمدي ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻗﺼﻒ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ لمينا ﺍﻟﺰﻳﺖ بمدينة ﺍﻟﺒﺮﻳﻘﺔ أول من أمس السبت ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﺇﺣﺮﺍﻕ ﺧﺰﺍﻧﺎﺕ ﻟﻠﻮﻗﻮﺩ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﻏﻄﻰ سماء المدينة بالدخان. ﻭﻗﺎﻝ الأحمدي لـ«الشرق الأوسط» ﺇﻥ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ استبقت ﻭﺻﻮﻝ ﺳﻔﻴﻨﺘﻲ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺧﻴﺮﻳﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﻼ ﻭﺍلأﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﺇﻟﻰ ميناء الزيت ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ طاقمهما ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻲ وطلبوا ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ وإلا فإنهما ستكونان عرضة للضرب المدفعي. وأضاف أنه بينما ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻔﻴﻨﺘا إغاثة ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺧﻴﺮﻳﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﻼ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ، ﻛﺎﻧﺖا ﺗﻬﻢان ﺑﺎﻟﺮﺳﻮ ﻓﻲ ميناء الزيت، اتصل بطاقمي ملاحتهما قائد ﻣﻦ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﺒﺮ اللاسلكي، طالبا ﻣﻨﻬمﺎ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ وإلا فسيتم ﺿﺮﺑﻬمﺎ. ﻭﻣﺎ إﻥ ﻏﺎﺩﺭﺕ السفينتان ﺣﺘﻰ ﺗﻢ إﻃﻼﻕ ﻗﺬﺍﺋﻒ ﻣﺪﻓﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﻫﻲ ﻋﻠﻰ الميناء، وﻫﻮ الميناء الوحيد الذي تسيطر ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ عدن. وأشار إلى أنه ﺑﻌﺪ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨتين قامت ميليشيات صالح والحوثي بإمطار ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﺧﺰﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺑﺎﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﺑﺎﻧﻔﺠﺎﺭ أنبوب وإصابة ﺧﺰﺍﻥ ﻭﻗﻮﺩ ﻭﺣﺼﻮﻝ ﺣﺮﻳﻖ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍ غطى سماء عدن.
ووجه نداء لكل ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ووصف به ما يحدث بالانتهاك الصارخ الذي يتجاوز حقوق الإنسان ويرتقي لمصاف جرائم الحرب، وطالب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بألا تقف متفرجة، موضحا: «بل يتوجب عليها تطبيق قرارات مجلس الأمن وتأمين خط لسفن الإغاثة وكذا التجارية، والتحرك العاجل لإنقاذ الوضع الإنساني المتردي في عدن».
وبدوره، قال مسؤول في مصافي عدن لـ«الشرق الأوسط» إﻥ الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع ﻗﺼﻔت المنطقة بالمدفعية وسقطت إحدى ﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﻋﻠﻰ ﺧﺰﺍﻥ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻔﺎﺓ، ﻣﺎ ﺃﺩﻯ إلى ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﻨﺎﺭ‏.
وكانت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان قد تصاعدت ﻓﻲ سماء المدينة طوال يوم أمس، ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺴﺆﻭﻝ محلي ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ استهدفوا ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻗﻄﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﻣﺪﺍﺩﺍﺕ ﻏﺬﺍﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ، ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼّﺼﺔ ﻟﻠﻴﻤﻦ، ﻣﺎ ﺃﺟﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ.
وقال ﺷﻬﻮﺩ عيان ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻧﺼﺎﺭ الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور ﻫﺎﺩﻱ، إﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﺻﻠﻮﺍ قصف الأحياء السكنية ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺩﺍﺭ ﺳﻌﺪ ﻭﺑﺌﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ.
ﻭﺣﺬّﺭ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺑﻴﺌﻴﺔ ﻭﺻﺤﻴﺔ ﻋﻘﺐ ﻇﻬﻮﺭ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﺧﺘﻨﺎﻕ جراء ﺍﻷﺩﺧﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ.
وﻗﺎﻝ ﻣﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻓﻲ عدن إن ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ إخماد ﺣﺮﺍﺋﻖ ﺧﺰﺍﻧﺎﺕ ميناء ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺑﺎﻟﺒﺮﻳﻘﺔ ﻋﺪﻥ فشلت ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ. وأفادت ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ الواردة ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻳقة بأﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﻢ إﺧﻤﺎﺩ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺣﺘﺮﻗﻮا، ﻭﺑﻌﺜﻮﺍ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻋﺎﺟﻠة طالبوا فيها بتدخل عاجل من الطيران ﻹﺧﻤﺎﺩﻫﺎ قبل أن تتمدد ألسنة اللهب فتصل إلى ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﻲ بالكامل ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ المقبلة.
ﻭﻳﺠﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻣﻨﺬ ﻇﻬﺮ أول من أمس ﻷﺟﻞ إطفاء ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺐ في ميناء ﺍﻟﺰﻳﺖ. وأفادت المصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن هذه الفرق ما زالت ﻣﺤﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻞ ﻭﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ.
وأشارت إلى أن ﻓﺮﻕ ﺍﻹﻃﻔﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺼﺎﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺑﺎﻟﺒﺮﻳقة قد بذلت جهدا لمحاصرة النيران والسيطرة ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺪﻟﻊ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﻔﺎﺓ ﺟﺮﺍﺀ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻘﺼﻒ ﻣﺪﻓﻌﻲ ﻋﻨﻴﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺪﻓﻌﻴﺔ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺻﺎﻟﺢ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺰﺍﻥ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ.
وﻏﺎﺩﺭﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍلأﺳﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻘﺔ ﺻﻮﺏ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻌﺪﻥ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺗﺠﺪﺩ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺻﺎﻟﺢ.
وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن عشرات العائلات نزحت من مدينة البريقة غرب عدن إلى المدن المجاورة مثل الشعب والحسوة والمنصورة والشيخ عثمان. وأضافوا أن هذا النزوح لم يتوقف منذ اندلاع الحرب، لكنه ارتفع وبشكل ملحوظ عقب قصف منشآت نفطية في ميناء الزيت.
وﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ آﺧﺮ، ﻭﺍﺻﻠﺖ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﻗﺼﻒ عدة ﻣﻨﺎﻃﻖ مكتظة بالسكان في عدن، مثل حي صلاح الدين ﺑﺎﻟﺒﺮﻳﻘﺔ الذي تعرض للقصف فجر أمس، والممدارة والشيخ عثمان.
وﻗﺎﻝ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ لـ«الشرق الأوسط» ﺇﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﺼﺪﻭﺍ ﻟﺘﻘﺪﻡ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﺻﺎﻟﺢ، ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﺶ في ﻋﺪﻥ، ﻭﺧﺎﺽ الطرفان ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺿﺎﺭﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ، وﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭ13 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ.
وفي غضون، ذلك أكدت تقارير حقوقية لمنظمات محلية تنشط في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة بمدينة الضالع وعدن سقوط أكثر من 175 قتيلا وألف جريح بينهم نساء وأطفال، وتعرض 544 منزلا لأضرار بالغة ونزوح أكثر من 70 ألف مواطن خلال الأشهر الثلاثة الماضية من الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح على المدينة.
ورصدت هذه التقارير تدمير 150 مبنى خاصا وعاما تدميرا شاملا، وإحراق عشرات المنازل وأكثر من 20 محلا تجاريا وذلك خلال الفترة من 24 مارس (آذار) الماضي وحتى 24 يونيو (حزيران) الحالي وتوثيقها لانتهاكات الميليشيات التي ترتقي إلى جرائم حرب ضد المدنيين.
وأشارت إلى أن مدينة الضالع التي انتصرت على ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في 25 مايو (أيار) الماضي تعاني من وضع إنساني كارثي وحصار خانق تفرضه الميليشيات على المدينة وسط انعدام شبه كامل للمواد الغذائية والتموينية والمشتقات النفطية وانهيار وشيك للمخزون الغذائي الذي قد يصيب المدينة مقتل.
وعلى صعيد متصل أكد أمين عام الدائرة الطبية في مكتب التنسيق الإغاثي بالضالع أن الميليشيات أحرقت أكثر من 50 حقيبة إغاثية بالإضافة إلى اعتقال بعض الحافلات التي تحمل مساعدات طبية، وهي في طريقها من لحج إلى المدينة، ومنعها من الوصول إلى الضالع.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.