رياضيون سعوديون: كلمات ولي العهد جرعات تحفيزية للاعبي «الأخضر»

قالوا إن حديثه سيساهم في تخفيف الضغوط على المنتخب الوطني في قطر

الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله لاعبي المنتخب السعودي أول من أمس (رويترز)
الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله لاعبي المنتخب السعودي أول من أمس (رويترز)
TT
20

رياضيون سعوديون: كلمات ولي العهد جرعات تحفيزية للاعبي «الأخضر»

الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله لاعبي المنتخب السعودي أول من أمس (رويترز)
الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله لاعبي المنتخب السعودي أول من أمس (رويترز)

اعتبر رياضيون سعوديون الاستقبال الذي حظي به أعضاء المنتخب السعودي الأول لكرة القدم من قِبل الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، بمثابة دعم كبير للمنتخب السعودي قبل المشاركة المقبلة في نهائيات كأس العالم «قطر 2022».
وبيّن الرياضيون أن الكلمات التي وجّهها ولي العهد، سيكون لها أثر إيجابي كبير على تقديم لاعبي المنتخب السعودي أفضل المستويات في هذه البطولة العالمية الكبرى، حيث كان التحفيز كبيراً، وأزال الكثير من الضغوط الإعلامية والجماهيرية الموجهة للاعبين، حيث إن إبعاد الضغوط عن اللاعبين سيكون له مردوده الإيجابي في المشاركة المقبلة.
وقال خليل الزياني، عميد المدربين السعوديين، إن الكلمات التي وجّهها ولي العهد للاعبي المنتخب السعودي أكبر حافز من أجل تقديم أفضل مستوى في كأس العالم، حيث إن رفع الضغوط عنهم يعني إطلاق قدراتهم لتقديم الأفضل، والاستمتاع باللعب، والظهور بالصورة التي يتمناها كل محبي الكرة السعودية.
وشدد الزياني، على أن المنجزات التي تحققت للكرة السعودية كانت نتاج الدعم من القيادة، ويمثل رفع الضغوط عن المنتخبات أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى النجاحات، لكون اللاعبين إذا كانوا تحت الضغط تكون مستوياتهم متدهورة في الغالب، ويفقدون الكثير من التركيز داخل أرض الملعب.
وقال فؤاد أنور، قائد المنتخب السعودي السابق، وصاحب أول هدف سعودي في المشاركة الأولى في «مونديال أميركا 1994»، إن الكلمات التوجيهية لولي العهد تمثل دعماً كبيراً للاعبين، حيث كانت الأريحية الكبيرة من الرجل الثاني في الدولة، حيث تحدث معهم بكل أريحية وتقدير، وقدم توجيهات سديدة سيكون لها الأثر الكبير في المشاركة العالمية القادمة. وأضاف: «الكلمات التي وجّهها الأمير محمد بن سلمان تمثل دافعاً لتقديم أفضل المستويات دون أي ضغوط، حيث إن هذا الرجل القائد وصانع الرؤية، يدرك أن الضغوط تجلب في العادة نتائج سلبية، ولذا ركز في حديثه على جانب الاستمتاع بالمشاركة، وعدم مطالبتهم بتحقيق منجز كبير أمام منتخبات كبيرة سبقتنا كثيراً في التطور والإمكانات الفنية، ولكون الاستمتاع باللعب واللعب بأريحية هو ما سيجلب أفضل النتائج بكل تأكيد».
وبيّن أن ولي العهد أراد أن يهيئ اللاعبين لأكثر من الفوز والخسارة، وهذا وسام على جميع اللاعبين، وعليهم أن يقدموا كل ما لديهم، مع التأكيد على عدم الضغوط النفسية، مشيراً إلى أن «الاستمرار في الوجود بكأس العالم، وتواصل المشاركة، سيؤدي في نهاية المطاف إلى اكتساب خبرات أكثر، ويحقق منجزات أكبر».
وزاد أنور: «حقيقةً وأنا أسمع كلماته السامية تمنيت لو أنني ضمن هذه المجموعة التي ستوجد في (المونديال) المقبل، وأكون ضمن من يتشرف بالاستماع والتوجيه من هذه القيادة العظيمة للوطن».
وشدد أنور في ختام حديثه، على أن الأمير محمد بن سلمان متابع لأدق التفاصيل، ولذا كانت كلماته التوجيهية دقيقة، حيث إنه يدرك قوة المنتخبات الموجودة في المجموعة، بداية من الأرجنتين صاحبة اللقب لنسختين، وكذلك المكسيك التي وجدت «17» مرة في «المونديال»، بنفس عدد مرات وجود الأرجنتين، وكذلك بولندا الدولة الأوروبية المتقدمة في كرة القدم التي وجد منتخبها «14» مرة، في المقابل سيكون الوجود السعودي هو السادس، ومن دون لاعبين يلعبون في أقوى الدوريات الأوروبية، كما هو حال المنتخبات المنافسة في نفس المجموعة على الأقل.
من جانبه، قال عبد الله سليمان الذي شارك مع المنتخب السعودي في «3» مونديالات سابقة، إن ولي العهد سعى إلى رفع الضغوط عن اللاعبين، وهذا العامل يمثل أهمية بالغة، لكون الضغوط النفسية لا تجلب في الغالب إلا النتائج السلبية، وهذا ما حصل في مشاركات سابقة.
وأضاف سليمان: «اللعب بأريحية ومن دون ضغوط يعني القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، ومضاعفة اللاعبين جهودهم وسعيهم لتقديم الأفضل، في المقابل الضغوط إذا حضرت، يعني التوتر داخل الملعب، وارتكاب أخطاء فادحة ومؤثرة، ولذا كان حديث الرجل القائد مرتكزاً على أهم نقطة، وهي رفع الضغوط عن اللاعبين، وهذا سيكون له أثر إيجابي بكل تأكيد».
وشدد على أن رفع الضغوط النفسية عن اللاعبين وعدم مطالبتهم بمنجز كبير في المشاركة القادمة، لا يعني تقليل الطموحات، بل العكس، يعني أن اللاعبين مطالبون بالاستمتاع باللعب، وخوض المباريات بأريحية، وفي عالم كرة القدم دائماً الفريق الذي يسيطر على الوضع النفسي يتفوق، وهذا ما يؤكد النظرة الثاقبة لولي العهد، والمعرفة التامة بكل التفاصيل، وإيصال الفكرة الواضحة التي ستساعد بكل تأكيد على تقديم أفضل المستويات، وستبقى النتائج مقرونة بالتوفيق من الله. واعتبر أن الجانب العاطفي الذي يتبناه بعض المحللين والنقاد، لا يجب أن يكون له حضور، فالعقلانية مهمة، والجميع خلف هذا المنتخب، ونثق في أن تكون المشاركة القادمة مميزة، وسيكون أثر كلمات الأمير محمد بن سلمان ظاهراً بكل تأكيد في المباريات التي سيخوضها المنتخب في النهائيات.
وتمنى سليمان أن يحقق هذا الجيل من اللاعبين المزيد من المنجزات، وأن يعكس مدى الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة السعودية من القيادة الكريمة.
أما أحمد جميل، قائد المنتخب السعودي السابق، فشدد على أن المنجزات الكثيرة التي تحققت للكرة السعودية، كانت نتيجة لرفع الضغوط، ومن بينها ما تحقق في «مونديال 1994»، حيث استقبل الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله – اللاعبين، وأكد لهم أنهم قادرون على تمثيل الوطن خير تمثيل، ورفع عنهم الضغوط، وكان الجد والمثابرة والحماس من اللاعبين حتى تحقق المنجز الكبير بالعبور للدور الثاني.
وعبّر عن تفاؤله بمشاركة المنتخب المقبلة في «المونديال»، بعد أن حظي اللاعبون بهذا الاستقبال التاريخي، والكلمات المحفزة التي ستمثل نبراساً وفخراً ودافعاً لهم في أكبر تظاهرة كروية عالمية.
من جانبه، قال فيصل العبد الهادي، مدير المنتخب السعودي، والأمين العام لاتحاد كرة القدم السابق، إن «الكلمات التي وجّهها الأمير محمد بن سلمان للاعبين، تؤكد تقديره لقيمة المنتخبات التي ستواجه المنتخب السعودي في (المونديال) المقبل، والمنجزات التي حققتها، والنجوم التي تضم في صفوفها، وهذا يعني أنه متابع دقيق، ويدرك أن أهم جانب يتوجب تجاوزه قبل مواجهة هذه المنتخبات هو الضغوط النفسية».
وبيّن أن ولي العهد يحفز على أن تكون هذه المشاركة لإثبات الذات، وتأكيد تطور وتقدم الكرة السعودية.
وأشار العبد الهادي إلى أن رأيه الشخصي بشأن المنتخب السعودي، أن يتم من الآن إعداد المنتخب الذي يخطط لوجوده في «مونديال 2030»، لكون هذا الجيل من اللاعبين في الفئات السنية، ويحقق أفضل النتائج، ويمكن إعداده على المدى البعيد، على ألا يكون الهدف هو تحقيق كأس العالم، بل تسجيل مشاركة أفضل، من خلال مراحل إعداد كافية وفق برامج مدروسة وطموحة، حيث يمكن وضع برامج لإعداد هذا الجيل لمشاركة مونديالية تتركز على تجاوز دور المجموعات مجدداً.
وختم العبد الهادي حديثه بالتأكيد على أن الجميع يتمنى أن يعود للعمل مع المنتخب في ظل هذه القيادة.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.