قطع نيوكاسل يونايتد تحت قيادة المدرب إيدي هاو خطوات ممتازة في خضم عملية التطور، وبدت الإشارات واضحة بعد مرور 12 مرحلة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
بعد وقت قصير من تولي هاو المنصب خلفاً لستيف بروس في الجولة الثالثة عشرة بالموسم الماضي، كان نيوكاسل في قاع الدوري الإنجليزي الممتاز بست نقاط فقط، وكان هدفه الوحيد النجاة من الهبوط.
ووصولاً إلى أول من أمس حقق نيوكاسل فوزاً مستحقاً 2-1 على توتنهام هوتسبير الذي خسر أمامه 5-1 في الموسم الماضي، ليصعد فريق هاو إلى المركز الرابع برصيد 21 نقطة من 12 مباراة، لم يخسر خلالها سوى مرة واحدة.
وساعد تحول النادي إلى ملكية صندوق الاستثمار السعودي في إضافة عناصر جيدة إلى التشكيلة، مثل كيران تريبير، ونيك بوب، وسفين بوتمان، وبرونو غيماريش؛ لكن لا يمكن أيضاً التقليل من براعة هاو الخططية.
وحوَّل هاو نيوكاسل إلى أحد أصعب الفرق التي يمكن مواجهتها بالدوري الممتاز؛ إذ استقبل عشرة أهداف فقط في أول 12 مباراة، وهو أفضل سجل دفاعي بالمسابقة. ولا يتوقف الأمر على وجود مدافعين جيدين؛ بل المنظومة التي تدافع من الأمام للخلف.
كونتي محبط من نتائج توتنهام (رويترز)
وتتعلق أكبر مشكلة لهاو بالتعامل مع التطلعات بعد وصول نيوكاسل للمربع الذهبي في هذه المرحلة من الموسم للمرة الأولى خلال عقد. ويتعامل مدرب بورنموث السابق بتواضع حتى الآن؛ لكن فوزه على توتنهام صاحب المركز الثالث، الأحد، يعبر عن إمكانية إنهاء نيوكاسل الموسم ضمن أول 6 مراكز، إن لم يحتل مركزاً مؤهلاً لدوري أبطال أوروبا. وحتى بعد أن قلص هاري كين الفارق لتوتنهام في وقت مبكر بالشوط الثاني بعد هدفي كالوم ويلسون وميغل ألميرون قبل الاستراحة، نجح نيوكاسل في التعامل بامتياز وحافظ على تقدمه بأريحية.
وقال هاو: «كانت هذه لحظة فارقة في المباراة بالنسبة لي، تغيرت الأجواء وازداد تفاؤل توتنهام؛ لكنني أحببت رد فعل فريقي. لم نتراجع للعمق فحسب؛ بل لعبنا بشكل مثالي وتمسكنا بالمباراة عبر التهديدات الهجومية».
وسيخوض نيوكاسل المباراتين المقبلتين أمام أستون فيلا وساوثهامبتون، وستكون أمام هاو فرصة لتثبيت أقدامه بالمربع الذهبي قبل صدام قوي مع تشيلسي.وينتظر نيوكاسل أيضاً عودة المهاجم ألكسندر إيساك والجناح آلن-سانت ماكسيمين من الإصابة؛ لكن هاو يرفض الشكوى. وعن إمكانية البقاء في المربع الذهبي قال المدرب: «لا أعرف، كل ما يمكننا فعله هو بذل أقصى ما بوسعنا للنجاح. لن ندخر أي جهد في كل مباراة. كل فرد بالمجموعة يريد النجاح من أجل الفريق قبل أي مصلحة شخصية. أفرغ اللاعبون كل ما بجعبتهم أمام توتنهام، والجميع يستحق الإشادة».
في المقابل، وبعد أفضل انطلاقة له بدوري الأضواء عقب عشر مباريات منذ 1963، تعثر توتنهام بتعرضه لخسارتين متتاليتين أمام مانشستر يونايتد ونيوكاسل.
وعلى نحو مفاجئ بدا فريق المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي مفككاً ويفتقد الإبداع، ويرجع جزء كبير من المشكلة إلى غياب لاعب الوسط المهاجم ديان كولوسيفسكي للإصابة.
وبدأ السويدي كولوسيفسكي نصف مباريات توتنهام في الدوري هذا الموسم، ولم يخسر الفريق خلال مشاركاته، وسجل متوسط 2.6 هدف في المباراة، ونال متوسط 2.3 نقطة بالمباراة، أما في المباريات التي لم يبدأها، فاز توتنهام 3 مرات وخسر 3 مرات، مع تسجيل متوسط 1.1 هدف ونال 1.1 نقطة بالمباراة.
ويملك كولوسيفسكي قدرة على الربط بين خط الوسط ثقيل الحركة وبين ثنائي الهجوم هاري كين والكوري الجنوبي سون هيونغ-مين، ولعب دوراً مؤثراً في وجود توتنهام بالمربع الذهبي، ولا يطيق كونتي الانتظار حتى عودته.
وأعرب كونتي عن حاجة تشكيلته لمزيد من الصفقات ليصارع في الجبهتين المحلية والأوروبية، بعدما أظهرت آخر جولتين افتقادها العمق للمنافسة في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
وبجانب غياب كولوسيفسكي فقد توتنهام جهود المهاجم البرازيلي ريتشارليسون، بينما خرج كريستيان روميرو وبيير-إيمريك هويبرغ من التشكيلة بسبب التعب.
ويستضيف توتنهام فريق سبورتنغ لشبونة بدوري الأبطال، الأربعاء، قبل مواجهة بورنموث بالدوري الممتاز يوم السبت. وقال كونتي: «قلقي الوحيد حالياً ألا نتعرض لمزيد من الإصابات؛ لأن تشكيلتنا تفتقد العمق للمنافسة في الدوري الممتاز ودوري الأبطال؛ لكن هذا ليس شيئاً ضد النادي، نعرف الموقف». وأوضح: «تحدثت مع النادي في بداية الموسم، وقلت إننا يجب أن نمضي خطوة بخطوة، ونحتاج إلى وقت وصبر ودخول فترتين أو ثلاث فترات للانتقالات، لإضافة عناصر تنافسية إلى التشكيلة لخوض بطولتين مهمتين».
وأضاف: «هذا الوضع يحبطني؛ لأنني أحب خوض هذه المباريات بأفضل فريق، وأن نملك ثلاثة أو أربعة أو خمسة خيارات جيدة بمقاعد البدلاء». وعلى الرغم من الهزيمة يبقى توتنهام بالمركز الثالث في الدوري بفارق خمس نقاط خلف آرسنال المتصدر.