محاكمة أبرز وجهاء الحكم في عهد بوتفليقة

بعد إدانة مدير المطار الدولي بالسجن 6 سنوات بتهمة الفساد

عبد المجيد سيدي السعيد زعيم النقابة المركزية سابقاً (الشرق الأوسط)
عبد المجيد سيدي السعيد زعيم النقابة المركزية سابقاً (الشرق الأوسط)
TT

محاكمة أبرز وجهاء الحكم في عهد بوتفليقة

عبد المجيد سيدي السعيد زعيم النقابة المركزية سابقاً (الشرق الأوسط)
عبد المجيد سيدي السعيد زعيم النقابة المركزية سابقاً (الشرق الأوسط)

تنطلق، غداً، في العاصمة الجزائرية، محاكمة زعيم النقابة المركزية السابق، عبد المجيد سيدي سعيد، واثنين من أولاده، بتهم فساد كبيرة تعود إلى الفترة التي كان فيها من وجهاء الحكم في عهد الرئيس السابق الراحل، عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019).
وسيُحاكم سيدي السعيد (73 سنة) بتهمة «تحويل أرصدة إلى الخارج مصدرها مال عام»، وهي واحدة من تهم كثيرة تلاحقه، ونجله حنفي المسجون أيضاً، أما نجله الثاني جميل، فهو تحت الرقابة القضائية.
وتتضمن لائحة الاتهام أن «عائلة النقابي الشهير تملك عقارات بفرنسا، اشترتها بطرق شابتها تجاوزات للقانون»، وأملاك ومشروعات له بالجزائر، ذات صلة بعلاقاته القوية بعائلة الرئيس السابق، خصوصاً شقيقه المسجون سعيد، ورجل الأعمال علي حداد المسجون أيضاً، وذلك في سياق الفساد الذي بلغ مستويات قياسية في الفترة السابقة، وما كان سبباً في اندلاع احتجاجات شعبية كبيرة قبل عامين ونصف العام.
وأكدت صحيفة «الشروق» اليوم، أن الأمين العام لـ«الاتحاد العام للعمال الجزائريين» سابقاً، متهم بالفساد بخصوص إطلاق شركات خاصة به، منها مؤسسة لإنتاج الحلويات، و«مخبزة فخمة» تقع في باريس، وشركة إنتاج سينمائي مختصة بتصوير الإعلانات التلفزيونية واللافتات لكبرى الشركات الجزائرية، إلى جانب شركة مملوكة لنجله حنفي لإنتاج الإعلانات لفائدة الشركات الأجنبية العاملة في الجزائر.
وبحسب الصحيفة، طالت شبهات الفساد أملاك ابنه الثاني، وتخص شركة لإعادة تدوير النفايات، ووكالة للأسفار والسياحة، فضلاً عن امتلاك العائلة إقامات فخمة وسيارات فارهة وحسابات بنكية داخل وخارج البلاد. وطالب محامو سيدي السعيد، بعد إيداعه الحبس الاحتياطي، في 12 مايو (أيار) الماضي، تمكينه من إجراءات الإفراج المؤقت بسبب مرض خطير يعاني منه. وشوهد على كرسي متحرك عندما اقتادته الشرطة إلى السجن، من مكتب قاضي التحقيق.
وشنَّت السلطات حملة اعتقالات كبيرة، بعد استقالة بوتفليقة في 2 أبريل (نيسان) 2019، طالت مسؤولين مدنيين وعسكريين، بعضهم تمت إدانته بأحكام ثقيلة بالسجن، أبرزهم رؤساء الوزراء أحمد أويحيى، وعبد المالك سلال، ونور الدين بدوي، و18 وزيراً، و15 رجل أعمال، والعديد من الجنرالات، أبرزهم مديرا الأمن الداخلي سابقاً، بشير طرطاق وواسيني بوعزة.
ويطرح الإعلام في الوقت الحالي، فكرة «عقد مصالحة» مع وجهاء النظام المسجونين، تقوم على تخفيض العقوبات التي صدرت بحقهم، مقابل الكشف عن أماكن الأرصدة المالية، وعن الأملاك التي لهم بالخارج.
وفي سياق ذي صلة، دانت محكمة الاستئناف بالعاصمة، أمس، المدير العام السابق لشركة تسيير خدمات ومنشآت مطار العاصمة الدولي، الطاهر علاش، بالسجن 6 سنوات مع التنفيذ، بناء على تهم فساد تخص سوء تسيير الشركة التي قضى على رأسها 15 عاماً.
وتتضمن لائحة الاتهام «التبديد والمشاركة في تبديد أموال عمومية، وإساءة استغلال الوظيفة بغرض الحصول على مزايا غير مستحقة، خصوصاً خلال إنجاز مشروع مطار الجزائر الدولي الجديد». وكان «القطب الجزائي الوطني المتخصص في الجرائم المالية والاقتصادية»، لدى «محكمة سيدي أمحمد»، الابتدائية بالعاصمة، حكم عليه بالسجن 8 سنوات مع التنفيذ.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.