«آية» أول مجلة نسائية للمرأة المسلمة في بلجيكا

مسؤولة التحرير: العدد الجديد يتناول شهر رمضان

«آية» أول مجلة نسائية للمرأة المسلمة في بلجيكا
TT

«آية» أول مجلة نسائية للمرأة المسلمة في بلجيكا

«آية» أول مجلة نسائية للمرأة المسلمة في بلجيكا

مع مطلع يونيو (حزيران) الحالي صدر العدد الرابع، لأول مجلة نسائية للمرأة المسلمة في بلجيكا والتي تهتم بموضوعات الموضة والجمال والأناقة والطهي وفي نفس الوقت تعريف الغرب بالمرأة المسلمة ومواكبتها للتطور في حدود التقاليد والأعراف الدينية، إلى جانب التعريف بالطقوس والعادات المرتبطة بالأعياد والمناسبات الدينية مثل شهر رمضان ومناسك الحج وعرض آخر خطوط الموضة في ملابس المحجبات.
تصدر المجلة باللغة الهولندية، واهتمت في الأعداد الثلاثة التي صدرت من قبل، بصيحات وخطوط الموضة الحديثة مع التركيز بشكل أكبر على المصممين العرب الذين يقدمون الجديد في عالم أزياء المرأة المحجبة وتسليط الضوء على الأماكن السياحية في الدول الإسلامية فضلا عن الأعياد والمناسبات الدينية. ويركز العدد الجديد من المجلة على شهر رمضان المبارك والتعريف بالطقوس المصاحبة للشهر الكريم من عبادات وأكلات وملابس مرتبطة بعيد الفطر والتي يتم الاستعداد لها في الأيام الأخيرة من رمضان وأمور أخرى. ومنذ صدور العدد الأول لاقت المجلة اهتماما من جانب وسائل الإعلام البلجيكية والتي قالت إنه بهدف تقديم صورة مغايرة عن حقيقة النساء المسلمات، وتصحيح الصورة المغلوطة لدى الغرب. جاءت أول مجلة نسائية في بلجيكا مخصصة لقضايا المرأة المسلمة المعاصرة، وتحمل اسم «آية»، ويشرف على تحرير المجلة سيدة من أصول مغربية، أكدت منذ صدور العدد الأول، على الالتزام بالتقاليد الإسلامية والعربية في موادها التحريرية.
وقالت كوثر نجار مسؤولة التحرير في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «المجلة تصدر أربع مرات في العام بواقع مرة كل ثلاثة أشهر، وفي العدد الجديد خلال شهر يونيو الحالي سنركز على رمضان، وأيضا على العادات المرتبطة بشهر الصوم وأيضا سنستمر في التعريف بالأماكن الإسلامية السياحية، وسنختار في العدد الجديد تركيا وأهم المدن فيها مثل إسطنبول وغيرها كما أننا نخطط لإصدار نسخة من المجلة باللغة الإنجليزية». وأضافت بالقول: «لكن نعاني من صعوبة التمويل والبحث عن الشركات والأنشطة التي تريد نشر إعلانات في مجلة للمرأة المسلمة، وأنا والطاقم المشارك معي في إصدار المجلة، نعمل بشكل تطوعي».
واختارت أسرة التحرير، التركيز على المملكة العربية السعودية لتكون موضوعا رئيسيا في العدد الأول من المجلة. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قالت فاطمة الزهراء عضو في تحرير المجلة: «منذ العدد الأول ركزنا على أمور هامة مثل فريضة الحج وأهمية المملكة العربية السعودية، وحاولنا تعريف القراء بمناسك الحج والدور الذي تقدمة المملكة، وأهميتها بالنسبة للمسلمين».
من جانبها قالت سهام سريحي عضو تحرير في المجلة: «منذ العدد الثاني بدأنا نسلط الضوء على الفنانين والمصممين المسلمين، وأردنا تغيير الفكر الغربي والتعريف بالمبدعين من المسلمين في الفنون المختلفة، واندهش البعض من الأوروبيين من هذا الأمر». والمجلة لا توزع في محلات بيع الصحف البلجيكية حتى الآن، وإنما تعتمد على الاشتراكات، وفي نفس الوقت يسعى القائمون على المجلة إلى التعريف بها بشكل أكبر في الفعاليات المختلفة التي تشهد إقبالا من جانب أبناء الجالية العربية والإسلامية، ومن بين تلك الفعاليات المعرض الإسلامي السنوي الذي استضافته مدينة انتويرب البلجيكية وشكل فرصة لتعريف الزوار بأشكال مختلفة من التقاليد والثقافة والمعارف الإسلامية، ومنها أول مجلة للمرأة المسلمة في بلجيكا، وجرى عرض أعداد من المجلة في المعرض. وشاهدت «الشرق الأوسط» إقبالا من السيدات المسلمات سواء من البلجيكيات المسلمات أو من ذوات الأصول العربية والإسلامية على المكان المخصص لعرض المجلة.



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.