العربي: الخطوة التالية بعد جنيف التوجه لمجلس الأمن

وزير خارجية مصر يبحث مع فيلتمان تطورات الازمة السورية

نبيل العربي
نبيل العربي
TT

العربي: الخطوة التالية بعد جنيف التوجه لمجلس الأمن

نبيل العربي
نبيل العربي

أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمس، أنه سيجري التوجه إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لاتخاذ الخطوة المقبلة بشأن الأزمة السورية، بعد فشل جهود حلها بين الطرفين المتنازعين.
وأكد العربي، بحسب ما ذكرت قناة «العربية»، أمس، قبل مغادرته إلى الكويت في إطار الإعداد للقمة العربية المقررة في مارس (آذار) المقبل، أنه تلقى اتصالا من المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أعرب فيه عن عدم تفاؤله بحدوث أي تقدم لحل الأزمة السورية.
ومن جانبه، التقى نبيل فهمي وزير الخارجية المصري، أمس، بالقاهرة، جيفري فيلتمان وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي إن اللقاء تناول عددا من القضايا الإقليمية المهمة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وفي مقدمتها تطورات الأزمة السورية والقضية الفلسطينية والأوضاع في أفريقيا الوسطى.
وأضاف المتحدث أن الوزير فهمي تناول خلال اللقاء موقف مصر من تطورات الأزمة السورية، في ضوء تعثر مسار «جنيف 2» في الوقت الراهن، وأهمية الحل السياسي، والعمل على تنفيذ مقررات «جنيف 1» بإقامة سلطة انتقالية ذات صلاحيات كاملة، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري ويوقف أعمال القتل اليومية ويحفظ لسوريا وحدتها.
وبشأن القضية الفلسطينية، أوضح المتحدث أن فهمي جدد خلال اللقاء تأكيد مصر ضرورة الالتزام بالمبادئ التي أقرها المجتمع الدولي لأسس التسوية السلمية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، فضلا عن قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبما يقود إلى إقامة دولة مستقلة ذات سيادة علي حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكر المتحدث أن فيلتمان رجا تقديم مصر المساعدات الممكنة «لدعم تحرك الأمم المتحدة لوقف تدهور الأوضاع في أفريقيا الوسطى، حيث وعد الوزير فهمي ببذل قصارى الجهد في هذا الشأن، في ضوء التزامات مصر التاريخية تجاه أشقائها الأفارقة».
وتناول فيلتمان دور مكاتب الأمم المتحدة المختلفة في القاهرة، واستعدادها تقديم كل أشكال الدعم الاقتصادي والاجتماعي الممكنة، والتعاون مع مصر بما يسهم في مزيد من رفت كفاءة مؤسسات الدولة، وفي تنفيذ خارطة الطريق.
وكان وزير الخارجية المصري بحث صباح أمس مع فليبو غراندي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ(أونروا). وأوضح السفير عبد العاطي أن الوزير فهمي أكد خلال اللقاء على أن القضية الفلسطينية تظل على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية، على الرغم من الانشغال بالتطورات الداخلية في مصر، مشيدا بدور الـ«أونروا» في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم، بمن فيهم الفارون من سوريا، مؤكدا على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وتحمل إسرائيل مسؤولياتها القانونية في هذا الشأن كقوة احتلال.
وأضاف المتحدث أن فهمي تناول مسار المفاوضات الحالية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدا على ضرورة الالتزام بمبادئ التسوية السلمية التي أقرها المجتمع الدولي، وفي مقدمتها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967.
وأشاد المسؤول الأممي بالدعم التاريخي الذي تقدمه مصر للقضية الفلسطينية ولدور وأنشطة وكالة الـ«أونروا» في تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين، فضلا عن الدعم الذي تقدمه السلطات المصرية للاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.