تفجيرات الجمعة تؤكد صعوبة توقع التهديد الإرهابي

المتحدث باسم «داعش» دعا إلى مزيد من الفوضى خلال شهر رمضان

جنديان فرنسيان في الطريق إلى المنشأة الصناعية التي شهدت تفجيرا إرهابيا في ليون أول من أمس (أ.ب)
جنديان فرنسيان في الطريق إلى المنشأة الصناعية التي شهدت تفجيرا إرهابيا في ليون أول من أمس (أ.ب)
TT

تفجيرات الجمعة تؤكد صعوبة توقع التهديد الإرهابي

جنديان فرنسيان في الطريق إلى المنشأة الصناعية التي شهدت تفجيرا إرهابيا في ليون أول من أمس (أ.ب)
جنديان فرنسيان في الطريق إلى المنشأة الصناعية التي شهدت تفجيرا إرهابيا في ليون أول من أمس (أ.ب)

في غضون ساعات، وفي ثلاث قارات مختلفة، نفذ مسلحون ثلاث هجمات يوم الجمعة أودت بحياة العشرات من المدنيين، وبثت حالة من الذعر وسط السكان، وأثارت أسئلة شائكة حول طبيعة تنامي الإرهاب العالمي وكذا الإجراءات الواجب اتخاذها لمواجهته. وعلى السطح، يبرز التوقيت كقاسم مشترك وحيد بين تلك الهجمات وسط صعوبة توقع التهديد الإرهابي في أي مكان حول العالم.
في فرنسا، هاجم مسلح محطة كيماوية أميركية، وجز عنق شخص، وكان من الواضح أنه حاول تفجير المحطة. وفي تونس، قُتل على الأقل 38 شخصا في هجوم شنه مسلح على منتجع شاطئي. وفي الكويت، قتل على الأقل 25 مصليا في تفجير انتحاري نفذه شخص داخل مسجد أثناء صلاة الجمعة.
وأعلن تنظيم داعش في تغريدة على «تويتر» مسؤوليته عن الهجمتين في تونس والكويت، إلا أن الإعلان لم يشر إلى مغذى التزامن والتنسيق بين تلك الهجمات، حيث جاء اختلاف طريقة التنفيذ في كل هجوم ليعكس صعوبة توقع التهديدات وحماية المدنيين ضد ممارسات إرهابية صغيرة الحجم تنفذها جماعة إرهابية.
وجاء تنفيذ الهجمات في وقت تنامى فيه خطر الجماعات الإرهابية في العالم، بعد أن نجحت في توجيه ضرباتها ونشر فكرها رغم جهود الولايات المتحدة وغيرها من الدول خلال السنوات العشر الماضية لقتل قادتها وحرمان تلك الجماعات من أي ملاذ آمن. ونجحت الولايات المتحدة في تصفية قادة تنظيم القاعدة في أفغانستان واليمن وغيرهما من الدول، إلا أن التنظيم نجح في الإبقاء على فروعه وتوغل داخل حركات التمرد في تلك البلدان. كذلك عمل تنظيم داعش على مسارين: الأول العمل على بناء دولة الخلافة التي أعلنها في المناطق التي استولى عليها في العراق وسوريا.. والمسار الثاني هو شن هجمات في الخارج.
ونتج عن دعم هذا التوسع قيام حرب أهلية وانهيار دول عربية بدءا من ليبيا إلى اليمن، حيث نشطت فيها تلك التنظيمات في مناطق غير خاضعة لسيطرة الدولة، وانتعش فيها المتشددون، وشكلت وسائل التواصل الاجتماعي بوقا لنشر رسالتهم حول العالم.
وفي حين حقق المسؤولون في الكويت وتونس وفرنسا في الهجمات، أشار الكثيرون إلى أن قادة «داعش» دعوا المتعاطفين في الخارج إلى القتل وإلحاق الأذى بدولهم. وكان المتحدث باسم «داعش» أبو محمد العدناني وجه التهنئة لأعضاء التنظيم بمناسبة شهر رمضان قائلا إن لتلك الأفعال ثوابا أعظم في الآخرة خلال شهر رمضان المبارك، مضيفا: «أيها المسلمون سارعوا إلى الجهاد. أيها المجاهدون في كل مكان سارعوا إلى تحويل شهر رمضان إلى شهر وبال على الكافرين»، حسب رسالة صوتية للعدناني.

3 هجمات في 3 ساعات
واستهدف الهجوم كل دولة في منطقة حساسة.. فتونس، رغم أنها الدولة الوحيدة التي حققت نجاحا بين باقي دول الربيع العربي الذي بدأ منذ أربع سنوات، عانت من ضربات لقطاع السياحة الذي يعتبر العمود الفقري لاقتصادها.
واتبع منفذو تفجيرات الكويت نفس أسلوب تفجير مسجد الشيعة في السعودية، بهدف بث روح الطائفية في دولة يحتل فيها المسؤولون السنة والشيعة المناصب العليا في الحكومة على حد سواء، وحيث يعتبر بث روح الفرقة بين الطوائف أمرا غير مألوف.
وفي فرنسا، كان الهدف من الهجوم أقل وضوحا، إلا أن قطع الرأس أوحى بأن القاتل ربما استوحى المشهد من ممارسات «داعش» المشابهة في المناطق الخاضعة لنفوذه.
ولأن الأحداث حملت طابع «داعش» سيئ السمعة، اعتقد بعض المحللين أن الهجمات تزامنت عمدا مع احتفال «داعش» بالذكرى الأولى لإعلانه دولة الخلافة. وحتى لو لم يكن هذا صحيحا، فقد أفاد موقع «سايت» الاستخباري الذي ينشر كل ما تبثه الجماعات المتطرفة بأن الهجمات «قوبلت باحتفال على مواقع المقاتلين المتشددين ومؤيدي (داعش) في موقع (تويتر)».
وتقول لينا الخطيب، مديرة مؤسسة كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت «لقد دخلنا مرحلة جديدة من الأعمال الإرهابية» مضيفة أن «(داعش) قد استخدم فروعه الخارجية لتكوين خلايا نائمة بالخارج بهدف تعزيز جهوده لتكوين دولته».
وانهمك مسؤولو الاستخبارات الأميركية وأجهزة مكافحة الإرهاب يوم الجمعة في محاولات لإيجاد صلة بين الهجمات في فرنسا والكويت وتونس. وأفاد المسؤولون بأنه إن كانت هناك صلة فسوف يسعى المسؤولون إلى تحديد ما إذا كان «داعش» قد وجه أو نسق أو أوحى لمنفذي تلك الهجمات.
وأدان المتحدث باسم البنتاغون ستيف وارين الهجمات التي وصفها بـ«المشينة»، مضيفا «لا نستطيع أن نجزم حتى الآن ما إذا كان هناك تنسيق بين تلك الهجمات أم لا.. لم نتأكد بعد».
وفي سياق إعلان مسؤوليته عن هجوم الكويت، وصف بيان «داعش» منفذ الهجوم بـ«أحد فرسان السنة»، وأثنى على قتله للشيعة الذين يراهم مرتدين حسب النموذج الإسلامي المتشدد.
وحاكى هجوم الكويت هجمات أخرى شنها «داعش» مؤخرا في السعودية، مما رسخ الاعتقاد بأن الجماعة المسلحة تسعى لنثر بذور الفتنة بين السنة والشيعة. وأعلن «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي في أحد أكبر مساجد الشيعة في الكويت أثناء صلاة الجمعة. «منذ علمت بتفجيرات مسجد القطيف والمساجد الشيعية هناك، انتابني إحساس بأن دورنا قادم»، حسب بدور بهبهاني خريجة جامعية شيعية بمدينة الكويت.
اتخذت حرب الولايات المتحدة على الإرهاب عدة أشكال على مدار العام، إلا أن المسؤولين الأميركيين اعتبروا انتشار هذا النوع من الهجمات الفردية فشلا في كسب المعركة الفكرية أو حرب المعلومات التي تغذي حالة الاقتتال وتلهم المنتسبين لتلك التنظيمات.
* خدمة «نيويورك تايمز»



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.