مواقف سلبية

يتلقف كثيرون الأخبار الجديدة على أساس مواقف قديمة. هذا يحدث في كل مجال، لكنه يحدث بوضوح أكثر في السينما.
عندما عُيّن حسين فهمي رئيساً لمهرجان القاهرة بدءاً من دورته المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تعالت الأصوات نفسها منقسمة بين ترحيب وترهيب. الترحيب لا يؤذي وسيعامله المرء على أنه تلقائي، لكن الترهيب هو الذي لا بد من التوقف عنده.
كتابات وتصريحات البعض السلبية تمحورت حول أن حسين فهمي كان عُيّن سابقاً رئيساً للمهرجان و«فشل». وأنه ليس أفضل الموجودين الذين كان يمكن اختيارهم للمنصب. وواحد كتب إنه يمثل جيلاً لا «يتابع التطوّرات»، التي حدثت في السنوات الأخيرة.
هذا كلام عام وسهل، ولم يتوقف عنده رئيس المهرجان، بل قرر أن يعمل عوض أن يعلّق. لكن ربما من الجدير الإشارة إلى أن علامات تساؤل صاحبت كل رئيس لمهرجان القاهرة عُيّن منذ رحيل رئيسه سعد الدين وهبة، سنة 1997 الذي أمسك بزمامه لسنوات عديدة.
كل من جاء ليتولى هذا المنصب كانت له أفكاره ومعظمهم حاول جهده القيام بواجبه كما يعرفه. البعض استسلم سريعاً للمشاكل المتوارثة، والبعض عني بجانب دون آخر، والبعض الثالث سعى بتطبيق مداركه ومعرفته على نحو كامل بنجاحات متفاوتة.
المشكلة هي أن السينما في أي بلد هي كيان متكامل. صناعة ينضم إليها المهرجان تبعاً لخطة شاملة وهدف أعلى من مجرد عرض الأفلام. وتطبيق ما هو أعلى صعب بعدم وجود ملمّين وخبراء يعملون تحت إدارة رئيس له خلفية وطموح. وفي المقام الأول ميزانية كافية إن لم نقل كبيرة.
الحكم على النتائج في نهاية الأمر، لكن حب حسين فهمي للتحديات وكفاءة مدير المهرجان الفني أمير رمسيس، يؤكدان أن الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة ستكون من أفضل دوراته الـ44.
م. ر