الأسواق تنحني لعودة القلق و«ضربة تراس الأخيرة»

الدولار يعادل 150 يناً للمرة الأولى منذ 1990

لم تنجح النتائج الفصلية القوية لكبريات الشركات في حفظ مكاسب الأسواق التي داهمتها المخاوف مجدداً (رويترز)
لم تنجح النتائج الفصلية القوية لكبريات الشركات في حفظ مكاسب الأسواق التي داهمتها المخاوف مجدداً (رويترز)
TT

الأسواق تنحني لعودة القلق و«ضربة تراس الأخيرة»

لم تنجح النتائج الفصلية القوية لكبريات الشركات في حفظ مكاسب الأسواق التي داهمتها المخاوف مجدداً (رويترز)
لم تنجح النتائج الفصلية القوية لكبريات الشركات في حفظ مكاسب الأسواق التي داهمتها المخاوف مجدداً (رويترز)

لم تنجح النتائج الفصلية القوية لكبريات الشركات، في حفظ مكاسب الأسواق التي داهمتها المخاوف مجدداً من الركود الاقتصادي. وفتحت المؤشرات الرئيسة في «وول ستريت» على انخفاض، الخميس، بعد أن زادت استقالة ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا من حالة الضبابية في الأسواق التي تكافح من أجل الحفاظ على المكاسب من مجموعة من التوقعات الإيجابية لأرباح الشركات الأميركية.
وانخفض المؤشر «داو جونز» الصناعي 11.89 نقطة أو 0.04 في المائة عند الفتح إلى 30411.92 نقطة. كما بدأ المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» التداول على انخفاض 6.11 نقطة أو 0.17 في المائة عند 3689.05 نقطة. وتراجع المؤشر «ناسداك» المجمع 23.09 نقطة أو 0.22 في المائة إلى 10657.41.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية وسط قلق المستثمرين من استمرار التضخم والإجراءات المتشددة للبنوك المركزية، في حين أثار تراجع أرباح شركة «بي إي سيميكونداكتور» لصناعة الرقائق وشركة «نوكيا» للاتصالات المخاوف من تباطؤ اقتصادي.
وانخفض المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.4 في المائة خلال التعاملات الصباحية، ليواصل التراجع من الجلسة السابقة، إذ أدت سلسلة من بيانات التضخم المقلقة إلى تأجيج المخاوف من أن البنوك المركزية ستحتاج إلى مواصلة تشديد سياساتها النقدية، فضلاً عن تبدد التفاؤل بعد تقارير عن الأرباح في الآونة الأخيرة.
وارتفعت عوائد السندات الحكومية الألمانية لأجل 10 سنوات إلى 2.43 في المائة، مسجلة أعلى مستوياتها منذ أغسطس (آب) 2011، مما شكل مزيداً من الضغط على الأسهم.
وفي آسيا، قلص مؤشر «نيكي» الياباني خسائره في تعاملات متقلبة، بعد ظهر الخميس، في أعقاب تقرير أفاد بأن الصين تفكر في تخفيف قواعد «كوفيد – 19» للزوار.
وأغلق مؤشر «نيكي» الجلسة منخفضاً 0.92 في المائة عند 27006.96 نقطة. وكان المؤشر ارتفع إلى 27092.55 نقطة قبل نحو 45 دقيقة من نهاية التداول، بعد تقرير لشبكة «بلومبيرغ»، قال إن الصين تدرس خفض فترة الحجر الصحي للسياح الوافدين إلى سبعة أيام من عشرة.
وبالنسبة لأسهم الشركات المدرجة على «نيكي»، وعددها 225 سهماً، فقد انخفض 171 وارتفع 51، وأغلق ثلاثة دون تغيير.
وكان القطاعان الرابحان الوحيدان على المؤشر هما قطاع الطاقة، الذي صعد 0.79 في المائة في ظل ارتفاع أسعار النفط الخام، والقطاع المالي الذي زاد 0.22 في المائة، إذ عزز ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل توقعات الأرباح من الإقراض... أما قطاع المواد الأساسية فكان الأسوأ أداء وخسر 1.22 في المائة.
في غضون ذلك، واصلت العملة اليابانية هبوطها أمام الدولار، وتراجعت إلى 150 يناً أمام العملة الأميركية للمرة الأولى منذ أغسطس (آب) 1990، ما أثار تكهنات حول تدخل جديد محتمل من اليابان لدعم الين.
وقرابة الساعة 07.40 بتوقيت غرينيتش، كان الدولار يساوي 149.92 ين بعد تخطيه لفترة وجيزة عتبة 150 يناً، وهو أدنى مستوى منذ 32 عاماً، وسط الاختلافات المتزايدة بين السياسات النقدية الأميركية واليابانية.
وتراجعت العملة من المستويات التي سجّلتها في فبراير (شباط) عند 115 تقريباً، في حين يتمسك بنك اليابان بسياساته الطويلة الأمد، الشديدة التساهل، التي صممت لتشجيع النمو المستدام في ثالث أكبر اقتصاد في العالم... وفي الوقت نفسه، رفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشكل حاد تكاليف الاقتراض، في محاولة لكبح التضخم الذي تغذيه عوامل عدة، من بينها الحرب في أوكرانيا.
ومن جانبها، حومت أسعار الذهب عند أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع بفعل ضغوط صعود الدولار والعائد على سندات الخزانة، في ظل مخاوف من مواصلة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) رفع أسعار الفائدة بمقدار كبير.
وبحلول الساعة 0049 بتوقيت غرينيتش انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1627.04 دولار للأوقية (الأونصة). وبلغت الأسعار أدنى مستوياتها منذ 28 سبتمبر (أيلول) في وقت سابق من الجلسة عند 1624.98 دولار للأوقية. وتراجعت العقود الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 1632.60 دولار للأوقية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 18.36 دولار للأوقية. وتراجع البلاتين 0.6 في المائة إلى 878.52 دولار للأوقية. ونزل البلاديوم 0.6 في المائة إلى 1988.78 دولار للأوقية.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )

«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
TT

«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)

خفض البنك المركزي الباكستاني، الاثنين، سعر الفائدة الرئيس بمقدار 200 نقطة أساس ليصل إلى 13 في المائة، في خامس خفض متتال منذ يونيو (حزيران)، في إطار جهود البلاد المستمرة لإنعاش اقتصادها المتعثر من خلال تخفيف التضخم.

وتجعل هذه الخطوة باكستان واحدة من أكثر الأسواق الناشئة عدوانية في خفض أسعار الفائدة هذا العام، مع استثناءات مثل الأرجنتين، وفق «رويترز».

وقالت لجنة السياسة النقدية في البنك في بيانها: «بشكل عام، تعد اللجنة أن النهج المتمثل في خفض أسعار الفائدة بشكل مدروس يساعد في الحفاظ على ضغوط التضخم والضغوط على الحساب الخارجي تحت السيطرة، بينما يدعم النمو الاقتصادي بشكل مستدام».

وأضاف البنك أنه يتوقع أن يكون متوسط التضخم «أقل بكثير» من نطاق توقعاته السابقة، الذي يتراوح بين 11.5 في المائة و13.5 في المائة في عام 2025، كما أشار إلى أن توقعات التضخم لا تزال عُرضة لعدة مخاطر، بما في ذلك الإجراءات اللازمة لمعالجة العجز في الإيرادات الحكومية، بالإضافة إلى التضخم الغذائي، وارتفاع أسعار السلع العالمية. وأوضح البنك قائلاً: «قد يظل التضخم متقلباً على المدى القريب قبل أن يستقر ضمن النطاق المستهدف».

وخلال مكالمة مع المحللين، أشار رئيس البنك المركزي الباكستاني، جميل أحمد، إلى أن المركزي لم يحدد مستوى معيناً لسعر الفائدة الحقيقي عند اتخاذ قرار خفض سعر الفائدة يوم الاثنين. ومع ذلك، أوضح أن البنك المركزي كان قد استهدف في الماضي معدل تضخم يتراوح بين 5 و7 في المائة على المدى المتوسط، وأن هذا الهدف بات في متناول اليد خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.

وتسير باكستان، الواقعة في جنوب آسيا، على مسار تعافٍ اقتصادي صعب، وقد تلقت دعماً من تسهيل بقيمة 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي في سبتمبر (أيلول). وأشار البنك إلى أن «جهوداً كبيرة وتدابير إضافية» ستكون ضرورية لتمكين باكستان من تحقيق هدف الإيرادات السنوية، وهو عنصر أساسي في اتفاقها مع صندوق النقد الدولي.

وكان جميع المحللين الـ12 الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقعون خفضاً بمقدار 200 نقطة أساس، بعد أن شهد التضخم انخفاضاً حاداً إلى 4.9 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما جاء أقل من توقعات الحكومة، وأقل بكثير من ذروة التضخم التي بلغت نحو 40 في المائة في مايو (أيار) من العام الماضي. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التخفيضات المتتالية، بما في ذلك خفض بمقدار 150 نقطة أساس في يونيو، و100 نقطة في يوليو (تموز)، و200 نقطة في سبتمبر، و250 نقطة في نوفمبر، مما أدى إلى انخفاض سعر الفائدة من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 22 في المائة في يونيو 2023، الذي ظل ثابتاً لمدة عام. وبذلك يبلغ إجمالي التخفيضات منذ يونيو 900 نقطة أساس.