فنانون مصريون وعرب يدعمون شيرين لتجاوز أزمتها

جدل بشأن قانونية إجبارها على العلاج من الإدمان

شيرين عبد الوهاب (أرشيفية)
شيرين عبد الوهاب (أرشيفية)
TT

فنانون مصريون وعرب يدعمون شيرين لتجاوز أزمتها

شيرين عبد الوهاب (أرشيفية)
شيرين عبد الوهاب (أرشيفية)

أثارت الأزمة التي تعاني منها حالياً الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب تعاطف فنانين مصريين وعرب معها، إذ توالى كثير من رسائل الدعم والمؤازرة لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمداخلات على البرامج الفضائية، في الوقت الذي أصدرت فيه أسرة النجمة بياناً صحافياً أخيراً حذرت فيه وسائل الإعلام من تناول أي أخبار أو تصريحات عنها في الفترة الحالية.
وتخضع الفنانة شيرين عبد الوهاب للفحص الطبي والعلاج، في إحدى المصحات النفسية، حتى إكمال علاجها من الإدمان على المخدرات، وفقاً لتصريحات شقيقها محمد عبد الوهاب، بينما تستمر تحقيقات النيابة بشأن احتجازها عنوة بالمصحة بعد البلاغ المقدم من محاميها.
وحرص عدد كبير من نجوم السينما والغناء والدراما والإعلام على مساندة شيرين في محنتها، وتقديم العون المعنوي لها، وكتبوا منشورات مُحملة بمشاعر الحب والتقدير البالغ لها ولمشوارها الفني.
ومن أبرزهم الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، التي كتبت منشوراً عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، تحت عنوان «رسالة مفتوحة إلى شيرين عبد الوهاب»، قائلة: «من منا لم تجلده الحياة يوماً، من منا لم يُدمِ قدميه على دروبها، من منا لم يَته ولو لمرات في أزقتها، يوم تصورنا الأزقة قناديل، ظنناها نايات تراقص الفراشات». وتابعت : «اسمعي، شيرين اسمعيني... اسمعي صوتي القادم إليكِ من بيروت التي نحارب على أبوابها كالأبطال بأنصاف أجنحتنا»، وتابعت: «قومي، نحن نؤمن بكِ وبإرادتك ونحبّك ونحن معكِ ولكِ، ونحن من عطايا ربّك لفنّك، فانزعي عنك ثوب الأسى وافرحي واكتفي بِنعَم ربنا عليك».
كما كتب الفنان محمد منير، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «عايزك تبقي كويسة وترجعي أقوى يا شيرين يا جميلة».
وقالت الفنانة سمية الخشاب: «حبيبتي يا شيرين، أشعر بك، ربنا يقومك بالسلامة لأن ما مررتِ به لا يوجد بني آدم يتحمله».
فيما وجهت لها الفنانة المغربية سميرة سعيد رسالة حب وتحفيز قائلة: «شيرين، زي ما بعرفك، إنتِ قوية وهتعدي الظروف دي بسرعة، ارجعي لينا وإحنا معاكي، في كل خطوات حياتك مهما كانت صعوبتها... بنحبك».
وكتب الإعلامي شريف مدكور: «يا رب ترجعي لبناتك وحبايبك وجمهورك بألف سلامة، أنتي قوية وشاطرة، وأنا واثق إنك حتكوني زي الفل قريباً جداً».
ولم يتوقف دعم الفنانين للمطربة المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، إنما استقبل بعض البرامج الفضائية مداخلات لمؤازرتها، فأبدى نصر محروس مساندته الكاملة لها في مداخلة هاتفية له مع برنامج «الحكاية» قائلاً: «شيرين ابنة كل بيت في مصر، وكل الناس تحبها وتسمعها».
ويعتبر الناقد الفني محمود مطر، التعاطف الواسع للفنانين والجمهور مع شيرين انعكاساً لمشوارها الفني الثري وموهبتها الحقيقية، التي يخشى الجميع على ضياعها بسبب أزماتها المتتالية والمتصاعدة بقوة.
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يأتي دعم الوسط الفني لشيرين بكل مجالاته من نجوم السينما والمسرح والغناء والدراما؛ نتيجة لتقدير بالغ للنجمة التي تتمتع بشخصية حساسة للغاية، وتعد نموذجاً لكيف يمكن للحياة الشخصية للفنان، على وجه الخصوص، أن تؤثر على نجاحه وعطائه لجمهوره»، لافتاً إلى أن هذه الرسائل تعد «بمثابة محاولة قوية وجادة للحفاظ على موهبة يخشون عليها من الزوال».
وأشار إلى أن «دفاع الفنانين عن شيرين يبدو وكأنه دفاع عن الفن نفسه، الذي قد يخسر للأسف صوتاً ذهبياً وأداءً مفعماً بالإحساس والصدق».
وأرجع مطر معاناة شيرين المستمرة خلال السنوات الماضية إلى «طيبتها المفرطة». ولفت إلى أنها «بجانب الجلسات النفسية والطبية، تحتاج بالفعل إلى رسائل، ودعم مباشر، من زملائها الفنانين والجمهور لأنها شخصية عاطفية وقعت في أزمة حقيقية، ونتمنى أن تكون الأخيرة».
وبشأن الجدل المثار حول قانونية علاج شيرين بالإجبار، قال عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة التضامن إن «تصرف أسرتها واقتيادهها إلى المستشفى للعلاج قانوني».
وأوضح في تصريحات تلفزيونية أن «القانون يمنح أسرة أي مريض حق إجباره على العلاج إذا كان يشكل خطراً على نفسه وعلى أسرته».
ويقول الدكتور عبد الرحمن حماد، الرئيس التنفيذي لمستشفى «إيوان للطب النفسي»، والمدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى العباسية، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «القانون المصري لرعاية المريض النفسي لسنة ٢٠٠٩ في مادته ١٣ (الدخول الإلزامي) يحدد شروطاً واضحة لدخول المريض دون رغبته، وهو أن يتم فحصه بواسطة طبيب نفسي يقيّم حالته في البداية إن كانت تستدعي العلاج داخل المستشفى أم لا، وهل هي متدهورة أم لا، أو تمثل تهديداً وشيكاً على سلامته الشخصية أو سلامة الآخرين، وأن يكون المريض رافضاً للعلاج».
ويضيف أنه «خلال خلال 24 ساعة يجب إبلاغ الأهل ومدير المستشفى والمجلس القومي للصحة النفسية، بالحالة الصحية للمريض، قبل أن يتم فحصه مجدداً بعد 3 أيام بواسطة طبيبين نفسيين، أحدهما (مستقل لا يعمل بالمستشفى) لتحديد هل يحتاج المريض بالفعل للدخول الإلزامي أم لا، وبالتأكيد إذا كان المريض لا يحتاج للحجز الإلزامي يتم إخراجه من المستشفى مباشرة؛ منعاً لسوء استغلال القانون من أي جهة أو أشخاص، وضماناً لحقوق الإنسان في الحرية»، لافتاً إلى أن «الحجز الإلزامي يخضع لمعايير ورقابة جهات عدة محايدة».
وبشأن حالة شيرين يقول حماد، إنه «لا يحق لأحد التصريح بحجزها إلزامياً من عدمه سوى الأطباء المعالجين لها، بناء على تقييمهم لحالتها الصحية».



روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
TT

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)

طوّر باحثون من جامعة ليفربول الإنجليزية روبوتات متنقلة قادرة على الحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إجراء أبحاث التركيب الكيميائي، وصناعة الدواء بكفاءة غير عادية.

وفي الدراسة المنُشورة في دورية «نيتشر»، الأربعاء، أظهر الباحثون كيف تمكنت تلك الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، من أداء مهام البحث الاستكشافي في الكيمياء بمستوى أداء البشر، ولكن في وقت أسرع بكثير.

وتم تصميم الروبوتات المتنقلة التي يبلغ ارتفاعها 1.75 متر بواسطة فريق ليفربول لمعالجة 3 مشاكل أساسية هي: إجراء التفاعلات، وتحليل المنتجات، وتحديد ما يجب القيام به بعد ذلك بناءً على البيانات الناتجة. وقامت الروبوتات بأداء هذه المهام بطريقة تعاونية، حيث تناولت تلك المشكلات في 3 مجالات مختلفة تتعلق بالتركيب الكيميائي ذي الصلة باكتشاف الأدوية الصيدلانية.

وأظهرت النتائج أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، اتخذت الروبوتات القرارات الجديدة أو قرارات مماثلة للباحث البشري، ولكن في إطار زمني أسرع بكثير من الإنسان، الذي قد يستغرق ساعات كثيرة لاتخاذ القرارات نفسها. وأوضح البروفسور أندرو كوبر من قسم الكيمياء ومصنع ابتكار المواد بجامعة ليفربول، الذي قاد المشروع البحثي أن «البحث في التركيب الكيميائي مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، سواء في أثناء التجارب أو عند الحاجة إلى اتخاذ القرارات حول التجارب التي يجب القيام بها بعد ذلك، لذا فإن استخدام الروبوتات الذكية يوفر طريقة لتسريع هذه العملية».

وقال في بيان صادر الأربعاء: «عندما يفكر الناس في الروبوتات وأتمتة الكيمياء، فإنهم يميلون إلى التفكير في إجراء التفاعلات وما إلى ذلك، وهذا جزء منها، ولكن اتخاذ القرار يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «هذه العملية تنطوي على قرارات دقيقة بناءً على مجموعات من البيانات الغزيرة. إنها مهمة تستغرق وقتاً طويلاً من الباحثين، ولكنها كانت مشكلة صعبة للذكاء الاصطناعي كذلك».

ووفق الدراسة، فإن اتخاذ القرار هو مشكلة رئيسية في الكيمياء الاستكشافية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحث بإجراء عدة تفاعلات تجريبية، ثم يقرر توسيع نطاق بعض من تلك التجارب التي تعطي نتائج تفاعل جيدة أو منتجات مثيرة للاهتمام فقط.

من جهته، قال سريرام فيجاياكريشنان، طالب الدكتوراه السابق في جامعة ليفربول، وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الذي قاد هذه التجارب: «عندما حصلت على الدكتوراه، أجريت كثيراً من التفاعلات الكيميائية يدوياً. غالباً ما يستغرق جمع البيانات التحليلية وفهمها الوقت نفسه الذي يستغرقه إعداد التجارب. وتصبح مشكلة تحليل البيانات هذه أكثر حدة. فقد ينتهي بك الأمر إلى الغرق في البيانات».

وأضاف: «لقد عالجنا هذا هنا من خلال بناء منطق الذكاء الاصطناعي للروبوتات. ويعالج ذلك مجموعات البيانات التحليلية لاتخاذ قرار مستقل، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب المضي قدماً إلى الخطوة التالية في التفاعل أم لا». وأكد قائلاً: «إذا أجرى الروبوت التحليل في الساعة 3:00 صباحاً، فسوف يكون قد قرر بحلول الساعة 3:01 أي التفاعلات يجب أن تستمر. وعلى النقيض من ذلك، قد يستغرق الأمر ساعات من الكيميائي لتصفح وتحليل مجموعات البيانات نفسها».

وفي الختام، شدّد البروفسور كوبر على أنه «بالنسبة للمهام التي أعطيناها للروبوتات هنا، فقد اتخذ منطق الذكاء الاصطناعي القرارات نفسها تقريباً مثل الكيميائي خلال تعاطيه مع هذه المشاكل الكيميائية الثلاث في غمضة عين»، مضيفاً أن هناك أيضاً مجالاً كبيراً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم هذه الظواهر الكيميائية.