إسرائيل ترفض تزويد أوكرانيا بـ«القبة الحديدية» تحسباً لخطوة روسية في سوريا

امتنعت أيضاً عن قصف دمشق طيلة 4 أسابيع

إطلاق صاروخ من بطارية القبة الحديدية بالقرب من مدينة أشدود جنوب إسرائيل 6 أغسطس (إ.ب.أ)
إطلاق صاروخ من بطارية القبة الحديدية بالقرب من مدينة أشدود جنوب إسرائيل 6 أغسطس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل ترفض تزويد أوكرانيا بـ«القبة الحديدية» تحسباً لخطوة روسية في سوريا

إطلاق صاروخ من بطارية القبة الحديدية بالقرب من مدينة أشدود جنوب إسرائيل 6 أغسطس (إ.ب.أ)
إطلاق صاروخ من بطارية القبة الحديدية بالقرب من مدينة أشدود جنوب إسرائيل 6 أغسطس (إ.ب.أ)

في أعقاب الانتقادات الداخلية الواسعة في إسرائيل على رفض الحكومة التجاوب مع طلب أوكرانيا الحصول على منظومة «القبة الحديدية» للصواريخ المضادة للصواريخ، سرَّب وزراء معلومات تفيد بأن الجيش وغيره من أجهزة الأمن في تل أبيب هم الذين يعارضون، بسبب مخاوف من أن يقود الأمر إلى أزمة أكبر مع روسيا تجعلها تزود سوريا بمنظومات مشابهة، وبصواريخ «إس 300» و«إس 400».
وقال مسؤول أمني، اليوم (الخميس)، إن العلاقات مع روسيا متوترة أصلاً بسبب الموقف الإسرائيلي الرسمي المساند لأوكرانيا، وقد زادت توتراً في الآونة الأخيرة بسبب نشر أنباء عن قيام المخابرات الإسرائيلية بتقديم معلومات لأوكرانيا عن أسرار الطائرات الإيرانية المسيَّرة التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا. وحسب مصادر مطلعة، فإن الجيش الإسرائيلي امتنع، طيلة الأربعة أسابيع الأخيرة، عن عمليات قصف في الأراضي السورية، خوفاً من تدخُّل روسي ضد طائراته، علماً بأن الغارة الإسرائيلية الأخيرة في سوريا وقعت في ليلة 16 - 17 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكانت إسرائيل قد شهدت خلافات داخلية، بسبب تصريحات وزير الدفاع، بيني غانتس، التي حسم فيها الموقف، بقوله: «لن نزود أوكرانيا بالمنظومات الدفاعية المتطورة»، لافتاً إلى أن حكومته عرضت على أوكرانيا تزويدها بخبرات تسمح بتطوير نظام إنذار ذكي لمواجهة تهديدات جوية. وتبين أن هذا التصريح العلني جاء بقرار رسمي اتُّخذ في ختام مداولات أمنية عقدها، أول من أمس (الثلاثاء)، وتقرر خلالها إطلاق تصريحات واضحة ترفض تزويد أوكرانيا بأسلحة، لغرض تهدئة موسكو.
وقد أثار هذا الموقف انتقادات شديدة في تل أبيب، خصوصاً في أوساط قوى اليسار والقوى الليبرالية التي تطالب بالوقوف الواضح إلى جانب أوكرانيا، وعدم الظهور بموقف مخالف لمواقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية. لكن غانتس رفض الانتقاد، وقال إن «أصدقاءنا في الغرب يتفهمون موقف إسرائيل الحساس».
مقرَّب من غانتس لفت إلى أن «رفض إسرائيل تزويد أوكرانيا بمنظومة (القبة الحديدية) لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيّرة، ينبع أيضاً من أسباب مهنية. «فهذه المنظومة (القبة الحديدية) لا تلائم أوكرانيا بسبب مساحة هذه الدولة الكبيرة، والطيران الروسي الذي يسيطر على الأجواء الأوكرانية سيتمكن من استهداف القوافل التي تنقلها من مكان لآخر».
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن غانتس ينسق مواقفه، ويتحدث بوتائر عالية مع نظيره الأوكراني، ألكسي رزنيكوف، وكذلك يفعل رئيس الوزراء ووزير الخارجية، يائير لبيد، الذي تكلم مع وزير الخارجية الأوكراني، ديميترو كوليبا.
وكشف المصدر أن الوزير كوليبا تقدم بطلب رسمي إلى إسرائيل قبل ثلاثة أيام للحصول على «القبة الحديدية» وعلى أسلحة أخرى متطورة، مثل صواريخ «باراك 8» ومنظومة «قلعة داود» و«صواريخ حيتس». وقال إن «دخول إيران المعركة ينشئ وضعاً جديداً من المفروض أن يهم إسرائيل؛ فالإيرانيون يجربون أسلحتهم عبر الجيش الروسي، ويتدربون عملياً للحرب ضد إسرائيل وغيرها من أعدائهم في الشرق الأوسط؛ فإذا حاربناهم، فسيكون ذلك أيضاً في خدمة إسرائيل».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».