شولتس عن «تكتيك الأرض المحروقة»: يدعم عزم أوكرانيا ومثابرتها

شولتس في كلمته أمام النواب قبل بدء قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)
شولتس في كلمته أمام النواب قبل بدء قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)
TT

شولتس عن «تكتيك الأرض المحروقة»: يدعم عزم أوكرانيا ومثابرتها

شولتس في كلمته أمام النواب قبل بدء قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)
شولتس في كلمته أمام النواب قبل بدء قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)

في إدانة للهجمات الأخيرة التي شنتها روسيا بطائرات مسيّرة على أهداف مدنية في أوكرانيا، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، أمام مجلس النواب (بوندستاغ)، اليوم (الخميس)، أن «تكتيك الأرض المحروقة» الروسي «يعزّز عزم أوكرانيا وشركائها ومثابرتهم»، جازماً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لن يحقق هدفه في أوكرانيا».
وشدد شولتس، في كلمته أمام النواب قبل بدء قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، على أن «الإرهاب الذي تمارسه روسيا بالقنابل والصواريخ هو عمل يائس، تماماً مثل تعبئة رجال روس للحرب»، مشدداً على أن أوكرانيا ستنجح في الدفاع عن نفسها «وسوف ندعمها - طالما كان ذلك ضرورياً».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1583041607057559552
وأضاف شولتس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدد العالم بشكل سافر وغير مسؤول تماماً باستخدام الأسلحة النووية... ويسعى لزرع الخوف وللفرقة وللترهيب. إنه يتكهن بضعفنا، لكنه مخطئ، نحن لسنا ضعفاء».
وأكد المستشار الألماني أن ألمانيا ستساند، وأن أوروبا ستتكاتف، وقال: «تحالفاتنا على مستوى العالم تتسم بالقوة واليقظة على نحو غير مسبوق. بوتين لن يحقق أهداف الحرب الخاصة به». وإذ أشار إلى أن بوتين يستخدم الطاقة والغذاء كسلاح، أوضح أن الحاجات المالية لكييف تمت تغطيتها حتى نهاية العام.
وأعلن شولتس أن بلاده سوف تدرب سرايا أوكرانية كاملة تضم ما يصل إلى خمسة آلاف جندي، وذلك حتى الربيع القادم.
وقال "نؤكد بذلك استعدادنا للمشاركة بشكل دائم في بناء قوات أوكرانية قوية، يدا بيد مع شركائنا". وأشار المستشار الألماني إلى اتفاق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي على مهمة تدريب جديدة لنحو 15 ألف جندي أوكراني، وقال إن أحد كلا المقرين الرئيسيين لهذه المهمة سيكون في ألمانيا، ودعا لتكثيف التنسيق الأوروبي والدولي في الدعم العسكري لأوكرانيا.
وعن مسألة الغاز، قال: «لا يمكن أن تعمل آلية وضع سقف لأسعار الغاز المقترحة في الاتحاد الأوروبي إلا مع شركاء من خارج الكتلة». وأضاف: «نعمل على توقيع عقود لضمان إمدادات الغاز من دول متعددة».



محللون: روسيا بحاجة إلى الأسد «لتبقى في سوريا» لكن خياراتها محدودة

سكان حماة يشعلون النار في لافتة كبيرة تحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد بعد سيطرة الفصائل المسلحة على المدينة (أ.ف.ب)
سكان حماة يشعلون النار في لافتة كبيرة تحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد بعد سيطرة الفصائل المسلحة على المدينة (أ.ف.ب)
TT

محللون: روسيا بحاجة إلى الأسد «لتبقى في سوريا» لكن خياراتها محدودة

سكان حماة يشعلون النار في لافتة كبيرة تحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد بعد سيطرة الفصائل المسلحة على المدينة (أ.ف.ب)
سكان حماة يشعلون النار في لافتة كبيرة تحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد بعد سيطرة الفصائل المسلحة على المدينة (أ.ف.ب)

يرى محللون أن روسيا لن تسمح بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد أو بخسارة قاعدتيها العسكريتين في سوريا، لكن خياراتها وقدرتها العسكرية على مساعدة حليف بات في موقع ضعيف، محدودة.

وعلى غرار طهران الداعمة أيضاً للأسد، ودمشق نفسها، فوجئت موسكو بالهجوم الخاطف الذي شنّته «هيئة تحرير الشام» والفصائل المسلحة المتحالفة معها، ومكّنها من السيطرة على حلب وحماة، وصولاً إلى تهديد مدينة حمص الاستراتيجية على طريق دمشق.

وما يضعف الدور الروسي، الذي شكّل دعامة أساسية للأسد في النزاع الذي اندلع عام 2011، إذ سمح للقوات الحكومية بترجيح الكفة لصالحها في الميدان، أن إيران التي تؤمن دعماً على الأرض، باتت هي أيضاً في وضع صعب.

وتوضح نيكول غراجيفسكي، من معهد «كارنيغي» للدراسات، أن تقدّم الفصائل المسلحة «لا يعكس تشتّت الاهتمام الروسي، بل تدهور القوى الخارجية الميدانية الداعمة» للأسد، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وجعلت موسكو من سوريا نقطة ارتكاز لنفوذها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي تحتفظ فيها منذ عام 1971 بقاعدة بحرية في ميناء طرطوس (غرب) على البحر المتوسط، تعدّ مركزاً أساسياً لإمداد وإصلاح السفن الروسية في البحر المتوسط، ويمكنها التوجه منه إلى البحر الأسود دون المرور عبر مضيقي تركيا.

كما أن لروسيا منذ 2015 قاعدة جوية رئيسية في مطار حميميم قرب مدينة اللاذقية الساحلية.

«ثغرات في الاستراتيجية»

يقول المدير الأكاديمي لمعهد المتوسط للدراسات الاستراتيجية، بيار رازو، إن روسيا كانت لديها في سوريا في نهاية يوليو (تموز)، «22 طائرة مقاتلة، ونحو 15 مروحية هجومية ومسيّرات، مع مجموع 4 آلاف عسكري و3 آلاف من المرتزقة»، وذلك بعد إرسال تعزيزات إلى أوكرانيا حيث تشنّ موسكو حرباً منذ فبراير (شباط) 2022.

لكنه لفت إلى أن هذه القوات موزعة على المناطق الساحلية، وعند الحدود التركية قرب كوباني وجرابلس والقامشلي، وكذلك في الرقة (شمال) وتدمر قرب دمشق.

وإن أرادت روسيا التصدي للفصائل، «سيتحتم عليها سحب قوات من بعض المواقع الأساسية التي لا ترغب في تركها للأميركيين أو الإيرانيين أو الأكراد» الذين يملك كل منهم قوات على الأرض.

على الأرض، بدأت الفصائل المسلحة، من خلال المناطق التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية، تقطع الطريق بين القاعدتين الروسيتين ومناطق انتشار القوات السورية.

ويقول ديفيد ريغوليه روز، من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية: «بدأ الروس يخشون على قاعدتيهما اللتين يريدون الاحتفاظ بهما بأي ثمن».

وتواجه موسكو صعوبة في سوريا منذ أن باشرت هجومها على أوكرانيا، ولا يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع جنود أو أسلحة في تصرف الأسد دون إبطاء هجومه على أوكرانيا. وتؤكد غراجيفسكي أن «الثغرات في استراتيجية موسكو باتت جلية».

دبلوماسية وصفقات

يبقى لروسيا المرتزقة، ويمكنها على هذا الصعيد تعبئة قوة «أفريكا كوربس» التي تضم مجموعات عسكرية خاصة روسية تنشط في القارة الأفريقية منذ أن تم تفكيك قوة «فاغنر».

وأشار ليام كار، من معهد المشروع الأميركي لأبحاث السياسة العامة، نقلاً عن مصادر عدّة، إلى أنه كان هناك 1800 من المرتزقة الروس مؤخراً في ليبيا.

ويرى أنهم «في أفضل موقع للانضمام سريعاً إلى سوريا دون الاقتطاع من العناصر في أوكرانيا أو الساحل»، مشدداً على أنهم مجهزون بمدفعية ودبابات من طراز «تي 72».

لكن الكرملين يراهن على الدبلوماسية. فقد أجرى بوتين، الأربعاء، محادثات مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان الذي يُبقي على وجود عسكري في شمال سوريا ويدعم بعض الفصائل المسلحة.

وأعلن الكرملين أن الرئيسين سيبقيان على تواصل من أجل «نزع فتيل الأزمة»، وأنهما «شددا على الأهمية المحورية لتنسيق وثيق بين روسيا وتركيا وإيران لإعادة الوضع في سوريا إلى طبيعته».

ويرى رازو أن «الخيارات الروسية على المدى القريب محدودة، الكرملين يراهن على الردع ويعد خيارات، لكن تطبيق كل شيء يستغرق وقتاً، ولا بد له بالتالي من كسب الوقت».

ويعدّ ريغوليه روز أن موسكو وأنقرة تتبعان «منطقاً دبلوماسياً تعاقدياً»، موضحاً أن «إردوغان لا يدعو إلى سقوط الأسد» في مواقفه الرسمية، «لكن السؤال المطروح يقضي بمعرفة إن كان بإمكانه ضبط» الفصائل المدعومة من أنقرة والمشاركة في الهجوم.

موسكو لرعاياها: غادروا سوريا

يؤكد بعض المحللين أن موسكو تدفع باتجاه عقد قمة سورية تركية. ويقول المحلل السياسي الروسي كونستانتين كالاتشيف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «روسيا غير مستعدة لأن تخسر. الأسد بإمكانه أن يخسر، لكن روسيا لا. قد يكون من الأسهل على الروس إبرام اتفاق ما مع تركيا».

في هذه الأثناء، دعت موسكو رعاياها، الجمعة، إلى مغادرة سوريا، وأبدى مدوّنون مؤيدون للحرب في أوكرانيا تشاؤمهم.

وعدّ المدوّن المعروف باسم «فايتر بومبر» (500 ألف مشترك) أن «الأولوية هي لحماية... طرطوس من هجمات المسيرات ومنع السيطرة على مدينة اللاذقية الساحلية» في شمال سوريا، وذلك «حتى لو اضطررنا إلى التخلي مؤقتاً عن باقي الأراضي»، وفق قوله.

وأضاف: «من المؤكد أننا لا نملك المبادرة».