أعلن السفير والمبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، عن محادثات مع تركيا للاتفاق على موعد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، مؤكدا أنه أجرى ما وصفه بمشاورات مفيدة مع مدير عام دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية التركية دزدار في أنقرة بشأن الجهود المبذولة لتحديد «موعد مقبول» للانتخابات في أقرب وقت ممكن، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. وفي غضون ذلك، واصل عبد الله باتيلي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثتها إلى ليبيا، «مشاوراته الاستكشافية مع مختلف الأفرقاء» السياسيين، وجهود إجراء الانتخابات الليبية.
وأجرى باتيلي مع عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، أول من أمس، في العاصمة طرابلس مباحثات تركزت حول «التحديات والعراقيل»، التي مرت بها انتخابات 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، و«إمكانية إيجاد حلول قانونية وفنية للمضي قدماً في العملية الانتخابية، بما يحقق نجاحها وتلقى قبولا من كل الأطراف السياسية»، وكذا «سبل الدعم الدولي الفني المقدم للمفوضية عبر مؤسسات وهيئات الأمم المتحدة العاملة في مجال دعم الانتخابات، وعلى رأسها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي». كما ناقشا «التحديات التي تعترض التقدم في هذا المجال، ومدى جاهزية المفوضية لتنفيذ العمليات الانتخابية، والمدد الزمنية التي تتطلبها كل عملية انتخابية».
بدوره، قال باتيلي إن الاجتماع ناقش العملية الانتخابية، بما في ذلك سبل تعزيز الجهود لإجراء الانتخابات، وأكد مجددا «التزام الأمم المتحدة المستمر بتقديم كل الدعم الفني اللازم للمفوضية».
في سياق ذلك، نقل محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الوحدة المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، عن باتيلي الذي التقاه مساء أول من أمس، إشادته بجهوده في حل الخلافات، ونزع فتيل التوتر والتهدئة من أجل تحقيق الاستقرار والسلام، كما رحّب بـ«الخطوات الرامية نحو توحيد المؤسسة العسكرية».
وطبقا لبيان أصدرته البعثة الأممية، فقد ناقش الاجتماع الوضع الأمني العام، والتقدم في المسار العسكري والأمني، ونقل عن باتيلي تأكيده على ضرورة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية. داعيا إلى استئناف الحوار بين رئيسي هيئة الأركان العامة.
كما بحث باتيلي مع فرحات بن قدارة، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، سبل تعزيز استقلالية المؤسسة للنفط كمؤسسة سيادية، وأكد بن قدارة عقب الاجتماع على «حيادية المؤسسة وبعدها عن أي تجاذبات سياسية، وعدم تدخل أي جهة في عملها»، مبرزا أنها تتعامل مع جميع الشركات والدول، «وفق ما تفتضيه اللوائح والقوانين»، وأن «تحقيق الاستقرار السياسي والأمني سينعكس بصورة واضحة على جذب الاستثمارات لقطاع النفط».
كما أكد بن قدارة «دعم المؤسسة للبعثة الأممية لتحقيق الاستقرار في ليبيا»، ونقل عن باتيليى إشادته بجهود المؤسسة في عودة الإنتاج، لافتا إلى أهمية دورها لكون النفط هو مصدر الدخل الأهم للدولة الليبية.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن «أصحاب المصلحة الليبيين المختلفين رحبوا بباتيلي، وأعربوا عن استعدادهم للعمل معه لإيجاد حل سياسي للصراع». موضحا أن باتيلي أكد لمحاوريه الليبيين أن الأولوية القصوى لبعثة الأمم المتحدة «تتركز في تحديد مسار توافقي يفضي إلى تنظيم انتخابات وطنية شاملة، وذات مصداقية في أقرب فرصة ممكنة، بالاستناد إلى إطار دستوري». واعتبر أن «استعادة العملية الانتخابية كفيلة بتعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار، وتجديد شرعية المؤسسات في البلاد». كما أوضح أن باتيلي يعتزم خلال الأسابيع القليلة المقبلة التشاور مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة، بما في ذلك المجتمع المدني والنساء والشباب في عموم ليبيا.
في سياق آخر، نقل بيان للسفارة الأميركية عن القائم بأعمالها، عقب اجتماعه فى تونس مع الجنرال مايكل لانجلي، قائد القوات الأميركية العاملة فى أفريقيا «أفريكوم»، أن بلاده تظل ملتزمة بدعم جهود ليبيا لتشكيل جيش موحد بقيادة مدنية، قادر على حماية سيادتها واستقرارها على المدى الطويل.
محادثات أميركية ـ تركية لتحديد موعد للانتخابات الليبية
المبعوث الأممي أكد «التزام» الأمم المتحدة بتقديم الدعم اللازم للمفوضية
محادثات أميركية ـ تركية لتحديد موعد للانتخابات الليبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة