«أونميك» تحذر من «التوتر الحاد» مع الصرب في كوسوفو

رئيسة البعثة الأممية حضت على مواصلة الحوار بين السياسيين بقيادة أوروبية

وزيرة خارجية كوسوفو تخاطب نظيرتها الألمانية ببرلين في 12 أكتوبر (أ.ف.ب)
وزيرة خارجية كوسوفو تخاطب نظيرتها الألمانية ببرلين في 12 أكتوبر (أ.ف.ب)
TT

«أونميك» تحذر من «التوتر الحاد» مع الصرب في كوسوفو

وزيرة خارجية كوسوفو تخاطب نظيرتها الألمانية ببرلين في 12 أكتوبر (أ.ف.ب)
وزيرة خارجية كوسوفو تخاطب نظيرتها الألمانية ببرلين في 12 أكتوبر (أ.ف.ب)

حذرت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو (أونميك) الممثلة الخاصة للأمين العام، أنطونيو غوتيريش، كارولين زيادة، مجلس الأمن، من «التوتر الحاد» الذي تشهده العلاقة بين صربيا وكوسوفو، مما يهدد المكاسب التي تحققت بالحوار الذي يقوده الاتحاد الأوروبي بين الطرفين، في وقت تتزايد فيه الانتقادات من روسيا للدور الذي تقوم به بعثة المنظمة الدولية، والتوترات الناجمة عن الخلافات المتفاقمة بين موسكو والغرب، في ظل حرب أوكرانيا.
وعقد مجلس الأمن اجتماعاً، أول من أمس (الثلاثاء)، حضره وزير الخارجية الصربي نيكولا سيلاكوفيتش، ووزيرة الخارجية الكوسوفية دونيكا جيرفالا - شوارتز. وقالت المبعوثة الأممية خلاله إحاطتها إنه «منذ الربيع الماضي، لوحظ تصعيد في الخطاب السياسي بين برشتينا وبلغراد، فضلاً عن لحظات من التوتر الحاد على الأرض». وأشارت إلى أن الأشهر الستة الماضية شملت العديد من المواقف السياسية بخصوص «مسائل لا تزال جزءاً من جدول أعمال الحوار الذي ييسّره الاتحاد الأوروبي» بين الطرفين. وتطرقت إلى خريطة الطريق حول قطاع الطاقة وحرية تنقل الناس وصلاحية وثائق الهوية ورابطة مجتمع البلديات ذات الأكثرية الصربية وغيرها من المسائل الحساسة.
وتحدثت زيادة عن التصعيد الذي هدد «بنكسة في العديد من المكاسب التي تحققت سابقاً من خلال الحوار»، مضيفة أنها «تدرك أن التطورات في كوسوفو، كما هو الحال مع كل القضايا المفتوحة في المنطقة، تتأثر بالبيئة الأمنية الأوروبية ككل». ولفتت إلى المحادثات التي أجرتها مع العديد من الشركاء وأصحاب المصلحة على الأرض، بالإضافة إلى المحاورين في كل أنحاء المنطقة». وكشفت أن «التقييم المشترك هو أن القضايا التي تبدو كامنة، يمكن أن تعود بسهولة إلى صدارة جدول أعمال الحوار»، معتبرة أن «هذا يلقي بمسؤولية إضافية تتمثل في ضمان التنسيق الوثيق بين كل البعثات في الميدان. عند العمل معاً، بشكل متسق وفعّال، يمكننا المساهمة في توضيح سوء التفاهم وتجنّب التصعيد».
وأضافت أنه يمكن المساعدة في تمكين القادة الذين تركز رؤيتهم على فوائد خفض التوترات، وليس تأجيجها، باعتبار أنهم «قادة مستعدون لفتح المجال للتقدم والتغيير الإيجابي».
وحذرت الجانبين من الاتهامات المتبادلة «عوض الاستفادة من القنوات الرسمية وغير الرسمية» للانخراط في حوار بنّاء، على غرار المداخلات الدبلوماسية والاجتماع الرفيع في 18 أغسطس (آب) الماضي، منبهة في الوقت ذاته إلى أن «استعداد الأطراف للمخاطرة بمواجهات خطيرة على الأرض، أدّى في أحسن الأحوال إلى تراجع العملية. في أسوأ الأحوال قد يؤدي ذلك إلى عواقب أكثر خطورة، حتى لو لم تكن مقصودة». وأشارت إلى أنه في الأوقات التي يتلاشى فيها الخط الفاصل بين الاستفزاز السياسي والقتال الصريح «يتم تذكيرنا بأهمية ودور الشريك المفوض (قوات كيفور)، التي يضمن وجودها استمرار بيئة آمنة ومأمونة في كوسوفو».
وفي كلمته، أكد وزير الخارجية الصربي أنه منذ بداية هذا العام، تم تسجيل 105 اعتداءات بدوافع طائفية، متهماً برشتينا بوضع عراقيل إدارية وبيروقراطية، عبر اتخاذ تدابير لم يُتفق عليها بين الجانبين في الحوار، باعتباره الآلية الأساسية للمفاوضات والتوصل إلى حلول بين الطرفين. وأوضح أن تقرير الأمين العام يتضمن معلومات عن الحوادث الطائفية وخطاب الكراهية والترهيب وانتهاكات الحق في محاكمة عادلة، وتهديدات للحق في حرية التنقل وحرية العبادة وتدنيس الكنائس والمقابر. وعبَّر عن دعمه لجهود «أونميك» و«كيفور»؛ إذ إن «الوضع على الأرض يذكّرنا مرة أخرى بأن الوجود الدولي في مقاطعتنا الجنوبية لا يزال ضرورياً».
أما وزيرة الخارجية الكوسوفية، فقالت إن «لدينا سبباً يدعو إلى التفاؤل بأن كوسوفو في طريقها لتصبح العضو التالي في مجلس أوروبا، الأمر الذي سيعزز سيادة القانون في بلدنا». واتهمت الصرب بملاحقة وترهيب المواطنين في كوسوفو، معتبرة أن «(أونميك) ارتكبت خطأ بعدم إلقاء الضوء على هذه الوقائع».


مقالات ذات صلة

هاشم تاجي في محكمة لاهاي: لست مذنباً

العالم هاشم تاجي في محكمة لاهاي: لست مذنباً

هاشم تاجي في محكمة لاهاي: لست مذنباً

نفى رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي، كل الاتهامات الموجهة إليه في بداية محاكمته، أمس (الاثنين)، لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أمام محكمة خاصة في لاهاي. وقال تاجي الذي يبلغ 54 عاماً، أمام المحكمة: «أنا لست مذنباً». ويحاكم قائد جيش تحرير كوسوفو السابق هو و3 مسؤولين بارزين في جيش تحرير كوسوفو على صلة بجرائم ارتكبت في نهاية تسعينات القرن الماضي، عندما كان هذا الجيش يقاتل من أجل استقلال كوسوفو عن صربيا. ويتهم الادعاء الرجال الأربعة بتشكيل قيادة لـ«عمل إجرامي مشترك» في ميليشيا كوسوفو الألبانية.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم محاكمة رئيس كوسوفو السابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب تنطلق اليوم

محاكمة رئيس كوسوفو السابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب تنطلق اليوم

تبدأ اليوم الإثنين أمام محكمة خاصة في لاهاي محاكمة رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في حق القوات الصربية خلال حرب الاستقلال بين العامين 1998 و1999. وكان تاجي البالغ 54 عاما والمحارب السابق في «جيش تحرير كوسوفو»، قد دفع ببراءته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 خلال مثوله مرة أولى أمام المحكمة الخاصة بكوسوفو. انتخب تاجي رئيسا لكوسوفو في العام 2016 لكنه استقال بعدما وجهت إليه هذه المحكمة التهمة إلى جانب ثلاثة مشتبه فيهم آخرين يحاكمون إلى جانبه.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش (يسار) ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي (يمين) مع جوزيب بوريل (أ.ب)

الاتحاد الأوروبي: صربيا وكوسوفو تتفقان على تطبيع العلاقات

قال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن زعيمي صربيا وكوسوفو وافقا، يوم الاثنين، على اتفاق يدعمه الغرب لتطبيع العلاقات ولكن هناك حاجة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن تنفيذ الاتفاقية. وفي حديثه بعد استضافته محادثات في بروكسل بين الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، قال بوريل إن الزعيمين اتفقا على عدم الحاجة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن الاتفاق بين الخصمين السابقين في زمن الحرب. لكنه قال «لا تزال هناك حاجة لمزيد من المفاوضات» حول كيفية تنفيذ الاتفاق والالتزامات السابقة التي قطعها الجانبان.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم صرب كوسوفو يتظاهرون في شتربتسه أمس (أ.ف.ب)

«الناتو» يرفض طلباً لنشر قوات صربية في كوسوفو

قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، أمس (الأحد)، إن بعثة «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) في كوسوفو، رفضت طلباً مقدماً من الحكومة الصربية لإرسال ما يصل إلى ألف فرد من قوات الجيش والشرطة إلى هناك في أعقاب سلسلة من الاشتباكات بين صرب وسلطات كوسوفو. وأعلنت كوسوفو، التي كانت في السابق أحد أقاليم صربيا، استقلالها في عام 2008 في أعقاب حرب دارت خلال عامي 1998 و1999، وقصف خلالها الحلف منطقة يوغوسلافيا التي كانت تضم صربيا والجبل الأسود، لحماية كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية. وقال فوتشيتش في مقابلة مع قناة «بينك» التلفزيونية الخاصة: «ردت (البعثة) بأنها تعتبر أنه لا توجد حاجة لعودة الجيش الصربي إلى كوسوفو...

«الشرق الأوسط» (بريشتينا)
العالم عناصر من القوات الكوسوفية يشاركون في تدريب عسكري (رويترز)

إصابة صربيَّين بالرصاص وتوقيف مشتبه به من القوات الخاصة الكوسوفية

أُصيب صربيّان بينهما فتى يبلغ 11 عاماً، أمس (الجمعة)، في كوسوفو برصاص عنصر من القوات الخاصة تم توقيفه لاحقاً، وفق ما أعلنت السلطات، بعد أسابيع من التوترات. وندّدت السلطات الكوسوفية بهذا الهجوم الذي يأتي بعد أسبوع من تفكيك الحواجز التي أقامها الصرب في ديسمبر (كانون الأول) في شمال كوسوفو احتجاجاً على توقيف شرطي صربي سابق، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وأعلنت الشرطة الكوسوفية في بيان، توقيف «رجل يبلغ 33 عاماً» في جنوب كوسوفو، وهي مقاطعة صربية سابقاً لم تعترف يوماً بلغراد باستقلالها الذي أُعلن عام 2008. وحصلت الحادثة قرب مدينة شتربتسه (جنوب) التي تقطنها بشكل رئيسي الأقلية الصربية. وأفادت الشرطة

«الشرق الأوسط» (بريشتينا)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الجمعة، إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية في تكنولوجيا المعلومات تحسباً لصدام محتمل مع واشنطن.

وقال مورغان أدامسكي، المدير التنفيذي للقيادة السيبرانية الأميركية، إن العمليات الإلكترونية المرتبطة بالصين تهدف إلى تحقيق الأفضلية في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.

وحذر مسؤولون، وفقاً لوكالة «رويترز»، من أن قراصنة مرتبطين بالصين قد اخترقوا شبكات تكنولوجيا المعلومات واتخذوا خطوات لتنفيذ هجمات تخريبية في حالة حدوث صراع.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي مؤخراً إن عملية التجسس الإلكتروني التي أطلق عليها اسم «سالت تايفون» شملت سرقة بيانات سجلات مكالمات، واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملتين الرئاسيتين للمرشحين المتنافسين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ومعلومات اتصالات متعلقة بطلبات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أنهما يقدمان المساعدة الفنية والمعلومات للأهداف المحتملة.

وقال أدامسكي، الجمعة، إن الحكومة الأميركية «نفذت أنشطة متزامنة عالمياً، هجومية ودفاعية، تركز بشكل كبير على إضعاف وتعطيل العمليات الإلكترونية لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم».

وتنفي بكين بشكل متكرر أي عمليات إلكترونية تستهدف كيانات أميركية. ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق بعد.