بعد أقل من 20 دقيقة فقط من مشاركته في مباراته الثانية في الدوري الأميركي لكرة القدم، سجل غاريث بيل هدفاً كان من الممكن أن يكون بمثابة إعلان مهم عن بدايته القوية. شارك النجم الويلزي من على مقاعد البدلاء عندما كان فريقه لوس أنجليس غالاكسي متقدماً بالفعل بهدف دون رد أمام سبورتينغ كيه سي.
وقدم بيل الذي يحتاج للمشاركة في المباريات بشكل أكبر لاستعادة أفضل مستوياته قبل انطلاق كأس العالم بقطر 2022، أداءً رائعاً كان يتطور مع مرور كل دقيقة من عمر المباراة، وسجل هدفاً قاتلاً قاد به فريقه للفوز بهدفين دون رد.
وسرعان ما عرف بيل طريق الشباك وأحرز هدفاً على طريقته المعهودة في المباراة التي فاز فيها لوس أنجليس غالاكسي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد على ريال سولت ليك، بعدما نجح اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً في المرور من اثنين من لاعبي الفريق المنافس بجوار خط التماس، قبل أن يضع الكرة في الزاوية الضيقة للمرمى.
كان إحراز هدفين في 3 مباريات شارك فيها بديلاً يعد بداية جيدة للغاية لمسيرة اللاعب الويلزي في الدوري الأميركي؛ لكنه واجه كثيراً من الصعوبات بعد ذلك، ولم يسجل أي هدف آخر في الشهرين التاليين، بعد أن سجل هدفه على ملعب «ريو تينتو».
في الواقع، لم يشارك بيل في أي مباراة كاملة في الدوري الأميركي حتى الآن، ولم يشارك في التشكيلة الأساسية لفريقه سوى مرتين فقط من أصل 12 مباراة لعبها منذ قدومه من ريال مدريد في يونيو (حزيران) الماضي.
انتزع لوس أنجليس غالاكسي، بقيادة مديره الفني ستيف تشيروندولو، جائزة درع المشجعين (جائزة سنوية تُمنح للفريق الذي يحقق أفضل نتائج في الدوري الأميركي خلال الموسم) بعدما فاز على بورتلاند تيمبرز، وسيكون من بين المرشحين للفوز بكأس الدوري الأميركي لهذا العام، مع بدء التصفيات في وقت لاحق من هذا الشهر؛ لكن بيل لم يلعب دوراً كبيراً في النجاحات التي حققها الفريق حتى الآن.
كان من المرجح دائماً أن تكون مسيرة بيل مع لوس أنجليس غالاكسي مختلفة. وإذا نجح النجم الويلزي في الوصول إلى مونديال قطر وهو في حالة بدنية وفنية جيدة، فسوف يشعر بأن القرار الذي اتخذه بالانتقال إلى الدوري الأميركي كان جيداً، والعكس صحيح. لقد حمل بيل لافتة ذات مرة مكتوبة عليها عبارة «ويلز، ثم الغولف، ثم ريال مدريد - بهذا الترتيب»، في إشارة إلى أن اهتمامه بناديه يأتي في المرتبة الأخيرة بالنسبة له، وهو الأمر الذي ربما يظل مستمراً حتى الآن!
وقال بيل مؤخراً عندما طُلب منه تقييم مسيرته في الدوري الأميركي: «لدينا خطة في لوس أنجليس غالاكسي بما نقوم به. نحن لا نفعل كثيراً من الأشياء بشكل فوري. كل لاعب كرة قدم يريد أن يلعب بقدر ما يستطيع؛ لكننا نتحلى بالذكاء، وأجهز نفسي للجزء الأخير المهم من الموسم. وآمل أن يساعدني هذا في الوصول إلى حالة جيدة قبل كأس العالم. أعتقد أنني سأكون أفضل كثيراً من الناحية البدنية».
وأدلى المدير الفني لمنتخب ويلز، روبرت بيدج، بتصريحات أشار خلالها ضمنياً إلى عدم رضاه عن مستوى أفضل لاعب لديه؛ حيث قال: «ما يفعله من الآن وحتى المباراة الأولى (في كأس العالم) ضد الولايات المتحدة الأميركية... سنكون خلاله على اتصال بالنادي وسنساعد في إدارة تلك الدقائق». وكان بيدج قد أدلى بهذه التصريحات بعد شعوره بالحسرة على عدم قدرته على الاعتماد على بيل في جميع دقائق المباراتين الـ180 ضد بلجيكا وبولندا في دوري الأمم الأوروبية، بسبب افتقاره للياقة البدنية.
ويعرف بيدج جيداً أن بيل يمكنه أن يصنع الفارق لويلز في مونديال قطر، فهو الهداف التاريخي للبلاد بـ40 هدفاً في 108 مباريات دولية، وهو اللاعب الذي لعب الدور الأبرز في قيادة منتخب ويلز للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، بعدما سجل 3 أهداف في نصف نهائي ونهائي ملحق الصعود. وعندما يكون بيل في أفضل حالاته، يمكنه قيادة فريقه بمفرده لتحقيق الفوز.
وبالنسبة لمنتخب ويلز، فإن اللياقة البدنية لغاريث بيل هي التي ستحدد ما إذا كان الفريق سيصل إلى دور الستة عشر في مونديال قطر، أم سيرحل عن المونديال من دور المجموعات.
قد لا يكون لدى لوس أنجليس غالاكسي حافز كبير لإشراك بيل في عدد أكبر من الدقائق قبل انطلاق كأس العالم. قد يبدو هذا غريباً إلى حد ما، نظراً للقدرات الكبيرة التي يمتلكها النجم الويلزي وتاريخه على مستوى النخبة في كرة القدم الأوروبية؛ لكن تشيروندولو لديه نظام يعمل بشكل جيد بالفعل من دون بيل، ومع اقتراب ملحق التصفيات هنا فليس هناك مجال كبير للتجربة من الآن وحتى الشهر المقبل.
لقد رأى كثيرون أن انتقال بيل إلى الدوري الأميركي سوف يمنحه مزيداً من الحرية لاكتساب اللياقة البدنية والمشاركة في المباريات، بشكل أكبر مما كان عليه في الدوري الإنجليزي الممتاز، أو في أي من الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا؛ لكن من الواضح الآن أنه يجد صعوبة كبيرة في حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق الأميركي. وعلاوة على ذلك، فإن السفر لمسافات طويلة في الدوري الأميركي يزيد الموسم صعوبة. ففي إسبانيا -على سبيل المثال- كانت أطول رحلة يقوم بها بيل للعب مباراة خارج ملعب فريقه تستغرق ساعة أو ساعتين على متن طائرة مستأجرة. وفي الدوري الإنجليزي الممتاز، يمكن السفر لمعظم المباريات الخارجية بالحافلة. أما في الدوري الأميركي، فيسافر بيل بانتظام عبر مناطق زمنية متعددة، وأحياناً في رحلات تجارية!
قد لا يرى لوس أنجليس غالاكسي أفضل مستويات بيل إلا بعد نهاية كأس العالم. ففي ذلك الحين، سيكون الجناح الويلزي قادراً على تصفية ذهنه، والالتزام بالكامل مع لوس أنجليس غالاكسي، كما أنه سيشارك في فترة الإعداد بالكامل استعداداً لموسم 2023. وحتى ذلك الحين، قد يكافح بيل للوصول إلى حالة الزخم المطلوبة؛ لأن تعاقده مع النادي الأميركي مستمر حتى الصيف المقبل فقط. وبالتالي، يجب اتخاذ قرار بشأن مستقبله على المدى الطويل.
لقد أظهر بيل لمحات من قدراته وفنياته الهائلة في الدوري الأميركي، وهو الأمر الذي قد يكون مشجعاً لبيدج ومنتخب ويلز. ومع وصوله إلى الثالثة والثلاثين من عمره، فمن الواضح أنه فقد السرعة التي كانت تميزه، والتي ساعدته على التألق بشكل لافت في وقت سابق من مسيرته الكروية؛ لكنه لا يزال بالتأكيد يمتلك مهارات وفنيات كبيرة. وبمجرد أن يتأكد بيل من أن ويلز ستستغل جيداً هذه القدرات في كأس العالم، فقد يتألق ويفعل الشيء نفسه لدى عودته إلى لوس أنجليس غالاكسي!
غاريث بيل أصبح أكثر من مجرد ضيف شرف في مسيرته بالدوري الأميركي
اللاعب الويلزي يسعى لاستعادة لياقته البدنية مع غالاكسي قبل انطلاق كأس العالم
غاريث بيل أصبح أكثر من مجرد ضيف شرف في مسيرته بالدوري الأميركي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة