عقار محتمل لعلاج السرطان يستهدف مكابح الجهاز المناعي

دورها في تحجيم رد الفعل الطبيعي ضد مسببات الأمراض

رسم يوضح آلية عمل المركب الدوائي الجديد (الفريق البحثي)
رسم يوضح آلية عمل المركب الدوائي الجديد (الفريق البحثي)
TT

عقار محتمل لعلاج السرطان يستهدف مكابح الجهاز المناعي

رسم يوضح آلية عمل المركب الدوائي الجديد (الفريق البحثي)
رسم يوضح آلية عمل المركب الدوائي الجديد (الفريق البحثي)

صمم باحثون من جامعة شيكاغو الأميركية، علاجا محتملا يثبط نشاط المكابح المناعية، التي تعرف باسم «الخلايا التائية التنظيمية»، والتي تنشط لدى مرضى السرطان بصورة غير طبيعية تعوق جهاز المناعة عن أداء دوره في مهاجمة الخلايا السرطانية.
ويتمتع جهاز المناعة البشري بقدرة قوية على صد الغزاة من الفيروسات والبكتيريا إلى الخلايا السرطانية، ولكن توجد لديه أيضا سلسلة من الضوابط والتوازنات، فليس من المطلوب أن يكون هناك رد مناعي مفرط يتسبب في حدوث ضرر بالجسم، ولذلك تقوم المكابح المناعية بمنع الاستجابات غير الضرورية، غير أنه في الأشخاص المصابين بالسرطان، يمكن لهذه المكابح أن تمنع جهاز المناعة من إطلاق العنان لإمكاناته الكاملة ضد الخلايا السرطانية.
الآن، صمم باحثون من جامعة شيكاغو علاجا محتملا يثبط نشاط هذه المكابح، التي تعرف باسم «الخلايا التائية التنظيمية»، ويمكن للجزيء، الموصوف يوم (الثلاثاء) في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس»، أن يؤدي إلى علاجات مناعية جديدة للسرطان.
وتعمل معظم الخلايا المناعية على تحفيز أو تنفيذ استجابات مناعية ضد مسببات الأمراض، ومع ذلك، فإن الخلايا التائية التنظيمية (Tregs) هي قوات حفظ السلام للجهاز المناعي، حيث تكون مسؤولة عن تثبيط الاستجابات المناعية المفرطة التي تسبب أمراض المناعة الذاتية.
ولعقود من الزمان، عرف العلماء أن المستويات الأعلى من الخلايا التائية التنظيمية في مرضى السرطان تمنع الاستجابات المناعية الأخرى ضد الخلايا السرطانية، ومع ذلك، فإن منع هذه المكابح المناعية أمر معقد بسبب حقيقة أن جميع الجزيئات التي تبرز من هذه الخلايا التنظيمية، هي نفسها الجزيئات المحيطة بالأنواع الأخرى من الخلايا التائية.
ويقول لابيل: «لسوء الحظ، تشترك الخلايا التائية التنظيمية في معظم مكونات الغشاء الطبيعي مثل الخلايا المناعية الأخرى، لذلك كان مجرد التخلص من الخلايا التائية التنظيمية دون إعاقة كل هذه الخلايا التائية المفيدة الأخرى بمثابة تحدٍ حقيقي».
ونظرا لأن الجزء الخارجي من الخلايا التائية التنظيمية لديه خيارات قليلة يمكن للعقاقير استهدافها، فإن الباحثين وضعوا أنظارهم داخل الخلايا.
وركز الباحثون على بروتين يسمى (FOX3P)، يعمل كعامل نسخ، أو مفتاح تشغيل للعديد من جينات الخلايا التائية التنظيمية، ولكنه ليس حيويا لأنواع أخرى من الخلايا التائية، ويؤدي حظر هذا البروتين، إلى منع الخلايا التائية التنظيمية من القيام بوظائفها الطبيعية.
وعرف فريق البحث أن جزيئات هذا البروتين يجب أن تتزاوج للقيام بعملها، فنسختان تشكلان البروتين النشط، ولمنع هذا التفاعل صمم الباحثون دواء نجح في تعطيله.
وفي سلسلة من التجارب، أظهرت المجموعة أن الدواء الجديد يمكن أن يدخل الخلايا التائية ويغير بشكل فعال مستويات التعبير لجميع الجينات المعروف أن بروتين (FOX3P) ينظمها، وهو ما يؤدي بدوره إلى خفض نشاط الخلايا التائية التنظيمية.



وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
TT

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)

شهد العالم، خلال الأسبوعين الماضيين، تحطم طائرتين؛ إحداهما تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان، والأخرى تابعة لشركة «جيجو إير»، وهي أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في كوريا الجنوبية.

وقُتل في الحادث الأول 38 شخصاً، ونجا 29 راكباً، في حين قُتل جميع ركاب طائرة «جيجو إير»، باستثناء اثنين.

وبعد هذين الحادثين، انتشرت التقارير المتعلقة بوجود أماكن معينة على متن الطائرة أكثر أماناً من غيرها.

فقد أكد كثيرون صحة المعتقد القديم بأن الجلوس في مؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة، مشيرين إلى أن حطام طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية وطائرة «جيجو إير» يؤكد هذا.

فقد كان الناجون التسعة والعشرون من حادث تحطم الطائرة الأذربيجانية يجلسون جميعاً في مؤخرة الطائرة، التي انقسمت إلى نصفين، تاركة النصف الخلفي سليماً إلى حد كبير. وفي الوقت نفسه، كانت المضيفتان اللتان جلستا في مقعديهما القابلين للطي في ذيل الطائرة، هما الناجيتين الوحيدتين من حادث تحطم الطائرة الكورية الجنوبية.

فهل هذا المعتقد صحيح بالفعل؟

في عام 2015، كتب مراسلو مجلة «تايم» أنهم قاموا بفحص سجلات جميع حوادث تحطم الطائرات في الولايات المتحدة، سواء من حيث الوفيات أم الناجين من عام 1985 إلى عام 2000، ووجدوا، في تحليل تلوي، أن المقاعد في الثلث الخلفي من الطائرة كان معدل الوفيات فيها 32 في المائة بشكل عام، مقارنة بـ38 في المائة في الثلث الأمامي، و39 في المائة في الثلث الأوسط.

كما أشاروا إلى أن المقاعد الوسطى في الثلث الخلفي من المقصورة كانت هي الأفضل، بمعدل وفيات 28 في المائة. وكانت المقاعد «الأسوأ» هي تلك الواقعة على الممرات في الثلث الأوسط من الطائرة، بمعدل وفيات 44 ف المائة.

إلا أنه، وفقاً لخبراء سلامة الطيران فهذا الأمر ليس مضموناً في العموم.

ويقول حسن شهيدي، رئيس مؤسسة سلامة الطيران، لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «لا توجد أي بيانات تُظهر ارتباطاً بين مكان الجلوس على متن الطائرة والقدرة على البقاء على قيد الحياة. كل حادث يختلف عن الآخر».

من جهته، يقول تشنغ لونغ وو، الأستاذ المساعد في كلية الطيران بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: «إذا كنا نتحدث عن حادث تحطم مميت، فلن يكون هناك أي فرق تقريباً في مكان الجلوس».

أما إد غاليا، أستاذ هندسة السلامة من الحرائق في جامعة غرينتش بلندن، والذي أجرى دراسات بارزة حول عمليات إخلاء حوادث تحطم الطائرات، فقد حذر من أنه «لا يوجد مقعد سحري أكثر أماناً من غيره».

ويضيف: «يعتمد الأمر على طبيعة الحادث الذي تتعرض له. في بعض الأحيان يكون المقعد الأمامي أفضل، وأحياناً أخرى يكون الخلفي آمن كثيراً».

ويرى مختصون أن للمسافر دوراً في تعزيز فرص نجاته من الحوادث عبر عدة طرق، من بينها الإنصات جيداً إلى تعليمات السلامة، وقراءة كتيب تعليمات الأمان المتوفر بجيب المقعد أمامك، ودراسة مخارج الطوارئ جيداً، وتحديد الأقرب إليك، وتجنب شركات طيران ذات سجل السلامة غير الجيد.