مصر تمهّد لتعديل قوانين «الحبس الاحتياطي» و«الانتخابات»

«تنسيقية الأحزاب» إلى بدء مناقشات بمشاركة بعض المفرج عنهم

جانب من اجتماعات «تنسيقية شباب الأحزاب» (الصفحة الرسمية للتنسيقية)
جانب من اجتماعات «تنسيقية شباب الأحزاب» (الصفحة الرسمية للتنسيقية)
TT

مصر تمهّد لتعديل قوانين «الحبس الاحتياطي» و«الانتخابات»

جانب من اجتماعات «تنسيقية شباب الأحزاب» (الصفحة الرسمية للتنسيقية)
جانب من اجتماعات «تنسيقية شباب الأحزاب» (الصفحة الرسمية للتنسيقية)

فيما بدا تمهيداً لافتاً لقرب إجراء تعديلات على قوانين «الانتخابات» و«الحبس الاحتياطي» في مصر، قالت «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» التي تضم عدداً من نواب البرلمان، إنها «تعتزم خلال الفترة المقبلة إجراء حوارات مع بعض المفرج عنهم والخبراء والسياسيين، في نقاش واسع حول العديد من الملفات، وعلى رأسها المواد والإجراءات الخاصة بالحبس الاحتياطي، ودمج وتأهيل المفرج عنهم، وقوانين الانتخابات».
وتأتي إفادة التنسيقية التي عبرت عنها، في بيان أمس، وسط استمرار مسار «الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أبريل (نيسان) الماضي، وتم تشكيل مجلس لأمنائه وضع قواعد ومحاور للحوار، وكوّن عدداً من اللجان المختلفة».
وأعربت «تنسيقية الأحزاب والسياسيين» التي تضم أكثر من 30 نائباً بمجلس النواب، عن ترحيبها بـ«قرارات الإفراج الأخيرة عن بعض المحبوسين»، مؤكدة أنها «تعبر عن إرادة سياسية قوية للمضي قدماً في هذا الملف»، مشيدة بـ«جهود القيادة السياسية، و(لجنة العفو الرئاسي) في العمل على إعادة دمج وتأهيل المفرج عنهم في المجتمع».
وأعلنت «لجنة العفو الرئاسي»، قبل يومين، عن «خروج دفعة جديدة من 25 شخصاً من المحبوسين احتياطياً».
وأكدت التنسيقية، أنها «لن تدخر جهداً في العمل، والتنسيق مع جميع الجهات المعنية لإعادة دمج وتأهيل المفرج عنهم»، وأنها ستعقد خلال الفترة المقبلة عدداً من الصالونات والحوارات، تستضيف فيها بعض المفرج عنهم والخبراء والسياسيين، في نقاش واسع حول العديد من الملفات، وعلى رأسها المواد والإجراءات الخاصة بالحبس الاحتياطي، ودمج وتأهيل المفرج عنهم، وقوانين الانتخابات، وغيرها من الملفات السياسية التي ستسهم بشكل كبير في إثراء النقاش حول التنمية السياسية.
وقبل أيام، رفض «مجلس أمناء الحوار الوطني»، التشكيك في جدية مسار «الحوار الوطني»، وقال ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطني ونقيب الصحافيين المصريين، إن «الحوار له خطة عمل جادة، وليس مناسبة احتفالية شكلية»، مشدداً على أن «مجلس الأمناء في حالة انعقاد دائم، ولم ينسحب أي من أعضائه، وسيعقد اجتماعه الـ11 قريباً».
وتحدث المنسق العام للحوار الوطني، في برنامجه «مصر الجديدة»، المذاع على قناة «إي تي سي»، عن شائعات «يُروجها منتمون لجماعات إرهابية (في إشارة إلى تنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية إرهابياً)، كانوا يتمنون المشاركة في الحوار»، وقال إن «هذه الشائعات تستهدف التخريب والإثارة وإفساد الحوار الوطني»، نافياً ما يتردد عن «انسحاب بعض القوى والأحزاب من جلسات الحوار الوطني»، ومشدداً على «حرص الجميع على المشاركة ونجاح الحوار».
واعتبر حينها أن «الحوار الوطني بوابة جديدة من شأنها إعادة الاعتبار لتحالف 30 يونيو (حزيران) الذي أطاح بحكم تنظيم (الإخوان) عام 2013».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.