تقرير: الروبوتات «القاتلة» يجب أن نقلق منها!

تقرير: الروبوتات «القاتلة» يجب أن نقلق منها!
TT

تقرير: الروبوتات «القاتلة» يجب أن نقلق منها!

تقرير: الروبوتات «القاتلة» يجب أن نقلق منها!

قد نفترض أن هوليوود جيدة في التنبؤ بالمستقبل بأفلامها ذات الخيال العلمي التي تتصدرها تكنولوجيا الروبوتات «القاتلة». غير أن الأمر ليس كذلك في الواقع الذي نعيشه؛ إذ ان هذا الهوس بالروبوتات أصبح «مصدر قلق كبير»، وفق ما يقول توبي والش أستاذ الذكاء الصناعي بجامعة «نيو ساوث ويلز» رئيس مجموعة الأبحاث بالجامعة بسيدني؛ الذي يوضح «في الواقع، كان الصراع بين الروبوتات والبشر في قلب أول فيلم روائي طويل للخيال العلمي هو (فريتز لانغ) الكلاسيكي متروبوليس عام 1927. لكن كل هذه الأفلام تقريبًا نفهمها بشكل خاطئ». مبينا «لن تكون الروبوتات القاتلة روبوتات بشرية حساسة ذات نوايا شريرة. قد يؤدي هذا إلى قصة درامية ونجاح في شباك التذاكر؛ لكن هذه التقنيات على بعد عدة عقود، إن لم يكن قرونًا. لكن، على عكس المخاوف الأخيرة قد لا تكون الروبوتات أبدًا واعية؛ إنها تقنيات أبسط بكثير يجب أن نقلق بشأنها، وقد بدأت هذه التقنيات في الظهور بساحة المعركة اليوم في أماكن عدة من العالم».
فالأفلام التي تتميز بطائرات بدون طيار مسلحة أبسط بكثير، مثل Angel has Fallen (2019) و Eye in the Sky (2015)، ربما ترسم الصورة الأكثر دقة للمستقبل الحقيقي للروبوتات القاتلة.
وفي الأخبار التلفزيونية الليلية، نرى كيف تتحول الحرب الحديثة من خلال المزيد من الطائرات بدون طيار والدبابات والسفن والغواصات المستقلة؛ هذه الروبوتات أكثر تعقيدًا بقليل من تلك التي يمكنك شراؤها في متجر الهوايات المحلي، فيما يتم تسليم قرارات تحديد الأهداف وتتبعها وتدميرها من خلال خوارزمياتها.
وهذا الأمر يأخذ العالم لمكان خطير مع مجموعة من المشاكل الأخلاقية والقانونية والتقنية؛ فمثل هذه الأسلحة، على سبيل المثال، ستزيد من اضطراب وضعنا الجغرافي السياسي المضطرب؛ حيث تتجاوز مثل هذه الأسلحة الخط الأحمر الأخلاقي إلى عالم فظيع ومرعب تقرر فيه الآلات غير الخاضعة للمساءلة من يعيش ومن يموت.
مع ذلك، بدأ مصنعو الروبوتات في التراجع عن هذا المستقبل؛ ففي الأسبوع الماضي، تعهدت ست شركات رائدة في مجال الروبوتات بأنها لن تستخدم منصات الروبوتات كسلاح مطلقًا.
ومن بين الشركات المتعهدة «Boston Dynamics» التي تصنع روبوت «أطلس البشري» الذي يمكنه أداء قفزة خلفية رائعة، وكلب الروبوت «Spot الذي يبدو وكأنه خرج مباشرة من سلسلة «بلاك ميرور تي في».
ويؤكد والش أن هذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها شركات الروبوتات عن هذا المستقبل المقلق «فقبل خمس سنوات قمت بتنظيم رسالة مفتوحة موقعة من إيلون ماسك وأكثر من 100 من مؤسسي شركات الذكاء الصناعي والروبوتات الأخرى تدعو الأمم المتحدة إلى تنظيم استخدام الروبوتات القاتلة. حتى أن الرسالة دفعت البابا إلى المركز الثالث في جائزة نزع السلاح العالمية. ومع ذلك، فإن حقيقة أن شركات الروبوتات الرائدة تتعهد بعدم تسليح منصات الروبوتات الخاصة بها هي إشارات فضيلة أكثر من أي شيء آخر. لقد رأينا بالفعل، على سبيل المثال، أطرافًا ثالثة تقوم بتركيب بنادق على نسخ من كلب الروبوت (Spot Dynamics) التابع لشركة (Boston Dynamics). وقد أثبتت هذه الروبوتات المعدلة فعاليتها في العمل»، وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن «The Conversation».
ويشدد والش أن الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها الحماية من هذا المستقبل المرعب هي أن تتخذ الدول إجراءات جماعية، كما فعلت بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية وحتى الأسلحة النووية. لن يكون مثل هذا التنظيم مثاليًا، تمامًا كما أن تنظيم الأسلحة الكيميائية ليس مثاليًا. لكنه سيمنع شركات الأسلحة من البيع العلني لهذه الأسلحة وبالتالي انتشارها. لذلك، فإن الأمر أكثر أهمية من تعهد شركات الروبوتات لرؤية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي قرر أخيرا بالإجماع استكشاف الآثار المترتبة على حقوق الإنسان للتكنولوجيات الجديدة والناشئة مثل الأسلحة المستقلة «وقد دعت عشرات الدول بالفعل الأمم المتحدة إلى تنظيم الروبوتات القاتلة؛ كما دعا البرلمان الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمين العام للأمم المتحدة والحائزون جائزة نوبل للسلام وقادة الكنيسة والسياسيون وآلاف الباحثين في مجال الذكاء الصناعي والروبوتات مثلي إلى التنظيم».


مقالات ذات صلة

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

الاقتصاد المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:37

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من تطور، حقَّقت «سيسكو» أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

زينب علي (الرياض)
عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
TT

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية وتاريخها الممتد في عمق الحضارة المصرية.

واستهدفت الفعالية التي نُظمت، الأحد، بالتعاون بين مؤسسة «دروسوس» وجمعية «نهضة المحروسة» تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الإبداع في مجالات التراث والفنون والحِرف اليدوية، في الاحتفاظ بسمات حضارية قديمة، كما تستهدف تعزيز دور الصناعات الإبداعية باعتبارها رافداً أساسياً للتنمية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك إبراز أهمية الابتكار والإبداع في مختلف المجالات.

وأكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن «هذه الفعالية تعزز روح التعاون والرؤية المشتركة وتشجيع التبادل الثقافي»، لافتاً في كلمة خلال الاحتفالية إلى أن «المتحف المصري الكبير ليس متحفاً تقليدياً، وإنما هو مُجمع ثقافي يحتفي بالتاريخ والثقافة المصرية ويشجِّع على الإبداع والابتكار الذي يرتكز على الماضي لينطلق نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً».

الحِرف اليدوية تحمل طابعاً تراثياً (وزارة السياحة والآثار)

وأوضح غنيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المتحف عبارة عن منارة ثقافية هدفها ليس فقط عرض الآثار، لكن أيضاً عرض التراث المصري سواء المادي أو غير المادي، وربطها بالحضارة المصرية القديمة وعبر عصور مختلفة وصولاً إلى العصر الحديث».

وتضمنت الفعالية جولة بالمتحف تمت خلالها زيارة البهو، حيث تمثال الملك رمسيس، والدَّرَج العظيم، وقاعات العرض الرئيسة، وكذلك المعرض الخاص بالفعالية، كما اختتمت فرقة «فابريكا» الفعالية، حيث قدَّمَت أوبريت «الليلة الكبيرة»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

ويضيف الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف أن «الجمعيات الأهلية أو الجهات المتخصصة والمعنية بالتراث نحاول أن نعرضها في المتحف بشكل لائق ومشجع لمن يقومون على هذه الحِرف والفنون».

جانب من فعالية «تأثير الإبداع» للفنون التراثية والحِرف اليدوية (وزارة السياحة والآثار)

وأشار إلى أن الفعالية تضمنت عرض مجموعات من الخزف وكذلك فنون على الأقمشة والأعمال الخاصة بالخشب وأعمال متنوعة في المجالات كافة.

ويعدّ المتحف المصري الكبير من أهم المتاحف المصرية المنتظر افتتاحها، ووصفه رئيس الوزراء المصري في تصريحات سابقة بأنه سيكون «هدية مصر للعالم»، ويقع المتحف على مساحة 117 فداناً، ضمن مشهد مفتوح على منطقة الأهرامات الثلاثة، وتُعوّل مصر عليه كثيراً في تنشيط الحركة السياحية، ومن المنتظر أن يشهد عرض المجموعة الكاملة لآثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون التي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة لدى افتتاحه الرسمي بشكل كامل.

وتضمنت الفعالية التي شهدها المتحف رحلة عبر الزمن اصطحبتهم من الماضي حيث الحضارة الخالدة، مروراً بالحاضر ورموزه الفنية، نحو صورة لمستقبل أكثر ابتكاراً وإبداعاً.

وتعدّ فعالية «تأثير الإبداع» إحدى الفعاليات المتنوعة التي يستضيفها المتحف المصري الكبير في إطار التشغيل التجريبي الذي يشهده ويتيح لزائريه زيارة منطقة المسلة المعلقة، والبهو العظيم والبهو الزجاجي، والمنطقة التجارية، بالإضافة إلى قاعات العرض الرئيسة التي تم افتتاحها جزئياً.