«الرئاسي» الليبي لباتيلي: الحاجة مُلحة للوصول إلى حل سياسي

الدبيبة أطلع المبعوث الأممي على مؤشرات «إنفاق حكومته وعدالة التوزيع»

الدبيبة خلال استقباله باتيلي (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال استقباله باتيلي (حكومة الوحدة)
TT

«الرئاسي» الليبي لباتيلي: الحاجة مُلحة للوصول إلى حل سياسي

الدبيبة خلال استقباله باتيلي (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال استقباله باتيلي (حكومة الوحدة)

أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، ونائبه عبد الله اللافي، خلال لقائهما اليوم (الأحد)، المبعوث الأممي الجديد لدى البلاد، عبد الله باتيلي، أن «هناك اتفاقاً تاماً على أن الحاجة مُلحة أكثر من أي وقت مضى للوصول إلى حل سياسي عاجل للأزمة الليبية.
واستقبل المنفي ونائبه، المبعوث الأممي، في مقر المجلس الرئاسي بالعاصمة طرابلس، مشيدين بجهود الأمم المتحدة في دعم العملية السياسية بالبلاد. وذلك في أول لقاء لهما بباتيلي.
ونقل المبعوث الأممي، تحيات الأمين العام للأمم المتحدة، إلى رئيس المجلس الرئاسي ونائبه، وفيما أشاد بالدور الكبير الذي قدمه المجلس الرئاسي من أجل تحقيق الاستقرار والسلام، أشار إلى أهمية أن يكون الحل من خلال الليبيين أنفسهم، مبدياً حرصه على إيجاد حل للأزمة الليبية.
في الشأن ذاته، استقبل عبد الحميد الدبيبة، رئيس «حكومة الوحدة» المؤقتة، المبعوث الأممي الجديد، بديوان رئاسة الوزراء بطرابلس، اليوم. ونقل المكتب الإعلامي للدبيبة، تأكيده «دعم حكومته للمهام المنوطة بها من أجل تحقيق الاستقرار والوصول للانتخابات في بلادنا في أسرع وقت»، مشدداً على ضرورة الاستماع لرغبة الشعب الليبي صاحب القرار والمصلحة المباشرة في المضي قدماً نحو الانتخابات.
وقدم الدبيبة، خلال اللقاء عدداً من العروض التوضيحية بشأن «مؤشرات الإنفاق الحكومي وعدالة التوزيع»، وملامح خريطة الطريق التي توصلت لها لجنة عودة الأمانة للشعب، المشكلة في مارس (آذار) الماضي.
وكان الدبيبة، قد قال بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد في جميع أنحاء ليبيا، إن حكومته عازمة على تحقيق رؤيتها بإنشاء 1500 مدرسة جديدة، خلال السنوات الثلاث القادمة، ضمن مشروع عودة الحياة.
ولفت في تغريدة عبر موقع «تويتر»، اليوم، إلى التحاق أكثر من 2.099 مليون تلميذ وطالب بمدارسهم البالغ عددها 4726 بعد إنجاز 50 مدرسة، من أصل 157 مدرسة معدة للاستكمال هذا العام.
https://twitter.com/Dabaibahamid/status/1581558904907255808?s=20&t=OtvX3Vt_ibzvuFQk03cxZA
في المقابل، اعتبرت حكومة فتحي باشاغا، أن حكومة الدبيبة «منتهية الصلاحية» لا تزال تضع العراقيل أمام إجراء الانتخابات، وأكدت في بيان لها أمس، حرصها على التداول السلمي للسلطة وضرورة إنهاء المراحل الانتقالية، مشيرة إلى أنها كسبت شرعيتها من قرار منح الثقة من مجلس النواب وتزكية أعضاء مجلس الدولة، وقالت: «حرصاً على أمن واستقرار الدولة لم نبادر بأي أعمال عسكرية رغم أن سلطة الأمر الواقع في طرابلس مارست كل أساليب التصعيد السياسي والعسكري»، في إشارة إلى حكومة الدبيبة.
من جانبه، استغل المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، مشاركته في احتفال أقيم، مساء أمس، بمناسبة مرور 8 سنوات على الانتفاضة ضد الإرهاب في مدينة بنغازي بشرق البلاد، لطمأنة الليبيين بأن «من انتصر على الإرهاب لا بد له أن ينتصر على الفساد ويهزم الفقر والتخلف، ويبني دولة آمنة مستقرة، ويصنع الحاضر المشرق والمستقبل المزدهر».
وعبر حفتر في كلمة ألقاها عن سعادته بما وصفه بـ«هذه الصورة المبهجة» التي تجمع ضباطاً من قوات الجيش والشرطة والشعب، باعتبارها تبعث الفخر في نفوس الليبيين، وقال إن بنغازي العصية التي استهدفها الإرهاب لتكون غرفة عمليات لجرائمه ومخططاته قد أصبحت اليوم عاصمة الأمن والاستقرار والحيوية والنشاط.
بدورها، هنأت بلدية بنغازي الشعب الليبي وسكان بنغازي والمشير حفتر بتطهير البلاد من قبضة الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي قادت حملة ممنهجة لاغتيال مُنتسبي الجيش والشُرطة والحُقوقين والإعلاميين ونُشطاء المُجتمع المدني ومُختلف فِئات المُجتمع التي تُخالف فِكر هذه الجمعات الظلامية من أبناء مدينة بنغازي خصوصاً والشعب الليبي عموماً.
وكان رئيس المجلس التسييري للبلدية، الصقر بوجواري، قد أكد أهمية معرض بنغازي الدولي الأول للكتاب الذي افتتحه بحضور قناصل عدة دول في التأكيد على انتصار المدينة على الإرهاب وإحلال الأمن والسلام فيها، لتعود كما كانت منارة للثقافة والأدب والفنون.
ويستمر المعرض برعاية حفتر حتى 23 من الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من 13 دولة و200 دار نشر وتُصاحبه عدة فعاليات ثقافية.
في شأن مختلف، طالب رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، اتحاد كرة القدم الليبي بمتابعة التحقيقات في الحادثة التي تعرضت لها بعثة نادي الأخضر في تنزانيا وأدت إلى نقل بعض اللاعبين إلى المستشفى، كما دعا صالح الذي هاتف البعثة للاطمئنان على سلامة وصحة اللاعبين، باتخاذ الإجراءات اللازمة التي تضمن سلامة البعثة في المقام الأول وتحفظ حق ليبيا وممثلها في كأس الكونفدرالية.
وكان الدبيبة قد طلب، أمس، أيضاً من وزير الرياضة بحكومته متابعة ما تعرضت له البعثة وتسبب في تعرض حياة الرياضيين للخطر، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والاتحاد الليبي لكرة القدم، وموافاته بما اتخذ من إجراءات.
وأعلنت بعثة النادي، مساء أمس، تعرض أغلب أعضائها بعد انتهاء الحصة التدريبية وتناول وجبة العشاء إلى حالة من الإغماء والدوار وفقد التوازن نتيجة استنشاق مادة مخدرة، وقالت إنها خاطبت رسمياً الاتحادين الأفريقي والليبي لكرة القدم واحتجت رسمياً ضد ما حدث.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.