كشف المهندس محمد الشعلان، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبد الله، المعنية بالمحافظة على البيئة والترويج للمنطقة الواقعة شمال شرق السعودية، عن وجود مجموعة من المسارات لإشراك القطاع الخاص ودخول رؤوس الأموال في المحمية، سواء في الفنادق أو النزل الريفية ومحميات الصيد المستدام، في خطوة تهدف إلى تحقيق مستهدفات المملكة متمثلة في رؤيتها لتعزيز الشركات والمؤسسات وتحفيزها للاستثمار في كل القطاعات، مفصحاً، في هذا الصدد، عن توقيع اتفاقية مع وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة لجذب المستثمرين في مناطق المحمية بشكل عام.
وأوضح أن إنشاء مركز متخصص لإكثار الحبارى، في ظل خطة شاملة لتوطين الكائنات بشكل عام، يُعدّ مبادرة جريئة في إطار تنفيذ أهداف رؤية المملكة التي تُعنى بالقطاع والتوازن البيئي، حيث يهدف لإكثار هذه الكائنات وإعادة إطلاقها والاستفادة من فائض الإنتاج في الصيد المستدام.
وذكر الشعلان، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن من ضمن أهداف المحمية خلق الوظائف للمجتمع المحلي وزيادة مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى تفعيل السياحة البيئية في المملكة. إلى نص الحوار:
> حدثنا عن الركائز الأساسية لمحمية الإمام تركي بن عبد الله؟
هي إحدى ست محميات ملكية في السعودية، أنشئت عام 2018 بأمر ملكي، وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد على مساحة 91 ألف كيلومتر مربع، وتهدف إلى ثلاثة أهداف أساسية؛ أبرزها الحفاظ على الحياة الفطرية وتنميتها وتنويعها،
ومن بينها مراكز الإنتاج وإطلاق الكائنات الفطرية وجمع البذور ونثرها، وزراعة الشتلات في أوقات الزراعة.
ويوجد تقريبًا 80 إلى 100 ألف نسمة في القرى والهجر داخل نطاق المحمية، ومن ثم نسعى إلى خلق الوظائف والتدريب للمجتمع المحلي وزيادة مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتهدف المحمية إلى تفعيل السياحة البيئية بشكل عام، وداخل نطاق المحمية على وجه الخصوص؛ نظراً لوجود مواقع جميلة؛ منها قصر الملك عبد العزيز التاريخي في لينة، والسوق التاريخية، ودرب زبيدة، وتلك الأماكن جاذبة للزوار المحليين والأجانب الذين يبحثون عن اكتشاف المناطق التاريخية والبيئية مثل هذا النوع.
> لماذا قامت المحمية بتأسيس مركز لإكثار الحبارى على وجه الخصوص؟
بدأت المحمية إنشاء مركز إكثار الحبارى، وذلك بدعم وتوجيه من رئيس مجلس الإدارة الأمير تركي بن محمد بن فهد، والهدف الأساسي هو إجراء الدراسات والبحوث على هذا الطائر، خصوصًا الحبارى الآسيوية، بالإضافة إلى إعادة إكثارها وإطلاقها في موائلها الطبيعية.
ويطمح المركز إلى خلق الوظائف للمجتمع المحلي ويُدار من قِبلهم بشكل أساسي، ما يعزز عملية تنمية الاقتصاد المحلي، وأخيرًا استخدام فائض الإنتاج للصيد المستدام، وتفعيل محميات الصيد المقنن، فضلاً عن جذب المستثمرين والمهتمين بالقطاع.
وحُدّد هذا الطائر تحديداً؛ كون محمية التيسية بشكل خاص التي تقع في قلب محمية الإمام تركي بن عبد الله، أنشئت لغرض الحفاظ على طائر الحبارى، وجهود المملكة كانت طويلة في هذا المجال.
وفي الثمانينيات أنشئ مركز الأمير سعود الفيصل لرعاية الحياة الفطرية، ثم محمية التيسية، ومنذ بدأت الرؤية تسارعت الأحداث البيئية بشكل كبير في السعودية، ولهذا نحن نسعى إلى المحافظة على طائر الحبارى على هذا الأساس.
> من الصعب ترويض هذا النوع من الطيور وتهيئة البيئة المناسبة لتكاثره، فما الخطة المُعدّة لتحقيق ذلك؟
الحبارى كائن فطري، وليس من السهل العمل عليه والتعامل معه وترويضه للإنتاج، وهذه من الأهداف الأساسية، لذا بدأنا العمل على إنشاء مركز لإكثار الحبارى على مساحة 4 ملايين متر مربع في المحمية.
والمعروف أن الحبارى مهدد بالانقراض؛ نتيجة تدمير الموائل الطبيعية وانتشار الصيد الجائر قديمًا، مما قلل وجود هذا الطائر وأصبح مهددًا بالانقراض في بعض المناطق.
وفي السنوات الأولى، سنبدأ في المركز بطاقة استيعابية بحدود 1000 طائر منتج، في خطوة نسعى من خلالها إلى التدريب والتهيئة بشكل أساسي، لنتمكن من الاستفادة التامة من هذا الإنتاج، ثم محاكاة الطبيعة بشكل أساسي، سواء في عملية الإنتاج أو الأعلاف.
ويهمنا في عملية الإنتاج أن نحافظ على التسلسل الجيني والصفات البيئية والطبيعية بشكل أساسي، لتكون عملية الإنتاج مثل ما يحصل في الطبيعة.
> وكيف يمكن الاستفادة من المحميات لدخول الاستثمار بها أو بمعنى آخر: ما خططكم لإشراك القطاع الخاص في استثمارات المحمية؟
لا شك لدينا اليوم مجموعة من المسارات، سواء كانت الفنادق أو النزل الريفية ومحميات الصيد المستدام، أو فعاليات درب زبيدة وتفعيل المناطق السياحية، وقد وقَّعنا اتفاقية مع وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة، هدفها جذب المستثمرين في مناطق المحمية بشكل عام.
> هل وضعتم في اعتباركم اختيار الموقع المناسب مع إيقاع المحمية؟
حرصنا بالفعل على اختيار بيئة المكان، حيث يتميز المركز بموقع في المناخ المناسب، مع جاهزية البنية التحتية، وملاءمة طبوغرافية الأرض، كما حرصنا على أن يكون خارج النطاق العمراني، بالإضافة إلى سهولة وسائل النقل، وقرب الخدمات اللوجستية والمساندة للموظفين.
حوار إقتصادي: تحرك لدخول الاستثمارات في المحميات الطبيعية السعودية
رئيس هيئة تطوير محمية «تركي بن عبد الله» لـ«الشرق الأوسط»: السياحة البيئية ستدفع بمساهمةفاعلة للشركات الصغيرة والمتوسطة
حوار إقتصادي: تحرك لدخول الاستثمارات في المحميات الطبيعية السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة