تشاد: هل ينجح كبزابو في عبور المرحلة الانتقالية؟

جانب من جلسة تنصيب ديبي رئيساً انتقالياً في نجامينا 10 أكتوبر (أ.ف.ب)
جانب من جلسة تنصيب ديبي رئيساً انتقالياً في نجامينا 10 أكتوبر (أ.ف.ب)
TT

تشاد: هل ينجح كبزابو في عبور المرحلة الانتقالية؟

جانب من جلسة تنصيب ديبي رئيساً انتقالياً في نجامينا 10 أكتوبر (أ.ف.ب)
جانب من جلسة تنصيب ديبي رئيساً انتقالياً في نجامينا 10 أكتوبر (أ.ف.ب)

عاد السياسي المخضرم صالح كبزابو لرئاسة الحكومة في تشاد، محمّلاً بمسؤولية عبور البلاد من المرحلة الانتقالية الراهنة، التي وعد الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي إيتنو بإنهائها خلال عامين.
ويرأس كبزابو (75 عاماً) حزب «الاتحاد الوطني من أجل التنمية والتجديد»، وسبق أن تولى رئاسة الوزراء في عهد الرئيس السابق إدريس ديبي إتنو، الذي قُتل في عام 2021.
وعُين كبزابو، المعارض التاريخي للرئيس السابق، رئيساً لوزراء تشاد، أول من أمس (الأربعاء)، بمرسوم أصدره محمد إدريس ديبي إيتنو، والذي أُعلن رئيساً للدولة لفترة انتقالية بعد وفاة والده، وأعلن الأسبوع الماضي عن تمديدها لمدة عامين. ووفق الناشط السياسي التشادي الدكتور محمد شفاء، المقيم في فرنسا، فإن كبزابو يتمتع بخبرات سياسية واسعة نظراً لتاريخه الكبير بدايةً من عمله كصحافي وترشح للرئاسة ضد الرئيس الراحل ديبي 4 مرات، فضلاً عن مشاركته بفاعلية الفترة الماضية في مفاوضات الدوحة لاتفاق السلام، واصفاً إياه بأنه «رجل المرحلة» بوصفه «ناضجاً سياسياً».
وأضاف شفاء في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أن «التشاديين ينتظرون منه الكثير لأنه معارض شرس وعنيد جداً»، كما أنه يتمتع بـ«علاقات واسعة مل قطاعات المعارضة في الداخل والخارج، وكذلك مع الحركات المسلحة التي تتخطى 50 حركة، كما أنه صديق عزيز لفرنسا، ومن ثم يعوّل عليه كثيراً في إدارة هذه المرحلة الحساسة، عبر حكومة وحدة وطنية».
ويرأس الجنرال محمد ديبي (37 عاماً) تشاد بعد تعيينه على رأس مجلس عسكري يضم 15 جنرالاً عقب وفاة والده في أبريل (نيسان) 2021، وكان مقرراً أن تستمر رئاسته لفترة انتقالية مدتها 18 شهراً تُفضي إلى انتخابات «حرة وديمقراطية». وأدى ديبي (الابن)، يوم الاثنين، اليمين كرئيس للدولة مرة أخرى لفترة انتقالية من عامين، بناءً على اقتراح منتدى للحوار الوطني الذي قاطعه عدد كبير من أحزاب المعارضة السياسية والحركات المسلحة. وعقب أدائه اليمين، وعد ديبي بتعيين «حكومة وحدة وطنية».
بدوره، قال الإعلامي التشادي عبد الباقي الطاهر جيريل، إن كبزابو «ذو خبرة وتجربة طويلة مع واقع السياسة التشادية». وأضاف: «عقب رحيل الرئيس السابق وتنظيم فترة انتقالية جديدة تخلى كبزابو عن مواقفه السابقة المتعصبة وانخرط في النظام الجديد كأنه استفاد من سوابقه المظلمة، فعين الرجل الثاني على لجنة المفاوضات بالدوحة، وقدم جهداً لم يقدمه قط في حياته».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: ما بين 10 آلاف و20 ألفاً فرّوا من السودان إلى تشاد

العالم العربي الأمم المتحدة: ما بين 10 آلاف و20 ألفاً فرّوا من السودان إلى تشاد

الأمم المتحدة: ما بين 10 آلاف و20 ألفاً فرّوا من السودان إلى تشاد

فرّ ما بين 10 آلاف و20 ألف شخص من المعارك الجارية في السودان بحثاً عن ملاذ في تشاد المجاورة، وفقاً لفرق تابعة لمفوضية الأمم المتّحدة السامية لشؤون اللاجئين موجودة على الحدود. ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قالت المفوضية، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ «غالبية الوافدين هم من النساء والأطفال... تعمل المفوضية عن كثب مع الحكومة التشادية وشركائها لتقييم احتياجاتهم وإعداد استجابة مشتركة».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الخليج مباحثات سعودية ـ تشادية تناقش آفاق التعاون والمسائل المشتركة

مباحثات سعودية ـ تشادية تناقش آفاق التعاون والمسائل المشتركة

التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة، (الاثنين)، محمد إدريس ديبي رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، وجرى خلال اللقاء استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون في مختلف المجالات، إلى جانب بحث عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك. حضر اللقاء من الجانب السعودي، الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني، والمهندس خالد الفالح وزير الاستثمار، وأحمد قطان المستشار بالديوان الملكي، وعامر ال

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج لقاء سعودي - تشادي يبحث المسائل المشتركة

لقاء سعودي - تشادي يبحث المسائل المشتركة

بحث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الاثنين، مع محمد إدريس ديبي، رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، المسائل ذات الاهتمام المشترك. جاء ذلك خلال لقاء جمعهما في جدة، واستعرضا فيه أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون في مختلف المجالات.

«الشرق الأوسط» (جدة)
العالم تشاد: مخاوف من تضرر المساعدات الإنسانية بعد الأزمة مع ألمانيا

تشاد: مخاوف من تضرر المساعدات الإنسانية بعد الأزمة مع ألمانيا

أثارت الأزمة الدبلوماسية بين تشاد وألمانيا في أعقاب الطرد المتبادل لسفيري البلدين، مخاوف عميقة بشأن انعكاسات الأزمة على المساعدات الإنسانية التي تقدمها دول ومؤسسات غربية مانحة لتشاد، التي تعد من بين أكثر دول العالم فقرا، كما تستضيف ما يزيد على مليون من اللاجئين والنازحين. وتبادل البلدان اللذان تجمعهما علاقات دبلوماسية منذ عام 1960 طرد السفيرين خلال الأيام القليلة الماضية، إذ طلبت ألمانيا (الثلاثاء) من سفيرة تشاد لديها، مريم علي موسى، مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، وذلك رداً على تحرك مماثل قامت به الدولة الواقعة في وسط أفريقيا (الجمعة). ونقلت وكالة «رويترز» عن وزارة الخارجية الألمانية قولها إن الخ

العالم تشاد تطرد سفير ألمانيا بحجة «سلوكه الفظ»

تشاد تطرد سفير ألمانيا بحجة «سلوكه الفظ»

طرد السفير الألماني في تشاد الذي أعلنته الحكومة «شخصا غير مرغوب فيه» بسبب «سلوكه الفظّ»، مساء السبت، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين في العاصمة التشادية نجامينا. وكانت الحكومة التشادية أعلنت الجمعة أنها طلبت من السفير الألماني مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، بسبب «عدم احترامه الممارسات الدبلوماسية». وقال وزير الخارجية التشادي، محمد صالح النظيف، إن «سفير ألمانيا في تشاد يان كريستيان غوردون كريكه سافر على متن طائرة (إير فرانس) مساء السبت». وأكد المتحدث باسم الحكومة عزيز محمد صالح مغادرة السفير.

«الشرق الأوسط» (نجامينا)

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.