باحثون يحددون مناطق الدماغ التي يتم فيها استرداد معاني الكلمات

باحثون يحددون مناطق الدماغ التي يتم فيها استرداد معاني الكلمات
TT

باحثون يحددون مناطق الدماغ التي يتم فيها استرداد معاني الكلمات

باحثون يحددون مناطق الدماغ التي يتم فيها استرداد معاني الكلمات

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون بكلية الطب في ويسكونسن (MCW) عن مناطق الدماغ حيث يتم استرداد معاني الكلمات من الذاكرة ومعالجتها أثناء فهم اللغة.
فقد أشارت دراسات التصوير العصبي السابقة إلى أن أجزاء كبيرة من الفص الصدغي والجداري والجبهي تشارك في معالجة معنى اللغة، ولكن لم يكن معروفًا أي المناطق تقوم بتشفير المعلومات حول معاني الكلمات الفردية.
ووفق الدكتور ليوناردو فرناندينو الأستاذ المساعد بطب الأعصاب والهندسة الطبية الحيوية في MCW «وجدنا أن الكلمة التي تعني المعلومات تم تمثيلها في العديد من المناطق القشرية عالية المستوى (أي المناطق التي لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمناطق الحسية أو الحركية الأولية)، بما في ذلك مناطق اللغة الكلاسيكية المعروفة باسم منطقة بروكا ومنطقة فيرنيك. ومن المثير للاهتمام أن بعض المناطق التي لم تكن تعتبر في السابق مهمة لمعالجة اللغة كانت من بين تلك التي تحتوي على معظم المعلومات حول معنى الكلمات». وذلك حسبما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص، نقلا عن مجلة «Journal of Neuroscience».
وبالإضافة إلى ذلك، قام الباحثون بالتحقيق فيما إذا كانت التمثيلات العصبية لمعنى الكلمة في كل مجال من هذه المجالات تحتوي على معلومات حول التجربة الظاهراتية (أي المتعلقة بأنواع مختلفة من التجارب الإدراكية والعاطفية والمتعلقة بالعمل)، كما اقترح العديد من الباحثين سابقًا. أو ما إذا كان أنها تحتوي في المقام الأول على معلومات حول الفئات المفاهيمية (أي الأنواع الطبيعية) أو حول إحصائيات تكرار الكلمات، كما افترض باحثون آخرون.
واستخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي جنبًا إلى جنب مع تقنية تسمى «رسم خرائط مصباح تحليل التشابه التمثيلي (RSA)» لإنشاء خريطة عالية الدقة لمناطق الدماغ حيث تم تنشيط معلومات معنى الكلمة عندما كان المشاركون يقرأون بصمت الكلمات الفردية المعروضة على الشاشة (تم عرض كلمة مختلفة كل بضع ثوان). ثم قاموا بمسح 64 مشاركًا عبر تجربتين مختلفتين. وكانت كلمات جميع الأسماء إنجليزية، بما في ذلك الحيوانات والطعام والنباتات والأدوات والمركبات وأجزاء الجسم والصفات البشرية والكميات والأحداث الاجتماعية والأحداث اللفظية والأحداث الصوتية والأحداث السلبية.
وكما هو متوقع، وجد الباحثون أن معنى الكلمة تم تمثيله في نصفي الكرة المخية، على الرغم من أن النصف المخي الأيسر كان أكثر أهمية.
ففي معظم الناس، يكون النصف المخي الأيسر متخصصًا في معالجة اللغة بينما يتخصص النصف المخي الأيمن في معالجة المعلومات المكانية المرئية.
«ولقد وجدنا أيضًا أن تمثيلات معاني الكلمات في جميع هذه المناطق تشفر المعلومات التجريبية؛ أي المعلومات المستمدة من التجارب الحسية والحركية والعاطفية، حتى بعد التحكم بأنواع أخرى من المعلومات مثل التصنيف الدلالي وإحصاءات تكرار الكلمات»، حسب ما يقول الدكتور فرناندينو، الذي يؤكد «أظهرت الدراسة أيضًا أن هذه التمثيلات متعددة الوسائط، من حيث أنها تجمع المعلومات من ميزات متعددة للتجربة ومن الطرائق الحسية المتعددة».
كما وجد الباحثون أن مناطق الدماغ المعروفة باسم «شبكة الوضع الافتراضي»؛ التي تعمل كمحاور اتصال للمسارات العصبية الناشئة في المناطق المرئية والسمعية واللمسية والحركية وغيرها من الطرق المحددة، كانت من بين أهم المجالات لمعالجة معاني الكلمات، وهو ما يدعم اقتراحهم المنشور مسبقًا لنظام هرمي لمناطق التقارب لتمثيل المفهوم.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».