السيسي: مصر تقف على أرض «صلبة» وستعبر «الأزمة الحالية» بسلام

رهن تحقيق «التقدم» بتعزيز «الأمن والاستقرار»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (صورة أرشيفية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (صورة أرشيفية)
TT

السيسي: مصر تقف على أرض «صلبة» وستعبر «الأزمة الحالية» بسلام

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (صورة أرشيفية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (صورة أرشيفية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن بلاده «تقف على أرض صلبة»، وأنها «قادرة» على عبور «الأزمة الحالية» بسلام، على الرغم مما يشهده العالم من «مصاعب».
ورهن السيسي، في كلمته خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات العسكرية (الخميس)، تحقيق أي تقدم بـ«تعزيز الأمن والاستقرار».
وقال الرئيس المصري، إن «مصر نجحت في مواجهة تحدي الإرهاب، واستطاعت عبور الكثير من التحديات والأزمات في الفترات السابقة»، مؤكداً «قدرة» القاهرة على عبور ما وصفه بـ«المرحلة الصعبة الحالية»، بخير وسلام بفضل الله، مشيراً إلى أن مصر «ليست وحدها التي تواجه مصاعب حالياً»، وقال: «نحن نتابع المصاعب التي يمر بها العالم أجمع، وليست مصر فقط».
ولفت السيسي إلى أزمة جائحة كوفيد-19، التي ضربت العالم كله، وقال إن «أزمة كورونا انتهت بسلام، على الرغم من أن التوقعات التي صاحبت بدايتها اعتبرتها نهاية العالم»، لكن «تلك الفترة الصعبة انتهت، والعالم اليوم قادر على التعايش مع تداعياتها وآثارها»، على حد تعبيره، مجدداً التأكيد على أن «الأزمة التي نعاصرها حالياً ستنتهي حتى لو كانت لها آثار سلبية».
وشدد الرئيس المصري على أن أي دولة في العالم «لن تتقدم وتعبر مشاكلها سوى عبر تحقيق الأمن والاستقرار»، وقال السيسي إن «المشاهد التي نراها حولنا الآن، تؤكد الجهد المبذول، ليس من رجال الجيش والشرطة فقط، ولكن من كل مواطن مصري للحفاظ على الدولة المصرية»، مضيفاً أن «هذا الجهد هو الذي يمنح الـ104 ملايين مصري أملاً في المستقبل»، متعهداً بأن «مصر ستعبر كل المصاعب، فهي تقف على أرض صلبة، ولا تواجه تحديات كبيرة مثل دول أخرى؛ بسبب ما تشهده من أمن واستقرار».
واستشهد السيسي بحرب مصر ضد الإرهاب، وقال مخاطباً الحضور: «أود أن أذكركم بشيء مرت به مصر منذ سنوات ليست بالبعيدة، تحديداً في عام 2014 وما تلاه، عندما كان الإرهاب يضرب البلاد»، مشيراً إلى أنه «كان متأكداً أن تلك الفترة ستعبر مثل عديد من الأزمات التي مرت من قبل، ومن يقرأ التاريخ يعلم جيداً ما مررنا به من صعاب». وأكد أن «الدنيا لا تقف على حال، فهي دائماً في حالة تغيير».
وتابع السيسي إنه «في حرب مصر ضد الإرهاب، سقط شهداء ومصابون، وكان الجميع، دولة وحكومة ومواطنون، حريصون على ذكر أسمائهم، ومعرفة الأسر التي قدمت تضحيات فداء للوطن»، وأردف إن «دور الجيش، أن يحمي ويصون ويضحي لتصبح مصر دائماً ثابتة ومستقرة وآمنة وسالمة». وقال مهنئاً الخريجين وأسرهم: «ألف مبروك، المسؤولية اليوم بدأت تزيد، وأنتم على قدر المسؤولية بالتعليم والتأهيل الذي حصلتم عليه».
وشهد الرئيس المصري الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من طلبة الكليات العسكرية بمقر الكلية الحربية، تضمن عرضاً جوياً لمجموعة من طائرات الهليكوبتر تحمل علم مصر وعلم القوات المسلحة وأعلام الأفرع الرئيسية، وعروضاً رياضية وقتالية قدمها الطلاب، وفيلماً تسجيلياً بعنوان «قادة في وجدان الأمة»، تناول أهم القادة في تاريخ العسكرية المصرية.
وشكل الطلاب بأجسادهم عبارة (أكتوبر 49)؛ تخليداً للذكرى التاسعة والأربعين لانتصارات حرب أكتوبر (تشرين الثاني) 1973. وشمل الحفل مراسم تسليم وتسلم القيادة بين دفعات طلبة وخريجي الكليات العسكرية. وأدى الطلاب قسم الولاء والحفاظ على رايات الكليات العسكرية، وقلد السيسي أوائل الخريجين نوط الواجب العسكري.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.