أوكرانيا قلقة من جبهة بيلاروسية جديدة... هل تدخل مينسك الحرب؟

الرئيس لوكاشينكو يترأس اجتماعاً أمنياً في مينسك الاثنين الماضي (رويترز)
الرئيس لوكاشينكو يترأس اجتماعاً أمنياً في مينسك الاثنين الماضي (رويترز)
TT

أوكرانيا قلقة من جبهة بيلاروسية جديدة... هل تدخل مينسك الحرب؟

الرئيس لوكاشينكو يترأس اجتماعاً أمنياً في مينسك الاثنين الماضي (رويترز)
الرئيس لوكاشينكو يترأس اجتماعاً أمنياً في مينسك الاثنين الماضي (رويترز)

قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الاثنين الماضي، إنه سيرسل قوات من بلاده للمرابطة إلى جانب القوات الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، متهما كييف وحلفاءها الغربيين بالتحضير لشن هجوم على بيلاروسيا. وحسب تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، يأتي تصريح لوكاشينكو في وقت يقول مسؤولون أوكرانيون إن موسكو تجر روسيا البيضاء لفتح جبهة جديدة في الحرب الأوكرانية، الأمر الذي قد يجبر كييف على تحويل مواردها عن هجماتها المضادة في شرق وجنوب البلاد.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أول من أمس (الثلاثاء)، لقادة دول «مجموعة السبع» إن روسيا «تحاول إشراك بيلاروسيا بشكل مباشر في الحرب». أصر زيلينسكي على أن كييف ليس لديها خطط لمهاجمة بيلاروسيا. ودعا الرئيس الأوكراني حلفاء «مجموعة السبع» إلى دعم نشر بعثة مراقبة دولية على طول 1000 كيلومتر من الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا «لدحض المزاعم التي تقول إن كييف تهدد بيلاروسيا».
استخدمت روسيا بيلاروسيا كنقطة انطلاق لغزوها في 24 فبراير (شباط)، حيث أرسلت الآلاف من قواتها عبر الحدود في الهجوم على كييف وأطلقت صواريخ من القواعد الجوية البيلاروسية ضد أهداف أوكرانية. في الأيام الأخيرة، نشرت طائرات دون طيار إيرانية الصنع من طراز «شاهد - 136» في القواعد الجوية البيلاروسية، وفقاً للاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
تزود مينسك القوات الروسية بالأسلحة والذخيرة لكنها لم ترسل حتى اليوم أياً من جنودها البالغ عددهم 60 ألفاً، ومعظمهم من المجندين في المعركة - على الأقل ليس تحت علم بيلاروسيا. ويقول محللون وزعماء معارضون إن لوكاشينكو قاوم التورط المباشر في الصراع خوفا من رد فعل شعبي أو حتى عسكري قد يعرض قبضته على السلطة للخطر.
حكم لوكاشينكو البلاد منذ عام 1994 وتمسك بالرئاسة في عام 2020 مستخدماً مساعدة موسكو لسحق الاحتجاجات الجماهيرية بشأن الانتخابات المزورة.
قال كبير مستشاري زعيمة المعارضة البيلاروسية سفياتلانا تسيخانوسكايا، فراناك فياكوركا: «إذا كان هناك أمر بالقتال من لوكاشينكو (بالقتال)، فإن الناس سوف يغيرون مواقفهم وينشقون». وأضاف «ما يمكنه فعله هو تجنيد أفراد في مجموعات شبه عسكرية مثل فاغنر ولكن ليس الانخراط مع جيش نظامي. لا أعتقد أن البيلاروسيين سيذهبون إلى أوكرانيا للقتال إلى الجانب الروسي».
وأشار فياكوركا إلى أن النشر المشترك للقوات البيلاروسية والروسية - ما يسمى بالتجمع الإقليمي للقوات - كان يهدف إلى إضفاء الشرعية على الوجود الروسي في بيلاروسيا و«ممارسة الضغط على أوكرانيا، وتشتيت انتباه قواتها وخلق توترات على الحدود».
قد ينذر قرار نشر القوات الروسية على الحدود البيلاروسية بوصول تشكيلات عسكرية روسية جديدة بعد أمر التعبئة الجزئي الذي أصدرته موسكو الشهر الماضي. وأشارت تقارير غير مؤكدة هذا الأسبوع إلى أن القوات الروسية بدأت بالفعل الوصول إلى قواعد في بيلاروسيا.
قال مدير شبكة الأبحاث الجيوسياسية الجديدة في كييف، ميخايلو ساموس، إنه مع التهديد بشن هجوم جديد من شمال أوكرانيا، يمكن لموسكو تحييد «عدة ألوية» من القوات الأوكرانية - حوالي 30 ألفاً - تشارك في الهجوم المضاد ضدها شرق وجنوب البلاد. وأضاف «ستحاول فتح جبهة جديدة، الأمر الذي سيكون تحدياً لأوكرانيا».
قال محللون في «معهد دراسة الحرب» إنه في حين أن روسيا قد تستخدم القواعد العسكرية في بيلاروسيا لإيواء وتدريب الآلاف من القوات التي تم حشدها حديثاً، فإنها لن تحولهم بسرعة إلى قوة هجومية برية. واعتبروا أنه «من غير المرجح أن تكون هذه مؤشرات رئيسية على تورط بيلاروسيا الوشيك في أوكرانيا نيابة عن روسيا».
قد يسعى الكرملين إلى استخدام قوات روسية إضافية في بيلاروسيا لمحاصرة القوات الأوكرانية بالقرب من كييف ومنع إعادة انتشارها في أماكن أخرى للمشاركة في الهجمات المضادة. وقيم المعهد سابقاً أن لوكاشينكو «لا يمكنه تحمل التداعيات المحلية للتدخل البيلاروسي في أوكرانيا».
قالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن التقارير الواردة عن أن بيلاروسيا أرسلت 492 طناً من الأسلحة والمعدات العسكرية مستخدمة السكك الحديدية إلى القوات الروسية في القرم تشير إلى أن موسكو ربما لا تبني قوة هجومية جديدة في بيلاروسيا، بحسب المعهد.
وقال كونراد موزيكا من مؤسسة «روشان» للاستشارات (تقدم خدمات استشارية عسكرية ومقرها بولندا) إنه «إذا تم نشر القوات، فهناك حاجة إلى معرفة المكان الذي سيتم إرسالهم إليه وما هي قدراتهم. عندها فقط سنكون قادرين على تقييم ما إذا كانت أوكرانيا تتعرض مرة أخرى للتهديد من اتجاه بيلاروسيا». وأضاف «بيلاروسيا في الوقت الحالي لا تركز قواتها ولا يزال موقفها دفاعياً»، لافتا إلى أن «خطاب التهديد من مينسك يمكن أن يكون تحضيرا لعملية كاذبة لتوفير ذريعة لتورط بيلاروسيا».
وقال السفير الأميركي السابق في مينسك، دانييل سبيكهارد، إنه ليس من المنطقي أن يفتح الجيش الروسي المنهك جبهة أخرى في بيلاروسيا. وأضاف «لكن موسكو لم تفكر دائماً بعقلانية في حربها مع الغرب».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.