«الشعر المحروق»... ماذا نعرف عن عطر إيلون ماسك الجديد؟

أغنى رجل في العالم غيّر معلوماته التعريفية على «تويتر» واصفاً نفسه بـ«بائع عطور»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)
TT

«الشعر المحروق»... ماذا نعرف عن عطر إيلون ماسك الجديد؟

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)

أطلق الملياردير الأميركي إيلون ماسك عطراً جديداً سماه «بيرنت هير»، أي «الشعر المحروق»، وأعلن أنه باع 10 آلاف زجاجة بقيمة مليون دولار في غضون ساعات قليلة فقط.
وغيّر ماسك معلوماته التعريفية على صفحته عبر موقع «تويتر»، واصفاً نفسه بـ«بائع عطور»، وغرد قائلاً: «مع تمتعي بالمكانة التي أحظى بها الآن، كان اقتحام مجال صناعة العطور أمراً لا مفر منه... لا أعلم لماذا قاومت هذا الأمر لفترة طويلة؟!».
يبدو أن مفهوم العطر المستوحى من رائحة الشعر المحروق جاء إلى الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» وأغنى رجل في العالم في سبتمبر (أيلول)، عندما غرد لأول مرة قائلاً: «الشعر المحروق - رائحة للرجال»، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
في ذلك الوقت، ادعى ماسك أن العطر «قادم قريباً» من شركته «ذا بورينغ كومباني»، والتي أشار إلى أنهم «نفس الأشخاص الذين باعوك قاذف اللهب»، في إشارة إلى الأجهزة التي تبلغ قيمتها 500 دولار والتي باعتها الشركة عام 2018.
في 9 أكتوبر (تشرين الأول)، انتقل ماسك مرة أخرى إلى «تويتر» للترويج للعطر، حيث شارك رجل الأعمال صورة ترويجية لزجاجة عطر حمراء مكتوب عليها «الشعر المحروق» بخط فضي.
https://twitter.com/elonmusk/status/1579971705447256064?s=20&t=a5EJlPaMQ6vXsnP96zKzfw
وكتب ماسك: «كان الدخول في صناعة العطور أمراً لا مفر منه - فلماذا قاومت ذلك لفترة طويلة؟!»، قبل أن يعلن أن العطر هو «أفضل عطر على وجه الأرض» في تغريدة متابعة.
العطر متاح للشراء على موقع شركة «بورينغ كومباني»، حيث يوصف بأنه «جوهر الرغبة البغيضة». وبحسب الموقع، سيتم شحن العطر في «الربع الأول من عام 2023».
يوم الأربعاء، ادعى ماسك، الذي تبلغ ثروته 219 مليار دولار، أنه تم بيع 10 آلاف زجاجة من «الشعر المحروق» في تغريدة لاقت عشرات الآلاف من الإعجابات. إذا كان الادعاء صحيحاً، فهذا يعني أن قطب الأعمال حقق مبيعات بقيمة مليون دولار من العطر، ويبدو أن ماسك يسخر من الشعبية المزعومة للمنتج في تغريدة متابعة يوم الأربعاء، قال فيها: «لا يمكنني الانتظار للقصص الإعلامية غداً عن بيع مليون دولار من (الشعر المحروق)».
https://twitter.com/elonmusk/status/1580057266795212801?s=20&t=HsM-vKdmL14Tx2OgJc2Tvg
وإذا باع ماسك بالفعل 10 آلاف زجاجة من العطر، فلن تكون هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها منتجاً غريباً يحقق نجاحاً كبيراً. في عام 2018. بعد ساعات فقط من إعلانه عن قاذفات اللهب، حصل ماسك على أكثر من 3.5 مليون دولار من مبيعات الأجهزة.
والمنتجات التي لا ترتبط بمجال عمله المعهود في التكنولوجيا، تضمنت أيضاً علامته التجارية الخاصة بالكحول في عام 2020 وكذلك نوع من السراويل القصيرة أطلقه ماسك للسخرية من المستثمرين الذين راهنوا على فشل شركته لصناعة السيارات الكهربائية، والتي أصبحت الآن أكبر شركة سيارات في العالم من حيث القيمة السوقية.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».