طغت الهزيمة المريرة لعملاق إيطاليا يوفنتوس أمام مكابي حيفا الإسرائيلي صفر – 2، والأجواء المشحونة التي فجرها المتذمر كيليان مبابي نجم باريس جيرمان الفرنسي عقب التعادل 1 - 1 مع بنفيكا البرتغالي، على أحداث الجولة الرابعة لدوري أبطال أوروبا التي شهدت ضمان ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي بطاقتيهما إلى ثمن النهائي.
في المجموعة الثامنة، جاء الانتصار المفاجئ لمكابي حيفا على ضيفه يوفنتوس بمثابة ضربة شبه قاضية لفريق إيطاليا العملاق ومدربه ماسيميليانو أليغري، فيما اكتفى باريس سان جيرمان دون نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي بتعادل جديد أمام ضيفه بنفيكا البرتغالي 1 - 1 في لقاء أثارت فيه تصريحات مبابي برغبته في الرحيل يناير (كانون الثاني) المقبل أجواء غير صحية في النادي الباريسي.
وفي أول رد فعل لخسارة يوفنتوس أعرب أندريا أنييلي رئيس النادي عن شعوره بالخجل من أداء فريقه الذي أصبح على أعتاب الخروج المبكر من البطولة القارية حيث يحتل المركز الثالث بثلاث نقاط من فوز وحيد وثلاث هزائم، مبتعداً بفارق خمس نقاط عن كل من سان جيرمان المتصدر ووصيفه بنفيكا (بفارق الأهداف) بينما حصد مكابي ثلاث نقاط تساوى بها عملاق إيطاليا.
عن المركزين الأول والثاني بالمجموعة. ورغم ما يتردد من تسريبات عن قرب إقالة المدرب ماسيميليانو أليغري، أكد أنييلي: «كانت ليلة صعبة في فترة صعبة، إنها واحدة من الفترات الأكثر صعوبة، ولحظة تحمل المسؤولية، لذا أتواجد هنا». وأضاف: «في وضعية مثل هذه لا يتعلق الأمر بشخص واحد ولا إلقاء اللوم على أليغري وحده، إنها مسألة يتم التعامل معها كمجموعة بأكملها، نشعر بالخزي، نعتذر لجماهيرنا لأننا ندرك أنهم يشعرون بالعار في هذه اللحظة». وأكد أنييلي دعمه إلى أليغري وأنه سيبقى مدرباً ليوفنتوس.
ميليك لاعب يوفنتوس يبكي الهزيمة (رويترز)
ولدى سؤاله عما إذا كان سيتم الإبقاء على أليغري خوفاً من الآثار المالية التي ستترتب على إقالته، أجاب رئيس النادي الأكثر تتويجاً في إيطاليا: «لا، الأمر ليس كذلك أبداً، لا يمكن أن يكون خطأ المدرب إذا لم نفز بالتحام وحيد داخل الملعب، يوفنتوس دائماً ما يقيم المواقف في نهاية العام، دائماً ما أعارض فكرة الإقالة خلال الموسم، وسأواصل التفكير بالطريقة نفسها».
من جهته، أكد أليغري التزامه باستكمال المشوار وأنه لن يرحل عن الفريق رغم التعصر المستمر الموسم الجاري حيث يحتل يوفنتوس المركز الثامن بالدوري الإيطالي برصيد 13 نقطة وبفارق عشر نقاط خلف المتصدر نابولي.
وتمسك أليغري بمواصلة الكفاح قائلاً: «لم أفكر أبداً في الاستقالة، عندما يصبح التحدي أكثر صعوبة، يجب أن تواجهه بشجاعة وإصرار وحماس».
وضمن المجموعة نفسها ورغم إحرازه هدف السبق لسان جيرمان من ركلة جزاء قبل أن يرد بنفيكا بالتعادل، خلفت تصريحات مبابي برغبته مغادرة الفريق الباريسي يناير المقبل اعتراضاً على مركزه في الملعب وأيضاً وعود لم تتحقق من الإدارة، أصداء سلبية بالنادي الفرنسي وجماهيره.
وكان مبابي (23 عاماً) قد مدد عقده مع سان جيرمان قبل انطلاق الموسم الحالي، في الوقت الذي كان بوسعه الرحيل في صفقة انتقال حر، لكن بطل الدوري الفرنسي أقنعه بالبقاء مقابل أن يصبح اللاعب الأعلى دخلاً على مستوى العالم. وبعد بضعة أشهر من إغلاق مسألة الرحيل، يبدو أن فصلاً جديداً في قصة مبابي قد بدأ، حيث يتردد أن علاقته بسان جيرمان قد تدهورت.
ووجه نجم منتخب فرنسا السابق تييري هنري انتقادات لمبابي بسبب الشائعات المنتشرة حول رغبة الأخير في الرحيل بسبب لعبه في مركز المهاجم الصريح بجانب «وعود كاذبة» حصل عليها من إدارة النادي. وقال هنري: «لا أحد يرغب في أن يسلط الناس الضوء على الجوانب التي لا يجيدها في اللعب. أنت فقط لا تحب ذلك».
ويلعب مبابي كمهاجم صريح في خطة 3 - 4 - 3 التي يعتمدها المدرب كريستوف غالتييه، مع وجود ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار على طرفي الملعب، مما لا يتيح له الحرية التي يحظى بها في منتخب فرنسا حيث يلعب خلف أوليفييه جيرو.
وأضاف هنري أسطورة آرسنال ومنتخب بلاده السابق: «مصلحة النادي أكبر من أي فرد. لكن هل يجعلونه يشعر بأن النادي هو الشيء الأهم أم جعلوه يشعر بأنه أهم من النادي نفسه؟».
وضرب هنري، الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا برصيد 51 هدفاً، المثل بتجربته مع برشلونة.
وشرح: «سأحكي قصتي. لم أحب اللعب على الطرف في برشلونة. كرهت ذلك. لكني فعلته من أجل الفريق. «لم أحب ذلك حتى بعد 100 مباراة، لا أعلم عدد أهدافي مع فرنسا، كان لزاماً علي أن ألعب على اليسار. لم أسمع أي شخص يقول يا لها من لفتة طيبة أن تذهب لليسار بدلاً من لاعبين لديهم أهداف ومباريات أقل. هناك قاعدة واحدة: إذا طلب منك المدرب أن تفعل شيئاً، فعليك فعله».
وفي وقت أكدت فيه إدارة سان جيرمان عدم تلقيها أي شكوى أو رغبة من مبابي بالرحيل، أبدى المدرب غالتييه دهشته إزاء الشائعات.
وأثنى غالتييه على أداء وتركيز مهاجمه خلال المباراة أمام بنفيكا وقال عقب اللقاء: «تحدثنا كثيراً بشأنه في هذا المساء. لم أتحدث معه بشأن هذا الأمر، حيث كان الهدف هو الحفاظ على التركيز في المباراة».
وأضاف: «لقد قدم الكثير وأظهر أنه لاعب رائع، وجه تركيزه إلى المباراة والبطولة. تركيزنا جميعاً كان منصباً على اللعب كمجموعة، من الشائعات، نصنع معلومات، ومن المعلومات نصدر بيانات. أرى أنه شيء مفاجئ للغاية أن يتردد ذلك قبل ساعات قليلة من مباراة مهمة للغاية».
وفي المجموعة السادسة وبفضل هدف تعادل متأخر قاتل لمدافعه الألماني أنطونيو روديغر في مرمى شاختار دونيتسك الأوكراني حسم ريال مدريد بطاقة العبور لثمن النهائي.
وبدا ريال في طريقه للهزيمة الأولى في جميع المسابقات منذ 8 مايو (أيار) في الدوري المحلي ضد جاره أتلتيكو (صفر - 1)، وذلك بتخلفه حتى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع قبل أن يهديه روديغر التعادل والتأهل بكرة رأسية أصيب على إثرها، رافعاً رصيده إلى 10 نقاط في الصدارة بفارق أربع نقاط أمام لايبزيغ الألماني الفائز على مضيفه سلتيك الاسكوتلندي 2 - صفر، وخمس أمام شاختار.
واعترف الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الريال: «لم نلعب جيداً ولكن هذا الفريق لا يستسلم أبداً. تأهلنا إلى الدور الـ16 في ليلة سيئة وهذا أمر جيد».
وتابع: «غير شاختار أسلوب لعبه من أجل إشراك لاعبين كانوا قادرين على قطع تمريراتنا بين الخطوط، لذا كان علينا اللعب على الأطراف. ولكن هذا التكتيك لم يكن فعالاً بالنسبة لنا وعندما سجلوا، صعبوا الأمور علينا».
من جهته، كال إيغور يوفيتشفيتش مدرب شاختار المديح لفريقه قائلاً إنه كافح من أجل جعل الشعب الأوكراني لكي يشعر بالفخر.
وأوضح بعد المباراة: «أنا فخور بأن فريقي أظهر شخصيته. في هذه الأوقات الصعبة، التي مررنا بها في الأيام العشرة الماضية، أن ننزل إلى أرض الملعب ونقدم هذا المستوى من كرة القدم... يجب أن ننحني لتحية الفريق. أن نلعب بهذه الطريقة ضد ريال مدريد، وأن نشعر بالحزن بعد المباراة... نشعر أننا فقدنا نقطتين وهذا شيء نفخر به».
وفي المجموعة السابعة وبغياب هدافه النرويجي إرلينغ هالاند من أجل بعض الراحة، حسم مانشستر سيتي تأهله رغم تعادله السلبي مع مضيفه كوبنهاغن في لقاء أكمله بعشرة لاعبين لمدة ساعة بعد طرد الإسباني سيرخيو غوميز وأهدر فيه ركلة جزاء عبر الجزائري رياض محرز، وذلك بفضل تعادل بوروسيا دورتموند الألماني 1 - 1 مع ضيفه إشبيلية الإسباني. وأكد الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب سيتي أنه لم يرغب في المجازفة بهالاند لأنه كان «منهكاً للغاية».
وقال غوارديولا إن هالاند الذي أحرز 20 هدفاً خلال 13 مباراة مع سيتي: «أنهى المباراة أمام ساوثهامبتون وهو في حالة إنهاك شديد ولم يتعافِ بشكل جيد، لذا قررنا عدم المخاطرة به».
ورفع سيتي رصيده إلى 10 نقاط في الصدارة وضمن بالتالي أحد المركزين الأولين المؤهلين بعد أن بات في رصيد دورتموند سبع نقاط مقابل اثنتين لكل من إشبيلية وكوبنهاغن.
وفي المجموعة الخامسة، جدد تشيلسي الإنجليزي فوزه على مضيفه ميلان الإيطالي الذي لعب غالبية المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد المدافع السابق للنادي اللندني فيكايو توموري في الدقيقة 18، وتفوق عليه 2 - صفر بعد أن اكتسحه بثلاثية نظيفة الأسبوع الماضي.
ورفع النادي اللندني رصيده إلى 7 نقاط مقابل 6 لريد سالزبورغ النمساوي وأربع لدينامو زغرب اللذين تعادلا 1 - 1 في كرواتيا، وأربع لميلان.