غموض موقف الصدر من جلسة انتخاب الرئيس العراقي اليوم

وسط جدل حول النصاب القانوني

مؤيدان لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يرفعان صورته في مظاهرة على جسر الجمهورية الشهر الماضي (د.ب.أ)
مؤيدان لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يرفعان صورته في مظاهرة على جسر الجمهورية الشهر الماضي (د.ب.أ)
TT

غموض موقف الصدر من جلسة انتخاب الرئيس العراقي اليوم

مؤيدان لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يرفعان صورته في مظاهرة على جسر الجمهورية الشهر الماضي (د.ب.أ)
مؤيدان لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يرفعان صورته في مظاهرة على جسر الجمهورية الشهر الماضي (د.ب.أ)

يستعد البرلمان العراقي، اليوم الخميس، لعقد جلسة حاسمة لانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد مرور سنة على إجراء الانتخابات المبكرة العام الماضي. وفي الوقت الذي لا توجد فيه مؤشرات على إمكانية حدوث توتر أمني بالتزامن مع عقد الجلسة، فإن مسألة النصاب القانوني اللازم لانتخاب رئيس الجمهورية لا تزال موضع جدل بين المراقبين والمتابعين. فالنصاب المطلوب لانتخاب الرئيس هو ثلثا أعضاء البرلمان (220 نائباً من 329)، وبالتالي، فإن «ائتلاف إدارة الدولة» الذي تشكل حديثاً دون إعلان رسمي يملك الأغلبية المريحة في حال لم ينسحب طرف أو أكثر منه بسبب الخلاف على المرشحين لمنصب الرئيس. ورغم أن عدد المتقدمين للمنصب 33 شخصاً من بين 56 تقدموا للترشح طبقاً للدستور العراقي، فإن التنافس ينحصر فقط بين مرشح حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» الرئيس الحالي برهم صالح، ومرشح «الحزب الديمقراطي الكردستاني» ريبر أحمد، من منطلق أن منصب رئاسة الجمهورية من حصة المكون الكردي طبقاً للعرف السائد في العراق.
المواقف السياسية وحتى عشية انعقاد الجلسة تتضارب بين إمكانية أن يدخل الحزبان الكرديان («الديمقراطي الكردستاني») و(«الاتحاد الوطني الكردستاني») بمرشحين اثنين طبقاً لسيناريو 2018 نفسه، أو ينسحب كلاهما لصالح مرشح تسوية توافقي. «الاتحاد الوطني الكردستاني» أعلن أمس الأربعاء تمسكه بمرشحه الرئيس الحالي برهم صالح، فيما أعلنت كتلة «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي ترحيبها بما عدتها مبادرة «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني لسحب ترشيح مرشحه ريبر أحمد لصالح وزير الموارد المائية الأسبق عبد اللطيف رشيد بوصفه مقرباً من «الاتحاد الوطني الكردستاني». وطبقاً لقراءة الأوساط السياسية العراقية للبيان الصادر عن «دولة القانون» الذي ثمن ما سماها المبادرة التي تقدم بها «الحزب الديمقراطي» بوصفها تهدف إلى إنجاح العملية السياسية، فإنها تأتي بالاتفاق مع «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بسبب موقف كل من زعيم «دولة القانون» نوري المالكي وزعيم «الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني السلبي من الرئيس الحالي برهم صالح الذي أعاد «الاتحاد الوطني» ترشيحه لدورة رئاسية ثانية.
إلى ذلك؛ وبينما تم رفع قنبلة يدوية من مرأب مبنى البرلمان العراقي قبل أقل من 24 ساعة من جلسة البرلمان المقررة لانتخاب رئيس الجمهورية وتكليف مرشح «الإطار التنسيقي» لتشكيل الحكومة محمد شياع السوداني، فإن أرتالاً عسكرية توجهت إلى محافظة البصرة في أقصى الجنوب العراقي تحسباً من حدوث اضطرابات أمنية بين الفصائل المسلحة هناك. وفي حين اكتفت الجهات الأمنية بالقول إن سبب قدوم تعزيزات أمنية جديدة إلى محافظة البصرة هو تعزيز الموقف الأمني، فإن مصادر سياسية ترى أن الهدف هو إمكانية الحيلولة دون حدوث نزاع مسلح بين «سرايا السلام» التابعة لزعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، و«عصائب أهل الحق» التابعة لقيس الخزعلي. وكان الصدر أمر الأسبوع الماضي بتجميد «سرايا السلام» في كل العراق عدا منطقة سامراء؛ لكنه تراجع في اليوم التالي، وشمل التجميد محافظة البصرة فقط. ويخشى المراقبون السياسيون من أنه في حال وقع أي توتر أمني؛ فإن الصدر سوف يرفع التجميد عن فصيله المسلح «سرايا السلام»، ويمكن أن تحدث مواجهة من شأنها عرقلة جلسة البرلمان المقررة اليوم، لا سيما أن الصدر لم يعبر عن أي موقف من الجلسة سلباً أو إيجاباً. وفي الوقت الذي ترجح فيه أوساط سياسية عقد جلسة كاملة النصاب؛ وهو ما يعني المضي في انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الوزراء، فإن أوساطاً سياسية أخرى ترجح عدم اكتمال النصاب بسبب تباين المواقف داخل الكتل السياسية من صمت زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر الذي يصعب تجاوزه وتخطي ثقل تياره الكبير في الشارع. وترى تلك الأوساط أن صمت الصدر عن إبداء أي موقف يعود إلى اتفاق مسبق معه بعدم اكتمال النصاب؛ وهو ما يعني العودة إلى المربع الأول.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تختبر دفاعات «حزب الله» في كبرى المدن الحدودية بجنوب لبنان

لبنانيون ومسعفون يشيعون 16 ضحية قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت برجاً بجبل لبنان الثلاثاء (أ.ب)
لبنانيون ومسعفون يشيعون 16 ضحية قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت برجاً بجبل لبنان الثلاثاء (أ.ب)
TT

إسرائيل تختبر دفاعات «حزب الله» في كبرى المدن الحدودية بجنوب لبنان

لبنانيون ومسعفون يشيعون 16 ضحية قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت برجاً بجبل لبنان الثلاثاء (أ.ب)
لبنانيون ومسعفون يشيعون 16 ضحية قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت برجاً بجبل لبنان الثلاثاء (أ.ب)

اختبرت القوات الإسرائيلية، على مدار اليومين الماضيين، دفاعات «حزب الله» في محيط مدينة بنت جبيل الاستراتيجية؛ كبرى المدن الحدودية في جنوب لبنان، وكثفت غاراتها الجوية التي استهدفت أحياء منها، في محاولة لنقل المعركة إلى المدينة بعد فشل توغلها في مدينة الخيام خلال الأسبوع الماضي، وذلك في ظل مراوحة في العملية البرية، حوّلت المعركة «حرب استنزاف» وتراشقاً صاروخياً، بعد 4 أسابيع من انطلاقها.

وتعدّ مدينة بنت جبيل مركز ثقل عمراني في جنوب لبنان، وتكتسي رمزية كبيرة من موقعها وتاريخها، وهي مركز قضاء، وتتضمن دوائر رسمية وسوقاً مركزية، فضلاً أنها، من الناحية الجغرافية، أول مدينة لبنانية على تماس مع الجليل الأعلى، وتسكنها أغلبية من الشيعة، وهي المدينة التي دُمر 40 في المائة من مبانيها خلال «حرب تموز (يوليو)» عام 2006، وشهدت أعنف المعارك، لكن القوات الإسرائيلية لم تسيطر عليها، وفق ما تقول السلطات اللبنانية.

ودفعت هذه الأهمية في عام 2000 البرلمان اللبناني إلى عقد جلسة له فيها، احتفاء بتحرير جنوب لبنان، كما دفع «حزب الله» نحو إقامة «احتفال النصر» فيها بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، ووصف خلاله الأمين العام السابق لـ«الحزب»، حسن نصر الله، إسرائيل بأنها «أوهن من بيت العنكبوت»، وهي العبارة التي لا يزال يرد عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويطلق اللبنانيون على المدينة لقب «عاصمة الشريط الحدودي»، فيما يطلق عليها «حزب الله» لقب «عاصمة التحرير».

«مستشفى بنت جبيل الحكومي» توقف عن الخدمة منذ بدء الحرب الموسعة (الوكالة الوطنية)

وبعد تقدم الجيش الإسرائيلي بالعملية البرية في القرى المحيطة بالمدينة، اختبرت مجموعات منه الخطوط الدفاعية لـ«الحزب»، عبر محاولتَي تسلل في الأيام الماضية، وفق ما قالت مصادر في الجنوب متابعة لتطورات المعركة البرية.

مجموعات تسلل

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المجموعة الأولى من هذه المجموعات «حاولت أن تسلك طريقاً بين يارون ومارون الراس في محاولة للتقدم باتجاه بنت جبيل وأطرافها الشرقية»، بينما حاولت المجموعة الثانية أن تسلك «الطريق الممتدة على الحدود بين رميش وعين إبل، وصولاً إلى الأطراف الجنوبية لبنت جبيل». وقالت المصادر إن تلك المجموعات المتسللة «بدت مجموعات استطلاع ومناورة، لكنها لم تدخل إلى أحياء بنت جبيل».

وكان «حزب الله» أعلن الأربعاء أن مقاتليه استهدفوا تجمعاً لقوات إسرائيلية عند الأطراف الشمالية الشرقية لبلدة مارون الراس بمسيّرتين انقضاضيّتين، كما استُهدف التجمع 5 مرات بصليات صاروخية، إضافة إلى تجمع آخر عند الأطراف الجنوبية.

والثلاثاء، كان الحزب أعلن أن مقاتليه شنوا هجوماً جوّياً بِسربٍ ‏من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات من الجيش الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية الشرقية لبلدة ‏مارون الراس، واستهدفوا تجمعاً آخر عند الأطراف الجنوبية الغربية للبلدة بصليةٍ صاروخية، وسبقتهما، يوم الاثنين، عمليتان مماثلتان.

لبناني يتفقد الدمار في موقع استهداف إسرائيلي قرب «مطار بيروت»... (أ.ف.ب)

وعلى جبهة رميش الواقعة جنوب غربي بنت جبيل، أفيد باشتباكات عنيفة دارت منذ منتصف ليل الأربعاء - الخميس بين مقاتلي «الحزب» وجنود إسرائيليين عند أطراف بلدتَي رميش ويارون لناحية «ملعب يارون» مقابل مستوطنة «دوفيف»، وسجلت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة على أطراف بلدة عيتا الشعب عند محاولة الجيش الإسرائيلي التسلل إلى الأراضي اللبنانية.

وفي ظل تلك المحاولات، كثف الجيش الإسرائيلي على مدى الأيام السابقة ضرباته الجوية للمدينة التي خلت من معظم سكانها، كما تعطلت المستشفيات والإدارات الحكومية فيها منذ اليوم الأول للحرب الموسعة.

حرب استنزاف

وجاءت تلك المحاولات عقب مراوحة بالمعركة البرية، وفشل القوات الإسرائيلية في السيطرة على مدينة الخيام الأسبوع الماضي، وانسحابها من محيطها. وقالت المصادر إن المعركة «تحولت إلى حرب استنزاف، حيث لم يطرأ أي تغيرات على خريطتها منذ أسبوعين، فيما تُدخل القوات الإسرائيلية إلى القرى الحدودية مجموعات هندسية لتفخخ المنازل والأحياء، وتفجرها في اليوم التالي»، لافتة إلى أن تلك العمليات تركزت خلال اليومين الماضيين على بنت جبيل.

دخان كثيف يتصاعد في مدينة بنت جبيل بعد غارة جوية إسرائيلية (أرشيفية - إ.ب.أ)

وتشير المصادر إلى أن عودة الغارات الجوية على بلدات توقف فيها نشاط سلاح الجو خلال الأسبوعين الماضيين، «تعكس نشاطاً عسكرياً دفاعياً مستجداً، بعد تفجير عشرات المنازل والمنشآت بالمنطقة الحدودية». وأشار «حزب الله» في بيان له، يتضمن حصيلة العمليات ومجريات المعركة، إلى أن قواته خاضت في الأيام الماضية اشتباكات على محور الخيام وحولا، وصدت محاولات لإطباق الحصار على بلدة الناقورة بالقطاع الغربي، ومحاولة تسلل في منطقة الوزاني بالقطاع الشرقي، واستهدفت القواتِ المهاجمةَ بصلية صاروخيّة أجبرتها على المُغادرة.

وقال «الحزب»، الخميس، إن قواته استهدفت بصليةٍ صاروخية تحركاً لقوات إسرائيلية عند «بوابة فاطمة» على الحدود قبالة بلدة كفركلا، فضلاً عن 4 استهدافات أخرى بصليات صاروخية داخل مواقع عسكرية في حانيتا وساعر وليمان وهرمون. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان اليوم الخميس، إن 5 جنود إسرائيليين قتلوا وأصيب 16 آخرون في معارك بجنوب لبنان خلال الأسابيع القليلة الماضية.

«القبة الحديدية» تحاول اعتراض صواريخ أطلقها «حزب الله»... (رويترز)

تراشق صاروخي

وفي ظل هذا الواقع، استمر تراشق «حزب الله» والجيش الإسرائيلي بالصواريخ والغارات الجوية، وأعلنت ««نجمة داود الحمراء (هيئة الإسعاف الإسرائيلية)»، الخميس، إصابة شخص بشظايا صاروخ أُطلق من لبنان على الجليل. وأفادت «الهيئة»، في بيان، بـ«إصابة رجل بجروح طفيفة بشظايا صاروخ في الجليل»، فيما تحدثت «القناة الـ13» الإسرائيلية، عن تضرر أحد المباني بقرية كفار مسريك جنوب عكا، مشيرة إلى أن صفارات الإنذار أُطلقت في سلسلة من المستوطنات من الجليل الأعلى إلى حيفا.

ولفتت إلى «نحو 40 عملية إطلاق من لبنان، اعتُرض بعضها، ورُصدت حوادث سقوط». كما تحدثت عن إصابة مركبات في تجمع الكريوت إثر الرشقة الصاروخية من لبنان.

«فاتح 110»

وكان «الحزب» أدخل لأول مرة صاروخاً باليستياً إيرانياً إلى المعركة، حيث أعلن عن إطلاق صاروخ «فاتح 110» باتجاه محيط تل أبيب، كما تحدث عن صواريخ نوعية استخدمها في المعارك، بينها صاروخ يحمل رأساً متفجراً يزن 250 كيلوغراماً.

في المقابل، استأنفت إسرائيل قصف الضاحية الجنوبية لبيروت، وأدت 13 غارة إلى تدمير مبانٍ سكنية، كما دمرت مبنى يبعد 50 متراً عن مدرج «مطار رفيق الحريري» في بيروت، لكن إدارة المطار أكدت أنه يعمل بشكل طبيعي.

طائرة لـ«الناقل الجوي اللبناني» تقلع من مطار بيروت بمحاذاة موقع غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)