أعلنت «وحدات حماية المرأة»، الذراع النسائية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، تسليم فتاة من الطائفة الإيزيدية الكردية إلى «وحدات مقاومة شنكال» الناشطة في جبال شنكال العراقية. وكانت هذه الفتاة محتجزة لدى أسر وعائلات مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي في مخيم الهول شرق محافظة الحسكة بأقصى شمال شرقي سوريا، وتم تحريرهما خلال حملة أمنية أطلقتها قوى الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) وقوات «قسد» الشهر الماضي بدعم وتنسيق من قوات التحالف الدولي.
وقالت روكسن محمد، الناطقة باسم «وحدات حماية المرأة»، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن الفتاة «تدعى سوسن حسن حيدر وسُلمت خلال مراسيم رسمية، بحضور مديرة المخيم، لـ(وحدات مقاومة شنكال)، ليصار عودتها إلى بلدها. ونحن سعداء جداً بتحريرها». وأضافت المسؤولة العسكرية أن العملية الأمنية في الهول تمكنت من تحقيق العديد من أهدافها، ومن ضمنها تجنيب قاطني المخيم خطورة الخلايا الموالية لتنظيم «داعش»، وإفشال مخططاته بالسيطرة عليه، إلى جانب تحرير فتيات معتقلات لدى الأسر المؤيدة للتنظيم الإرهابي. وأردفت قائلة: «نحن ماضون في تحرير جميع الإيزيديات، وسنستمر في البحث عن اللواتي ما زلن مختطفات ومصيرهن مجهولاً... قواتنا تواصل مهامها الاستراتيجية المنوطة بها بحماية المرأة وتخليصها من الظلام». وأوضحت سوسن حسن، الفتاة المحررة التي تبلغ من العمر 24 عاماً، وهي شابة إيزيدية تتحدر من قضاء شنكال، في إفادة صحافية خلال مراسيم تسليمها، أنها اختُطفت قبل 8 سنوات مع 9 من أفراد عائلتها من قبل متشددي «داعش» إبان هجوم واسع على مسقط رأسها منتصف 2014، وأشارت إلى السعادة التي تغمرها وهي تستعد للعودة إلى ديارها ولقاء من تبقى من عائلتها. وقالت: «أعبر عن خالص شكري لـ(وحدات حماية المرأة) التي تمكنت من تحريري، وأنا ممتنة لتعاملها الإنساني خلال فترة بقائي معهن، إلى حين التعرف على عائلتي ومكان إقامتهم».
كانت «وحدات حماية المرأة» قد حررت في 13 من سبتمبر (أيلول) الماضي سوسن حسن. وحسب شهادتها، كانت محتجزة لدى عوائل «داعش» في مخيم الهول. كما تم تحرير الفتاة وفاء عباس، بداية الشهر نفسه ضمن الحملة الأمنية ذاتها. وسلمت قوى الأمن وإدارة المخيم في 20 من سبتمبر الفائت طفلاً إيزيدياً يبلغ من العمر 14 عاماً لـ«البيت الإيزيدي» في إقليم الجزيرة، وهي إحدى التسميات الإدارية بمحافظة الحسكة تتبع الإدارة الذاتية، بعد تخليصه من قبضة العوائل المتشددة بالمخيم. وتقول مصادر أمنية بارزة من إدارة مخيم الهول، تعليقاً على تحرير الفتيات الإيزيديات، إن النساء والأطفال الذين يتم إنقاذهم «يكونون غالباً محتجزين ضمن قسم المهاجرات الأجانب، ولذلك يصعب الوصول إليهم أو التعرف على هوياتهم». وهذا القسم الخاص يقع تحت حراسة أمنية مشددة وتقيم فيه عوائل مسلحين حاربوا في صفوف «داعش»، ويتحدرون من نحو 60 جنسية غربية وعربية.
من جانبه؛ أشاد مسؤول مكتب العلاقات العامة في «وحدات مقاومة شنكال» جكو شنكالي، خلال مراسيم تسلم الفتاة سوسن، بالدور الكبير لـ«وحدات المرأة» وقوات «قسد» في تحرير الأطفال والنساء الإيزيديات، وأكد استمرار التعاون بين الطرفين للوصول إلى جميع الإيزيديين والإيزيديات الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً.
وقال إن «الفتاة الإيزيدية سوسن سيتم نقلها وإيصالها إلى ذويها، والشعب الإيزيدي في شنكال يدين لـ(وحدات حماية الشعب والمرأة) وقوات (قسد) لما قدموه من تضحيات كبيرة لإنهاء خطورة (داعش) على شعبنا».
وحسب تقديرات رسمية صادرة عن سلطات الإدارة الذاتية في شرق سوريا، بلغ عدد الإيزيديات المحررات منذ شهر مارس (آذار) 2020 نحو 60 سيدة وفتاة إيزيدية، وقرابة 200 طفل وطفلة، غير أن 3500 شخص آخرين لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.
أكراد سوريا يسلمون فتاة إيزيدية لـ«وحدات شنكال» العراقية
أكراد سوريا يسلمون فتاة إيزيدية لـ«وحدات شنكال» العراقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة