إدانة غربية واسعة للقصف الروسي... والصين تدعو إلى «وقف التصعيد»

الرئيس الأوكراني تلقى اتصالاً من أمير قطر... ويشارك في اجتماع «السبع» اليوم

أوكرانيون أمام حفرة عملاقة أحدثها صاروخ روسي في كييف أمس (أ.ف.ب)
أوكرانيون أمام حفرة عملاقة أحدثها صاروخ روسي في كييف أمس (أ.ف.ب)
TT

إدانة غربية واسعة للقصف الروسي... والصين تدعو إلى «وقف التصعيد»

أوكرانيون أمام حفرة عملاقة أحدثها صاروخ روسي في كييف أمس (أ.ف.ب)
أوكرانيون أمام حفرة عملاقة أحدثها صاروخ روسي في كييف أمس (أ.ف.ب)

قوبل القصف الصاروخي الروسي على مدن أوكرانية بينها كييف أمس (الاثنين) بموجة ردود فعل غربية تدين وتتوعد، فيما دعت الصين إلى «وقف التصعيد».
وفي تعليق على التصعيد الروسي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان، إن بلاده «تدين بشدة» الضربات الصاروخية الروسية التي أدت إلى «قتل وجرح مدنيين ودمّرت أهدافاً ليس لها أي غرض عسكري». وأضاف، أنها «تظهر مرة أخرى الوحشية المطلقة لحرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين غير الشرعية على الشعب الأوكراني»، مشدداً على أن «هذه الهجمات لا تؤدي إلا إلى تعزيز التزامنا الوقوف إلى جانب شعب أوكرانيا لأطول فترة ممكنة». وأكد، أنه بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء «سنواصل فرض تكاليف على روسيا لعدوانها، ومحاسبة بوتين وروسيا على فظائعهما وجرائم الحرب، وتقديم الدعم اللازم للقوات الأوكرانية للدفاع عن بلادهم وحريتهم». وكرر مطالبة روسيا بـ«إنهاء هذا العدوان غير المبرر على الفور وإخراج قواتها من أوكرانيا».
ودعت وزارة الخارجية الصينية إلى وقف التصعيد في أوكرانيا بعد أن هزت انفجارات عدة مدن منها كييف فيما يبدو أنها ضربات «انتقامية روسية» عقب انفجار جسر يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، بحسب «رويترز».
وقال المتحدث باسم الوزارة ماو نينغ في إفادة صحافية: «نأمل وقف التصعيد قريبا».

- أمير قطر
وجدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني موقف بلاده الداعي إلى ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دولياً.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه أمير قطر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وطبقا للوكالة، ناقش الجانبان آخر المستجدات على الساحة الأوكرانية، خاصة ما يتعلق بالأزمة مع روسيا وضرورة إنهائها بالحوار والطرق الدبلوماسية.
ودعا أمير قطر مجدداً، خلال الاتصال، جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وحل الخلاف عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد.
كما جدد موقف دولة قطر الداعي إلى ضرورة الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية.

- الاتحاد الأوروبي
ورأى الاتحاد الأوروبي أن الضربات الصاروخية الروسية على المدنيين في أوكرانيا «ترقى إلى جريمة حرب»، وفق ما أفاد ناطق باسم مسؤول شؤون التكتل الخارجية جوزيب بوريل.
وقال المتحدث بيتر ستانو إن «استهداف الناس عشوائيا بوابل جبان ومروع من الصواريخ التي تضرب أهدافا مدنية يمثل حتما تصعيدا إضافيا». وأضاف «يدين الاتحاد الأوروبي بأشد العبارات هذه الهجمات الشنيعة على المدنيين والبنى التحتية المدنية... إنه أمر يتعارض مع القانون الإنساني الدولي، ويرقى هذا الاستهداف للمدنيين من دون تمييز إلى جريمة حرب».
واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الضربات على كييف ومدن أوكرانية أخرى «خبيثة». وقالت في بيان: «أظهرت روسيا مرة أخرى للعالم ما تمثله - إنه الإرهاب والوحشية. يجب محاسبة المسؤولين عن ذلك».
وكتب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على تويتر أنه يشعر «بصدمة عميقة» من الهجمات الروسية على المدنيين. وقال: «هذه أفعال لا مكان لها في القرن الحادي والعشرين. أدينها بأشد العبارات الممكنة». ولفت إلى أن هناك «دعما عسكريا إضافيا من الاتحاد الأوروبي في طريقه» إلى أوكرانيا.
ولدى سؤال ستانو عن اتفاق روسيا وبيلاروسيا لنشر «قوة إقليمية مشتركة»، طالب ستانو مينسك بـ«الامتناع» عن تقديم المزيد من المساعدة لموسكو في أوكرانيا.
وتابع «لا تفاصيل لدينا (حول نشر القوات المشتركة)، لكن إذا حدث ذلك، فسيكون تصعيداً آخر في الحرب غير الشرعية» في أوكرانيا. وأضاف «لن يمرر الاتحاد الأوروبي ذلك».
وكتبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على تويتر الاثنين «أدين بأشد العبارات الضربات الروسية العشوائية على المدن الأوكرانية. إن استهداف السكان المدنيين عمداً يشكل جريمة حرب».
وشبه متحدث باسم الخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي الهجمات الصاروخية على عدة مدن أوكرانية بـ«جريمة حرب». وقال متحدث باسم دائرة العمل الخارجي الأوروبي: «هذا أمر ضد القانون الإنساني الدولي، وهذا الاستهداف العشوائي للمدنيين يرقى إلى مستوى جريمة حرب». وأضاف «هذه الهجمات بربرية وجبانة». وأوضح أنه «سوف يتم محاسبة جميع المسؤولين»، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي سوف يستمر في الوقوف بجانب أوكرانيا.

- دعم هولندي
وأدان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الهجمات الروسية الأخيرة على مدن أوكرانية ووصفها بأنها إرهاب. وكتب روته على تويتر اليوم الاثنين: «هذا ليس انتقاما بل هذا إرهاب»، مشيراً إلى أن الهجمات كان لها «هدف شديد الوضوح» ألا وهو ضرب مواطنين أبرياء أيضا.
كان روته أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق، وقال روته إن زيلينسكي أطلعه على طبيعة الوضع. وأضاف روته أنه تعهد لزيلينسكي بتقديم هولندا الدعم الكامل لأوكرانيا.
وجدد أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ عبر تويتر، دعم الحلف لأوكرانيا بعد التحدث مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاثنين. وكتب ستولتنبرغ «سوف يواصل الناتو دعم الشعب الأوكراني الشجاع للرد على اعتداءات الكرملين مهما طال الأمر». وقال ستولتنبرغ إنه «يدين الهجمات الروسية المروعة والعشوائية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا».
ومن المقرر أن يلتقي وزراء دفاع الناتو في اجتماع يستمر يومين في بروكسل الأربعاء، حيث سوف يكون دعم أوكرانيا مدرجا على الأجندة.

- صواريخ ألمانية
ووعدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك كييف بتقديم مساعدة سريعة في مجال الدفاع الجوي.
وكتبت الوزيرة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الاثنين: «نبذل قصارى جهدنا لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية سريعا».
وفي إشارة إلى القصف الروسي تحدثت بيربوك عن المواطنين الذين عايشوا خوفا مميتا في حركة المرور الصباحية في كييف وعن تسبب القصف في إحداث فوهة بجوار ملعب، وكتبت: «إنه لأمر دنيء وغير مبرر أن يطلق بوتين الصواريخ على المدن والمدنيين».
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينا لامبرشت قالت في وقت سابق إن الهجمات الصاروخية الروسية الأخيرة على أوكرانيا تظهر أهمية تسليم أنظمة دفاع جوي لأوكرانيا على وجه السرعة، وأضافت «الهجمات الصاروخية الروسية والطائرات المسيرة ترهب السكان المدنيين بالدرجة الأولى... لذلك نقدم الدعم الآن بأسلحة مضادة للطائرات على وجه الخصوص. في الأيام القليلة المقبلة سيكون أول وحدة من أحدث أربع وحدات لنظام الدفاع الجوي من طراز (إيريس - تي إس إل إم) جاهزة لتوفير حماية فعالة لشعب أوكرانيا».
وكذلك اتصل المستشار الألماني أولاف شولتس بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت إن المستشار أكد لزيلينسكي خلال المكالمة تضامن ألمانيا ودول مجموعة السبع الأخرى، مضيفا أن ألمانيا ستبذل قصارى جهدها لتعبئة مساعدات إضافية وللمساعدة في إصلاح البنية التحتية المتضررة.
وأكد هيبشترايت أن الحكومة الألمانية تدين الهجمات الروسية بأشد العبارات الممكنة، مشيرا إلى أن دول مجموعة السبع تعتزم إجراء محادثات مع زيلينسكي خلال مؤتمر عبر الفيديو اليوم الثلاثاء.

- قلق فرنسي
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «قلقه البالغ» حيال الضربات الروسية على أوكرانيا الاثنين، وذلك خلال اتصال مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بينما تعهد بأن باريس ستزيد دعمها العسكري لكييف.
وجاء في بيان صدر عن مكتب ماكرون أن «الرئيس تحدث عن قلقه البالغ حيال الضربات التي أودت بضحايا مدنيين... وأكد على دعمه التام والكامل للرئيس زيلينسكي والتزام فرنسا بزيادة دعمها لأوكرانيا، بما يتوافق مع الاحتياجات التي عبرت عنها كييف، بما في ذلك في مجال المعدات العسكرية».

- مجموعة السبع
وأعلنت برلين أن قادة دول مجموعة السبع والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيجرون محادثات طارئة الثلاثاء لمناقشة الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا.
وأكد المستشار الألماني أولاف شولتس لزيلينسكي «تضامن ألمانيا ودول مجموعة السبع الأخرى» مع بلاده، وفق ما أفاد الناطق باسم الحكومة شتيفان هيبسترايت. وأضاف أن المحادثات ستنطلق عبر الفيديو وسيشارك زيلينسكي في بداية الاجتماع. وقال هيبسترايت إن «ألمانيا ستبذل كل ما في وسعها لحشد المزيد من الدعم، وتحديدا للمساعدة على إصلاح وإعادة البنى التحتية المدنية (الأوكرانية) المتضررة والمدمرة، مثل إمدادات الكهرباء والتدفئة».


مقالات ذات صلة

روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاين

أوروبا عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)

روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاين

أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيَّرة، ليل السبت - الأحد، على العاصمة الأوكرانية كييف والبنية التحتية لميناء أوديسا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن - واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

كشف تقرير صحافي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب طلب نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تسليح الولايات المتحدة لأوكرانيا في عام 2017.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (من حسابه في «إكس»)

رئيس البرلمان التركي: لا مفاوضات لحل أزمة أوكرانيا من دون روسيا

أكد رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش ضرورة إدراك أميركا وبعض الدول الأوروبية استحالة نجاح أي مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا من دون روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)

زيلينسكي يستعدّ لطرح «خطة النصر» في اجتماع الحلفاء الأسبوع المقبل

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستطرح «خطة النصر» في اجتماع دوري لحلفائها في رامشتاين بألمانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
يوميات الشرق المراهقة تواجه تهمة القتل غير العمد وهي حالياً قيد الاحتجاز الوقائي (رويترز)

صدمة في الرأس وكدمات ونزيف... مراهقة عائدة من أوكرانيا تضرب جدتها حتى الموت

وُجهت اتهامات لفتاة أوكرانية تبلغ من العمر 14 عاماً انتقلت مؤخراً إلى ولاية فلوريدا الأميركية بصفتها شخصاً بالغاً بعدما ضربت جدتها البالغة من العمر 79 عاماً حتى

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تبديل على رأس «الناتو»... لكن لا تغيير متوقعاً في عمل الحلف

جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

تبديل على رأس «الناتو»... لكن لا تغيير متوقعاً في عمل الحلف

جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

يتولى رئيس الوزراء الهولندي السابق، مارك روته، الثلاثاء، قيادة «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، لكن التناوب على رأس أكبر حلف عسكري في العالم لا يعني أنه سيكون بالإمكان إحداث تغيير جذري في عمله.

وقال إيان ليسر، من معهد «جيرمان مارشال فاند» للدراسات في بروكسل: «في (حلف الأطلسي) يتقرر كل شيء؛ كل شيء على الإطلاق، من أتفه الأمور إلى أكثرها استراتيجية، بالإجماع... وبالطبع؛ فإن مدى الاحتمالات المتاحة للأمناء العامين لإحداث تغيير في العمق في عمل (حلف الأطلسي)، يبقى محدوداً جداً».

ويعمل الأمين العام «في الكواليس» من أجل بلورة القرارات التي يتعين لاحقاً أن توافق عليها الدول الأعضاء الـ32.

وأوضح جامي شيا، المتحدث السابق باسم «الحلف» والباحث لدى معهد «تشاتام هاوس» البريطاني للدراسات، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن الأمين العام «لديه سلطة تحديد الأجندة، وهو الذي يترأس (مجلس شمال الأطلسي)؛ الهيئة السياسية للقرار في (الحلف)». لكنه لا يمسك وحده بقرار الدخول في حرب، وليس بالتأكيد من يضغط على الزر النووي، فهاتان من صلاحيات الدول الأعضاء؛ على رأسها الولايات المتحدة.

وهذا لا يعني أن قائد «الحلف» لا يملك نفوذاً.

وأشار إيان ليسر في هذا الصدد إلى أن الأمين العام الأسبق، جورج روبرتسون، كان له دور مهم في تفعيل «المادة5» بعد اعتداءات «11 سبتمبر (أيلول) 2001» على الولايات المتحدة.

ستولتنبرغ مع روته بالمقر الرئيسي لـ«الناتو» في بروكسل يوم 17 أبريل 2024 (رويترز)

وتنص «المادة5» من ميثاق «الناتو» على أن أي هجوم على دولة عضو «سيعدّ هجوماً على كل الأعضاء»، تحت عنوان: «الدفاع الجماعي». وجرى تفعيلها مرة واحدة في كل تاريخ «الحلف» لمصلحة الولايات المتحدة ولو رمزياً.

كما أن شخصية الأمين العام الجديد سيكون لها دور، وهذا ما يثير ترقباً حيال مارك روته بعد 10 سنوات من قيادة رئيس الوزراء النرويجي السابق ينس ستولتنبرغ.

فهل يعمل على ترك بصماته منذ وصوله، أم ينتظر ولاية ثانية محتملة؟

وقال شيا إن الأمناء العامين «يميلون عند وصولهم إلى أن يكونوا مرشحي الاستمرارية، لكن إذا بقوا بعض الوقت، فهم بالطبع يزدادون ثقة».

قيادة المساعدات

ودفع ستولتنبرغ «الحلف» باتجاه تقديم دعم متصاعد لأوكرانيا، لا سيما بعد غزو روسيا أراضيها في فبراير (شباط) 2022. وطرح تقديم مساعدة سنوية لا تقل عن 40 مليار دولار لأوكرانيا، وحصل على التزام من الدول الحليفة في هذا الصدد. كما حصل على صلاحية أن يتولى «الحلف» القيادة الكاملة لعمليات تسليم المساعدات العسكرية الغربية.

زعماء «الناتو» خلال انعقاد قمتهم في واشنطن يوم 9 يوليو 2024 (د.ب.أ)

يبقى أنه في زمن الحرب، تكون لوحدة الصف والاستمرارية الأفضلية على كل الحسابات الأخرى؛ مما لا يشجع على أي تغيير.

وقال دبلوماسي في «حلف الأطلسي»، طالباً عدم الكشف عن اسمه: «في ظل وضع جيوسياسي بمثل هذه الصعوبة، من المهم للغاية الحفاظ على الاستمرارية وعلى التوجه ذاته في السياسة الخارجية والأمنية».

يبقى أن الجميع في أروقة مقر «الحلف» في بروكسل ينتظرون من روته أسلوباً جديداً في الإدارة يكون «جامعاً أكثر بقليل»، بعد عقد من قيادة «نرويجية» مارسها سلفه «عمودياً»، وفق ما لفت دبلوماسي آخر في «الحلف».

ومارك روته من معتادي أروقة «حلف الأطلسي» و«الاتحاد الأوروبي» بعدما قضى 14 عاماً على رأس الحكومة الهولندية.

وهذا ما يجعل الجميع يراهن عليه بصورة خاصة لتعزيز التنسيق بين «حلف الأطلسي» والتكتل الأوروبي، في وقت يؤدي فيه «الاتحاد» دوراً متصاعداً في المسائل الأمنية.

وهذا الملف معلق بسبب الخلافات بين تركيا؛ العضو في «الحلف» من غير أن تكون عضواً في «الاتحاد الأوروبي»، واليونان حول مسألة قبرص.

وفي حال عاد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فإن الدول الحليفة تعول على مهارات روته مفاوضاً من أجل الحفاظ على وحدة «الحلف».

ورفض ستولتنبرغ إسداء أي نصيحة إلى روته في العلن، مكتفياً بالقول إنه سيكون «ممتازاً». لكنه لخص بجملة ما يتوقعه الجميع من الأمين العام لـ«الحلف» بالقول: «ستكون مهمته الكبرى بالطبع إبقاء جميع الحلفاء الـ32 معاً».