معارك للحصول على الطعام في بلدة أوكرانية محررة

مواطنون ببلدة ليمان يقفون في طابور للحصول على الطعام (أ.ف.ب)
مواطنون ببلدة ليمان يقفون في طابور للحصول على الطعام (أ.ف.ب)
TT

معارك للحصول على الطعام في بلدة أوكرانية محررة

مواطنون ببلدة ليمان يقفون في طابور للحصول على الطعام (أ.ف.ب)
مواطنون ببلدة ليمان يقفون في طابور للحصول على الطعام (أ.ف.ب)

تلاشت أصوات الدبابات والمعارك المرعبة في بلدة ليمان بشرق إقليم دونيتسك، بعد تحريرها مؤخراً من أيدي القوات الروسية، لتحلّ محلها أصوات معارك من نوع آخر، تتمثل في المشاجرات والمشادات الكلامية التي تندلع يومياً بين المواطنين من أجل الحصول على الطعام الذي أصبح شحيحاً جداً بالبلدة.
ووفقاً لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فإن انطلاق أي نبأ يخص حصول المسؤولين على الطعام أو الخبز المتبرَّع به يؤدي على الفور إلى طوابير طويلة أمام الأفران ومستودعات المواد الغذائية.

ووسط خوف المواطنين من نفاد الطعام أثناء انتظار دورهم في الطوابير المكدّسة، تندلع المشاجرات والمشادات الكلامية بين الكثير من الأشخاص، فيما يشكك البعض في أحقّية بعض الفئات في الحصول على إعفاء من الانتظار في هذه الصفوف.
وأثناء انتظار سيدة مُسنة بأحد طوابير الطعام، فوجئ مَن حولها بصراخها بشكل مفاجئ في وجه شخص متقاعد يستخدم عكازين، بعد أن أُعفي من الانتظار في الطابور، حيث اتهمت السيدة الرجل بـ«ادعاء المرض» مؤكدة أنها رأته قبل ذلك اليوم و«كان سليماً تماماً».
وقالت السيدة، لشبكة «سكاي نيوز»: «لقد انتظرت لساعات في الطابور. ساقاي متعبتان للغاية. لا يمكننا أن نكمل حياتنا بهذا الشكل».

وأمام مستودع آخر للمواد الغذائية، نشب عراك صاخب بين شابة أم لأربعة أطفال، وامرأة مُسنة، حيث رأت كل منهما أنها أحق بالحصول على الطعام قبل الأخرى.
وعلّقت سيدة تُدعى أولغا على هذا العراك الذي حدث أمامها بقولها: «لقد أصبح الناس عدوانيين للغاية».

وأضافت لشبكة «سكاي نيوز»: «اعتقدت أن الحرب ستجمعنا وتوحّدنا. لكن للأسف، ما حدث هو العكس تماماً، فكل شخص أصبح يهتم بنفسه فقط ولا يرغب في مساعدة غيره. الكل يبحث عن مصلحته فقط الآن».
كانت القوات الأوكرانية قد استعادت بلدة ليمان من سيطرة القوات الروسية، مطلع الشهر الحالي.
وبعد تحرير البلدة بأيام، قال حاكم إقليم دونيتسك بافلو كيريلينكو، إن السلطات الأوكرانية عثرت على مقبرة جماعية بها، لكنه لم يذكر عدد الجثث التي تحتويها المقبرة.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة «أوكرينفورم» للأنباء عن مسؤول كبير بالشرطة قوله إن المقبرة تحتوي على 180 جثة.


مقالات ذات صلة

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».