الحفاظ على التنوع الوراثي كمدخل لحماية الأنواع الحية

تنوّعت القضايا البيئية التي أثارتها المجلات العلمية في أعدادها الجديدة، مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2022. وفيما اهتمَّت «ناشيونال جيوغرافيك» بتأثير الاحترار العالمي على التشكيلات الجليدية في جبال الألب النمساوية، تابعت «نيو ساينتست»، انتخابات الرئاسة البرازيلية، وانعكاسها على حماية الغابات المطيرة في الأمازون. وفي المقابل، أشارت «ساينس» و«ساينس نيوز» إلى ضرورة الحفاظ على التنوُّع الوراثي، من أجل دعم استمرار الأنواع الحيّة.
- ناشيونال جيوغرافيك
في تقرير مصوَّر حمل عنوان «عندما يذوب السحر»، تناولت «ناشيونال جيوغرافيك» (National Geographic) الأثر السلبي لتغيُّر المناخ على التشكيلات الجليدية في جبال الألب النمساوية. وتضم المغاور في الجبال القريبة من مدينة سالزبورغ تكوينات متجمدة مدهشة، كأنها جزء من حكاية خرافية، تذوب وتتلاشى بسبب الاحترار العالمي. ويوجد في النمسا نحو 1200 كهف جليدي ضمن تكهُّفات في الحجر الجيري والدولوميتي، تتسرب إليها المياه والمعادن لتصنع تشكيلات حجرية وجليدية ساحرة. كما توجد بضع مئات من هذه المغاور في شمال شرقي إيطاليا أيضاً. ولا يمثّل ذوبان الجليد في هذا المغاور خسارة لإحدى عجائب الطبيعة فحسب، وإنما ضياع لذاكرة تحفظ تاريخ الكوكب.
- نيو ساينتست
تُعدّ الانتخابات الرئاسية البرازيلية لحظة اتخاذ القرار حول مصير الأمازون. وترى «نيو ساينتست» (New Scientist) أن التجديد للرئيس الحالي بولسونارو سيكون كارثياً على الغابات المطيرة، أما انتخاب منافسه الرئيس السابق لولا دا سيلفا، فيعِد بعكس الأضرار البيئية. ويلوم الخبراء بولسونارو على الدمار الذي لحق بغابات الأمازون نتيجة تقويضه التشريعات البيئية، وتعيينه مسؤولين عسكريين يسعون لتنفيذ مشاريع في الأمازون، ضمن إدارات المؤسسات البيئية، وتشجيعه علانية استعمار الغابات المطيرة. وكانت المنطقة شهدت زيادة سنوية في إزالة الغابات بنحو 75 في المائة، منذ وصول بولسونارو إلى كرسي الرئاسة في مطلع 2019.
- ساينس
خلص بحث نشرته «ساينس» (Science) إلى أن الأنواع الحيّة خسرت أكثر من 10 في المائة من تنوُّعها الوراثي، مما يتجاوز أهداف الأمم المتحدة لما بعد عام 2020 في الحفاظ على المورِّثات. وتعتبر التباينات في تكوين الأعضاء ووظائفها ضمن النوع الواحد، نتيجة اختلاف المورثات، أمراً أساسياً في حفظ قدرة الأنواع على التكيُّف واستمرارها جيلاً بعد جيل. ويتسبب تغيُّر المناخ وفقدان الموائل نتيجة الأنشطة البشرية في تقليل النطاقات الجغرافية التي تنتشر فيها الأنواع الحية، مما يزيد من مخاطر انقراضها وفقدانها التنوُّع الوراثي الذي يدعم بقاءها.
- ساينتفك أميركان
تناولت «ساينتفك أميركان» (Scientific American) إشكالية الليالي المشرقة نتيجة التلوُّث الضوئي. ورغم أن علماء الفلك كانوا أول من لاحظ توهُّج السماء ليلاً، بفعل انتشار الإضاءة في المدن، فإن هذه الظاهرة لا تقتصر آثارها على علم الفلك، إذ اكتشف علماء الأحياء خلال العقد الماضي أن الإسراف في الإضاءة الليلية يعطّل بشكل كبير نشاط الحيوانات والنباتات والعلاقات البيئية التي تربط العالم ببعضه. وتمتد هذه التأثيرات عبر مناطق بأكملها من العالم، بعيداً عن المدن. وتشير قياسات الأقمار الاصطناعية إلى أن أكثر من ثلاثة من بين خمسة أوروبيين وأربعة من بين خمسة أميركيين يعيشون تحت سماء مغمورة بالضوء لدرجة لا تسمح لهم برؤية مجرة درب التبانة.
- بي بي سي ساينس فوكاس
أجرت «بي بي سي ساينس فوكاس» (BBC Science Focus) لقاءً مع كيفن هيسكوك، أستاذ العلوم البيئية في جامعة إيست أنجليا البريطانية، عن تأثير إدارة الأراضي وتغيُّر المناخ على إمدادات المياه. وتناول الحوار إدارة المياه على نحو أفضل من أجل التكيُّف مع الجفاف مستقبلاً. ويقترح هيسكوك زراعة الأراضي الجرداء لتكوين أنواع من التربة تسرّب الهطولات المطرية إلى المياه الجوفية، بدلاً من صرفها سطحياً، وكذلك تبنّي طرائق الزراعة المتجددة التي تقوم على الحد الأدنى من حراثة الأرض، وتحسين بنية التربة وزيادة محتواها العضوي. وفي المناطق الحضرية، يدعو هيسكوك إلى استخدام أنظمة الصرف المستدامة التي تلحظ البرك والأراضي الرطبة، إلى جانب تخضير المساحات الحضرية.
- ساينس نيوز
ناقشت «ساينس نيوز» (Science News) أهمية إدخال الحيوانات الصيّادة إلى موائلها الطبيعة بعد تناقص أعدادها فيها. وعرضت المجلة تجربة إعادة الحياة البرية إلى المتنزهات الوطنية في ولاية واشنطن، لا سيما حيوان ابن عرس الذي كان انقرض في المنطقة منذ منتصف القرن العشرين، بسبب صيده، للاستفادة من فرائه الثمين وفقدانه الموائل. ومع اختفاء ابن عرس، انتشر حيوان النيص الذي التهم شتلات الأشجار وألحق ضرراً بالغابات. وتظهر تجربة ولاية واشنطن ضرورة الاهتمام بمسألة التنوُّع الوراثي، لضمان استمرار نسل الحيوانات المعادة، وتوفير التواصل بين أفرادها، لا سيما في الموائل المتقطِّعة، عن طريق توفير الجسور والأنفاق لتسهيل تنقلها.
- ذا ساينس كوليكشن
تحت عنوان «كيف نحافظ على العالم؟» استعرضت «ذا ساينس كوليكشن» (The Science Collection) مجموعة من المخاطر البيئية التي تهدد الحياة على كوكب الأرض، وناقشت سبل التقليل منها. ويشكل البشر جزءاً من بين 10 آلاف جزء من الكتلة الحيوية على الكوكب، ولكن تأثيرهم كبير للغاية. فخلال 250 سنة، أضاف البشر أكثر من 400 مليار طن من الكربون إلى الغلاف الجوي، وحدث نصف ذلك منذ منتصف الثمانينات فقط. ولا يقتصر الأمر على كمية التلوُّث، إذ اخترع البشر مواد جديدة زادت المشكلة، مثل البولي إيثلين، ومركّبات الكلوروفلوروكربون، والفوسفات العضوي، والهرمونات الاصطناعية.
- يوريكا
«آخر تقنيات حصاد طاقة الشمس» كان موضوع غلاف عدد «يوريكا» (Eureka) الجديد. وتشهد سوق الطاقة الكهروضوئية نمواً كبيراً وانخفاضاً في الأسعار، ويساعد على ذلك التطورات التقنية السريعة التي تحدث في هذا القطاع. ومن بين هذه التطورات استخدام أنظمة تحويل الطاقة التي تعمل على مستوى الوحدة الكهروضوئية (MLPE)، مما يخفف من التأثير السلبي لعدم التطابق بين الوحدات، ويحسّن الكفاءة الكلّية للنظام. كما تُعدّ الخلايا الشمسية العضوية (OSCs)، التي تستخدم المواد العضوية لتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء، ابتكاراً واعداً من أجل مستقبل أفضل للخلايا الكهروضوئية.