مزاج الأم يؤثر على الإدراك اللغوي لأطفالها

اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على قدرة الطفل على الكلام (shutterstock)
اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على قدرة الطفل على الكلام (shutterstock)
TT

مزاج الأم يؤثر على الإدراك اللغوي لأطفالها

اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على قدرة الطفل على الكلام (shutterstock)
اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على قدرة الطفل على الكلام (shutterstock)

يصاب نحو 70 في المائة من الأمهات بمزاج اكتئاب ما بعد الولادة، المعروف أيضاً باسم «كآبة ما بعد الولادة» بعد ولادة أطفالهن. وأظهرت التحليلات أن هذا يمكن أن يؤثر أيضاً على قدرة الطفل على الكلام. ومع ذلك، لم يكن من الواضح بالضبط كيف يظهر هذا الضعف في التطور اللغوي المبكر عند الرّضّع.
وفي دراسة قام بها العلماء في «معهد ماكس بلانك للعلوم الإدراكية والدماغية» في لايبزيغ بألمانيا، ونشرت الجمعة بدورية «غاما نيتورك أوبن»، وجد الباحثون أن الحالة المزاجية السلبية للأم تؤثر في مدى قدرة الأطفال على تمييز الأصوات، وتمثل هذه القدرة شرطاً أساسياً مهماً للخطوات الإضافية نحو لغة متطورة.
ويقول الباحثون في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد، بالتزامن مع نشر الدراسة: «إذا أمكن للرضع تمييز الأصوات بعضها عن بعض، فيمكنهم أيضاً تمييز الكلمات الفردية بعضها عن بعض، وأصبح من الواضح أنه إذا كانت الأمهات في حالة مزاجية أكثر سلبية بعد شهرين من الولادة، فإن أطفالهن يظهرون في المتوسط معالجة أقل نضجاً لأصوات الكلام في سن 6 أشهر».
ويضيف الباحثون أن الأطفال الذين كانت أمهاتهم في حالة مزاجية سلبية، تأخرت لديهم ما تعرف بـ«استجابة عدم التطابق»، مقارنة بأولئك الذين كانت أمهاتهم في حالة مزاجية أكثر إيجابية.
وتعمل استجابة عدم التطابق هذه بدورها كمقياس لمدى قدرة شخص ما على فصل الأصوات بعضها عن بعض، وإذا تأخر هذا التطور نحو رد فعل واضح لعدم التوافق، فإن هذا يعتبر مؤشراً على زيادة خطر المعاناة من اضطراب الكلام في وقت لاحق من الحياة.
وعن تفسير العلاقة بين اكتئاب الأم والتطور اللغوي المبكر عند الرضع، توضح جيسا شادت، الباحثة الرئيسية بالدراسة، أنهم «يشكّون في أن الأمهات المصابات يستخدمن قدراً أقل من الكلام الموجه للرضع، وربما يستخدمن تنوعاً أقل في طبقة الصوت عند توجيه الكلام إلى أطفالهن، وهذا يؤدي إلى تصور أكثر محدودية للنغمات المختلفة لدى الأطفال، وهذا التصور، بدوره، يعتبر شرطاً أساسياً لمزيد من التطوير اللغوي».
وتضيف: «تظهر النتائج مدى أهمية أن يستخدم الآباء الكلام الموجه للأطفال لمزيد من التطور اللغوي لأطفالهم. ويعتبر الكلام الموجه للأطفال الذي يختلف اختلافاً كبيراً في درجة الصوت، ويؤكد على أجزاء معينة من الكلمات بشكل أكثر وضوحاً، وبالتالي يركز انتباه الصغار على ما يقال، مناسباً جداً لتطوير قدراتهم اللغوية».


مقالات ذات صلة

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)
صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بريطانيا: أكثر من 700 موظف ينضمون إلى دعوى ضد «ماكدونالدز»

شعار سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» للوجبات السريعة (أ.ب)
شعار سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» للوجبات السريعة (أ.ب)
TT

بريطانيا: أكثر من 700 موظف ينضمون إلى دعوى ضد «ماكدونالدز»

شعار سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» للوجبات السريعة (أ.ب)
شعار سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» للوجبات السريعة (أ.ب)

انضم أكثر من 700 موظف في سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» للوجبات السريعة إلى الدعوى الجماعية المقامة في المملكة المتحدة على المجموعة الأميركية بتهمة المضايقات، وفق ما أعلن، الثلاثاء، مكتب المحاماة الموكّل عنهم، بعد عام ونصف عام على تحقيق استقصائي أجرته محطة «بي بي سي» كشف هذه الممارسات، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح مكتب «لي داي» للمحاماة في بيان أن هؤلاء الأشخاص أفادوا بتعرضهم لـ«تجارب تمييز» مرتبطة خصوصاً بالإعاقة، وكذلك برهاب العنصرية والمضايقات، مشيراً إلى أن الدعوى تشمل في الوقت الراهن أكثر من 450 فرعاً لسلسلة الوجبات السريعة في المملكة المتحدة.

ويعمل أكثر من 168 ألف موظف في مطاعم السلسلة في المملكة، غالبيتهم من الشباب وحتى المراهقين، بعقود غير مستقرة.

ورُفعت هذه الدعوى الجماعية بعد تحقيق أجرته «بي بي سي» في يوليو (تموز) 2023، تضمّن شهادات، ويمكن أن ينضم إلى الدعوى موظفون كانت أعمارهم تقل عن 20 عاماً وقت وقوع الأحداث المزعومة.

وقدَّم المدير الإداري لـ«ماكدونالدز» في المملكة المتحدة وآيرلندا أليستير ماكرو اعتذارات المجموعة عن «التقصير الواضح» في حماية الموظفين.

وأشار إلى أن الشركة تتعرّض «لاتهام واحد أو اثنين» بالتحرش الجنسي أسبوعياً من موظفين في المملكة المتحدة.

وكشفت «بي بي سي»، الثلاثاء، حالة موظف تعرّض للتنمر بسبب معاناته من إعاقة عقلية ومشكلة في العين، فاضطر إلى أن يترك وظيفته.

وأكد ناطق باسم «ماكدونالدز» اليوم أن «أي حوادث سوء سلوك ومضايقات غير مقبولة، وتخضع لتحقيقات وإجراءات سريعة ومعمقة».

وذكّرت الشركة بأنها وفّرت نظاماً إلكترونياً يتيح «للموظفين من كل مطاعم السلسلة قول ما لديهم بسرية تامة في شأن مشكلات المضايقات».

وسبق أن استُهدفت سلسلة الوجبات السريعة باتهامات عام 2019، عندما أكد اتحاد عمال المخابز والأغذية أن أكثر من ألف موظف شكَوا تعرّضهم للتحرش الجنسي وسوء المعاملة في أماكن عملهم.