البرلمان العراقي يستأنف أعماله بجدول يخلو من انتخاب رئيس للجمهورية

بعد عام من الانتظار

البرلمان العراقي خلال جلسة في سبتمبر الماضي (واع)
البرلمان العراقي خلال جلسة في سبتمبر الماضي (واع)
TT

البرلمان العراقي يستأنف أعماله بجدول يخلو من انتخاب رئيس للجمهورية

البرلمان العراقي خلال جلسة في سبتمبر الماضي (واع)
البرلمان العراقي خلال جلسة في سبتمبر الماضي (واع)

يستأنف البرلمان العراقي جلساته اليوم (السبت)، بجدول أعمال يتضمن فقرات إجرائية، هي عبارة عن مشاريع قوانين مؤجلة، في وقت تستمر فيه الأزمة السياسية الحادة في البلاد على كل المستويات.
وعلى الرغم من أن البرلمان، وفق الجداول التي أُعلنت، سيعقد جلستين، أولاهما اليوم (السبت)، والثانية الاثنين القادم، فإن جدول أعمال كلتا الجلستين يخلو من الفقرة المنتظرة منذ سنة، وهي انتخاب رئيس الجمهورية، ليكلف بدوره مرشح الكتلة الكبرى لرئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة.
جلسة اليوم (السبت) هي السادسة في سلسلة جلسات البرلمان الحالي، الذي جرى انتخاب نوابه الـ329 في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وفيما عقد أولى جلساته في الأول من سبتمبر (أيلول) 2022 التي جرى خلالها انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه، فإنه لم يتمكن طوال عشرة شهور من إكمال الاستحقاقات الدستورية المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. ومنذ ذلك التاريخ، تحولت الحكومة الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي، إلى حكومة تصريف أعمال، فيما جرى خرق المواعيد المنصوص عليها في الدستور العراقي بشأن انتخاب الرئيس وتكليف رئيس الوزراء، التي لا تتعدى شهراً ونصف الشهر بعد الانتخابات البرلمانية.
وفي الوقت نفسه، لم يتمكن البرلمان، بسبب عدم تشكيل حكومة جديدة، من إقرار الموازنة المالية للبلاد للعام الحالي. وفي محاولة من الكتل السياسية الالتفاف على الموازنة التي لا يمكن إقرارها في ظل حكومة تصريف الأعمال، فقد صوّتت على ما سُمي بقانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي، الذي يتيح المجال للحكومة للإنفاق على فقرتي الكهرباء والغذاء فقط.
إلى ذلك، وطبقاً لمصدر مطلع، فإن جلسة السبت ستكون مؤشراً على مدى قدرة «ائتلاف إدارة الدولة» الذي أُعلن مؤخراً، على «جمع العدد الكافي من النواب الذين يمكن أن يكملوا نصاب انتخاب رئيس الجمهورية، لكن ليس في جلسة السبت، بل ربما في جلسة الاثنين أو الأربعاء التي لم تعلن بعد».
وأضاف المصدر المطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن «قوى الإطار التنسيقي، التي يبدو أنها استنفدت كل المحاولات التي بذلتها خلال الفترة الماضية مع زعيم التيار الصدري لجهة قبوله بتشكيل الحكومة وبالمرشح نفسه (محمد شياع السوداني)، بدأت تساوم الحزبين الكرديين (الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني) بضرورة حسم مرشحهما لرئاسة الجمهورية خلال أيام قليلة، أو الدخول بمرشحيهما طبقاً لسيناريو 2018، وهو ما يعني قيام الرئيس المنتخب بتكليف مرشح (الإطار) لتشكيل الحكومة». وطبقاً للمصدر المطلع، فإن «هذه العملية تبدو حتى الآن في غاية الصعوبة؛ لأن هناك قوى داخل (الإطار) ما زالت لا ترغب في استفزاز الصدر. وفي مقابل ذلك، فإن قادة الحزبين الكرديين في أربيل والسليمانية، يعرفون أن الأزمة لا تزال عميقة في البيت الشيعي، الأمر الذي يجدون فيه أنفسهم بحاجة لحسم خلافاتهم داخل إقليم كردستان، وهي ليست قليلة، بحيث إن الاتفاق عليها يجعل من عملية تمرير المرشح لمنصب الرئيس في بغداد أسهل».
وعلى الرغم من أن غالبية القوى السياسية دخلت فيما سُمي «ائتلاف إدارة الدولة»، عدا التيار الصدري، فإن نجاح هذا الائتلاف وقدرته على المضي في إدارة الدولة للمرحلة المقبلة، يتوقفان على مدى قدرة قياداته على تقديم تنازلات بشأن منصبي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة؛ فالحزبان الكرديان باتا جزءاً من هذا الائتلاف، لكنهما ينتظران انتهاء الخلافات داخل البيت الشيعي، فيما قادة البيت الشيعي يقولون إنهم باتوا جاهزين للمضي في تشكيل الحكومة بمجرد أن يتفق الكرد على مرشح. وتشير الأوساط السياسية إلى أن القوى الشيعية أمهلت الكرد عشرة أيام، بدءاً من اليوم (السبت)، لتحديد موقفهم. وطبقاً للمراقبين السياسيين، فإن مصير «ائتلاف إدارة الدولة»، بات يتوقف على التفاهم الكردي – الكردي؛ لأن دخول الكرد بمرشحين اثنين سوف يحدد لكل من الحزبين طبيعة تحالفاته القادمة، في ضوء فوز مرشحه أو خسارته.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

ما هو قرار مجلس الأمن «2254» للتسوية السياسية في سوريا؟

رجل يسير بالقرب من البنك المركزي السوري في دمشق (أ.ف.ب)
رجل يسير بالقرب من البنك المركزي السوري في دمشق (أ.ف.ب)
TT

ما هو قرار مجلس الأمن «2254» للتسوية السياسية في سوريا؟

رجل يسير بالقرب من البنك المركزي السوري في دمشق (أ.ف.ب)
رجل يسير بالقرب من البنك المركزي السوري في دمشق (أ.ف.ب)

شدد المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، على الحاجة إلى «انتقال سياسي شامل وذي مصداقية بقيادة وملكية سورية ومبني على المبادئ الواردة في قرار مجلس الأمن 2254»، وذلك خلال لقائه أمس قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع في دمشق.

ويجدد القرار 2254 الذي أقره مجلس الأمن الدولي في العام 2015 الالتزام «القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية» ويضع خارطة طريق لتسوية سياسية في سوريا.

قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع يلتقي المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن (رويترز)

ما هي تفاصيل القرار 2254؟

ينص القرار «2254» الصادر يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) 2015 على التوقف الفوري من جميع الأطراف عن شن هجمات على أهداف مدنية في سوريا، وحث أعضاء مجلس الأمن على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.

وأفاد القرار «2254» بأن الشعب السوري هو المخول الوحيد بتقرير مصير بلاده، كما نصّ على ضرورة قيام جميع الأطراف في سوريا بتدابير بناء الثقة للمساهمة في جدوى العملية السياسية.

مفاوضات للانتقال السياسي

ويفيد القرار بأن «الشعب السوري سيقرر مستقبل سوريا». وطلب مجلس الأمن من الأمين العام من خلال مساعيه وجهود مبعوثه الخاص، أن يدعو ممثلي الحكومة السورية والمعارضة إلى الدخول في مفاوضات رسمية بشأن عملية انتقال سياسي «على أساس عاجل»، وفق هذا القرار.

انتخابات حرة ونزيهة

وأعرب مجلس الأمن في القرار «2254» عن دعمه لعملية سياسية بقيادة سورية تيسرها الأمم المتحدة، والتي من شأنها أن تنشئ «حكماً ذا مصداقية وشاملاً وغير طائفي» في غضون ستة أشهر، وتضع جدولاً زمنياً وعملية لصياغة دستور جديد. كما طلب القرار «2254» إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف المنظمة العالمية، بهدف تنفيذ عملية انتقال سياسي.

وقف الأعمال العدائية

ويطالب القرار «2254» جميع الأطراف في سوريا بوقف الأعمال العدائية بشكل فوري، بما في ذلك وقف الهجمات الجوية على المناطق المدنية.

المساعدات الإنسانية

وناشد القرار «2254» الأطراف المتصارعة في سوريا السماح الفوري للوكالات الإنسانية بالوصول السريع والآمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء سوريا، والسماح للمساعدات الفورية والإنسانية بالوصول إلى جميع المحتاجين، لا سيما في كل المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها، وإطلاق سراح أي شخص محتجز بشكل تعسفي، وبخاصة النساء والأطفال.

عودة آمنة للاجئين

كما أكد القرار الحاجة الماسة إلى بناء الظروف للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والمشردين داخلياً إلى ديارهم، وإعادة التأهيل للمناطق المتضررة، وفقاً للقانون الدولي، بما في ذلك الأحكام المعمول بها في الاتفاقية والبروتوكول المتعلق بمركز اللاجئين، والأخذ بعين الاعتبار مصالح البلدان التي تستضيف اللاجئين.

الإفراج عن المعتقلين

ويطالب القرار بوقف الهجمات على المرافق الطبية والتعليمية، ورفع جميع القيود المفروضة على الإمدادات الطبية والجراحية من القوافل الإنسانية، والإفراج عن جميع المعتقلين. ودعا مجلس الأمن إلى إظهار الرؤية والقيادة في التغلب على الخلافات.

وتدعم الولايات المتحدة القرار، وتحدث وزير الخارجية الأميركي حينها جون كيري من الولايات المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لشهر ديسمبر 2015، بصفته الوطنية، قائلاً إن القرار «2254» الذي تم تبنّيه من مجلس الأمن أرسل رسالة واضحة، مفادها أن الوقت قد حان الآن لوقف القتل في سوريا. وهناك حاجة إلى عملية مدعومة على نطاق واسع لإعطاء الشعب السوري خياراً حقيقياً بين الحرب والسلام، ووضع سوريا على طريق الانتقال السياسي.

وأكد الشرع خلال لقاء بيدرسن، «أهمية التعاون السريع والفعال لمعالجة قضايا السوريين، وضرورة التركيز على وحدة أراضي سوريا، وإعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية». وأضاف: «تحدث عن ضرورة التعامل بحذر ودقة في مراحل الانتقال، وإعادة تأهيل المؤسسات لبناء نظام قوي وفعال، بالإضافة إلى ذلك تم التأكيد على أهمية توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لذلك».

وأشار الشرع إلى «ضرورة تنفيذ هذه الخطوات بحرص شديد ودقة عالية دون عجلة وبإشراف فرق متخصصة، حتى تتحقق بأفضل شكل ممكن».

وكان المبعوث الأممي بيدرسن وصل ظهر أمس إلى دمشق قادماً من عمان براً، وقال في تصريح صحافي: «نأمل رفع العقوبات على سوريا لرؤية الإجماع الحقيقي حول إعادة بناء البلاد».