«الأراجوز» المصري يكمل حكاياته في أميركا

جامعة «إيمروي» تحتضن أول عروضه

عرض «ميلاد السخرية» على مسرح جامعة «إيمروي» الأميركية (الشرق الأوسط)
عرض «ميلاد السخرية» على مسرح جامعة «إيمروي» الأميركية (الشرق الأوسط)
TT

«الأراجوز» المصري يكمل حكاياته في أميركا

عرض «ميلاد السخرية» على مسرح جامعة «إيمروي» الأميركية (الشرق الأوسط)
عرض «ميلاد السخرية» على مسرح جامعة «إيمروي» الأميركية (الشرق الأوسط)

في إبحار ثقافي ناحية الغرب، انطلق «الأراجوز»، تلك الدمية الشعبية المصرية، إلى الولايات المتحدة الأميركية، في رحلة تهدف إلى تقديم نفسه في فُرجة جديدة لجمهور مختلف، ولإنتاج محتوى فني مشترك يتجاوز الحدود. فمن خلال أعضاء فرقة «ومضة» لعروض الأراجوز وخيال الظل، التي تأسست عام 2003. أطل الأراجوز (الأربعاء)، على مسرح جامعة «إيمروي»، في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية، كما يشارك الأسبوع المقبل ضمن عروض مهرجان «عرب أتلانتا»، ثم يتنقل بعدها للعرض على مسارح بعض الولايات المختلفة.
جاء الظهور الأول للأراجوز بتقديم عرض «ميلاد السخرية»، بإخراج مصري أميركي مشترك، بين كل من الدكتور نبيل بهجت، مؤسس ومدير فرقة «ومضة»، والدكتور دونالد مكمانوس أستاذ الدراما بجامة إيمروي.
وحول خروج الأراجوز من بيئته المعتادة وتجاوز الحدود. يقول بهجت لــ«الشرق الأوسط»: «يحمل هذا الخروج قيمة كبيرة للغاية، يمكن أن نحددها في أكثر من مستوى، الأول هو تقديم ما لدينا من معارف وفنون للآخرين، فالأمم تعرف بمبدعيها وأشكال الإبداع على كافة المستويات، كذلك فإن الخروج بالأراجوز وغيره من النماذج الأخرى يضع أمام أعين الجميع قابلية الاستثمار في التراث الذي ترحب به الأسواق الثقافية على مستوى العالم، وهو ما يجعل منه مصدراً للعملة الصعبة وباباً للعمل من جانب، ومن جانب آخر يحررنا من أسر النماذج المفروضة علينا، كأشكال البطولة المصدرة إلينا».


الأراجوز المصري يقدم نفسه للجمهور الأميركي (الشرق الأوسط)

ويشير إلى أن الحفاوة بعروض الأراجوز عالمياً تؤكد أن «لدينا ما يستطيع أن يعبر عنا»، وأنه كوسيلة للتعبير الفني يستطيع أن ينقل الثقافة الشعبية المصرية للجمهور الأميركي، مضيفاً: «أظن أن الأراجوز وغيره من الفنون الشعبية قادرة على تسويق صورة مصر بشكل جديد، بل إن الجمهور في تعطش لمتابعة ما هو مصري لأن هناك سحراً وشغفاً يحيطان مصر كبلد ضاربة في التاريخ، لذا فالأراجوز هو أحد النماذج التي تشعل المخيلة العامة في أميركا، بما لديه من إمكانات متنوعة قادرة على الإبهار من جانب والاستلهام من جانب آخر في أطر جديدة».
ويتابع بهجت: «دائماً ما أقول إن مصر لا تمتلك منتجاً بحجم الثقافة تستطيع أن تسوقه وتعتمد عليه، وهذه حقيقة تنطبق على معظم البلدان العربية أيضاً، ولكن للأسف نحن لا نهتم من هذا الباب إلا بالتمثيل المشرف للثقافة في المحافل الدولية، لذا علينا النظر للثقافة باعتبارها منتجاً ودراسة الأسواق العالمية لكل منتج ثقافي، فنحن نرى لوحات وأعمالاً فنية تتجاوز أسعارها الملايين، وهذا الأمر لا بد أن يشمل المنتج الشعبي أيضاً، من خلال كيفية التعامل معه والنظر إليه واستهداف الأسواق المناسبة له».
ويلفت مخرج «ميلاد السخرية» إلى أن العرض يقوم على فكرة استلهام مفردات عروض الأراجوز وأسلوب الكوميديا (دي لارتي) ومزجها مع قصص أبطال في السير الشعبية والحكايات التراثية المختلفة من سيرة عنترة وعلي الزيبق، ومزجها مع شخصية «ألدوا ما نيفوا» المستلهمة من التراث الإيطالي.
ويضيف بهجت: «اعتمدنا في العرض على الاستلهام، وهو أن نستخدم عنصراً أو جزءاً من التراث لنبني عليه سياقاً ومفهوماً جديداً، حيث نوظف فيه أكثر من عنصر شعبي عالمي، يقف فيها الأراجوز جنباً إلى جنب مع الأسلوب الكوميدي (دي لارتي) وشخصياته وأسلوبه ليقدم فرجة جديدة ومختلفة».


مقالات ذات صلة

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

يوميات الشرق هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

يراهن صناع مسلسل «إقامة جبرية» على جاذبية دراما الجريمة والغموض لتحقيق مشاهدات مرتفعة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

يؤدي خالد النبوي في مسلسل «سراب» شخصية «طارق حسيب» الذي يتمتّع بحاسّة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحققها.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد مكي يقدم شخصية «شمس الغاوي» في رمضان 2025 (حسابه بموقع فيسبوك)

«الغاوي» رهان أحمد مكي الجديد في الدراما الرمضانية

يراهن الفنان المصري أحمد مكي على خوض ماراثون «الدراما الرمضانية» المقبل بمسلسل «الغاوي» الذي يشهد ظهوره بشخصية مختلفة عما اعتاد تقديمه من قبل.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تخرج أمل بوشوشة من ذلك الصندوق الذي يصوّر الحياة بحجم أصغر (حسابها في «فيسبوك»)

أمل بوشوشة... «شوطٌ كبير» نحو الذات

تعلم أمل بوشوشة أنّ المهنة قد تبدو جاحدة أسوة بمجالات تتعدَّد؛ ولا تنتظر دائماً ما يُشبع الأعماق. أتاح «المهرّج» مساحة لعب أوسع. منحها إحساساً بالخروج من نفسها.

فاطمة عبد الله (بيروت)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
TT

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد، وتنفيذ مستهدفاتها الوطنية، وتحقيق أمن الطاقة، وضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، ودعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة، وفق ما صرح به مختصون لـ«الشرق الأوسط».

والسعودية من بين أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، وهو القطاع الذي توليه أهمية في إطار عملية التنويع الاقتصادي. من هنا، فإنه يمثل حصة كبيرة من صادراتها غير النفطية. ويبلغ الإنتاج السنوي من البتروكيماويات في السعودية نحو 118 مليون طن.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة، قال إن «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية يأتي ليحقق عدداً من المستهدفات، في مقدمتها؛ تنظيم العمليات البترولية والبتروكيماوية، بما يسهم في النمو الاقتصادي، ودعم جهود استقطاب الاستثمارات، وزيادة معدلات التوظيف، ورفع مستويات كفاءة استخدام الطاقة، ويُسهم في حماية المستهلكين والمرخص لهم، ويضمن جودة المنتجات، وإيجاد بيئة تنافسية تحقق العائد الاقتصادي العادل للمستثمرين».

زيادة التنافسية

يقول كبير مستشاري وزارة الطاقة السعودية سابقاً، الدكتور محمد سرور الصبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية) سيلعب دوراً كبيراً في إعادة هيكلة وبناء المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات الدولية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم الاستفادة منه»، مضيفاً أنه «سيزيد من القدرة التنافسية بين شركات البتروكيماويات وسيدعم جهود السعودية لتعزيز أمن الطاقة؛ سواء للاستخدام المحلي ولتصدير بعض المنتجات والنفط الخام إلى الأسواق العالمية».

وأشار الصبان إلى أن النظام الجديد سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ «مما سيعزز معدلات التوظيف، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويساعد في ترشيد استهلاك الطاقة ومنتجات البتروكيماويات واقترابها من المعدل الفردي العالمي»، لافتاً إلى أن «تنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السعودية في أمن الطاقة».

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

تنظيم العمليات التشغيلية

من جهته، قال محمد حمدي عمر، الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد» المختصة في تحليل بيانات قطاعات الاستثمارات البديلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام «يُسهم في تحقيق أهداف متعددة، تشمل رفع كفاءة الأداء في القطاع، وتحقيق المستهدفات الوطنية، وتنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية. كما تكمن أهمية النظام في تلبية احتياجات القطاع عبر تطوير الإطار القانوني بما يواكب أفضل الممارسات العالمية».

وأضاف أن النظام «يمثل نقلة نوعية، ويحل محل نظام التجارة بالمنتجات النفطية السابق، ويهدف إلى تنظيم العمليات التشغيلية، بما في ذلك أنشطة البيع، والشراء، والنقل، والتخزين، والاستيراد، والتصدير، كما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد النفطية والبتروكيماوية، مما يعزز من حماية المستهلكين والمستثمرين، ويدعم توفير بيئة تنافسية عادلة».

وأشار حمدي إلى أن النظام يضمن حماية المستهلكين والمرخص لهم؛ «مما يعزز من ثقة السوق ويضمن جودة المنتجات، بالإضافة إلى دعم استقطاب الاستثمارات من خلال توفير بيئة تنظيمية واضحة وشفافة، تعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، كما يُسهم في تحقيق أمن الطاقة عبر ضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، فضلاً عن دعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة».

ويرى حمدي أن النظام يعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، عبر «تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وتنظيم عملياته، وحماية حقوق المستهلكين والمستثمرين، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أننا سنرى تحولاً كبيراً في القطاع بعد العمل بهذا النظام، ودخول استثمارات أجنبية جديدة أكثر مع وضوح الرؤية المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي».

مواكبة التحولات الكبيرة

أما المحلل الاقتصادي طارق العتيق، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النظام «خطوة استراتيجية في مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاعا الطاقة والبتروكيماويات عالمياً والقطاعات المرتبطة بهما. كما يسهم في دعم الصناعات التحويلية وتعزيز قيمتها وإضافتها إلى الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، بما يخدم مصلحة تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة والتنويع الاقتصادي وتحقيق أهداف (رؤية 2030) في هذا السياق».

وأشار العتيق إلى أن النظام ستكون له مساهمات مهمة في تحفيز وتنمية الصناعات المحلية بقطاع البتروكيماويات، «مثل صناعات البلاستيك والمطاط وقطع الغيار... وغيرها، وفي الاستفادة من الميزة التنافسية التي تمتلكها السعودية في إنتاج المواد الأولية، وأهمية استغلالها في تصنيع منتجات نهائية تلبي الطلب المحلي والإقليمي. كما أنه سيسهم في رفع التنافسية بالقطاع ويزيد مساهمته في خلق الوظائف والتوطين، ونقل المعرفة والخبرات إلى سوق العمل السعودية».