الأفلام الكوميدية تستحوذ على اهتمامات السعوديين السينمائية

تنافس بين المحتويين الأجنبي والمصري مع توقعات بنمو السوق خلال السنوات القليلة المقبلة

مجلة «variety» الأميركية توقعت ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع السينما السعودية خلال السنوات القليلة المقبلة (رويترز)
مجلة «variety» الأميركية توقعت ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع السينما السعودية خلال السنوات القليلة المقبلة (رويترز)
TT

الأفلام الكوميدية تستحوذ على اهتمامات السعوديين السينمائية

مجلة «variety» الأميركية توقعت ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع السينما السعودية خلال السنوات القليلة المقبلة (رويترز)
مجلة «variety» الأميركية توقعت ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع السينما السعودية خلال السنوات القليلة المقبلة (رويترز)

تشهد سوق السينما في السعودية نموّاً مطّرداً، خلال الأعوام من 2018 حتى العام الحالي، بفعل عوامل عدّة ساهمت في تعزيز إمكانيات السوق، وزيادة الإقبال بشكل ملحوظ عليها.
وأصبحت السوق محطّ أنظار كبار المستثمرين في قطاعي الترفيه والسينما، الذين بنوا استراتيجيات خاصة بجمهور يقارب الـ14 مليون شخصاً، ويميل في الغالب إلى الأعمال الكوميدية والأفلام العربية والمحلية، بحسب إحصاءات رسمية.
ووفقاً لتقرير صادر عن وزارة الثقافة، ويسلِّط الضوء على أبرز الإسهامات في قطاع الأفلام، خلال العام الماضي، فقد وصل العدد الإجمالي لدور السينما إلى 54 صالة في عام 2021، مقابل 33 في العام الذي سبقه، بنسبة نمو تجاوزت 63.63 في المائة، وتم توقيع اتفاقيات لتنفيذ وإنتاج 28 مشروعاً سينمائياً سعودياً بقيمة تتجاوز 40 مليون ريال سعودي، كما زاد عدد الأفلام السعودية لهذا العام من 21 إلى 24 فيلماً، في الوقت الذي قدمت فيه هيئة الأفلام دعماً لوجيستيّاً لثلاثة أفلام عالمية جرى تصويرها وإنتاجها داخل البلاد.
وأفاد موقع «سوليوود» المتخصص في أخبار السينما السعودية بأن الأفلام ذات المحتوى الكوميدي تستحوذ على النصيب الأكبر من اهتمام جمهور السينما في السعودية، بفضل اقتناصها 60 في المائة من الأفلام الأكثر مبيعاً في شباك التذاكر، التي تتنوع ما بين المحتويين المصري والأجنبي.

إنفاق مرتفع

وكان لافتاً حجم إنفاق جماهير السينما السعودية على الأفلام ذات المحتوى الكوميدي، حيث تجاوز 265 مليون ريال سعودي، بنسبة 54.2 في المائة من إجمالي نسبة الإنفاق على الأفلام العشرة الأكثر مبيعاً في شباك التذاكر.
ورغم تصدّر الأفلام الأميركية، بواقع 130 فيلماً من إجمالي الأفلام المعروضة في دور السينما السعودية، تليها الهندية ثم الأوروبية والآسيوية، فإن أفلاماً عربية كوميدية جاءت ضمن قائمة أعلى 10 أفلام على صعيد الإيرادات، من بين الأفلام العشرة الأعلى إيراداً.
وحقق فيلم «بحبك»، من تأليف وإخراج وبطولة الفنان المصري تامر حسني، في أول تجربة إخراجية له، رقماً قياسياً كأكثر الأفلام العربية مبيعاً في المملكة، بالإضافة إلى فيلمين أميركيين أكملا نصيب مبيعات المحتوى الكوميدي في السينما السعودية.

59 دور سينما مرشحة للازدياد

ومنذ افتتاح أول دار سينما في السعودية في 18 أبريل (نيسان) من عام 2018، وتحسين البيئة الفنية وتقديم التسهيلات لدور العرض الأجنبية والانفتاح الثقافي الذي رافق ورشة عمل وتحول ضخمة، انتشر في البلاد ما يقارب 59 دور سينما حتى اليوم بأكثر من 500 شاشة تتوزع على 16 مدينة، وحققت هذه الدور إيرادات متصاعدة كل عام، لتصل إلى الذروة خلال عام 2021، بإيرادات تبلغ 238 مليون دولار، بزيادة 95 في المائة عن العام الذي يسبقه.

هوليوود والمحتوى الكوميدي

وبسؤاله عن نوعية المحتوى الذي يجد رواجاً لدى متتبّعي أفلام السينما السعودية، جادل السيناريست عباس الحايك بأن الجمهور السعودي «مثله مثل أي جمهور آخر، اعتاد أفلام هوليوود، وصارت هي ما يبحث عنها في السينما، ويتابعها ويتابع جديدها، فالجمهور اعتاد على ما كانت تعرضه التلفزيونات التي لم تكن تعرض سوى الأفلام الأميركية، وأغلبها أفلام أكشن أو رعب، فصارت هي السائدة، وهي المحبَّبة لهذا الجمهور، ومن النادر أن يتقبلوا شكلاً آخر من الأفلام لاعتيادهم على أفلام السينما التجارية، حتى الأفلام العربية نجد الإقبال على أفلام معينة؛ أفلام نجوم، وغالبها أفلام كوميدية».
ولفت الحايك إلى أن رأيه ينطبق على الشريحة الأكبر من الجمهور، حيث إن اعتيادهم على الأفلام الأميركية صار جلياً، حتى من خلال «متابعتهم لأخبار جائزة الأوسكار وحفلها السنوي، وهذه الشريحة الكبرى لا تبحث سوى عن شكل معين من الأفلام، ولا تتقبل أشكالاً أخرى؛ فالأفلام التي تخرج عن تصنيف أفلام الأكشن أو الحرب أو الرعب لا تجد لها جمهوراً، لذلك لا يحضر في صالات السينما السعودية سوى هذا الشكل، وتغيب الأفلام الدرامية، والأفلام من غير السينما الأميركية».

حضور خجول للأفلام السعودية

ويعزز الحايك موقفه بالقول إنه «حتى الأفلام السعودية تحضر بخجل كبير جداً، ولا يتجاوز عرضها أكثر من 10 أيام، ولا تجد إقبالاً من الجمهور»، ويستدرك الحايك أن هناك مَن يهتم بأشكال سينمائية أخرى، وهم غالباً من «المهتمين بالسينما أو صُنّاع أفلام، وليسوا من الشريحة الكبرى من جمهور السينما».
ويشكّل الجمهور السعودي وقوداً مهمّاً لصناعة السينما في المنطقة، حيث كشف متخصصون في السينما والأفلام أن الجمهور السعودي شكّل دائماً حجر الأساس لإيرادات ومشاهدات السينما في منطقة الخليج على وجه الخصوص، قبل أن تفتح عودة دور السينما رسمياً في السعودية الباب على مصراعيه لأن تلعب دوراً محورياً على صعيد الأرقام والمشاهدات.


مقالات ذات صلة

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

لقطة من فيلم «عيد الميلاد» (أ.ب)

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

بعد عقدين على النجاح العالمي الذي حققه الفيلم الكوميدي الرومانسي «لاف أكتشلي» المتمحور حول عيد الميلاد، يحاول المخرج البريطاني ريتشارد كورتس تكرار هذا الإنجاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)

أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

عد أكثر من سنة على عرضه في مهرجاني «ڤينيسيا» و«تورونتو»، وصل فيلم المخرجة البولندية أغنييشكا هولاند «حدود خضراء» إلى عروض خاصّة في متحف (MoMA) في نيويورك.

محمد رُضا (نيويورك)
يوميات الشرق من كواليس فيلم «المستريحة» (إنستغرام ليلى علوي)

أفلام مصرية جديدة تراهن على موسم «رأس السنة»

تُراهن أفلام مصرية جديدة على موسم «رأس السنة»، من خلال بدء طرحها في دور العرض قبيل نهاية العام الحالي (2024)، وأبرزها «الهنا اللي أنا فيه»، و«الحريفة 2».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد حلمي مع زينة عبد الباقي ووالدها وأبطال فيلمها (الشركة المنتجة للفيلم)

نجوم مصريون يدعمون ابنة أشرف عبد الباقي في تجربتها الإخراجية الأولى

حرص عدد كبير من نجوم الفن المصريين على دعم المخرجة الشابة زينة عبد الباقي ابنة الفنان أشرف عبد الباقي خلال العرض الخاص لفيلمها الروائي الطويل الأول «مين يصدق»

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان أمير المصري في «مهرجان القاهرة السينمائي» (صفحته على «إنستغرام»)

أمير المصري لـ«الشرق الأوسط»: خضت تدريبات شاقة من أجل «العملاق»

أكد الفنان المصري - البريطاني أمير المصري أنه يترقب عرض فيلمين جديدين له خلال عام 2025، هما الفيلم المصري «صيف 67» والبريطاني «العملاق».

انتصار دردير (القاهرة )

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
TT

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)

أوفى رجل اشترى عملاً فنياً يمثل موزة مثبتة على حائط لقاء 6.2 مليون دولار، بوعده الجمعة، وأقدم على تناول قطعة الفاكهة.

ففي أحد فنادق هونغ كونغ الفاخرة، أكل جاستن صن، وهو رجل أعمال صيني أميركي ومؤسس منصة «ترون» للعملات المشفرة، الموزة التي تمثل عملاً فنياً أمام عشرات الصحافيين والمؤثرين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقبل إقدامه على هذه الخطوة، ألقى الشاب البالغ 30 عاماً كلمة وصف فيها العمل الفني بأنه «إبداعي»، مشيراً إلى أوجه تشابه بين الفن التصوّري والعملات المشفرة.

وقال بعد أن التهَم أوّل قطعة من الموزة: «إنها أفضل بكثير من أي موزة أخرى. هي فعلا لذيذة».

ويتألّف العمل الذي يحمل اسم «كوميديان» من موزة معلّقة على حائط بقطعة كبيرة من شريط لاصق فضي، تولى ابتكاره الفنان الإيطالي المتمرد والمثير للاستفزاز ماوريتسيو كاتيلان.

وبيع هذا العمل الفني مقابل 6.2 مليون دولار، ضمن مزاد نظمته دار «سوذبيز» خلال الأسبوع الفائت في نيويورك.

امرأة تلتقط صورة أمام ملصق يصور عملاً فنياً للموز يتكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وقال جاستن صن إنه شعر بـ«ارتياب» في الثواني العشر الأولى التي تلت عملية البيع، ثم اتخذ قراراً بتناول حبة الفاكهة.

وأوضح، الجمعة، أن «أكل الموزة خلال مؤتمر صحافي قد يكون جزءاً من تاريخها».

وهذا العمل موجود في 3 نسخ، ويرمي إلى إعادة طرح مفهوم الفن وقيمته. وتم الحديث عنه بشكل كبير منذ عرضه للمرة الأولى عام 2019 في ميامي.

ويحصل صاحب أحد الأعمال على شهادة أصالة، بالإضافة إلى تعليمات بشأن كيفية استبدال حبة الفاكهة عندما تبدأ بالتعفن.

وقارن صن الأعمال التصوّرية مثل «كوميديان» بفن رموز «إن إف تي» (رموز غير قابلة للاستبدال تتيح الحصول على شهادة أصالة رقمية) وتقنية الـ«بلوكتشين» (سلسلة الكتل) التي تقوم عليها العملات المشفرة.

وأشار إلى أنّ «معظم هذه الأشياء والأفكار موجودة بوصفها ملكية فكرية وعلى الإنترنت، وليس غرضاً مادياً».

وتلقى المشاركون في المؤتمر الصحافي، الجمعة، لفافة من الشريط اللاصق وموزة هدية تذكارية.