تسريحات الشعر... عندما تكون السبب في تساقطه

نصائح طبية لتفادي الأضرار

تسريحات الشعر... عندما تكون السبب في تساقطه
TT

تسريحات الشعر... عندما تكون السبب في تساقطه

تسريحات الشعر... عندما تكون السبب في تساقطه

تحت عنوان «تسريحات تصفيف الشعر دون تلف» تفيد جمعية الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية (AADA) قائلة: «يمكن أن تتسبب طريقة تصفيف شعركِ في جعله يبدو هشاً ومتطايراً وباهتاً، أو حتى يتساقط. وإذا كنت تعانين تساقط الشعر، فليس من السابق لأوانه زيارة طبيب أمراض جلدية. ويصاب الناس بتساقط الشعر لأسباب عديدة، وقد تكون تسريحة شعركِ هي السبب. ومن الممكن أيضاً أن يكون لتساقط الشعر سبب آخر، مثل الإجهاد أو تساقط الشعر الوراثي. اتبعي النصائح من أطباء الأمراض الجلدية؛ للمساعدة في تصفيف شعرك دون التسبب في تلفه».

- تسريحات تساقط الشعر
وتحت عنوان «تسريحات الشعر التي يمكن أن تؤدي إلى تساقطه» توضح جمعية الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية قائلة: «إذا كنت تسرحين شعرك مشدوداً إلى الخلف كثيراً، فقد يؤدي الشد المستمر في النهاية إلى تساقط الشعر. ومن خلال إجراء بعض التغييرات، يمكنك الحفاظ على أسلوبك في التصفيف دون أن تفقدي شعرك». وتضيف: «وفي الواقع، هناك مصطلح طبي لهذا النوع من تساقط الشعر، يطلق عليه ثعلبة الشد (Traction Alopecia)».
ومصطلح «ثعلبة» طبياً يُقصد به تساقط الشعر الكلي أو الجزئي من مناطق في الجسم، ينمو الشعر فيها عادة بشكل طبيعي.
وتفيد الأكاديمية الأميركية قائلة: «يمكن أن يبدو شكل تسريحة ذيل الحصان Ponytail أنيقاً، أو تسريحة جدائل صفوف الذرة Cornrows، أو قد يبدو رائعاً السحب بإحكام للشعر إلى الخلف Tightly Pulled Updo، ولكن يمكن لأي شخص بتسريحة شعر مشدودة بشدة، أن يصاب بتساقط الشعر». وذكرت 4 طرق لتسريحات الشعر تتطلب تنبهاً، لمنع تسببها بتساقط الشعر، وهي:
1- تسريحات الشعر التي تشده بشدة إلى الخلف Hair Traction Styles.
2- تركيب نسيج الشعر Hair Weave.
3- تثبيت وصلات الشعر Hair Extensions.
4- استخدام بكرات الشعر Hair Rollers.
وتسريحات الشعر التي تسحب الشعر إلى الخلف باستمرار، تشمل تسريحة «الكعكة (Bun Hairstyle)»، وفيها يتم سحب الشعر عن الوجه إلى الخلف بشدة، ثم لفّه في شكل دائري حول نفسه على هيئة كعكة، وعادة ما تكون في أعلى الرأس أو مؤخرة الرأس أو فوق الرقبة مباشرة. وكذلك ربطه على شكل ذيل الحصان، أو تسريحة Up-Dos، ونفس الشيء في نوع Man Bun للرجال.
وفي تسريحة «ضفائر صفوف الذرة (Cornrows)»، تُصنع ضفائر صغير على طول الشعر، وتشمل الضفائر تلك جميع شعر فروة الرأس.
وقريب منها «تسريحة الحبال (Dreadlocks)»، التي هي إحدى تسريحات الشعر المعقدة والشائعة، حيث يتم لف الشعر إلى خصلات طويلة متشابكة تشبه الحبال، وذلك إما عن طريق قفل الشعر Locking أو تجديله Braiding .
وتقول جمعية الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية: «مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الشد المستمر إلى تلف بصيلات الشعر. وإذا ألحقتِ الضرر ببصيلات شعركِ، فلن يتمكن شعرك من النمو مرة أخرى، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل دائم». وتُضيف: «تجنبي تسريحات الشعر التي تشد شعرك. وإذا كنت تسرحين شعرك مشدوداً بإحكام، فقد تكون أول علامة على تساقط الشعر هي تكسر الشعر أو ترقق الشعر حول خط الشعر Hair Line، فيما بين الجبهة وفروة الرأس». وتنصح قائلة: «قومي بفك تصفيفة الشعر قليلاً عندما تسرحين شعرك بشكل مشدود إلى الوراء».

- تراكيب ووصلات وبكرات
ونسيج الشعر Hair Weave الذي يتم تركيبه، هو شعر بشري أو صناعي يستخدم للتكامل مع الشعر الطبيعي، كوسيلة لإطالة الشعر. ولتركيبه، تتم حياكة خصلة نسيج الشعر على الشعر الطبيعي وهو مُضفّر بإحكام على فروة الرأس، ودون استخدام أي مادة كيميائية أو غراء أو أي شيء، ثم تصفيفها على أي تسريحة مرغوبة. لذلك، إذا كانت الضفائر ضيقة جداً، يمكن أن يتسبب تثبيت نسيج الشعر عليها، في صداع أو وجع في فروة الرأس. كما يمكن أن يحدث تساقط الشعر بسبب ارتداء تسريحات نسيج الشعر في مناطق محددة لفترة طويلة من الزمن، نتيجة الضغط المستمر على الجذور. وهو أحد أسباب نوع «ثعلبة الشد» لتساقط الشعر.
اما وصلات الشعر Hair Extensions، فتختلف عن تركيب «نسيج الشعر». ووصلات الشعر هي خصلات من الشعر البشري الطبيعي، التي يتم تثبيتها عبر تشبيكها، أو لصقها، أو حياكتها، على الشعر الطبيعي، أي دمج شعر بشري إضافي على الشعر الطبيعي. وبالتالي يمكن لوصلات الشعر أن يتم فردها وتجعيدها وتجفيفها وتلوينها. ولأنها مصنوعة من الشعر الطبيعي الخام، فإن جميع طبقات بشرة الشعر فيها سليمة، وتعمل في اتجاه واحد. ومعلوم أن طبقة بشرة الشعر Hair Cuticle، مكونة من خلايا ميتة متداخلة في طبقات، لتحمي جذع الشعرة (الجزء الداخلي للشعرة). وفيها يتواجد لون صبغة الشعرة.
وفروة الرأس، وإن كانت شديدة المرونة ويمكن أن تتحمل كثيراً من الشعر، لكن الأمر يستغرق عدة أشهر حتى تتكيف مع الوزن الإضافي لخصلات وصلات الشعر. وعندما تضيف المرأة كثيراً من الشعر فجأة، فإنه يسحب فروة الرأس، مما يسبب تلفاً للشعر الطبيعي وتهيجاً في جلد فروة الرأس. ويمكن أن يتسبب الصمغ المُستخدم في مزيد من الضرر بشعر المرأة. ما قد يتسبب كله في نهاية الأمر في تساقط الشعر.
وتُستخدم بكرات الشعر Hair Rollers لتصفيف الشعر، عن طريق ثني خصلات من الشعر، لإنتاج تجعيدات فيه. وهي مرغوبة بشدة في كثير من تسريحات الشعر. وهناك أنواع مختلفة من البكرات، ولكن من أشهرها أربعة أنواع.
و«بكرات الحرارة» مرغوبة بشكل كبير، بسبب نتيجتها السريعة والممتدة إلى حد ما. ويتم فيها تسخين البكرات، لتعمل على تجعيد الشعر وتثبيته في مكانه، ثم تُزال بعد أن تبرد. وفي «البكرات الإسفنجية» يُقسّم الشعر إلى خصلات صغيرة، ثم يبلل قليلاً، وبعدها يتم لفه على بكرات رغوة الإسفنج. وفي «بكرات الشعر بالبخار»، تستخدم أجهزة تعطي حرارة على شكل بخار، لتثبيت تموجات قوية في الشعر تدوم لفترات أطول. و«بكرات الفيلكرو» بالأصل هي بكرات بلاستيكية. وتحتوي على وسادة فيلكرو (فليكرو هو مشبك من نوع الخطاف والحلزون). وتصنع هذه النوعية من البكرات تجعيداً قوياً للشعر لساعات. وقد تُستخدم فيه الحرارة.
وتقول الأكاديمية: «ارتداء البكرات معظم الوقت، وإلى وقت الفراش أيضاً، يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر. لذلك ينصح أطباء الجلد بتصفيف شعرك بهذه الطريقة فقط في المناسبات الخاصة». وبكرات الفيلكرو وغيرها من التي تُستخدم فيها الحرارة، يمكن أن تؤدي إلى ضرر بالشعر عند تكرار استخدامها بشكل مطوّل. فقط مع الاستخدام الحكيم ودرجات الحرارة المحدودة لن يتعرض الشعر للضرر، إلى جانب توخي الحذر خلال إزالة البكرات أياً كان نوعها، حيث قد يتشابك بعض الشعر بها، وقد يتساقط

- نصائح للحفاظ على صحة الشعر
تقول جمعية الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية في إرشاداتها المعنونة «تسريحات تصفيف الشعر دون تلف»: «تجنبي اتخاذ تسريحات الشعر التي تشده بشكل متواصل ومتكرر. وبين الحين والآخر، لا ضرر من شد الشعر بإحكام في أنواع من التسريحات خلال بعض المناسبات الاجتماعية أو الحفلات. ولكن يجدر بالمرأة تجنب عمل تسريحة شعر مشدودة كل يوم. لأن ذلك الشد المستمر للشعر يمكن أن يتسبب في تكسر خيوط الشعر أو ضعف ثباتها داخل بصيلة الشعر، وبالتالي تساقطه».
وتضيف أنه يمكن للمرأة تقليل احتمالات حصول هذا النوع من تساقط الشعر، بقولها: «اتبعي هذه النصائح من أطباء الأمراض الجلدية للمساعدة في تصفيف شعرك دون التسبب في تلفه. وهي:
> جففي شعرك عن طريق لفه بمنشفة بعد الاستحمام. والبديل الآخر هو ترك شعرك يجف في الهواء.
> اتركي شعرك يجف جزئياً في الهواء قبل تصفيفه أو تمشيطه. كما أن تقليل عدد المرات التي تجففي فيها بمجفف الهواء في الأسبوع، يساعد أيضاً في الحد من التلف.
> يجب على جميع الناس التعامل مع الشعر المبلل بأقل قدر ممكن. لأن الشعر المبلل يتكسر بسهولة أكبر عند تمشيطه أو تفريشه. ومع ذلك، يجب على الأشخاص ذوي الشعر المجعد بشدة، تمشيط شعرهم عندما يكون مبللاً، لتقليل فرص تكسر الشعر.
> حافظي على الحد الأدنى من التمشيط أو استخدام الفرشاة. يمكن أن يتسبب تمشيط شعرك بمعدل 100 ضربة يومياً في تقصف الأطراف.
> قللي من استخدام منتجات التصفيف (التي تدوم طويلاً). ويمكن أن يتسبب استخدام المشط لتصفيف شعرك بعد وضع المنتج، في تكسر الشعر، ويمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر بمرور الوقت.
> يجب استخدام المكاوي المسطحة على الشعر الجاف بدرجة حرارة منخفضة أو متوسطة، ليس أكثر من كل يومين. إذا كنت تستخدمين مكواة تجعيد، اتركيها في مكانها لمدة ثانية أو ثانيتين. بغض النظر عن نوع شعرك، يمكن أن تتسبب الحرارة الزائدة في تلف شعرك.
> لا تعملي الضفائر، وذيل الحصان، وضفائر صفوف الذرة، وإطالة الشعر، باستمرار، فهذه الأنماط تشد الشعر، ويمكن أن تسبب توتراً يؤدي إلى تكسره. وإذا استمر التوتر، فقد يتطور إلى تساقط الشعر بشكل دائم.
> إذا شعرت بألم في تسريحة شعرك، فهذا يعني أن التسريحة ضيقة جداً. قومي بفك تصفيفة الشعر قليلاً عندما تكون تسريحة شعرك مشدودة بشدة للخلف، خصوصاً حول خط الشعر.
> غيري تسريحات الشعر من آن لآخر، لأن ذلك يمنح شعرك فرصة للتعافي. على سبيل المثال، تسريح الشعر مضفراً يجدر أن يكون لمدة لا تزيد على شهرين إلى ثلاثة أشهر. وبعد تسريحة صفوف الذرة، قد ترغبين في عمل ضفائر فضفاضة أو الذهاب إلى الوضع الطبيعي للشعر دون ضفائر، لبضعة أشهر.
> اتبعي الاحتياطات عند تركيب نسيج الشعر أو وصلات الشعر، لمنعها من التسبب في تساقطه. ويوصي أطباء الأمراض الجلدية بوضعها لفترات قصيرة. وقومي بإزالتها على الفور إذا تسببت في ألم أو تهيج فروة رأسك، واختاري النسيج المخيط، بدلاً من منسوجات الشعر التي تستخدم غراء للتثبيت.
> تنبهي للعلامات المبكرة لتساقط الشعر، وخذي وقتاً كل شهر للبحث عن هذه العلامات المبكرة لتساقط الشعر. وهي: شعر مكسور حول جبهتك، خط شعر متراجع، بقع من تساقط الشعر حيث يتم شد شعرك بإحكام. إذا رأيت أياً مما سبق، فقد حان الوقت للتوقف عما تسبب في تساقط شعرك، حتى ينمو شعرك مرة أخرى.
> غيّري تسريحة شعرك فوراً إذا لاحظت ألماً من الشعر المشدود بإحكام، أو الشعور بشد جلد فروة الرأس، أو بوخز لاذع على فروة رأسك، أو لاحظت قشوراً على فروة رأسك؛ لأنها علامات لتسبب تسريحة شعرك بتساقط الشعر».

* استشارية في الباطنية.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف
TT

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف. مع كل نوبة، قد يبدو الألم لا يُطاق، مُصاحباً بأعراض شديدة كالغثيان والحساسية للضوء والصوت. وعلى الرغم من أن أعراض الصداع النصفي مؤقتة، فإن مدة ألم الصداع يمكن أن تجعل المريض يشعر باليأس وكأن الحياة قد انتهت.

ولكن ومع التطورات الطبية الحديثة، بدأت تظهر خيارات علاجية تُعيد الأمل لملايين المرضى حول العالم تتحكم في الصداع النصفي فور حدوثه ومنعه من التدخل في النشاط اليومي للمريض.

مؤتمر طبي

نظّمت الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، يوم الثلاثاء، 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مؤتمراً طبياً بعنوان «نهج جديد في علاج الصداع النصفي» (NEW APPROACH in MIGRAINE TREATMENT). وعُقد المؤتمر بالتعاون مع المركز الطبي الدولي وشركة «Abbvie» الطبية، وقام ملتقى الخبرات بتنظيمه.

غلاف كتيّب المؤتمر

شاركت في المؤتمر نخبة من المتخصصين، إذ قدّم الدكتور سعيد الغامدي، استشاري الأعصاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، وأستاذ مساعد في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، عرضاً حول خيارات العلاج المستهدف للصداع النصفي من خلال التجارب السريرية.

كما تناولت الدكتورة ميساء خليل، استشارية طب الأسرة ومتخصصة في الرعاية الوقائية وطب نمط الحياة، أهمية دور الرعاية الأولية في التعامل مع الصداع وعبء الصداع النصفي على عامة السكان.

واختتم الجلسات الدكتور وسام يمق، استشاري الأعصاب ومتخصص في علاج الصرع، بتسليط الضوء على الاحتياجات غير الملباة في العلاجات الحادة للصداع النصفي.

اضطراب عصبي شائع

في حديث خاص مع «صحتك»، أوضح الدكتور أشرف أمير، استشاري طب الأسرة، نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، ورئيس المؤتمر، أن الصداع النصفي (الشقيقة) يُعد من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً على مستوى العالم. وأشار إلى أنه اضطراب عصبي معيق يُصيب نحو مليار شخص عالمياً، يتميز بنوبات من الألم الشديد النابض، غالباً في أحد جانبي الرأس، وترافقه أحياناً أعراض مثل الغثيان، التقيؤ، والحساسية الشديدة للضوء والصوت، مما يؤثر بشكل كبير على حياة المرضى اليومية.

وأكد الدكتور أمير أن الصداع النصفي يؤثر على أكثر من عُشر سكان العالم، مما يجعله إحدى أكثر الحالات انتشاراً، والتي تنعكس سلباً على جودة حياة المصابين، إضافة إلى تأثيره الواضح على الإنتاجية وساعات العمل.

وأضاف أن التطورات الحديثة في مجال الأبحاث الطبية أسهمت في فهم أعمق لآلية حدوث الصداع النصفي، وهو ما فتح الباب أمام تطوير علاجات مبتكرة وفعّالة. كما أشار إلى أن هذا التقدم يمثل تحولاً كبيراً في التعامل مع هذا الاضطراب، الذي كان يُعدُّ في السابق حالة مرضية غامضة يصعب تفسيرها أو السيطرة عليها.

وبائيات الصداع النصفي

يعاني أكثر من مليار شخص حول العالم من الصداع النصفي، أي حوالي 11.6 في المائة من سكان العالم. وتظهر الدراسات أن النساء أكثر عُرضة للإصابة به مقارنةً بالرجال.

وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ترتفع النسبة إلى 11.9 في المائة. أما في السعودية، فيُقدَّر انتشار الصداع النصفي بـ9.7 في المائة، أي ما يعادل 3.2 مليون شخص، مما يجعله ثاني أكبر سبب للإعاقة بين السكان. وتُشير دراسات محلية، أُجريت في منطقة عسير، إلى أن الصداع النصفي أكثر انتشاراً في المدن (11.3 في المائة) مقارنة بالمناطق الريفية (7.6 في المائة)، وهو ما يعكس ارتباطه بعوامل بيئية وسلوكية متعددة.

عوامل الخطر والأسباب

* الآلية المرضية يُعتقد أن الصداع النصفي ينشأ من تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية والعصبية. وتُشير الدراسات الحديثة إلى أن نوبات الصداع النصفي قد تنشأ من فرط استثارة في قشرة الدماغ، ما يؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي الثلاثي. ويمكن لبعض المُحفّزات، مثل التقلبات الهرمونية، الإجهاد، نقص النوم، والعوامل الغذائية، أن تُساهم في بدء نوبات الصداع النصفي لدى بعض الأفراد المُعرضين لذلك.

أما أسباب الصداع النصفي فتتضمن عوامل متعددة تشمل:

* العامل الجيني: تلعب الوراثة دوراً مهماً في زيادة احتمال الإصابة بالصداع النصفي، إذ تشير الأبحاث إلى ارتباط الجينات ببعض البروتينات العصبية مثل «الببتيد» المرتبط بجين «الكالسيتونين» (Calcitonin Gene-Related Peptide, CGRP).

* التغيرات في الدماغ: تساهم بعض الاضطرابات في نظام التفاعل بين الأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي في زيادة احتمال الإصابة.

* العوامل البيئية: يمكن أن تؤدي التغيرات البيئية مثل التوتر، أو النوم غير المنتظم، أو بعض أنواع الأطعمة والمشروبات إلى تحفيز النوبات.

مراحل الصداع النصفي والتشخيص

* مرحلة البادرة (Prodrome): تبدأ بتغيرات مزاجية، شعور بالتعب، أو حتى رغبة ملحة في تناول الطعام.

* مرحلة الهالة (Aura): تشمل اضطرابات بصرية أو حسية تحدث قبل نوبة الصداع، وتظهر لدى بعض المرضى فقط.

* مرحلة الألم: يصاحبها ألم شديد نابض، غالبًا في جهة واحدة من الرأس، وتستمر من 4 إلى 72 ساعة.

* مرحلة ما بعد الألم (Postdrome): تتسم بالإرهاق والارتباك، لكنها تُعد علامة على انتهاء النوبة.

* التشخيص: يعتمد أساساً على التاريخ المرضي والفحص السريري، مع استبعاد الأسباب العضوية الأخرى. وتشمل المعايير التي يعتمد عليها الأطباء في التشخيص حدوث خمس نوبات على الأقل متكررة من الصداع، تدوم بين 4 و72 ساعة، ومصحوبة بعلامتين من العلامات التالية: ألم من جهة واحدة، نبضات شديدة، ألم شديد، وأعراض مصاحبة كالغثيان.

خيارات علاجية تقليدية وحديثة

وتشمل:

* أولاً: مسكنات الألم. تاريخياً، اعتمدت إدارة الصداع النصفي على مزيج من العلاجات الحادة والوقائية، بما في ذلك مسكنات الألم المتوفرة بدون وصفة طبية، ومضادات المهاجمات، والأدوية الوقائية مثل مضادات الاكتئاب، ومضادة للصرع، وحقن البوتكس. وعلى الرغم من أن هذه العلاجات وفرت الراحة لكثير من المرضى، فإنها محدودة في فاعليتها ولا تخلو من الآثار الجانبية.

* ثانياً: خيارات علاجية «دوائية» حديثة. تؤكد الأبحاث العلمية أن تصميم عقار موجه خصيصاً لعلاج مرض معين يُعد الخطوة الأمثل لتحقيق فاعلية أعلى وتقليل الآثار الجانبية. ودفع هذا المبدأ الباحثين إلى الغوص عميقاً في دراسة آليات الصداع النصفي، ما قادهم لاكتشاف دور بروتين محدد يُعرف بـ«CGRP». ويُطلق هذا البروتين أثناء نوبة الصداع النصفي وينخفض مستواه بمجرد انتهاء النوبة.

في إحدى الدراسات، عندما تم حقن الأشخاص ببروتين (CGRP)، أُصيبوا بنوبات تُشبه الصداع النصفي، ما أكد دوره الحاسم في هذه الحالة. وأدى هذا الاكتشاف إلى تحول جذري في علاج الصداع النصفي، إذ تمت الموافقة في عام 2018 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أول جسم مضاد أحادي النسيلة يستهدف البروتين (CGRP) للوقاية من الصداع النصفي. ويعدُّ هذا العلاج المبتكر خياراً مستهدفاً ودقيقاً، إذ يعمل على تعطيل مسار البروتين العصبي المسؤول عن نوبات الصداع النصفي، مما يمثل نقلة نوعية في تحسين حياة المرضى.

وتشمل هذه الأدوية:

- أجسام وحيدة النسيلة مضادة للببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP)، تمت الموافقة على أربعةٍ منها من قبل إدارة الغذاء والدواء: «إبتينيزوماب» (eptinezumab)، «إرينوماب» (erenumab)، «فريمانيزوماب» (fremanezumab)، و«جالكانيزوماب» (galcanezumab). وقد تم تصميمها للعثور على بروتينات (CGRP)، وقد أظهرت فاعليتها في تقليل شدة وتكرار النوبات، سواء أُعطيت عن طريق الفم أو الحقن تحت الجلد، مع حد أدنى من الآثار الجانبية مقارنة بالعلاجات الوقائية التقليدية.

- أجسام وحيدة النسيلة مضادة لمستقبلات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP). تحتضن هذه الأجسام المستقبلات بشكل أساسي بحيث تكون غير نشطة، هما اثنتان: «أبروجيبانت» (Ubrogepant) و«ريميجيبانت» (rimegepant)، وهما أحدث العقاقير لعلاج الصداع النصفي عند الحاجة والتي لا تؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية. تعمل هذه الأدوية عن طريق الفم على حظر مستقبلات (CGRP) على أمل إيقاف نوبة الصداع النصفي المستمرة بالفعل. ومن حسنات هذه الأدوية أن ليس لها خطر الإصابة بالصداع الناجم عن الإفراط في تناول الأدوية مثل بعض علاجات الصداع النصفي الأخرى.

نظم الذكاء الاصطناعي وأدوات الصحة الرقمية تسهم في تحسين دقة التشخيص وإدارة المرض

علاجات بلا أدوية

* ثالثاً: خيارات علاجية «غير دوائية»، وتضم:

- أجهزة التعديل العصبي القابلة للارتداء. تُعد هذه الأجهزة طريقة علاجية مبتكرة لعلاج الصداع النصفي، إذ تستخدم نبضات كهربائية أو مغناطيسية إلى الرأس أو الرقبة أو الذراع لتعديل نشاط المسارات العصبية المحددة المشاركة في آلية حدوث الصداع النصفي، تعمل على إعادة النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ إلى طبيعته.

وقد أثبتت الدراسات أن استخدام هذه الأجهزة، المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء أظهر نتائج واعدة في إدارة الصداع النصفي الحاد والوقائي، مما يوفر بديلاً خالياً من الأدوية، وهي آمنة وآثارها الجانبية قليلة جداً.

- استخدام الذكاء الاصطناعي. أسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة التشخيص عن طريق تطوير خوارزميات تستطيع تحليل التاريخ المرضي وبيانات المرضى لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، مما يساعد في توفير علاجات موجهة وفعالة.

- أدوات الصحة الرقمية. بالإضافة إلى العلاجات الدوائية والقائمة على الأجهزة، أدت الصحة الرقمية إلى تطوير تطبيقات الهواتف المحمولة والتقنيات القابلة للارتداء التي يمكن أن تساعد في إدارة الصداع النصفي. يمكن لهذه الأدوات الرقمية مساعدة المرضى في تتبع أعراضهم، وتحديد المُحفّزات، وتقديم توصيات مخصصة للتعديلات في نمط الحياة وأساليب العلاج.

تعاون عالمي ومحلي

مع التطورات العلمية الحديثة في فهم آلية حدوث الصداع النصفي وتطوير خيارات علاجية مبتكرة، لم يعد الصداع النصفي حُكماً على حياة المرضى بالتوقف.

وتلعب الجمعيات الطبية والهيئات الصحية، مثل الجمعية السعودية للصداع، دوراً محورياً في تحسين حياة المرضى من خلال التوعية، وتوفير خيارات علاجية موجهة.

ويبدأ الحل بالبحث عن العلاج المناسب وعدم تجاهل هذه الحالة العصبية المعقدة. ومع الاستمرار في الابتكار، يمكننا تخفيف العبء وتحقيق جودة حياة أفضل للمرضى.

*استشاري طب المجتمع