مقتل قيادي في «داعش» بغارة أميركية «نادرة»على مناطق النظام

بروز اسم ميليشيا مدعومة من المخابرات العسكرية على إثر العملية

مروحية هجومية أباتشي فوق جنود أميركيين يقومون بدوريات في ريف تل تمر شمال شرقي سوريا ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
مروحية هجومية أباتشي فوق جنود أميركيين يقومون بدوريات في ريف تل تمر شمال شرقي سوريا ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
TT

مقتل قيادي في «داعش» بغارة أميركية «نادرة»على مناطق النظام

مروحية هجومية أباتشي فوق جنود أميركيين يقومون بدوريات في ريف تل تمر شمال شرقي سوريا ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
مروحية هجومية أباتشي فوق جنود أميركيين يقومون بدوريات في ريف تل تمر شمال شرقي سوريا ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)

قُتل مسؤول في تنظيم «داعش»، فجر أمس الخميس، في غارة نادرة الحدوث بطائرة هليكوبتر أميركية على قرية كان مختبئاً بها تسيطر عليها الحكومة في شمال شرقي سوريا.
وشنّت الولايات المتحدة غارات سابقة في سوريا ضد أعضاء بالتنظيم، لكن عملية الخميس قد تكون أول عملية معروفة أُعلن عنها في منطقة تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد.
وقال التلفزيون السوري الرسمي، في قناته على «تلغرام»، في ساعة مبكرة من يوم الخميس، إن قوات خاصة أميركية نفّذت عملية نادرة على قرية ملوك سراي التي تسيطر عليها الحكومة في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد. وأضاف أن شخصاً قُتل، وألقي القبض على آخرين، دون أن يذكر تفاصيل عن هوياتهم.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل جوزيف بوتشينو، لـ«رويترز»، إن القوات الأميركية استهدفت أحد عناصر تنظيم داعش، في غارة نُفّذت فجراً في شمال شرقي سوريا، لكنه لم يؤكد ما إذا كان الشخص قد قُتل أو أُلقي القبض عليه.
وقال مصدران أمنيان، لـ«رويترز»، في وقت لاحق، إن القتيل قيادي في التنظيم ومطلوب من الولايات المتحدة.
وقال أحد المصادر الأمنية إن «العملية المحمولة جواً استهدفت قيادياً بارزاً في تنظيم داعش، موجوداً في منطقة تسيطر عليها الحكومة السورية. وكللت العملية بالنجاح». وأضاف المصدر أن القتيل كان مسؤولاً عن التنسيق بين الخلايا النائمة للتنظيم في المنطقة.
وأضاف المصدر أن «هذه العملية تستهدف توسيع نطاق اقتناص أعضاء هذا التنظيم عبر مناطق مختلفة من سوريا».
وقال المصدر الثاني إن القتيل كان مسؤولاً في تنظيم «داعش». ومضى يقول إن القوات الأميركية أخذت جثمانه معها أثناء انسحابها.
وذكر مصدر محلي أن الرجل انتقل إلى قرية ملوك سراي في السنوات الأخيرة، قادماً من قرية الطائف القريبة من الحدود مع العراق، والتي كانت ذات يوم من معاقل التنظيم.
وأضاف: «اعتقد الناس أنه كان راعياً، ما من أحد يعرف هويته الحقيقية». وقال المصدر المحلي إن القوات الأميركية داهمت أيضاً مبنى يستخدمه الأمن السوري، واعتقلت أشخاصاً هناك.
وأكد سكان آخرون في المنطقة، لـ«رويترز» حدوث الغارة. وقال أحدهم إن طائرات هليكوبتر أميركية هبطت في القرية بعد منتصف الليل، وطلبت من السكان عبر مكبرات الصوت البقاء في منازلهم وإطفاء الأنوار. وقال الساكن إن العملية استمرت عدة ساعات، ولم يحدث تبادل لإطلاق النار مع القوات الأميركية.
كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد نقل عن مصادر في المنطقة، أن عملية الإنزال انتهت في الرابعة فجراً. وخلال عملية الإنزال الجوي التي تُعدّ الأولى من نوعها في مناطق النظام السوري، قُتل شخص بعد أن رفض تسليم نفسه، كما اعتُقل شخص عراقي، وقائد «فصيل أنصار الأمن العسكري» في القرية.
كما اعتُقلت عائلتان في محيط القرية، دون ورود معلومات فيما إذا أُفرج عن أفرادها أو أنهم اعتُقلوا مع المطلوبين.
وبرز اسم ميليشيا أنصار الأمن العسكري، بحسب المرصد، بعد عملية الإنزال الجوي للقوات الأميركية في قرية ملوك سراي في ريف القامشلي، فجر اليوم، والتي اعتُقل خلالها قائد هذه الميليشيا.
وتتواجد الميليشيا بشكل رئيسي في دير الزور والحسكة. وتعادي ميليشيا أنصار الأمن العسكري قوات سوريا الديمقراطية والأميركية، وهم من أبناء العشائر في مناطق سيطرة النظام بمحافظتي الحسكة ودير الزور، ويتبعون شعبة المخابرات العسكرية، ويتراوح عددهم بين 500 إلى 600 شخص، ووصل عددهم في مرحلة من المراحل لنحو 1500 عنصر في كل من دير الزور والحسكة، ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام.
ويحصل المنتسبون على بطاقة عدم اعتراض أثناء مرورهم على حواجز قوات النظام، كما يستخدمون الطائرات الروسية في مطار القامشلي للانتقال إلى دمشق مجاناً.
ويسرق الضباط مخصصاتهم التي تأتي من شعبة المخابرات العسكرية. وفي المقابل يطلق يد تلك الميليشيات لتحصيل الأموال، كما يتلقى قادة المجموعات مكافآت مالية.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.