ليندركينغ: مطالب الحوثي المستحيلة أدت إلى فشل تمديد الهدنة

ألقى المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ باللوم على الحوثيين في فشل الجهود الأميركية والأممية لتمديد الهدنة قائلا إن «العائق الوحيد أمام تجديد الهدنة كان الحوثيين الذين طالبوا بمطالب (مستحيلة)، وطالب الحوثي بإبداء المزيد من المرونة لفتح الطريق أمام فرص تحقيق السلام.
وحذر خلال مؤتمر هاتفي مع الصحافيين صباح الأربعاء - من عودة الاقتتال مرة أخرى بعد فشل الجهود لتمديد الهدنة، مشيرا إلى أن عودة الحرب والاقتتال لن تجلب سوى الدمار لليمن، وستخلق مزيدا من الارتباك حول مسار هذا الصراع. وشدد على أنه «لا يوجد حل عسكري»، وأن المضي قدما لن يكون إلا من خلال اقتراح الهدنة الذي قدمته الأمم المتحدة، مشددا على أن الجهود الدبلوماسية منخرطة ولن تتوقف حتى يتحقق هذا الهدف.
في الوقت نفسه، أبدى ليندركينغ تفاؤله حول فرص تمديد بل وتوسيع الهدنة، وإمكانية التوصل إلى اتفاقات حول دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية من اليمنيين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ سنوات، وقال إن «العناصر الرئيسية للهدنة مستمرة وموجودة، ومستوى العنف لا يزال منخفضا نسبيا، كما تواصل سفن الوقود تفريغ محتوياتها وهناك استمرارية في الرحلات الجوية التجارية المدنية، وهي العناصر المرجوة من الهدنة، والتي قدمت نتائج ملموسة للشعب اليمني خلال الأشهر الستة الماضية» وأضاف «لهذا السبب الدبلوماسية الدولية وجهود الأمم المتحدة مستمرة بلا هوادة، ونرى ضرورة أن تظل جميع القنوات مفتوحة خاصة في هذا الوقت الحساس، ولهذا السبب سأقوم بزيارة المنطقة في المستقبل القريب لمواصلة هذه المشاركة، واستكمال جهود مبعوث الأمم المتحدة».
وسرد ليندركينغ المزايا التي تحققت خلال الستة أشهر الماضية خلال الهدنة، مشيرا إلى انخفاض بنسبة 60 في المائة من الخسائر في صفوف المدنيين وقدرة 25 ألف يمني على السفر على متن رحلات جوية من وإلى مطار صنعاء لأول مرة منذ 2016، وتوافر الوقود على نطاق واسع، إضافة إلى قدرة المنظمات الإنسانية على مواصلة عملها وتقديم الرعاية الطبية لليمنيين. وقال: «كل هذا يمكن توسيعه مع هدنة متجددة وممتدة، ومن المهم أن يستمع الحوثيون إلى مطالب اليمنيين، والاستماع إلى اقتراح الهدنة الذي قدمته الأمم المتحدة الذي يؤدي إلى عملية سياسية، ويمهد الطريق أمام وقف دائم لإطلاق النار وبدء محادثات تقرر مستقبل اليمن».

دور سلبي لإيران
وحول الدور الذي لعبته إيران لوقف أي تمديد للهدنة والمطالب المستحيلة التي طالب بها الحوثيون أجاب ليندركينغ «طرح الحوثي مطالب متطرفة حول أن يتم دفع رواتب أفراد الجيش والأمن الحوثي أولا بدلا من موظفي الخدمة المدنية، مما أدى إلى عرقلة المحادثات، كما تراجع عن الالتزامات التي تعهد بها في وقت سابق، أما بخصوص دور إيران، فجوابي أننا لا نعرف، فقد رحبت إيران بالهدنة في 2 أبريل (نيسان) وتجديدها في 2 يونيو (حزيران) وفي 2 أغسطس (آب) وقال الإيرانيون إنهم يؤيدون حلا سياسيا للصراع، وإنه لا يوجد حل عسكري، لكننا بحاجة إلى رؤية تحرك إيراني على الأرض يدعم هذا النهج الإيجابي، ونحن متشوقون لرؤية دور إيراني إيجابي، لكننا لم نشهده، وما رأيناه حتى الآن على مدار سنوات الصراع، كان تدخلا إيرانيا سلبيا تماما».
وفي إجابته على أسئلة حول تهديدات الحوثيين لمهاجمة منشآت داخل المملكة العربية السعودية والإمارات قال المبعوث الأميركي إلى اليمن: «من مصلحتنا الوطنية مساعدة شركائنا الخليجيين في الدفاع عن أنفسهم ضد أي عدوان خارجي، وسنقوم بذلك في حالة عدوان قادم من اليمن، وسنوفر لشركائنا احتياجاتهم الدفاعية المشروعة في مواجهة التهديدات»، وأضاف «لقد اكتملت عمليتان من المبيعات لصواريخ باتريوت إضافية إلى المملكة العربية السعودية وإلى الإمارات، وقد لعبت تلك الصواريخ دورا رئيسا في الدفاع عن كلا البلدين من الهجمات بطائرات دون طيار عبر الحدود ومن الهجمات الصاروخية القادمة من اليمن».

خيارات الإدارة الأميركية
واستبعد المبعوث الأميركي إمكانية أن تقدم الولايات المتحدة على إعادة تصنيف الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية، مشيرا إلى أن إدارة بايدن لا تزال تملك العديد من الخيارات، وقال: «الخيار الذي نريده هو العودة إلى الهدنة وتقليل التصعيد، ولا تزال لدينا مخاوف إنسانية بشأن إعادة تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية، وهذه المخاوف يجب أن تؤخذ في الاعتبار حينما نتحدث عن الوضع الإنساني في اليمن، ونعتمد على الدور الذي تلعبه الدول الخليجية ومنها المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات في تقديم المساهمات واحتياجات التمويل»، ولفت إلى مخاوف سلطنة عمان من عدم الاستقرار في اليمن، والذي يمكن أن يلقي بظلاله على الاستقرار في السلطنة.