أطلقت منصة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، برنامجاً لتسريع حماية المرجان، تصل قيمة مِنح تمويله إلى 18 مليون دولار، لدعم الحلول المبتكرة التي تساعد في تأمين مستقبل جميع الشعاب المرجانية في مواجهة تغير المناخ والضغوط البيئية الأخرى.
وتسعى المنصة عبر هذا البرنامج إلى تطبيق نهج فريد متعدد التخصصات يُسرِع من أنشطة البحث والتطوير يتعلق بجهود حماية الشعاب المرجانية حول العالم، بهدف طرح حلول مفتوحة المصدر ومنخفضة التكلفة للمجتمعات الأكثر احتياجاً وفق تعاون العلماء والباحثين المتقدمين للبرنامج مع مؤسسات من دول محدودة أو متوسطة الدخل.
وأشار ديفيد ميد رئيس اللجنة الاستشارية العلمية في منصة «كاوست» لتسريع أبحاث وتطوير المرجان، إلى أن «كاوست» بحاجة إلى حلول من الجيل القادم لتحقيق مستوى الترميم البيئي المطلوب في العقد المقبل، متوقعاً أن تؤدي المشاريع التي سيمولها هذا البرنامج إلى اكتشافات وابتكارات وتحسينات مهمة في مجال حماية الشعاب المرجانية الحالية وترميمها.
وأضاف ميد: «لا يوجد تكافؤ بين طموحنا لاستعادة محيطاتنا وما يتوفر لدينا الآن من تقنيات لتحقيق ذلك. نحن بحاجة إلى حلول من الجيل القادم لتحقيق مستوى الترميم البيئي المطلوب في العقد المقبل. نتوقع أن تؤدي المشاريع التي سيمولها هذا البرنامج إلى اكتشافات وابتكارات وتحسينات مهمة في مجال حماية الشعاب المرجانية الحالية وترميمها».
الأنشطة البشرية تهدد التنوع البيولوجي... ونافذة إنقاذ الشعاب المرجانية تضيق بسرعة
ويقوم برنامج تسريع حماية المرجان على 3 مبادئ أساسية، هي: ضمان أن تعود فوائد المشروعات المقترحة على المجتمعات المحلية، ويجب أن تكون الحلول المطورة ميسورة التكلفة لمن هم في أمس الحاجة إليها، وأن تتشكل فرق المتقدمين من مؤسسات عالمية من دولتين على الأقل، على أن تكون إحداهما دولة محدودة أو متوسطة الدخل، كما هو مدرج في قائمة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وأن تكون الحلول مفتوحة المصدر، ستكون الملكية الفكرية الناتجة عن المشاريع الممولة بواسطة منصة «كاوست» لتسريع أبحاث وتطوير المرجان، مجانية بموجب ترخيص عام لجميع الاستخدامات التجارية وغير التجارية للحفاظ على الشعاب المرجانية، وسيُسمح لأي شخص بالوصول إلى الأبحاث والتقنية والبناء عليها.
من جانبها قالت البروفسورة أناستازيا بانازاك، نائب رئيس اللجنة الاستشارية العلمية لمنصة «كاوست» لتسريع أبحاث وتطوير المرجان: «تقع معظم الشعاب المرجانية في الدول النامية، لكن مواطني هذه الدول لا يستطيعون المشاركة في الأبحاث بسبب ضعف القدرات ونقص الإمكانات. هذا هو أول برنامج بحثي يضمن مشاركتهم. ونحن نرحب بجميع المؤسسات غير الربحية والربحية من أي بلد، إلى جانب مؤسسات التعليم العالي ومعاهد الأبحاث والهيئات الحكومية. وهذا يفتح فرصاً عديدة لأن معظم البرامج الأخرى تمول فقط الباحثين من الدولة التي تمنح التمويل».
ويشرح البروفسور كارلوس دوارتي، المدير التنفيذي لمنصة «كاوست» لتسريع أبحاث وتطوير المرجان: «نحن معرضون لخطر فقدان 75 في المائة إلى 90 في المائة من الشعاب المرجانية المتبقية. وهذه هي المرة الأولى التي قد يُفقد فيها نظام بيئي كامل يدعم الكثير من التنوع البيولوجي والكائنات الحية وملايين الناس بسبب الأنشطة البشرية. إن نافذتنا لإنقاذ الشعاب المرجانية بدأت تضيق بسرعة كبيرة ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى حلول تقنية مبتكرة لمعالجة ذلك وعلى نطاق واسع».