أخيرا وبعد 50 عامًا... العلماء يكتشفون كيف تتحرك البكتيريا

أخيرا وبعد 50 عامًا... العلماء يكتشفون كيف تتحرك البكتيريا
TT

أخيرا وبعد 50 عامًا... العلماء يكتشفون كيف تتحرك البكتيريا

أخيرا وبعد 50 عامًا... العلماء يكتشفون كيف تتحرك البكتيريا

تمكن الباحثون للتو من حل لغز عمره 50 عامًا حول كيفية قيام البكتيريا وعدوها القديم «العتائق» بالسباحة؛ وذلك بواسطة مجهر عالي التقنية في البروتينات المجمدة.
فلقد عرفنا منذ فترة طويلة أن البكتيريا تستخدم ذيلًا ملفوفًا صغيرًا يسمى «السوط». لكن التفاصيل المتعلقة بكيفية تشكيل طرفه الخيطي لشكله الملتوي لدفعه إلى الأمام قد استعصت على الفهم حتى الآن.
وفي الخلايا الحيوانية، تعمل الأسواط مثل الذيول المألوفة أكثر (الضرب ذهابًا وإيابًا لدفع أجسامها إلى الأمام). لكن الخلايا التي تنتمي إلى البكتيريا والمجال الثالث من الحياة؛ وهي العتائق أحادية الخلية، لها سوط لولبي الشكل لا يمكن أن يولد قوة دفع بسيطة من جانب إلى جانب اثناء الحركة. وبدلاً من ذلك، تدور هذه الملفات الصغيرة مثل المروحة الملتوية. ويبدو أن ملفاته قادرة على التمدد والتقلص إلى حد ما، على غرار الخيط الخفيف، ما يسمح للميكروبات بإنشاء أشكال موجية مختلفة من خلال دورانها. كما يمكن أيضًا للدورات تغيير الاتجاهات.
وتتكون كل من البكتيريا والسوط والعتائق من نفس الوحدات الفرعية المتكررة من بروتين فلاجيلين. ومع ذلك، فإن نوع السوط الموجود في الذيل العتيق يشبه إلى حد كبير النوع الموجود في نوع آخر من النتوء الخلوي الموجود في البكتيريا المسماة «pili».
فلقد استخدم عالم الفيزياء الحيوية بجامعة فيرجينيا مارك كروتزبيرغر وزملاؤه التصوير المقطعي بالإلكترون المبرد لفحص التركيب الجزيئي للخيوط السوطية على مستوى قريب من الذري في البكتيريا على شكل قضيب Escherichia coli و archaea Saccharolobus islandicus. وفي النتيجة رأوا أن في البكتيريا، يمكن أن توجد خيوط البروتين في 11 حالة مختلفة و 10 حالات مختلفة في العتائق. وإن وجود مزيج من هذه الحالات هو الذي يجعل الهيكل ككل يتجعد في شكله الملفوف بكل الميكروبات على الرغم من الاختلافات في بنية البروتين.
وتكون البنية فائقة الالتواء الناتجة مستقرة للغاية بحيث يمكنها تحمل ضغوط الالتواء مع الاحتفاظ بشكلها الملتوي أثناء الدوران (أي حتى يغير السوط اتجاه الدوران)، وذلك وفق «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن بحث جديد نشر بمجلة «Cell».
ففي «E. coli» تتضمن السباحة المستقيمة الدوران عكس اتجاه عقارب الساعة. لكن عندما تقوم البكتيريا بتبديل اتجاه دوران ذيلها، فإن القوى المفروضة على السوط تغير هيكلها، ما يؤدي إلى شد واحد أو أكثر من خيوطها من حزمها الضيقة وتفكيك الملفات الفائقة إلى شكل شبه ملفوف أو مجعد. وهذا يغير وضع السباحة المستقيم للميكروب إلى تعثر مع دوران الذيل في اتجاه عقارب الساعة.
وعلى الرغم من اختلافاتها في البنية التي تطورت بشكل مستقل، فقد شكلت الطبيعة كلاً من البكتيريا وأسواط العتائق ليكون لهما نفس الشكل والوظيفة؛ وهو مثال رائع للتطور المتقارب.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال إدوارد إيجلمان عالم الكيمياء الحيوية بجامعة فيرجينيا «كما هو الحال مع الطيور والخفافيش والنحل التي طورت جميعًا أجنحة للطيران بشكل مستقل، فإن تطور البكتيريا والعتائق قد جاء مماثلا للسباحة في كليهما». مؤكدا «سيساعد فهمنا الجديد على تمهيد الطريق للتقنيات التي يمكن أن تستند إلى مثل هذه المراوح الصغيرة».


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
TT

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)

شهد العالم، خلال الأسبوعين الماضيين، تحطم طائرتين؛ إحداهما تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان، والأخرى تابعة لشركة «جيجو إير»، وهي أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في كوريا الجنوبية.

وقُتل في الحادث الأول 38 شخصاً، ونجا 29 راكباً، في حين قُتل جميع ركاب طائرة «جيجو إير»، باستثناء اثنين.

وبعد هذين الحادثين، انتشرت التقارير المتعلقة بوجود أماكن معينة على متن الطائرة أكثر أماناً من غيرها.

فقد أكد كثيرون صحة المعتقد القديم بأن الجلوس في مؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة، مشيرين إلى أن حطام طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية وطائرة «جيجو إير» يؤكد هذا.

فقد كان الناجون التسعة والعشرون من حادث تحطم الطائرة الأذربيجانية يجلسون جميعاً في مؤخرة الطائرة، التي انقسمت إلى نصفين، تاركة النصف الخلفي سليماً إلى حد كبير. وفي الوقت نفسه، كانت المضيفتان اللتان جلستا في مقعديهما القابلين للطي في ذيل الطائرة، هما الناجيتين الوحيدتين من حادث تحطم الطائرة الكورية الجنوبية.

فهل هذا المعتقد صحيح بالفعل؟

في عام 2015، كتب مراسلو مجلة «تايم» أنهم قاموا بفحص سجلات جميع حوادث تحطم الطائرات في الولايات المتحدة، سواء من حيث الوفيات أم الناجين من عام 1985 إلى عام 2000، ووجدوا، في تحليل تلوي، أن المقاعد في الثلث الخلفي من الطائرة كان معدل الوفيات فيها 32 في المائة بشكل عام، مقارنة بـ38 في المائة في الثلث الأمامي، و39 في المائة في الثلث الأوسط.

كما أشاروا إلى أن المقاعد الوسطى في الثلث الخلفي من المقصورة كانت هي الأفضل، بمعدل وفيات 28 في المائة. وكانت المقاعد «الأسوأ» هي تلك الواقعة على الممرات في الثلث الأوسط من الطائرة، بمعدل وفيات 44 ف المائة.

إلا أنه، وفقاً لخبراء سلامة الطيران فهذا الأمر ليس مضموناً في العموم.

ويقول حسن شهيدي، رئيس مؤسسة سلامة الطيران، لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «لا توجد أي بيانات تُظهر ارتباطاً بين مكان الجلوس على متن الطائرة والقدرة على البقاء على قيد الحياة. كل حادث يختلف عن الآخر».

من جهته، يقول تشنغ لونغ وو، الأستاذ المساعد في كلية الطيران بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: «إذا كنا نتحدث عن حادث تحطم مميت، فلن يكون هناك أي فرق تقريباً في مكان الجلوس».

أما إد غاليا، أستاذ هندسة السلامة من الحرائق في جامعة غرينتش بلندن، والذي أجرى دراسات بارزة حول عمليات إخلاء حوادث تحطم الطائرات، فقد حذر من أنه «لا يوجد مقعد سحري أكثر أماناً من غيره».

ويضيف: «يعتمد الأمر على طبيعة الحادث الذي تتعرض له. في بعض الأحيان يكون المقعد الأمامي أفضل، وأحياناً أخرى يكون الخلفي آمن كثيراً».

ويرى مختصون أن للمسافر دوراً في تعزيز فرص نجاته من الحوادث عبر عدة طرق، من بينها الإنصات جيداً إلى تعليمات السلامة، وقراءة كتيب تعليمات الأمان المتوفر بجيب المقعد أمامك، ودراسة مخارج الطوارئ جيداً، وتحديد الأقرب إليك، وتجنب شركات طيران ذات سجل السلامة غير الجيد.