دراسة: زراعة الأشجار في بعض المناطق تزيد الاحترار

توصل فريق مشترك من الباحثين من معهد «التخنيون للتكنولوجيا» ومعهد «وايزمان للعلوم»، وكلاهما في إسرائيل، إلى أنه في بعض الحالات، «يمكن أن يؤدي غرس الغابات في مناطق جافة إلى زيادة احترار الغلاف الجوي».
وفي ورقتهم المنشورة (الاثنين) في مجلة «ساينس»، تصف المجموعة البحثية كيف استخدموا التحليل المكاني عالي الدقة لدراسة الأجزاء الجافة من الكوكب وما تعلموه من خلال القيام بذلك.
ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يُنتجها الإنسان، يواصل العلماء والمسؤولون الحكوميون في جميع أنحاء العالم البحث عن طرق لإبطاء أو إيقاف الاحترار، وتضمن أحد هذه الأساليب زراعة الأشجار، فهي تسحب ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزّنه، ويقترح المنطق أن تحويل المناطق القاحلة إلى غابات سيكون طريقة رائعة لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري.
لكن يبدو أن هناك مشكلة حتى مع هذا النهج، لأن الأشجار بشكل عام لها أوراق خضراء، وبالتالي فهي تمتص الحرارة، وإذا زُرعت الأشجار في مناطق قاحلة، مثل الأراضي الجافة، فقد تكون النتيجة زيادة في درجات الحرارة، وهذا لأن الصحاري والأراضي القاحلة تميل إلى أن تكون فاتحة اللون جداً، مما يعني أنها تعكس الحرارة بدلاً من امتصاصها.
وفي هذا الجهد الجديد، نظر الفريق البحثي إلى مناطق الأراضي القاحلة في جميع أنحاء العالم وحسبوا مقدار ما تخزنه وتصرفه من حرارة إذا تم تحويل هذه المناطق إلى غابات، وفعلوا ذلك من خلال إجراء تحليل مكاني عالي الدقة لمثل هذه المناطق التي كانت في أماكن يمكن فيها للغابات البقاء على قيد الحياة إذا تم زرعها، وإجمالاً، وجدوا 448 مليون هكتار يمكن أن تكون غابات.
وفي أثناء قيامهم بذلك، لاحظوا أن الكثير من الأماكن التي عثروا عليها مدرجة بالفعل في مشاريع غرس الأشجار، ثم استخدموا بيانات من الجهود السابقة التي أظهرت مقدار الكربون المخزن في أنواع مختلفة من الأشجار وفي الغابات حيث تنمو، وبيانات من مشاريع أخرى تضمنت قياسات مقدار الحرارة المخزنة بواسطة الأنواع المختلفة من الأشجار، ثم قاموا بتطبيق ما وجدوه على المواقع التي حددوها.
وعند النظر في عملهم، وجد الباحثون أنه إذا كانت كل الأراضي القاحلة التي حددوها مزروعة بالأشجار، فإن النتيجة الصافية ستكون عزل 32.3 مليار طن من الكربون، لكنهم وجدوا أن ما يقرب من ثلثي هذه الكمية ستكون مطلوبة لإلغاء الاحترار الذي قد ينتج عن امتصاص الحرارة، ووجدوا أن ذلك يعني أن تحريج كل الأراضي القاحلة المحتملة سيعوض 1 في المائة فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.