رئيس مؤسسة «برسنت لبحوث الرأي»: هناك تلاعب بالمساعدات الغذائية

قال إن كثيرا منها يصل إلى أيدي مشايخ وقوى محلية نافذة ويتم توزيعها بطرق غير عادلة

طفلة يمنية متجهة لملء حاويات مياه من نقطة تزويد بالمياه أول من أمس في صنعاء (غيتي)
طفلة يمنية متجهة لملء حاويات مياه من نقطة تزويد بالمياه أول من أمس في صنعاء (غيتي)
TT

رئيس مؤسسة «برسنت لبحوث الرأي»: هناك تلاعب بالمساعدات الغذائية

طفلة يمنية متجهة لملء حاويات مياه من نقطة تزويد بالمياه أول من أمس في صنعاء (غيتي)
طفلة يمنية متجهة لملء حاويات مياه من نقطة تزويد بالمياه أول من أمس في صنعاء (غيتي)

اتهم محمد الظاهري، رئيس مؤسسة «برسنت لبحوث الرأي»، عقال الحارات والمشايخ والسلطات المحلية في كثير من المناطق اليمنية بـ«الفساد والاستحواذ والتلاعب بالمساعدات الغذائية والتموينية التي وصلت إلى اليمن على هيئة مواد إغاثية» وبخاصة إثر الهدنة الإنسانية التي أعلنتها المملكة العربية السعودية لمدة خمسة أيام في مايو (أيار) الماضي.
وقال الظاهري في حديث أجرته معه «الشرق الأوسط» إن «عقال الحارات في الوقت الراهن يمثلون إحدى أسوأ شبكات الفساد»، منوها بأنها تضم أيضا «حكما محليا سيئا شكّله وقام بصياغته نظام الرئيس السابق صالح خلال فترة حكمه الطويلة»، مضيفًا أن «معظمهم، إن لم يكن جميعهم، تحولوا إلى سماسرة وأرباب سوق سوداء».
وشكك الظاهري في صحة الأرقام المتداولة أخيرا حول الوضع الإنساني في اليمن، لافتًا إلى أن المساعدات الإغاثية «لم تصل إلى المناطق التي يخوض الحوثيون فيها معارك مسلحة أدت إلى تفاقم المعاناة الإنسانية مثل تعز وعدن». وقال الظاهري: «أعلنت منظمات دولية إغاثية مؤخرًا، عن وصول مساعدات إنسانية إلى محافظات في جنوب اليمن تشهد اشتباكات ومعارك عنيفة وانقطاع خطوط النقل، مثل عدن والضالع وتعز، في حين تؤكد تقاريرنا الميدانية بشكل قاطع على عدم وصول مساعدات بالشكل الكافي، فضلاً عن أن بعض المديريات لم تصل إليها أي مساعدات على الإطلاق».
وانتقد محمد الظاهري قرار ميليشيات الحوثي بتعطيل شركة الغاز اليمنية وإيكال مهامها إلى عقال الحارات في توزيع أسطوانات الغاز المنزلي، وقال: «إيكال عملية توزيع المواد الغذائية، أو الوقود، والغاز المنزلي تحديدًا، لعقال الحارات هو مثل ائتمان القط على علبة سردين مفتوحة (تُونة)».
ونوّه الظاهري بأن «كثيرا من المساعدات، وفي كثير من الحالات حسب أبحاث ميدانية أجراها فريق المؤسسة، تصل إلى أيدي مشايخ وقوى محلية نافذة، خاصة في الأرياف، ويتم توزيعها بطرق غير عادلة وغير نزيهة». وذكر أمثلة على ذلك بالقول: «في كثير من الحالات وجدنا أن المسؤولين المحليين في نقاط التوزيع مثلاً، يتلاعبون بسجلات المحتاجين إلى المساعدة في مناطقهم، والتي تقدم وتعتمد عليها منظمات دولية، فيقومون باستبعاد المحتاجين فعليًا، ويضعون بدلاً منهم أسماء أقاربهم من مناطق أخرى، وأحيانا من محافظات ومدن أخرى، على حساب احتياجات المنطقة المستهدفة».
وأشار رئيس مؤسسة «برسنت لبحوث الرأي» إلى أن «النافذين والمشايخ يحصلون بشكل منتظم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، على عدد كبير من المساعدات والحصص الغذائية مقابل سماحهم بمرور المساعدات، أو من خلال استحواذهم على بطاقات المستحقين، أو من خلال تلاعبهم بسجلات وأسماء المحتاجين وإعطاء المساعدة لمن لا يستحقها».
وشكك الظاهري، الذي نفذت مؤسسته كثيرا من عمليات قياس الرأي في المحافظات اليمنية لحساب مؤسسات عالمية، في صحة الأرقام التي يعلنها كثير من المنظمات الدولية حول الوضع الغذائي والصحي، ووصفها بـ«المبالغة، ولا تخلو من فساد وعبث ممنهجين». وتساءل الظاهري: «كيف تمكنت المنظمات الإغاثية عقب الهدنة الإنسانية لخمسة أيام، وبسرعة فائقة، من التحقق من وصول المساعدات إلى العدد الذي أعلن عن وصول المساعدات إليه؟»، وقلل الظاهري من إمكانية «وجود آلية فعالة للرقابة والمتابعة في الأوضاع الاعتيادية، فكيف والحال هذه في ظروف استثنائية كالتي يمر بها اليمن حاليًا».
وشدد الظاهري على «ضرورة أن تكون هناك آلية لمراقبة حركة المساعدات، ويجب أن تقدم هذه المنظمات لجهات محلية مستقلة تمامًا، وليست حكومية أو موالية لأحد أطراف النزاع السياسي، بيانات عن آلية التوزيع وآلية مراقبة وتعقب عملية التوزيع والتحقق من صولها إلى المستحقين». وأرجع الظاهري ذلك إلى جملة عوامل مركبة، يأتي في طليعتها «الفساد المالي والإداري، والمبالغة في الأرقام والتقديرات واستنادها إلى تقديرات مكتبية تخمينية وليس إلى أبحاث ميدانية»، إضافة إلى أن «غياب الرقابة الحكومية وعدم اهتمام الجانب اليمني سوى بالاستفادة مما تقدمه المنظمات الإغاثية، بطرق غير سليمة ونزيهة، هو الأساس»، وقال إن «التدخل الحكومي دائمًا ما يكون معرقلاً، ولا يبدأ في التعاون إلا في حال الحصول على حصص أو مساعدات أحيانا لمنطقة المسؤول الحكومي حتى وإن لم تكن في حاجة إلى ذلك، أو تقتضي الأولويات استفادة مناطق أخرى منها».
وقال الظاهري: «ينبغي أن يكون هناك عمل منظم يهدف إلى إيصال فكرة أساسية مفادها أن هذه الأغذية هي للمعدمين والفقراء وليست للأغنياء». وعلل الحاجة إلى ذلك بوجود عادة يمنية غريبة تتعلق بتهافت أشخاص أثرياء وغير محتاجين على المساعدات والضمان الاجتماعي، واعتبار عدم حصولهم على مساعدات أسوة بغيرهم هو انتقاص من حقهم ومكانتهم. وأضاف: «أكثر من مرة تم الإعلان عن معونات غذائية ومساعدات ووجدناها توزع في صنعاء»، مشيرًا إلى أن «جزءًا كبيرًا من معونة خليجية كانت مخصصة لمحافظة أبين بعد الحرب ضد (القاعدة) جرى توزيعها وبيعها، العام الماضي، في العاصمة صنعاء وفي قلب العاصمة في شارع القصر الجمهوري تحديدًا، ووثقنا تلك الحادثة وكانت أمرًا صادمًا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.