تبدو «تروجينا - نيوم» التي فازت رسمياً، اليوم الثلاثاء، باستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية عام 2029 وجهة سياحية لا مثيل لها على مستوى العالم، حيث تحضر طبيعتها الساحرة بشكل لا يمكن وصفه، إذ ستمنح سكانها وزوارها تجارب لا تضاهى.
وستضم «تروجينا» ستة أحياء مطورة بأسلوب استثنائي، ستوفر تجارب مصممة بعناية يأتلف فيها الواقع مع الابتكارات الهندسية والفن المعماري الافتراضي؛ كل ذلك لبناء وجهة فريدة هي الأولى من نوعها على وجه الأرض.
قال الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، حينما أطلق مشروع «تروجينا - نيوم» في شهر مارس (آذار) الماضي، إن هذا المشروع سيسهم في إعادة تعريف مفهوم السياحة الجبلية العالمية عبر خلق منظومة سياحية صديقة للبيئة في كل أبعادها، وستنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتعزيز جودة الحياة، وتوفير حياة آمنة وصحية للجميع، و«تؤكد سعينا لتفعيل الجهود العالمية في الحفاظ على عناصر الطبيعة. وستشكل (تروجينا) إضافة مهمة ونوعية للمشاريع السياحية في المنطقة انطلاقاً من الاستثمار الأمثل للتنوع الجغرافي والبيئي لمناطق المملكة المختلفة، وفق رؤى عصرية متقدمة، وبما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني والاستفادة من الثروات الطبيعية وتنميتها وحفظها للأجيال القادمة».
وأصبحت «تروجينا» اليوم حديث وسائل الإعلام في آسيا والعالم بعد فوزها اللافت باستضافة الألعاب الآسيوية الشتوية.
ويُمثل مشروع «تروجينا» جزءاً من مخطط المناطق في نيوم، وتقع هذه الوجهة على بُعد 50 كم من ساحل خليج العقبة في قلب المناطق الطبيعية. وتتضمن وجهة «تروجينا» ارتفاعات تتراوح من 1.500م إلى 2.600م فوق سطح البحر وتغطي مساحة تقارب 60 كم².
وتتميز «تروجينا» بدرجات الحرارة المختلفة على مدار العام، ففي موسم الشتاء تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر مئوية، بينما تكون درجات الحرارة مُعتدلة وأبرد بمقدار 10 درجات عن بقية المنطقة. ونظراً لهوائها المنعش النقي ومناظرها الخلابة، لن تكتفي «تروجينا» بكونها وجهة سياحية مدهشة، بل ستغدو وجهة مثالية للعيش والعمل.
وسيُقدم مشروع «تروجينا» عدداً من الأنشطة والفعاليات على مدار العام، مثل رياضات التزلج وعدد من الأنشطة لمحبي المغامرات، وسينتهي العمل عليها بحلول عام 2026.
كما سيُمثل هذا المشروع غير المسبوق أحد أهم معالم المملكة العربية السعودية التي ستُنافس ما سواها حول العالم، بالإضافة إلى إنشاء بحيرة ضخمة بمياه عذبة من صُنع الإنسان، وإنشاء قرية «ذا فولت» التي ستُبنى بشكل عمودي داخل الجبال، والمصممة وفق أحدث التقنيات ووسائل الترفيه والضيافة، بل وتُعد بوابة الدخول الرئيسية إلى «تروجينا».
وستغدو «تروجينا» جوهرة «نيوم» التي ستُبهر العالم بجمالها، جوهرة مفعمة بروح «نيوم» وطموحاتها الجريئة القائمة على التقنية والابتكار والتصميم الفريد. كما ستعتمد الحياة في «تروجينا» على الاستدامة والتقنية الحديثة لتُلبي احتياجات السكان والزوار الباحثين عن الفخامة والمغامرة والترفيه والعيش وتغيير روتين الحياة اليومية.
من جهته، أوضح المهندس نظمي النصر الرئيس التنفيذي لشركة «نيوم»، حسب الموقع الرسمي للمدينة المستقبلية: «تُبرز قيم نيوم وخططها الجريئة كأرض تتناغم فيها الطبيعة مع التقنيات المبتكرة في تجربة عالمية فريدة».
ويعد التزلج على الجليد في الهواء الطلق إحدى العلامات البارزة في مشروع «تروجينا» على مستوى المنطقة عموماً، ودول الخليج العربي تحديداً، في سبيل تقديم تجربة لا مثيل لها، لا سيما في المناخ الصحراوي الذي تتميز به دول الخليج. ويمكن للهواة والمحترفين الاستمتاع بشبكة من مسارات تزلج مختلفة الصعوبات، وتمر بإطلالات رائعة ومتعددة تشمل زرقة مياه البحر الأحمر وجمال التضاريس لجبال نيوم، إضافة إلى الكثبان الرملية للصحراء ذات اللون الذهبي على امتداد الشبكة في مفارقة لا مثيل لها على مستوى العالم.
ومن أجل إثراء حياة السكان والزوار وتعزيز رفاهيتهم، سيتم تطوير المشروع، وفق معايير عالمية، تشمل إقامة المهرجانات الرياضية والفنية والموسيقية والثقافية ومجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية. وتستهدف «تروجينا» استقطاب أكثر من 700 ألف زائر وحوالي 7.000 نسمة من السكان الدائمين في «قرية تروجينا» والقطاعات السكنية المجاورة بحلول عام 2030.
وتعد «تروجينا» محفزاً للنمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل في المملكة العربية السعودية، وفقاً لأهداف رؤية 2030، حيث سيوفر المشروع أكثر من 10 آلاف فرصة عمل، ويضيف 3 مليارات ريال سعودي للناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.
ويتكون مشروع «تروجينا» من ستة أحياء، هي: البوابة، والاكتشاف، والوادي، والبحث، والاسترخاء، والمرح. صممت كلها بغرض تقديم أنشطة تلبي مختلف الأذواق والاحتياجات، وسيتم تطويرها وفق مواصفات معمارية تراعي الاستدامة البيئية، وتحافظ على الكائنات الحية باختلافها، وأيضاً تحافظ على الطبيعة واستدامتها.
وكان المجلس الأولمبي الآسيوي، اليوم الثلاثاء، قد أعلن فوز «تروجينا - نيوم» باستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية عام 2029 المقبل، وذلك في اجتماع الجمعية العمومية الـ41 للمجلس الذي عُقد في بنوم بنه، بكمبوديا.
وستكون «تروجينا – نيوم السعودية» أول مدينة تستضيف الحدث الشتوي في غرب آسيا، بعد أن اقتصرت الاستضافة سابقاً على الصين واليابان وكوريا الجنوبية وكازاخستان.
ووقع الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، والمهندس نظمي النصر الرئيس التنفيذي لنيوم، والرئيس المكلف للمجلس الأولمبي الآسيوي راجا راندير سينغ، عقد استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية.
وتضمن الطلب السعودي استعراض الرؤية الطموحة للمملكة التي ستدعم «تروجينا» لاستضافة الحدث الرياضي الأكبر في شتاء القارة الآسيوية، الذي يُتوقع أن تشارك من خلاله أكثر من 32 دولة آسيوية في أبرز المسابقات الشتوية، بتقديم بنية مستقبلية تمزج بين التقنية الحديثة والحفاظ على الطبيعة الخلابة التي تميزها، كأول دولة في غرب القارة تستعد لاحتضان هذا الحدث بعد أن استضافته كل من اليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، وكازاخستان، ابتداءً من عام 1986.