لجنة الموصل تمهل المالكي وبارزاني أسبوعًا للإجابة عن أسئلتها

هددت بعرض الأسئلة الموجهة إليهما على الرأي العام

لجنة الموصل تمهل المالكي وبارزاني أسبوعًا للإجابة عن أسئلتها
TT

لجنة الموصل تمهل المالكي وبارزاني أسبوعًا للإجابة عن أسئلتها

لجنة الموصل تمهل المالكي وبارزاني أسبوعًا للإجابة عن أسئلتها

أمهلت لجنة التحقيق البرلمانية في سقوط الموصل كلا من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أسبوعا للإجابة عن الأسئلة التي سبق لها أن وجهتها إليهما، مشيدة في الوقت نفسه باستجابة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي الذي أجاب عن أسئلة اللجنة.
وقال رئيس اللجنة حاكم الزاملي، خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان أمس، إن اللجنة «رغم العطلة التشريعية مستمرة في عملها بقراءة جميع إفادات الذين تمت استضافتهم خلال الفترة الماضية ومدى تقاطعها في ما بينها»، مبينا أن «اللجنة تدرس جميع الملفات والوثائق، وهي على وشك إنجاز التقرير الذي وصلنا به إلى مراحل متقدمة لإنجازه بصورة نهائية». وأضاف الزاملي أن «اللجنة وخلال قراءة الإجابات والمعلومات وجدت أن هناك بعض التقاطع في بعض الإفادات، لذلك نستضيف يوم غد (اليوم) شخصيات تم التحقيق معها سابقا وبعضها نستضيفها لأول مرة باللجنة».
وأشار الزاملي إلى أنه «ومن أجل ضمان عدم اختلاف الإفادات سيتم الانتهاء من الاستضافات خلال الأسبوعين الحالي والمقبل»، لافتا إلى أن «نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي أجاب عن الأسئلة التي وجهت له، وهي خطوة مهمة تحسب له». وأكد الزاملي أن «اللجنة لا تزال تنتظر إجابات نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وتأمل الإجابة عنها»، مهددا «بعرض أسئلتهما على الرأي العام ومجلس النواب في حالة عدم الإجابة، وهذا يعتبر إدانة لهما لأن الأسئلة تتضمن تفاصيل كثيرة وحساسة».
وفي الوقت الذي يتجنب فيه ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية حاليا نوري المالكي بيان الأسباب التي تدفع المالكي، الذي كان قائدا عاما للقوات المسلحة ورئيسا للوزراء أثناء سقوط الموصل في العاشر من يونيو (حزيران) عام 2014، إلى عدم الإجابة عن أسئلة اللجنة، فإن أعضاء الائتلاف يكيلون الاتهامات إلى كل من بارزاني والنجيفي.
وفي السياق نفسه، أكد فرهاد قادر، عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «رئيس إقليم كردستان لم يتجاهل ما طلبته اللجنة، وقد أصدرت رئاسة الإقليم بيانا بشأن الأسباب التي دعت رئيس الإقليم إلى عدم الإجابة، وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى مفاوضات بهذا الشأن لمعرفة الأسباب وتقريب وجهات النظر».
وأضاف قادر أن «المنطقي في الأمر أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني لا علاقة مباشرة له بالأمر، وهذا الأمر كان يجب الانتباه إليه من قبل اللجنة، بالإضافة إلى ذلك فإنه أوضح موقفه من هذا الأمر حتى قبل سقوط الموصل، وبالتالي فإن عدم أخذ التحذيرات والنصائح على محمل الجد ليس مسؤوليته وإنما مسؤولية الأطراف الأخرى المسؤولة بشكل مباشر عن الجيش والدولة، وهو ما ينبغي التركيز عليه».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.