في حين لا تزال تعتقل 9 من الصحافيين وحكمت بالإعدام على 4 منهم، اختطفت عناصر المخابرات التابعة لميليشيات الحوثي المسؤول الإعلامي لنادي وحدة صنعاء، عباد الجرادي، من وسط ملعب النادي واقتادته إلى جهة مجهولة؛ وفق ما أكده 3 من أعضاء «اتحاد الإعلام الرياضي» اليمني الذين اتهموا عناصر حوثية داخل وزارة الشباب والرياضة بالوشاية به؛ إذ سبق للميليشيات أن اعتقلته منتصف عام 2018 لمدة 4 أشهر قبل أن تفرج عنه من دون توضيح أسباب اعتقاله. ويقول زملاء الجرادي إن مجموعة من عناصر المخابرات الملثمين اقتحموا مقر النادي في حي حدة الذي يوجد به مقر معظم البعثات الدبلوماسية، بأسلحتهم أثناء وجود الصحافي في المعلب واقتادوه من وسط الحضور إلى جهة غير معلومة، ولا تُعرف التهمة الموجهة إليه، ورجحوا أن يكون ضحية وشاية من زملاء آخرين في الوسط الرياضي اختلفوا معه في مواقفه تجاه النشاط الرياضي، مؤكدين أنه لم يسبق أن انخرط في أي نشاط سياسي، وأنه يقيم في صنعاء بشكل دائم، وأنه احتفل قبل نحو عامين بزفافه هناك، لكن مصادر على قدر كبير من الاطلاع ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن أحد عناصر ميليشيات الحوثي، اسمه عبد الرحمن عقيل، ويعمل إدارياً في بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم، يقف وراء حادثة الاعتقال، حيث سبق أن هدده بذلك إذا لم يتوقف عن نقد أدائه، كما أن الجرادي شكا لزملائه من تهديدات عقيل، كما أبلغهم بآخر التهديدات التي تلقاها قبل اعتقاله بيومين.
ويصف أحد زملاء الجرادي في حديث لـ«الشرق الأوسط» حادثة الاعتقال، ويقول إنه «من المؤلم أن تجد نفسك فجأة وسط الظلام في قبو مخيف خلف باب سجان ينتظر اللحظة التي ينهال فيها عليك بالضرب بسبب وشاية من أشخاص اختلفوا معك في أمور متعلقة بالنشاط الرياضي»، ويستغرب كيف وصل الخلاف إلى مرحلة التهديد باستخدام الحوثيين لتأديبه. ولا يستبعد أن يكون من اختلفوا مع الصحافي «قد استعانوا بعناصر مخابرات الحوثي ودبروا له مكيدة واتهاماً كاذباً بأن لديه راتباً من القوات الحكومية، وهي تهمة سبق أن تم إثبات زيفها». وسبق لميليشيات الحوثي أن اعتقلت الجرادي في منتصف عام 2018 وسجنته في سجن المخابرات لمدة 4 اشهر قبل أن تفرج عنه دون توضيح أسباب الاعتقال الذي جرى من أمام مقر نادي الوحدة بصنعاء؛ حيث أدانت نقابة الصحافين ومنظمة «مراسلون بلا حدود» الخطوة التي أقدمت عليها الميليشيات .
وإلى جانب الجرادي؛ تعتقل مخابرات الحوثيين 9 صحافيين يمنين؛ بينهم 4؛ هم: عبد الخالق عمران وتوفيق المنصوري وأكرم الوليدي وحارث حميد، صدرت بحقهم أحكام جائرة بالإعدام؛ وفق نقابة الصحافين اليمنين التي كررت المطالبة بإسقاط هذه الأحكام، وذكرت أن محكمة الاستئناف الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي تواصل محاكمتهم، رغم أن ملفاتهم قد أحيلت إلى لجنة تبادل الأسرى مع الجانب الحكومي، وقالت إنها متمسكة بـ«إطلاق سراح الصحافيين دون إخضاعهم للمساومة السياسية أو الابتزاز القميء من خلال مساعي مبادلتهم بمقاتلين أو أسرى حرب».
كما رصدت نقابة الصحافيين إغلاق 6 محطات إذاعية في مناطق سيطرة الميليشيات؛ هي: إذاعة «صوت اليمن»، وإذاعة «جراند إف إم»، وإذاعة «الأولى»، وإذاعة «طفولة مجتمعية»، وإذاعة «الديوان»، وإذاعة «دلتا»، وطلبت النقابة من جماعة الحوثي «إطلاق سراح جميع الصحافيين المختطفين، وإسقاط أحكام الإعدام الجائرة بحق 4 منهم، ورفع القبضة الحديدية عن الحريات والمؤسسات الصحافية».
اختطاف أحد الصحافيين من ملعب كرة قدم وانقلابيو اليمن يواصلون قمعهم
اختطاف أحد الصحافيين من ملعب كرة قدم وانقلابيو اليمن يواصلون قمعهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة