التاريخ الطويل يذكر الجماهير بعدم انتظار معجزات من المنتخب الإنجليزي

إذا فشل المنتخب في مونديال قطر فلن يكون بسبب استبعاد ألكسندر أرنولد

هل يستحق استبعاد ألكسندر أرنولد من المنتخب الإنجليزي الجلبة المثارة إعلامياً وجماهيرياً (إ.ب.أ)
هل يستحق استبعاد ألكسندر أرنولد من المنتخب الإنجليزي الجلبة المثارة إعلامياً وجماهيرياً (إ.ب.أ)
TT

التاريخ الطويل يذكر الجماهير بعدم انتظار معجزات من المنتخب الإنجليزي

هل يستحق استبعاد ألكسندر أرنولد من المنتخب الإنجليزي الجلبة المثارة إعلامياً وجماهيرياً (إ.ب.أ)
هل يستحق استبعاد ألكسندر أرنولد من المنتخب الإنجليزي الجلبة المثارة إعلامياً وجماهيرياً (إ.ب.أ)

من المؤكد أن المباراة التي تعادل فيها المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الألماني 3 - 3 في آخر جولات دوري أمم أوروبا الأسبوع الماضي بثلاثة أهداف لكل فريق تختلف تماما عن المواجهات التي سيخوضها المنتخب في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر.
لقد علمنا التاريخ الطويل أنه لا يجب أن ننتظر من المنتخب الإنجليزي المخيب للآمال أن يحقق نتائج قوية في البطولات الكبرى، وبالتالي لا يتعين علينا أن ننتظر أن تسير الأمور على ما يرام.


ماغواير وشكوك حول مستقبله مع المنتخب (رويترز)

لكن النبأ السار من الهزيمة أمام إيطاليا والتعادل أمام ألمانيا هو أن هناك ثلاثة أشياء خاطئة فقط في هذا المنتخب الإنجليزي في الوقت الحالي. لكن النبأ السيئ هو أن هذه الأشياء الثلاثة هي خط الدفاع، وحارس المرمى! ومع ذلك، عندما تشاهد المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، وهو يلقي خطابه الأخير قبل ختام البطولة في ملعب ويمبلي مساء الاثنين الماضي، فإنك تشعر بشيء غريب للغاية، وهو أنه لا يوجد أمل حقيقي في تحقيق نتائج جيدة، وأن الجميع مستعد لخروج المنتخب الإنجليزي خالي الوفاض كالعادة من هذا العرس الكروي الكبير.
وهناك شعور بالانقسام في الوقت الحالي. وفي المباريات القليلة الماضية، كان من الممكن، ولأول مرة، رؤية الأشباح وهي تحوم حول هذا المنتخب الإنجليزي، حيث يمكنك أن تشعر بظلال المديرين الفنيين السابقين للمنتخب الإنجليزي وهم يتربصون خلف ساوثغيت، بينما يسير بجوار خط التماس، وهم يسحبونه من ذيل سترته ويهمسون في أذنه بأنه الآن أصبح مثلهم! ومن المؤكد أن ما سيحققه المنتخب الإنجليزي في المونديال سيكون مهما للغاية بالنسبة لساوثغيت وبالنسبة لمن سيأتي بعده!
ومع ذلك، لا يجب أن ننكر أن ساوثغيت كان مديرا فنيا جيدا للمنتخب الإنجليزي. صحيح أنه يلعب بشكل دفاعي وبتحفظ هجومي كبير، لكن ذلك ساعده على قيادة المنتخب الإنجليزي للذهاب بعيدا في اثنين من البطولات الكبرى حتى الآن. لكن هذه الخطة التي ساعدته على تحقيق الانتصارات أصبحت قديمة الآن، حيث أصبح المنتخب الإنجليزي يعاني دفاعيا بشكل كبير، ولم يعد في أفضل حالاته. وعلاوة على ذلك، فإن هاري كين ورحيم سترلينغ اللذين كانا الخيار الأول في خط الهجوم منذ خمس سنوات، لا يزالان الخيار الأول للهجوم حتى الآن! ورغم الحديث عن وجود عدد كبير من المواهب في الجيل الحالي لكرة القدم الإنجليزية، فمن الواضح أنه من الصعب للغاية بناء فريق جديد، ومن الواضح أيضا أن ساوثغيت له حدوده كمدير فني!
وأصبح السؤال الآن يتعلق بهوية الشخص الذي سنلقي عليه اللوم في حال الفشل، لأن هذه هي الطريقة التي تسير بها كرة القدم الإنجليزية دائما. لقد تعودنا على أنه لا يمكن أن يكون هناك فشل معقول أو تقصير مقبول، كما تعودنا على الصراخ والعويل والبحث عن كبش فداء. إننا نتصرف وكأن الخيار الطبيعي والتلقائي هو أن تنتصر إنجلترا. ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة أن كرة القدم هي الرياضة الوطنية في البلاد، لكن الحقيقة ليست كذلك!
وفي الوقت الحالي، يدور الحديث حول لاعب واحد فقط. من الواضح بما فيه الكفاية أن ترينت ألكسندر أرنولد لن يكون موجودا مع المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم، بعدما استبعده ساوثغيت من القائمة في المباريات الأخيرة، وفي ظل عدم خوض مباريات أخرى قبل انطلاق كأس العالم. يجب التأكيد على أن هذا الأمر مثير للإحباط، لأن أرنولد لاعب رائع ويمتلك قدرات فنية هائلة تجعلك تشعر بالمتعة والسعادة وأنت تشاهده داخل الملعب، وربما يكون أكثر لاعب لم يتم استغلال إمكانياته الهائلة في هذا الجيل في كرة القدم الإنجليزية. لكن فكرة النظر إلى استبعاد ألكسندر أرنولد على أنه دليل واضح على أن كل شيء يسير بشكل خاطئ في كرة القدم الإنجليزية هي فكرة مضللة، وتنهار تماما تحت أي تمحيص.
ربما يلعب ساوثغيت بطريقة خاطئة، أو بخطة مملة، أو خطة ببساطة لا يحبها المشاهدون. لكن الإشارة إلى أن عدم اختيار ألكسندر أرنولد هو أمر غير عادل أو غير منطقي أو مدفوع بأسباب شخصية هو أمر سخيف في الحقيقة. وربما يكون أبسط رد على ذلك أن ألكسندر أرنولد لم يظهر بشكل جيد مع ليفربول خلال الموسم الحالي. وفي نفس الوقت، تمتلك إنجلترا ثلاثة لاعبين رائعين في مركز الظهير الأيمن، ويمكن لكل منهم أن يلعب في مراكز متعددة، وكلهم أفضل من ألكسندر أرنولد في النواحي الدفاعية. ومن الواضح أن ساوثغيت لا يريد لاعبين لديهم مشاكل في النواحي الدفاعية، كما هو واضح من المباريات الأخيرة! ويجب أن نشير أيضا إلى أن هناك ريس جيمس، الذي يمتلك قدرات جيدة وخبرات كبيرة من خلال اللعب في دوري أبطال أوروبا. وهناك أيضا كيران تريبير، الذي يلعب بحماس شديد في البطولات الكبرى، فضلا عن كايل ووكر الذي يمتلك قدرات نعرفها جميعا. ومن الواضح أن هؤلاء اللاعبين الثلاثة يقدمون مستويات أفضل من ألكسندر أرنولد في الوقت الحالي. في الواقع، فإن العكس هو الصحيح تماما: سيكون من غير المنطقي ومن الظلم أن يختار ساوثغيت ألكسندر أرنولد على حساب أي من هؤلاء اللاعبين الثلاثة.
ويأخذنا هذا بالطبع للحديث عن هاري ماغواير. وكما هو الحال مع ألكسندر أرنولد، يقدم ماغواير مستويات سيئة في الوقت الحالي، لكن ساوثغيت يواصل اختياره ضمن قائمة المنتخب الإنجليزي، فما هو السبب وراء ذلك؟ ربما يكون السبب الرئيسي هو أنه لا يوجد بدلاء جيدين لماغواير في خط الدفاع. وعلاوة على ذلك، كان ماغواير ضمن الفريق المثالي لكأس الأمم الأوروبية الذي اختاره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الصيف الماضي، بينما لم يلعب ألكسندر أرنولد بشكل جيد أبدا مع المنتخب الإنجليزي! قد يكون اختيار ماغواير سيئا، وولاءً زائفاً، ومحكوما عليه بالفشل، لكن لا يزال هناك منطق وراء اختياره. في الحقيقة، هذا الاختيار له الكثير من الأسباب التي تؤيده، ويتماشى تماما مع السنوات الست الماضية.
هل حصل ألكسندر أرنولد على نفس الفرصة على المستوى الدولي لارتكاب الأخطاء والتعلم منها؟ من المؤكد أن الإجابة هي «لا»، نظرا لأنه لم يلعب سوى 18 مباراة دولية خلال خمس سنوات. كان من المفترض أن يكون ألكسندر أرنولد ضمن قائمة المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، لكن الإصابة حرمته من ذلك. ومع ذلك، لم يواجه المنتخب الإنجليزي أي مشكلة في هذا المركز، ولم تهتز شباك إنجلترا سوى مرة واحدة في طريقها إلى نهائي البطولة. وسجل ظهيرا الجنب أهدافا مهمة، وكنا جميعا سعداء بذلك.
ومع ذلك، هناك حالة يجب أن يتم فيها اختيار ألكسندر أرنولد في قائمة المنتخب الإنجليزي بشكل استثنائي، وذلك ببساطة لأنه لاعب موهوب للغاية، ومن غير المنطقي ألا يتم استغلال هذه القدرات الفذة. إنه لاعب كرة قدم استثنائي، كما أنه ليس ظهيرا بالشكل التقليدي، ولكنه صانع ألعاب متحرك ويمتلك قوة إبداعية هائلة. لكنه يلعب بشكل جيد للغاية في فريق ليفربول الذي يلعب بخطة تناسب ذلك تماما، على عكس المنتخب الإنجليزي الذي لا يلعب بنفس الطريقة.
فلماذا كل هذا الضجيج؟ ولماذا يتحول الأمر إلى قضية عامة، ولماذا يتم الحديث عن تعرض اللاعب للظلم، والإشارة إلى أن هناك عداء تجاهه، وأن هناك شكلا من أشكال المحسوبية؟ وما السبب الذي يدفع المدير الفني لاستبعاد لاعب من الممكن أن يفيده رغم كل النتائج السلبية التي عانى منها الفريق مؤخرا؟ إن أي شخص يتابع المنتخب الإنجليزي منذ فترة طويلة يعرف أنه كان هناك مديرون فنيون كسالى وغير أكفاء في الماضي، لكن الحقيقة أن ساوثغيت ليس كذلك تماما، رغم أي إخفاقات قد يحققها المنتخب الإنجليزي تحت قيادته!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».