بحث: ممارسة رفع الأثقال تقوي الأربطة بين الأعصاب والعضلات

بحث: ممارسة رفع الأثقال تقوي الأربطة بين الأعصاب والعضلات
TT

بحث: ممارسة رفع الأثقال تقوي الأربطة بين الأعصاب والعضلات

بحث: ممارسة رفع الأثقال تقوي الأربطة بين الأعصاب والعضلات

كشف بحث جديد نُشر بـ«المجلة الأميركية لعلم وظائف الأعضاء فسيولوجيا الخلية» استهدف فوائد ممارسة تمارين رفع الأثقال، عن رؤيتين؛ الأولى أن هذه الممارسة قادرة على تقوية الأربطة بين الأعصاب والعضلات. والثانية أن هذه التقوية يمكن أن تحدث في السنوات الأخيرة لشيخوختنا.
ففي الواقع نبدأ بفقدان كتلة العضلات قبل سن الأربعين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض ألياف العضلات الذي يحدث عندما تتفكك الخلايا العصبية الحركية (الخلايا في الدماغ والحبل الشوكي التي تطلب من أجسامنا التحرك).
وفيما تشير نتائج الدراسة الجديدة الى انه لا يمكن إيقاف هذا التراجع، تظهر أنه يمكن إبطاؤه بشكل كبير. موضحة «ان تدريب الوزن يجعل الأربطة بين الأعصاب والعضلات أقوى، ما يحمي الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوكي؛ وهو أمر ضروري لجسم يعمل بشكل جيد»، حسب ما يقول عالم فسيولوجيا التمارين الرياضية كاسبر سوندنبرو من جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
ووفق سوندنبرو، يرجع ذلك جزئيًا إلى التحديات في أخذ عينات كافية من الأنسجة في المواقع التي تتصل فيها العضلات والخلايا العصبية بحيث يمكن إجراء قياسات ذات مغزى. ومن أجل التغلب على هذا، بحث الباحثون بدلاً من ذلك عن المؤشرات الحيوية المتعلقة باستقرار الوصلات بين الخلايا العصبية والعضلات في عينات خزعة المشاركين. فقد اشتمل البحث على 38 رجلاً مسنًا يتمتعون بصحة جيدة بمتوسط ​​عمر 72 عامًا؛ طُلب منهم إجراء دورة تدريبية مكثفة لمدة 16 أسبوعًا في رفع الأثقال تتضمن تمارين ضغط الساق وتمديد الساق وتمرينين للجزء العلوي من الذراع. ومجموعة أخرى من 20 رجلاً مسنًا يتمتعون بصحة جيدة، بنفس متوسط العمر، لم يمارسوا أي تدريب على الوزن واستخدموا كمقارنة تحكم.
وتم إجراء جلسات تدريب الأثقال ثلاث مرات في الأسبوع. وبعد شهرين (في منتصف التجربة)، يمكن ملاحظة الاختلافات في حجم العضلات واللياقة البدنية؛ فقد جمع الباحثون خزعات عضلية ووجدوا تغيرات يمكن اكتشافها في المؤشرات الحيوية.
ومن الوخز في الظهر إلى آلام الركبتين، فإن المؤشر هو أن تدريب الوزن يمكن أن يبطئ بعض هذا الانهيار بين العضلات والجهاز العصبي دون عكسه فعليًا. لذا يقترح الباحثون أن البدء بتمارين رفع الأثقال في وقت مبكر من الحياة يمكن أن يكوّن «احتياطيات» يمكن للجسم أن يعتمد عليها عند الشيخوخة.
ويوضح سوندنبرو «تُظهر الدراسة أنه على الرغم من أنك بدأت متأخرًا في الحياة، فلا يزال بإمكانك إحداث فرق. بالطبع، كلما بدأت مبكرًا كان ذلك أفضل، لكن لم يفت الأوان أبدًا، حتى لو كان عمرك 65 أو 70 عامًا. لا يزال بإمكان جسمك الاستفادة من تدريب الوزن الثقيل».
وعلى الرغم من أن هذه الدراسة أجريت على الرجال، إلا أن هذا ينطبق على النساء أيضًا؛ فعلى سبيل المثال، النساء الأكبر سنًا الأكثر عرضة لهشاشة العظام يستفيدون من التدريب على المقاومة تمامًا مثل الرجال.
ونظرًا لأن العديد من السكان في جميع أنحاء العالم يستمرون في العيش لفترة أطول، فإن مسألة الحفاظ على نوعية حياة جيدة في سنوات الشفق تصبح أكثر أهمية؛ وهذا يشمل الحفاظ على العضلات تعمل بشكل جيد قدر الإمكان.
وفي حين أن هناك عمليات بيولوجية معينة لا يمكن إيقافها مع مرور السنين، أظهرت الأبحاث أن النظام الغذائي بالإضافة إلى التمارين الرياضية يمكن أن تحميك من بعض الأضرار التي قد تجعلنا الشيخوخة عرضة لها.
وتتمثل المرحلة التالية في هذا المجال المحدد من البحث في معرفة كيفية مساعدة تمارين القوة على بقاء الأعصاب والعضلات معًا، كما قال سوندنبرو، الذي بيّن «نحتاج الآن إلى تحديد الآليات المحددة لتمارين الوزن لتقوية الاتصال بالجهاز العصبي. وانه للقيام بذلك، نحتاج إلى تقديم طرق مختلفة على الرغم من أن هدفنا لا يزال هو التأكد من أن أكبر عدد ممكن من كبار السن لا يعيشون لفترة أطول فحسب، بل يتمتعون أيضًا بالرفاهية».


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام
TT

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

أشار تقرير صادر عن مجلس اللوردات إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تخذل المشاهدين من الأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يشعرون بأنهم «يخضعون للسخرية» في تغطيتها (الإخبارية)، لذا فقد يتحولون إلى وسائل إعلام بديلة، مثل قناة «جي بي نيوز».

بيئة إعلامية مليئة بالأخبار الزائفة

ويخشى أعضاء مجلس اللوردات أيضاً من نشوء بيئة إعلامية «من مستويين»، مقسمة بين «عشاق الأخبار»، الذين يشتركون في منافذ إخبارية عالية الجودة ورائدة، و«نسبة زائدة» من متجنبي الأخبار، الذين يرون القليل جداً من الأخبار المنتجة بشكل احترافي، ولذا فإنهم أكثر عُرضة للأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«صحارٍ إخبارية»

وحذّر تحقيق في «مستقبل الأخبار» الذي أجرته لجنة الاتصالات والشؤون الرقمية، الذي نُشر أمس، من مستقبل «قاتم»، حيث يؤدي تراجع الصحف المحلية والإقليمية إلى خلق «صحارٍ إخبارية».

وتحمل التحذيرات بشأن مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية أهمية خاصة، حيث تضم اللجنة اللورد هول، المدير العام السابق للهيئة.

تهميش المجموعات الدنيا من السكان

وأشار التقرير إلى أن «المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا تشعر بأنها (مُنتقدة أو مُعرضة للسخرية) بدلاً من أن تعكسها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل أصيل». ونصّ على أن «الوسائل الإعلامية الوافدة الجديدة مثل (جي بي نيوز) تقدم بديلاً وخياراً في ميدان الخدمة العامة»، وهذا ما يجب أن يدفع وسائل الإعلام الأخرى للتفكير في كيفية اجتذاب تلك المجموعات إليها.

وتابع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية 9.6 مليون مشاهد الشهر الماضي (من أصل 19 مليوناً لكل قنواتها) مقابل 3.5 مليون مشاهد لنشرات أخبار «جي بي نيوز».

وقالت اللجنة إن «قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على الحفاظ على مستويات عالية من مشاركة الجمهور والثقة والرضا أمر مهم».