هل تعود المطاعم إلى فترة «العشرينات المزدهرة»؟

هل تعود المطاعم إلى فترة «العشرينات المزدهرة»؟
TT

هل تعود المطاعم إلى فترة «العشرينات المزدهرة»؟

هل تعود المطاعم إلى فترة «العشرينات المزدهرة»؟

تعد الاتجاهات المتناقضة أعجوبة يومنا الحالي. فحالياً، تكثر مخاوف البشر من الحروب والتضخم وارتفاع الأسعار، وتفشي فيروس «كورونا»، وأزمة المناخ، والانحدار العام.
ولكن بعد ذلك، تكون هناك عودة من جديد إلى «العشرينات المزدهرة»، وهو الوقت الذي كان الأشخاص يأكلون فيه بمنتهى الأناقة.
ومن المؤكد أن «المرء هو نتاج ما يأكله»، ولكن أيضاً «أين» يأكله؟ ويعد الهروب هو الاتجاه الأحدث، الهروب من أحداث الحياة اليومية إلى عالم أشبه ببعض ما نراه في أفلام هوليوود. ويعد السؤال الحالي بشأن روح العصر هو: «هل سيتم تنظيم أماكن الخروج - بشكل متزايد - بغرض عرضها على شبكات التواصل الاجتماعي؟».
ويشار إلى أن «تجربة تناول الطعام» يتم نقلها حالياً إلى آفاق جديدة، أو إلى مستويات متدنية، وذلك بناء على وجهة نظر المرء. ومن جانبها، تساعد مارسيلا بريور كالوي، ناشرة فن الطهو البارزة، في فهم ما تدور حوله الاتجاهات الجديدة لتناول الطعام في المناسبات؛ طبقاً لتقرير وكالة الأنباء الألمانية.
فعلى سبي يقدم مطعم «إم كيو» الموجود في شارع كورفورشتيندام الراقي الواقع في غرب برلين، طعاماً على طراز كاليفورنيا، بينما يتميز مطعم «كوكودريلو» الإيطالي، الموجود في برلين، بمزيج جريء من أنماط سبعينات القرن الماضي وهوليوود والعشاء والديسكو الإيطالي، بحسب ما يقوله المنتقدون المحليون.
وهو يعد المطعم الثاني في ألمانيا التابع لفريق «بيغ سكوادرا»، الفرع الألماني لمجموعة «بيغ ماما غروب». وكانت المجموعة قد حققت شهرة واسعة قبل أن توجد في برلين، وذلك في أماكن مثل: باريس ولندن ومدريد ومرسيليا وموناكو. وقالت كيارا باومجارتنر، مسؤولة الاتصالات لدى فريق «بيغ سكوادرا»: «لا نهدف إلى أن يُنظر إلينا بوصفنا مطعماً لالتقاط الصورة بغرض نشرها على (إنستغرام)، ولكنه إذا كان مكاناً جميلاً واستثنائياً، فسيقوم الزبائن بالتقاط الصور، وسيرغب الناس في مشاركتها. هذا هو الحال».
وبطبيعة الحال، تنتشر المطاعم ذات الديكورات الجذابة والمبهرة منذ فترة طويلة، وذلك بسبب مناظرها الرائعة أو موقعها الموجود فوق الجبال أو المطل على واجهة بحرية، أو بسبب مساحتها المبهرة. ولكن منذ عام 2010 وحتى عام 2019، صار واضحاً أنه حتى لو كانت المقاهي تقع في أماكن تتسم بالملل، فإنها صارت تتميز - بشكل متزايد - بوجود تصميمات داخلية عصرية. لقد تحول عالم فن الطهي إلى قرية عالمية واحدة.


مقالات ذات صلة

«الشركة السعودية للقهوة» توقع اتفاقية تعاون مع «بينز يونايتد»

مذاقات «الشركة السعودية للقهوة» توقع مذكرة تفاهم مع شركة «بينز يونايتد» (شاترستوك)

«الشركة السعودية للقهوة» توقع اتفاقية تعاون مع «بينز يونايتد»

الشركة السعودية للقهوة توقع اتفاقية تعاون مع بينز يونايتد ومن المتوقع أن يتيح هذا التعاون توفير حبوب القهوة المحلية لعملاء الشركتين في مختلف أنحاء المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
مذاقات المدوّن المصري شادي عصام... من مجال المبيعات إلى مُصنّع للكرواسون

المدوّن المصري شادي عصام... من مجال المبيعات إلى مُصنّع للكرواسون

إذا كان من الصعب أن نتصور باريس من دون الكرواسون كما يقال، فإنه كذلك من الصعب بالنسبة إلى الكثيرين تصور إفطارهم من دون الاستمتاع بدفء الكرواسون الطازج.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات المقلوبة الفلسطينية (الشرق الأوسط)

«بيت لحم»... أكلات عربية على طاولة مطعم مصري

على طاولة طعام واحدة لجأ مطعم مصري إلى جمع أكلات عربية شهيرة تعبّر عن مطابخ مختلفة؛ سعياً لاجتذاب شريحة أوسع من المرتادين.

عصام فضل (القاهرة )
مذاقات تشكيلة من الأسماك النيئة الطازجة (الشرق الأوسط)

«دوفتيل» من أحدث عناوين الأكل في مايفير بلندن

فتح مطعم «دوفتيل» Dovetale للطاهي توم سيليرز الحاصل على نجمتي ميشلان أبوابه بعد طول انتظار في منطقة مايفير بوسط لندن.

جوسلين إيليا (لندن)
يوميات الشرق طبق الكبسة السعودية

مبتعث سعودي يضيف «الكبسة والمسقعة السعودية» إلى مقررات جامعة أميركية

حقق الطالب المبتعث السعودي، في قسم إدارة فنون الطهي بجامعة شمال ألاباما حذيفة محمد الحموي المركز الأول في مسابقة الطهي التي تنظمها الجامعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أحمد رزق: أعيش مرحلة عمرية لا تتحمل المجازفة

أحمد رزق كما يظهر في شخصية حرب الجبالي (الشرق الأوسط)
أحمد رزق كما يظهر في شخصية حرب الجبالي (الشرق الأوسط)
TT

أحمد رزق: أعيش مرحلة عمرية لا تتحمل المجازفة

أحمد رزق كما يظهر في شخصية حرب الجبالي (الشرق الأوسط)
أحمد رزق كما يظهر في شخصية حرب الجبالي (الشرق الأوسط)

قال الفنان أحمد رزق إنه يستعد لتصوير مسلسل «بيت الرفاعي» الذي يعرض ضمن دراما رمضان المقبل، وإنه يقدم من خلاله شخصية جديدة عليه تماماً في العمل الذي كتبه المخرج بيتر ميمي ويخرجه أحمد نادر جلال، كما يترقب عرض مسلسل «حرب الجبالي» الذي يؤدي بطولته أمام عدد كبير من الممثلين، ويخوض فيه حرباً للحفاظ على مبادئه وسط ظروف تبدو كالغابة.

وعبّر رزق في حواره مع «الشرق الأوسط» عن سعادته بتكريمه في مهرجان المسرح الدولي بالإسكندرية الذي أعاده إلى سحر البدايات بمسقط رأسه التي شهدت خطواته الأولى كممثل.

يتحدث أحمد رزق بحماس عن مسلسل «بيت الرفاعي» قائلاً إن «الموضوع كُتب بشكل جيد وإن أحداثه تدور في أجواء شعبية، وهي المرة الأولى التي يتعامل فيها مع المخرج بيتر ميمي كمؤلف، وكانت مفاجأة بالنسبة له»، كما عبر عن تطلعه للعمل مع المخرج أحمد نادر جلال في التلفزيون بعد أن جمعهما قبل سنوات فيلم «بني آدم»، مؤكداً أن «عناصر العمل كلها جيدة والشخصية جديدة عليه تماماً».

رزق خلال تكريمه بمهرجان المسرح الدولي بالإسكندرية (الشرق الأوسط)

وكان أحمد رزق قد انتهى منذ فترة من تصوير أحدث أعماله الدرامية «حرب الجبالي» الذي سيعرض خارج موسم رمضان، وتدور أحداثه في 45 حلقة، وهو من تأليف سماح الحريري، وإخراج محمد أسامة وإنتاج المنتج اللبناني صادق الصباح، ويضم العمل مجموعة كبيرة من الفنانين، من بينهم سوسن بدر، وفردوس عبد الحميد، ورياض الخولي، وصلاح عبد الله، وهبة مجدي، ونسرين أمين، وانتصار.

ورغم أنه لا يفضل الحديث عن أدواره قبل عرضها فإن رزق أفصح عن أدائه لشخصية «حرب الجبالي» الذي يحمل عنوان المسلسل اسمه، ويشير إلى أن «(حرب) وُلد بمنطقة شعبية، وتتعرض حياته لأحداث تجعله كمن يعيش وسط غابة، ويخوض حرباً دفاعاً عن مبادئه فهل ينتصر فيها، أم يرضخ لها؟».

بعض الممثلين حققوا البطولة بعد كفاح وصبر، لكن أحمد رزق يؤكد أن لقب البطولة لا يفرق معه لأنه عرف البطولة مبكراً، «كنت بطلاً وعمري 20 عاماً لذا لا أتلهف عليها حالياً قدر شغفي بتقديم أعمال جيدة وأدوار متباينة أستمتع بها كممثل وأنقل متعتها للجمهور، وقد عُرضت علي أدوار بطولة واعتذرت عن عدم القيام بها لأنها لم تعجبني».

رزق في لقطة من مسلسل حرب الجبالي (الشرق الأوسط)

وحظي الفنان المصري بتكريم من مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث حملت الدورة الـ13 اسمه وقد عدّه «حدثاً كبيراً»: «جمع أكثر شيئين أحبهما في حياتي، المسرح والإسكندرية مدينتي... حينما ذهبت التقيت أناساً كانت لي معهم ذكريات جميلة ومهمة، وتذكرت أناساً كانوا سيسعدون لي في تلك اللحظة التي ساهموا فيها ولم يمهلهم القدر لحضورها، ومنهم أبي المخرج عبد المنعم رزق، وكذلك كل من المخرجين عادل شاهين وأحمد ناجي والملحن حمدي رؤوف».

أتمنى أن أجد عملاً يشجعني على العودة للمسرح

ذكريات البدايات تطل برأسها، تجعل رزق يؤكد أنها عصية على النسيان: «كل ما له علاقة بالمسرح والإسكندرية دائماً في بالي ولا أنساه، الطموحات والأحلام التي كانت مسيطرة في تلك الفترة تجعل السعي مختلفاً والحماس في فورته، فكرة أن ألتقي الناس الذين جمعتني بهم ذكريات مهمة كانت من اللحظات السعيدة جداً بحياتي، وكنت أسمع دائماً ممن حولي عبارات تحفيز وتشجيع كانت بمنزلة ضوء مهم في طريقي».

ويغيب رزق عن المسرح الذي شهد بدايته لكنه يقول: «قد أكون بعيداً عن العروض المسرحية بمصر، لكن المسرح نفسه في حالة ركود، لا ألوم عليها أحداً، وأتمنى أن أجد عملاً يشجعني على العودة للمسرح، لكنني لم أبتعد تماماً عن المسرح فقد قدمت مسرحيتين بالسعودية، الأولى (نيمو) مع الفنان أحمد حلمي، وكانت تجربة مسرحية جيدة جداً وهي من أكثر المسرحيات التي عُرضت لفترة طويلة بالمملكة، وحازت استقبالاً رائعاً من الجمهور السعودي».

«حرب الجبالي» أدافع فيه عن المبادئ وسط ظروف تبدو كالغابة

وأعاد أحمد رزق تقديم مسلسلين عن فيلمين سينمائيين يعدان من كلاسيكيات السينما وهما «العار» و«الكيف»، وهي تجربة تنطوي على مخاطر الوقوع في فخ المقارنة، لكنه يؤكد أن الخطر يحدث إذا لم يكن هناك تناول مغاير بالعمل الثاني، وأن تجربته في كلا العملين كانت ناجحة، لاختلاف التناول الدرامي، مشيراً إلى أن أحداث فيلم «العار» انتهت بالمسلسل في الحلقة الخامسة وأن الجمهور تابع الأحداث ووجدها جديدة فأثارت فضوله، وأنه لم يكن ليقدمه لو لم يكن يحمل جديداً.

المغرب لديه صناعة سينما عريقة وناجحة

وقدم الفنان بطولات سينمائية عدة من بينها «اوعى وشك»، و«حمادة يلعب»، بينما تغيّب عن الظهور السينمائي في الآونة الأخيرة، ويقول عن ذلك: «لدي أكثر من عمل يتم الإعداد له حالياً، لكنني أتحسب كثيراً لما سأقدمه لأنني أعيش مرحلة عمرية لا أسمح فيها بالمجازفة، ويهمني أن أعود بأفلام لا تقل عما قدمته في البدايات».

يبدي رزق ترحيبه بتقديم أعمال بالسينما المغربية بحكم زواجه من مغربية حسبما يؤكد: «نصفي الثاني مغربي ولدي انتماء للمغرب، لو عُرض علي عمل مناسب لن أتردد، لا سيما أن المغرب لديه صناعة سينما عريقة وناجحة».


غالبية الإسرائيليين تؤيد وقف الحرب مقابل عودة الأسرى

نتنياهو مع وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في حكومة الحرب بيني غانتس خلال مؤتمر صحافي بقاعدة عسكرية في تل أبيب يوم 28 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
نتنياهو مع وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في حكومة الحرب بيني غانتس خلال مؤتمر صحافي بقاعدة عسكرية في تل أبيب يوم 28 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

غالبية الإسرائيليين تؤيد وقف الحرب مقابل عودة الأسرى

نتنياهو مع وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في حكومة الحرب بيني غانتس خلال مؤتمر صحافي بقاعدة عسكرية في تل أبيب يوم 28 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
نتنياهو مع وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في حكومة الحرب بيني غانتس خلال مؤتمر صحافي بقاعدة عسكرية في تل أبيب يوم 28 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)

بينما استأنف الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة، نشر استطلاع رأي في تل أبيب تدل نتائجه على أن 54 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون استمرار الهُدن مع حركة «حماس» لاستكمال عمليات تبادل الأسرى. لكن هذا الموقف لا يعني أنهم لا يؤيدون الحرب لتصفية «حماس»، بل يريدون أولاً استرجاع الأسرى الذين تحتجزهم «حماس» وبعدها يتم استئناف الحرب. كما أنهم ما زالوا معارضين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكنهم في الوقت ذاته يؤيدون الجيش.

وجاءت هذه النتائج لتدل على أن تأييدهم إنجاز صفقة تبادل أسرى أولاً لا يقتصر على المعارضة، بل هو سائد أيضاً بين صفوف اليمين، وكذلك بين مصوتي حزب «الليكود» الذي يرأسه نتنياهو، إذ وافق 66 في المائة من المستطلعة آرائهم من معارضي الحكومة على استمرار وقف إطلاق النار، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين بشكل يومي، ووافق على ذلك أيضاً 40 في المائة من أنصار نتنياهو، فيما عارض ذلك فقط 30 في المائة من أنصاره.

وحسب استطلاع نشرته صحيفة «معاريف» يوم الجمعة، فإن ارتفاعاً طفيفاً حصل لشعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الأسبوع الأخير، إذ ارتفعت حصة حزبه في الكنيست (البرلمان) بمقعدين وفق الاستطلاع الذي نشر في الأسبوع الماضي، من 18 إلى 20 مقعداً. ولا يعرف إذا كانت هذه بداية تحسن في مكانته أم لا، إذ إن هذه هي المرة الأولى منذ شهر التي يرتفع فيها العدد، مع العلم بأن حزب «الليكود» ممثل اليوم في الكنيست بـ32 مقعداً. ومنذ شهر من تشكيل حكومته ظلت شعبيته تنحدر.

إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست يوليو الماضي (إ.ب.أ)

وتبين من نتائج الاستطلاع أنه لو جرت انتخابات للكنيست الآن لحصلت أحزاب المعارضة على 77 مقعداً مقابل 43 مقعداً لأحزاب الائتلاف الحاكم حالياً. ويصبح حزب «المعسكر الرسمي» برئاسة بيني غانتس، أكبر الأحزاب، ويرتفع من 12 مقعداً حالياً إلى 40 مقعداً إذا تمت الانتخابات اليوم. لكن هذا الحزب حصل في استطلاع الأسبوع الماضي على 43 مقعداً، ما يعني أن التأييد الجارف له ليس ثابتاً. وأن الخطر بأن يخسر قسماً من هذا التأييد ما زال قائماً، بصرف النظر ما إذا كان ذلك لصالح نتنياهو أو لصالح أحزاب أخرى.

ومع ذلك، فلا يزال غانتس أقوى المرشحين لمنصب رئيس الحكومة، وحصل في الاستطلاع الأخير على تأييد 49 في المائة، مقابل 30 في المائة لنتنياهو.

ويعزو معدو الاستطلاع التغيرات، رغم أنها طفيفة حتى الآن، إلى أجواء الحرب التي تعيشها إسرائيل. ففي العادة يتجه الجمهور الإسرائيلي نحو اليمين في أوقات الحروب. وحسب المعلق بن كسبيت، فإن «يحيى السنوار (رئيس «حماس» في قطاع غزة)، نجح في القضاء على الاعتدال بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتعزيز خطاب التطرف في المجتمعين. وهو يلقى بذلك دعماً من المتطرفين في إسرائيل».


شريف سلامة لـ«الشرق الأوسط»: الدراما الصعيدية تستهويني

يبدي شريف سلامة انحيازه للمسلسلات ذات الـ15 حلقة (حسابه على انستغرام)
يبدي شريف سلامة انحيازه للمسلسلات ذات الـ15 حلقة (حسابه على انستغرام)
TT

شريف سلامة لـ«الشرق الأوسط»: الدراما الصعيدية تستهويني

يبدي شريف سلامة انحيازه للمسلسلات ذات الـ15 حلقة (حسابه على انستغرام)
يبدي شريف سلامة انحيازه للمسلسلات ذات الـ15 حلقة (حسابه على انستغرام)

قال الفنان المصري شريف سلامة إنه يجد متعة في التنقل بين مختلف أنماط الشخصيات التي يجسدها وإنه حريص على تحقيق المصداقية في كل دور يؤديه، وكشف في حواره مع «الشرق الأوسط» عن انحيازه للمسلسلات القصيرة، مؤكداً حماسه الكبير لفيلم «أسد أسود» الذي يستعد لتصويره مع المخرج محمد دياب.

ويعيش سلامة حالة من النشاط الفني راهناً، إذ بدأ تصوير الجزء الثاني من مسلسل «كامل العدد» الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل، فيما يطل على الجمهور من خلال مسلسل الدراما الصعيدية «العودة» الذي يعرض حالياً عبر قناة (DMC) ومنصة (Watch It)، وفي السينما يلتقي لأول مرة مع المخرج محمد دياب في فيلم «أسد أسود» الذي يبدأ تصويره خلال أيام.

يطمح سلامة كممثل تقديم شخصيات مختلفة من البشر بمشاعرهم وأحاسيسهم (حسابه على انستغرام)

وتجري أحداث مسلسل «العودة» في إطار من التشويق والإثارة بصعيد مصر ويلعب بطولته سلامة مع فريق من الممثلين، من بينهم: تارا عماد، وتامر نبيل، وبسنت شوقي، مؤدياً شخصية المحامي «آدم سلطان عوض الله»، الذي يعود لقريته بالأقصر بعد غياب خمس سنوات إثر تركه حفل زفافه على ابنة عمه، رفضاً للزواج بها لارتباطه بحب «كيان»، ويضطر «آدم» للعودة إلى قريته بحثاً عن شقيقه المختفي في ظروف غامضة.

وعن المسلسل يقول شريف: «تحمست كثيراً لهذا العمل حباً في الدراما الصعيدية التي تستهويني».

مع دينا الشربيني في لقطة من مسلسل {كامل العدد} (حسابه على انستغرام)

لا يرى سلامة في اللهجة الصعيدية مشكلة، فقد اختبرها كثيراً حسبما يؤكد: «مشكلة اللهجة يحكم عليها أهل الصعيد، فقد بذلت مجهوداً كبيراً لأتحدث بها بشكل طبيعي، كما أن شخصيتي بالعمل لمحام من القاهرة ينتمي لأصول صعيدية لذا فإن لهجته مخففة قليلاً، وقد أسعدني أن المسلسل منذ حلقته الأولى لقي تفاعلاً كبيراً من الجمهور».

وبدأ سلامة تصوير الجزء الثاني من مسلسل «كامل العدد» بمشاركة دينا الشربيني والفنانة إسعاد يونس وأحمد كمال، مؤكداً أن «نجاح الجزء الأول هو ما شجعهم على تقديم الجزء الثاني»، لافتاً إلى أن «دراما العمل تستوعب هذا الأمر من خلال شخصيات أبطاله التي تحمل مفاجآت عديدة»، واعداً «أثق بأن الأحداث الجديدة ستعجب الناس».

تجري أحداث مسلسل {العودة} في إطار من التشويق والإثارة (حسابه على انستغرام)

يبدي شريف سلامة انحيازه للمسلسلات ذات الـ15 حلقة، قائلاً إنها «مفيدة للجميع؛ سواء للممثلين والإنتاج والعرض، لأن أحداثها مكثفة وتتميز بسرعة الإيقاع، كما تجد إقبالاً من الجمهور، مراهناً على أنها ستفرض نفسها مستقبلاً، ورغم أن المسلسلات الطويلة أيضاً مطلوبة وبها دراما جيدة لكننا كممثلين نحب القصيرة»، حسبما يقول.

وأعاد مسلسل «ورق التوت» الفنان شريف سلامة لأيام الدراسة بمعهد الفنون المسرحية، وكان قد عرض في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عبر قناة «سي بي سي»، بمشاركة أسماء جلال وخالد أنور وسلوى عثمان، حيث دارت أحداثه بمكان واحد داخل الأكاديمية العليا للفنون المسرحية.

فيلم «أسد أسود» سيكون فارقاً في تاريخي سينمائياً

ويقول عنه: «(ورق التوت) من الأعمال المحترمة لأنه طرح مشاكل عميقة بالمجتمع، من بينها، الختان والتنمر والتحرش والعنف المنزلي، وقد نجح بشكل أسعدني، وردود الأفعال كانت رائعة وتابعتها على مواقع السوشيال ميديا».

ينتقل سلامة ببراعة بين شخصيات متناقضة رافضاً أن يظل حبيس نوعية واحدة من الأدوار، وكان قد لمع في شخصية «سيف الدندراوي» بمسلسل «فاتن أمل حربي» أمام نيللي كريم، مؤدياً دور الزوج الذي يحيل حياتها وطفلتيهما إلى جحيم: «من الشخصيات التي أخذت مني مجهوداً نفسياً وعصبياً لافتاً، كما كرهها الجمهور».

ويضيف: «لا أحب تصنيفي في قالب واحد، فالتنقل بين الأدوار والاختلاف مهمان جداً للممثل، لأنه يبرز من خلالهما موهبته ويكشف قدراته، وأكثر ما يعنيني هو تحقيق المصداقية وأن يصدقني الناس مع كل دور أؤديه».

في السينما شارك سلامة بعدد من الأفلام من بينها «ساعة إجابة»، و«الصندوق الأسود»، و«الباب يفوت أمل»، و«مرجان أحمد مرجان»، لكنه يخطو خطوة مختلفة بفيلم «أسد أسود» الذي يستعد لتصويره أمام محمد رمضان وإخراج محمد دياب.

ويرى أنه «من الأفلام المهمة، وأتوقع أن يكون فارقاً في تاريخي وتاريخ محمد رمضان وكل من يشاركون به، بل وفي السينما المصرية أيضاً، أقول ذلك لثقتي في المخرج محمد دياب الذي أحترمه كمؤلف ومخرج، وقد تابعت كل أعماله وتجربته الأهم مع (ديزني) في (عالم مارفل)».

شريف سلامة، ابن المخرج الراحل سلامة حسن، بدأ مشواره الفني بعد تخرجه في معهد الفنون المسرحية بالعمل كمساعد مخرج لعدة سنوات قبل أن ينتقل للتمثيل: «عملي كمساعد أفادني كثيراً على مستوى الممثل، نافياً تطلعه لخوض تجربة الإخراج حالياً»، لافتاً: «أكثر ما أطمح إليه كممثل هو تقديم شخصيات مختلفة من البشر، بمشاعرهم وأحاسيسهم».


عميد مسجد باريس الكبير: هناك تزايد ملحوظ للاعتداءات ضد مسلمي فرنسا

عميد مسجد باريس (يسار) مع وزير الشؤون الدينية الجزائري في 17 نوفمبر 2023 (مسجد باريس)
عميد مسجد باريس (يسار) مع وزير الشؤون الدينية الجزائري في 17 نوفمبر 2023 (مسجد باريس)
TT

عميد مسجد باريس الكبير: هناك تزايد ملحوظ للاعتداءات ضد مسلمي فرنسا

عميد مسجد باريس (يسار) مع وزير الشؤون الدينية الجزائري في 17 نوفمبر 2023 (مسجد باريس)
عميد مسجد باريس (يسار) مع وزير الشؤون الدينية الجزائري في 17 نوفمبر 2023 (مسجد باريس)

قال عميد «مسجد باريس الكبير»، شمس الدين حفيز، إن الحكومة الجزائرية «أشادت بخطاب أئمتنا وبالخطاب الذي يبثه المسجد»، في الظروف الحالية التي يواجهها مسلمو فرنسا، والتي تتسم بتنامي خطاب العنصرية والكراهية ضدهم، وتعرض دور عبادة في مناطق بالبلاد للاعتداءات.

وأكد حفيز في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن الصرح الديني، الذي تموله الجزائر، «معروف بمواقفه، لا سيما في مثل هذه الظروف التي يعيشها عالمنا اليوم، سواء على المستوى السياسي أو الديني؛ فقد وجّهنا أئمتنا بتخصيص خطب جمعة تندد بما يحدث. وهنا يمكنني القول بكل فخر، إن الخطاب الذي يقدمه مسجد باريس الكبير على المستوى الديني يعد نموذجاً، ومثالاً حياً للخطاب المتوازن»، وكان يشير ضمناً إلى جرائم وقتل واعتداءات وقعت بفرنسا في المدة الأخيرة، نسبها الإعلام المحلي لمهاجرين مغاربيين.

عميد مسجد باريس شمس الدين حفيز (مسجد باريس)

ولفت حفيز إلى زيارة قادت وزير الشؤون الدينية الجزائري، يوسف بلمهدي، إلى المسجد في الأسبوع الأخير من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مبرزاً أنها تزامنت مع خطاب صادر عن المسجد «في إطار معالجة الأحداث الجارية». وقال إن بلمهدي «أشاد بأئمتنا، وذات الأصداء تصل إلينا من جهات متعددة خارج المسجد؛ إذ يوصف الخطاب الديني عندنا بالمعتدل المتوازن، والجامع الموحد للصف، وفي الوقت ذاته هو خطاب قوي له دلالات ورسائل مباشرة».

وزير الشؤون الدينية الجزائري وعميد مسجد باريس مع أئمة ومرشدات دينيات جزائريين بباريس (وزارة الشؤون الدينية)

وبخصوص تهمة «الإرهاب» التي تلاحق المسلمين في فرنسا، وكون الإعلام واليمين المتطرف يضعهم دوماً في موضع «إثبات براءتهم من العنف»، قال حفيز: «قد يكون ذلك حقيقياً، لكن بشكل نسبي، فأنا دائماً أرفض التعميم والتسوية بين جميع أطراف الطبقة السياسية، أو جمع كل الإعلاميين في سلة واحدة. والمتابع للشأن السياسي في فرنسا يدرك أن أصوات الحق والدفاع عن المبادئ العامة والقيم الإنسانية موجودة، وقد تابعنا في لقاءات عديدة تحت قبة البرلمان، أو مجلس الشيوخ، أصواتاً تعلو بمناهضة خطابات الكراهية والعنف والتحريض، وتدعو إلى المساواة بين الجميع، لكن الواقع السياسي العالمي، وواقع الجماعات التي تتحدث باسم المسلمين، رافعة شعارات إسلامية، محاولة استغلال الدين لمآرب سياسية خالصة... أساءت كثيراً للمسلمين ووضعتهم في خانة الاتهام المباشر. ناهيك بأعمال العنف والإرهاب والخطابات المتطرفة، التي تأتينا من جماعات، أو أفراد، يشكلون حالة شاذة في المشهد الإسلامي، لكنْ لهم وجود وصوت مع الأسف».

وأكد في هذا السياق أن القائمين على مسجد باريس «يعملون على توحيد الصف وجمع الكلمة لمجابهة أولئك المتطرفين، وإيجاد أرضية مشتركة بين من يمثلون المسلمين في أوروبا وفرنسا، وقد تجلى ذلك في الجمعية التأسيسية للمجلس التنسيقي (آمال) لتحالف المساجد والهيئات والشخصيات الإسلامية في أوروبا. وهدفنا من هذا التحالف يستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة، ومتغيراتها الاجتماعية والسياسية والثقافية، التي يعيش المسلمون فيها تحديات كبرى، وهو ما يظهر في المشهد العام، ويجب تجاوزه بمسؤولية كبيرة وتنسيق محكم».

وزير الشؤون الدينية الجزائري مع أئمة جزائريين تابعين لمسجد باريس (وزارة الشؤون الدينية)

وحول اتهام الحكومة الفرنسية بـ«التقاعس عن حماية المسلمين»، بعكس باقي الجاليات الدينية، خاصة اليهود، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة ومخلفاته على مسلمي فرنسا، قال حفيز: «أعتقد أن السلطات الفرنسية أبدت في مناسبات عدة قلقها تجاه العنف المتصاعد، لا سيما خلال الاحتجاجات والوقفات التضامنية، وقد صرح الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه يرفض إقصاء أي مواطن فرنسي، أياً كان دينه وعرقه، وأكد ذلك وزير الداخلية جيرالد دارمانان في خطاباته الرسمية، وخلال لقاءاتنا به. ونحن على يقين أن الطبقة السياسية الفرنسية بها عقلاء، يزنون الأمور بمعيار العقل والحكمة، ولا يرضون أبداً التفرقة بين الفرنسيين؛ لأن ذلك يدخل المجتمع في متاهات لا نهاية لها، وبالتالي نحن على تواصل دائم مع الفاعلين في الشأن السياسي، وهم يقدرون مواقف مسجد باريس الكبير، الداعية للتهدئة ولمّ الشمل، وبالمقابل رفض أي سلوك عدائي أو خطاب عنصري ضد المسلمين، كما نرفض أن يساء لغير المسلمين، وندعو للتعايش معهم؛ لأن هذا أساس ديننا الحنيف».

عميد مسجد باريس ووزير الشؤون الدينية الجزائري في اجتماع مع أئمة جزائريين (المسجد)

وكان «مسجد باريس الكبير»، قد عبر في أحدث بياناته عن قلق بالغ من انتشار متزايد لخطاب وتصرفات العنصرية والكراهية ضد المسلمين. وبسؤاله حول ما إذا كان لذلك علاقة بجرائم إسرائيل في غزة، أم لأحداث متفرقة وقعت أخيراً بفرنسا، كان آخرها مقتل شاب يدعى توما في مقاطعة دروم (جنوب شرقي فرنسا)، قال عميد المسجد إن الأحداث الجارية «لها علاقة بتزايد خطابات العنف والكراهية والسلوكيات المعادية للمسلمين، لذلك أنتهز الفرصة للتذكير بأنني راسلت روك أوليفيي ماستر، رئيس سلطة ضبط الإعلام السمعي البصري والرقمي (أركوم)، عبرت فيها عن قلقنا من الخطاب المناهض للمسلمين في وسائل الإعلام الفرنسية، الذي قد يؤدي بالنهاية إلى انعكاسات سلبية وخطيرة لهذا الخطاب على مسلمي فرنسا. وقد تابعنا بدقة مدى تزايد الاعتداءات على المسلمين منذ بداية الأحداث. كما أنه من الجانب الآخر، لا بد أن نشير إلى تزايد أحداث العنف اللفظي والجسدي المعادي للسامية أيضاً».


جاد أبو علي لـ«الشرق الأوسط»: السينما تجذبني أكثر من الدراما

انطلاقته السينمائية كانت في فيلم {حسن المصري} (جاد أبوعلي)
انطلاقته السينمائية كانت في فيلم {حسن المصري} (جاد أبوعلي)
TT

جاد أبو علي لـ«الشرق الأوسط»: السينما تجذبني أكثر من الدراما

انطلاقته السينمائية كانت في فيلم {حسن المصري} (جاد أبوعلي)
انطلاقته السينمائية كانت في فيلم {حسن المصري} (جاد أبوعلي)

شكّل مسلسل «عروس بيروت» بالنسبة للممثل جاد أبو علي، باباً واسعاً ليدخل من خلاله إلى قلب المشاهد العربي من دون استئذان. فعرف من خلاله بشخصية «جاد الضاهر» الشاب الثائر على تقاليد عائلته الثرية. ومنذ نحو 3 سنوات، يغيب جاد عن الشاشة الصغيرة لانشغاله بالسينما. فهذه الصناعة جذبته أكثر من غيرها ووضعته أمام تحديات كثيرة، كان يحتاجها لإبراز طاقته التمثيلية. كما أنها قدمت له الفرص التي ينتظرها في عالم التأليف والإخراج السينمائي.

من كواليس تصوير فيلم {النيزك الأخير} (جاد أبوعلي)

ومن مصر قدم أول أفلامه السينمائية «حسن المصري» بإدارة المخرج اللبناني سمير حبشي. ومن شاهد الفيلم لا شك أنه وجد صعوبة بالتعرف إلى جاد. فقدم نفسه في إطار (لوك) جديد من حيث شكله الخارجي. كما طبع أداؤه التمثيلي بنضج ملحوظ خيم على الدور الذي يجسده. صحيح أنه شارك في الفيلم ضيف شرف لكن دوره كان محورياً لقصة العمل.

فكيف حدث أن اختير لهذا الدور؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما جذبني المجال السينمائي فقررت التوجه إلى مصر. وهناك تلقيت عرض المشاركة في «حسن المصري». وكانت سعادتي كبيرة لالتقائي بنجمات مصر اللاتي تربينا على أعمالهن. وتواصلت مع بعضهن كسميرة عبد العزيز وسميحة أيوب. وهذه الأخيرة هنأتني على أدائي التمثيلي ونصحتني بعدم التسرع في مشواري. وتفاجأت بتجارب مرت بها تلك الفنانات تشبه ما يمر به الممثلون اليوم وأنا منهم».

نصيحة حاتم علي حُفرت في ذاكرتي

النصيحة التي قدمتها سميحة أيوب لجاد سبق وسمعها من المخرج الراحل حاتم علي. فهو وقبل رحيله كان يحضر لعمل درامي اختار جاد للمشاركة به. وحفرت نصيحة حاتم علي في ذاكرة جاد عندما طلب منه ألا يستعجل الشهرة، وأن يختار أدواره بدقة، لأن دوراً واحداً متقناً أفضل من ظهور متكرر غير مجد.

ثلاثة مشاريع يعمل عليها بينها ما يتعلق بالإنتاج والإخراج والتمثيل يتكتم عنها حالياً (جاد أبوعلي)

ويعلق جاد: «في الحقيقة عندما روت لي كل من سميحة أيوب وسميرة عبد العزيز عن معاناتهما في مشوارهما تفاجأت. وتأكدت بأن مجال الفن لم يتغير ولا يزال يدور في (الشللية) والمصالح نفسيهما. فأنا أشبهه بحقل ألغام لا نعرف متى ينفجر أحدها في وجهنا. ولذلك كان علي التروي والسير بخطوات ثابتة بعد أن تعرضت لكميات من الشراسة. فهناك ممثلون مستعدون لتدمير حياة زميل لهم، من أجل الحفاظ على مكسب».

غاب عن الساحة لنحو ثلاث سنوات لم يكن خلالها جاد يعاني من البطالة أبداً. «على عكس ما يعتقده البعض، فإن الممثل عندما يغيب يكون مرات كثيرة منشغلاً بتنفيذ أعمال جديدة. وهو أمر لا يدركه الجمهور العادي، فيعتقد أن لا عروض عمل يتلقاها. وأنا بالفعل انشغلت في تصوير ثلاثة أفلام سينمائية بينها (حسن المصري). وقريباً سيخرج الفيلمان الباقيان إلى النور».

يعتز جاد بتجاربه السينمائية الأخيرة ومن بينها «النيزك الأخير» و«ينال».

«النيزك الأخير» فيلم سينمائي ثلاثي الأبعاد

ففي «حسن المصري» كانت الفرصة مؤاتية لدخول الأسواق المصرية. وفي الفيلمين الآخرين مارس ضمن أحدهما هوايته المفضلة. فـ«ينال» هو من تأليفه وإخراجه، ولأن المنتج أمير فواز وثق بموهبته مد له يد العون. «المسؤولية كان وقعها كبيراً، لا سيما وأن هناك من راهن عليّ. و(ينال) هو فيلم اجتماعي نقلت فيه قصة حقيقية لامستني عن قرب. وأضع فيه الأصبع على الجرح لأنه يحمل رسائل كثيرة، فيدخل المشاهد في خلطة مشاعر ودوامة حبكة سينمائية شيقة. أعتبره كسيمفونية موسيقية متناغمة مع واقع حي. وعندما أكتب أستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية لأنها تلهمني، فيتحرك معها خيالي بغزارة مما ينعكس إيجاباً على قلمي».

يلعب بطولة «ينال» إلى جانب جاد الممثلتين ريان حركة وليليان نمري.

يقول أن المواقف تلهمه فيكرّ قلمه لاشعورياً لترجمتها بكلمات (جاد أبوعلي)

أما فيلم «النيزك الأخير» فهو من نوع آخر تم تصويره في استوديوهات ثلاثية الأبعاد واستغرق تحضيره وتنفيذه نحو ثلاث سنوات. «إنه إنتاج مصري حديث وفيه مجموعة من الممثلين العرب كنت اللبناني الوحيد بينهم».

جاد الذي درس الإخراج والتمثيل وحاصل على شهادة ماجستير فيهما يؤكد: «لا أحب أن أضع نفسي في خانة الإخراج. فأنا ممثل أولاً وأركز على ذلك».

ولكن ألا تشعر بأنك تفوت الفرص عليك وأنت مبتعد عن الساحة؟ يرد: «هناك فرص صغيرة وأخرى كبيرة نبني عليها مشوار مهنة. أفضل التريث واختيار ما يناسبني، ولو غبت إلى حد ما عن الشاشة. ولكن شغفي التمثيلي الأكبر يتصل بعالم السينما. ففيه التفاصيل تحفزني لأخرج طاقاتي، وهو عمل صعب. وبرأيي السينما تخلّد الممثل، والدليل على ذلك أسماء لنجوم عالميين سطع نجمهم من خلال السينما وليس الدراما».

ولكن أي عرض درامي يمكن أن يحفزه لدخول الدراما اليوم؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «أحب أن يستفزني الكاتب بدور معين لم يسبق أن قدمته من قبل. فلقد شاركت في نحو 27 عملاً حتى اليوم وأنتظر الأفضل».

يعترف جاد أبو علي بأن دراما المنصات جذبته: «إنها تشبه الفيلم السينمائي بعدد حلقاتها القليلة، وهي تسمح للممثل بالتركيز في أدائه».

أخيراً شارك جاد في بطولة مسلسل «لعبة بنات» من إخراج بودي صفير لإحدى المنصات الإلكترونية. «أحببت دوري فيه وقد كتب بأسلوب جميل يتحدى متقمصه. كما أن المسلسل يرتكز على وجوه شبابية أمثال ستيفاني صليبا وريم نصر الدين».

أحدث أعماله الدرامية {لعبة بنات} مع المخرج بودي صفير (جاد أبوعلي)

ويدور «لعبة بنات» في زمنين، وهو ما تطلب من جاد أبو علي التحضير لشخصيته بأسلوب مختلف. «أطل فيه أصغر بـ10 سنوات وأكبر بـ10 سنوات. الأمر تطلب مني التغيير في نبرة صوتي ومشيتي ولغة جسدي».

يعتبر جاد أن «عروس بيروت» كان الأساس في انطلاق ظاهرة الدراما التركية المعربة. «لقد كان بمثابة اختبار فحصد نجاحاً منقطع النظير، لم يستطع أي مسلسل من نوعه بعده تحقيق شهرته. فهو عمل درامي لن يتكرر برأيه لأن نجاحه فاق التوقعات».

يقول إن خبراته في هذا المجال علمته عدم كشف أوراقه كاملة، مما دفعه للسير بحذر ولو كلفه الأمر الرجوع خطوة إلى الوراء. «الأذية التي واجهتها في مشواري زودتني بالقوة وصرت أتعرف إلى طينة الناس بسرعة. أتأنى اليوم بخياراتي لا سيما وأني لست طالب شهرة ولم تكن يوماً هدفي. لا أحب الأضواء والصور والبهرجة التي ترافق إطلالات الممثل. فأنا أميل أكثر إلى الانطوائية، واخترت التمثيل كي أترك بصمة. فهدفي إيصال رسالة من أشخاص في الظل لا قدرات عندهم كي يوصلوها بأنفسهم».

الأذية التي واجهتها في مشواري زودتني بالقوة

يتنقل اليوم جاد بين لبنان ومصر الذي يملك فيها شعبية كبيرة. وقد لمس ذلك من عدد متابعيه المصريين عبر السوشيال ميديا. وفي الوقت نفسه يكتب أغاني ويخرج كليبات مصورة. «عندي نحو 300 قصيدة غنائية أكتبها بعفوية ضمن لحظات معينة. وأنا في صراع دائم مع الموضوعات التي علي كتابتها. فأبحث دائماً عن موقف أو حالة تلهمني فيكرّ قلمي لاشعورياً لأترجمها بكلمات. فطريقة عملي تطبعها الإنسانية».

وعن مشاريعه المستقبلية يختم لـ«الشرق الأوسط»: «لدي ثلاثة مشاريع أعمل عليها اليوم بينها ما يتعلق بالإنتاج والإخراج والتمثيل، وأتكتم عنها حالياً إلى حين ولادة معالمها بوضوح».


الدبلوماسية السعودية تجاه فلسطين... تاريخ من الاعتدال

الأمير محمد بن سلمان مترئساً القمة العربية - الإسلامية غير العادية في الرياض 11 نوفمبر 2023 (واس)
الأمير محمد بن سلمان مترئساً القمة العربية - الإسلامية غير العادية في الرياض 11 نوفمبر 2023 (واس)
TT

الدبلوماسية السعودية تجاه فلسطين... تاريخ من الاعتدال

الأمير محمد بن سلمان مترئساً القمة العربية - الإسلامية غير العادية في الرياض 11 نوفمبر 2023 (واس)
الأمير محمد بن سلمان مترئساً القمة العربية - الإسلامية غير العادية في الرياض 11 نوفمبر 2023 (واس)

في حال حدوثه، فإن التطبيع مع السعودية سيكون بمنزلة نقطة تحولٍ رئيسية في تاريخ إسرائيل منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد عام 1979. حيث إن الاعتراف بإسرائيل كدولة ذات سيادة يُعد من المحرمات عند معظم الدول الإسلامية والعربية. لكن هذا لا يعني أن الدول الإسلامية جميعها تتبنى هذا الموقف. فعلى سبيل المثال، اعترفت تركيا بدولة إسرائيل في 28 مارس (آذار) 1949، وأرسلت بعثتها الدبلوماسية إلى تل أبيب في يناير (كانون الثاني) 1950. كما اعترفت إيران بدولة إسرائيل في 14 مارس 1950.

وكانت تركيا وإيران آنذاك أقوى الدول ذات الغالبية المسلمة. غير أن الدولة الصهيونية كانت تتطلع لاعتراف سياسي من دولة عربية كبرى، وتنظر لذلك الاعتراف باهتمام أكبر من بقية الدول المسلمة؛ وذلك ما حدث بالضبط في 26 مارس 1979، عندما وقّع كل من الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن على المعاهدة التي رعاها الرئيس جيمي كارتر.

وكما هو الحال عند اليهود والمسيحيين، فإن القدس المحتلة مدينة مقدسة عند المسلمين. على الرغم من ذلك، فإن قضية فلسطين كان يتم تداولها بوصفها قضية عربية أكثر من كونها قضية إسلامية. وثمة حقائق عدة تكمن خلف وضع الهوية الإثنية كأولوية تسبق الهوية الدينية للقضية. لقد أطلق العرب مصطلح «النكبة» لوصف قيام دولة إسرائيل عام 1948 الذي فرض أمراً واقعاً بوجود الدولة العبرية بين الدول العربية.

الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن يتعانقان في 17 سبتمبر 1978 بعد توقيع اتفاقية السلام في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض تحت أنظار الرئيس الأميركي جيمي كارتر (أ.ف.ب)

وبعد سنوات قليلة من النكبة، برز الخطاب القومي العربي بقيادة جمال عبد الناصر الذي اتخذ من قضية فلسطين شعاراً رئيسياً لمشروع الوحدة العربية الذي كان ينادي به. لقد أضفى خطاب عبد الناصر البعدَ القوميَ (أي العربي) للقضية الفلسطينية. وبالتالي، فإن الصراع بين العرب واليهود هو صراع قوميات وليس صراعاً دينياً بين المسلمين واليهود. يفسّر هذا الموقف المصري ردّة الفعل العربية القاسية تجاه المعاهدة التي وقّعتها مصر مع إسرائيل، مقارنة بالموقف الذي أبدوه تجاه تركيا وإيران الملكية، حيث لم تقاطعها الدول العربية.

في الفترة المصاحبة لمعاهدة كامب ديفيد، تصاعدت الصحوة الإسلامية التي صاحبت الثورة الإيرانية عام 1979. وقتها، بدأ الثوريون الإسلاميون في استخدام شعارات تحرير فلسطين والمسجد الأقصى كأبرز شعرات التعبئة الجماهيرية لديهم. ولعل هذا ما يفسر التحولات في النخبة الفلسطينية، حيث كانت تسود القيادة اليسارية (منظمة التحرير) والتي تراجعت شعبيتها بين الفلسطينيين لصالح المقاومة الإسلامية، والتي أكدت على الهوية الإسلامية للقضية الفلسطينية. نستذكر في هذا الصدد كون غالبية الشخصيات الإسلامية ترفض وتستنكر اعتبار فلسطين قضية عربية خالصة، وتصرّ على إسلامية القضية ومحورية قدسية المسجد الأقصى.

بتسارع الأحداث نهاية القرن الماضي، طرأ تغيير كبير في المشهد عندما وقّع الفلسطينيون مع الإسرائيليين على اتفاق أوسلو في 13 سبتمبر (أيلول) 1993. وتبع ذلك معاهدة السلام الإسرائيلية - الأردنية التي أُبرمت في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 1994.

المصافحة التاريخية برعاية الرئيس بيل كلينتون بين ياسر عرفات وإسحاق رابين بعد اتفاق أوسلو بواشنطن يوم 13 سبتمبر 1993 (غيتي)

يمكن النظر للسعودية بوصفها رائدة في مجال الخطط العربية الشاملة للسلام مع إسرائيل؛ ففي 7 أغسطس (آب) 1981، أعلن الملك فهد بن عبد العزيز (كان وقتها ولياً للعهد) خطة للسلام في الشرق الأوسط. وتضمنت الخطة ثمانية مقترحات بعنوان «مبادئ السلام». ولخّصت هذه المقترحات قرار الأمم المتحدة رقم 242، والذي يتضمن: حل الدولتين (على أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية)، والتأكيد على حق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم مع منح تعويض لأولئك الذين يختارون طوعيّاً عدم العودة. رفضت إسرائيل بشدة هذه الخطة ووصفتها بأنها مخطط للإجهاز على إسرائيل في نهاية المطاف.

في وقت لاحق، أطلق الملك عبد الله بن عبد العزيز مبادرة أخرى في مؤتمر قمة جامعة الدول العربية الذي عُقد في بيروت يوم 28 مارس 2002. جاء الإعلان عن خطة سلام شامل قبل شهر من زيارة الأكاديمي والصحافي الأميركي توماس فريدمان للرياض ولقائه الملك عبد الله (كان وقتها ولياً للعهد) الذي نشر الخبر معه. طرح فريدمان فكرة السلام، فنظر إليه ولي العهد - حسب قوله - بدهشة ساخرة، وقال: «هل اقتحمتَ مكتبي؟»، غير أن المبادرة العربية قوبلت برفض إسرائيلي قاطع مرّده لكون المبادرة تستند إلى قرار الأمم المتحدة رقم 194 والذي يؤكّد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم.

بعد رفض إسرائيل تلك المبادرات، ظهر جلياً أن فكرة طرح سلام شامل بين العرب وإسرائيل غير قابلة للتطبيق. إن الواضح كون إسرائيل تُفضل عقد اتفاقيات ثنائية منفصلة مع كل دولة عربية.

تعدّ وجهة النظر الإسرائيلية واضحة؛ فهي لا تريد أن يحصل اتفاق عربي - عبري؛ لأن من شأن ذلك أن يضع إسرائيل في موقف ضعيف كونها تقف منفردة أمام تكتل دول الجامعة العربية. يستند الموقف الإسرائيلي إلى كونهم يريدون التعامل مع الدول المجاورة بوصفها دولاً منفردة، وليس تكتلاً إقليمياً.

بالنظر إلى «اتفاقيات إبراهيم» الثنائية عام 2022 التي وقّعتها إسرائيل مع كلٍ من الإمارات، والبحرين، ثم السودان، وأخيراً مع المغرب، فإنها وُقّعت بشكل منفصل. هذه الاتفاقيات الثنائية لا تلزم إلا الأطراف التي وقّعت على كل اتفاق على حدة، من دون النظر للاتفاقيات الأخرى التي تشكّل إسرائيل القاسم المشترك الوحيد فيها.

مراسم توقيع «اتفاقيات إبراهيم» في حديقة البيت الأبيض في 15 سبتمبر 2020 (أ.ف.ب)

على الجانب السعودي، لا ترغب الرياض في أن تكون جزءاً من «اتفاقيات إبراهيم». يرجع ذلك إلى إدراك ولي العهد رئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، أهمية وثقل بلاده الذي يعني الكثير للإسرائيليين الذين يتوقون للتوصل إلى اتفاق مع دولة بحجم السعودية.

يُضاف إلى ذلك مجموعة من الحسابات المعقدة، والأكثر خطورة بالنسبة للجانب السعودي في حال تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهي حسابات تفوق حسابات الإمارات والبحرين. ولهذا السبب؛ لم يتطرق الأمير محمد بن سلمان مطلقاً لعبارة ««اتفاقيات إبراهيم»» في مناقشاته التي جرت حول التطبيع مع إسرائيل. إنه يريد صياغة اتفاقه الخاص بعيداً عن الاتفاقيات مع دول أخرى مهما كانت قوة ارتباط السعودية بها.

وقبل التعمّق في مسألة إمكانية التطبيع السعودي مع إسرائيل، لا بد من أخذ لمحة عن السياق الذي بني عليه المبدأ السعودي في التعامل مع الصراع العربي - الإسرائيلي خلال النصف الأول من القرن العشرين؛ هذا السياق سيسهل على القارئ فهم الدور السعودي في ذلك الصراع.

لماذا السعودية؟

بالنظر إلى مكانتها الريادية في العالمين العربي والإسلامي، فإن المتوقع من السعودية أن توازن بين المحافظة على مصالحها الاستراتيجية المتمثلة في الشراكة مع الولايات المتحدة من ناحية، وأن تفي بالتزاماتها القيادية على المستويين العربي والإسلامي من ناحية أخرى.

لقد قلت يا أخي إنني مستعد للتضحية بنفسي وأبنائي من أجل فلسطين. وأقول مرة أخرى: النفط ليس أغلى من أبنائي. أنا مستعد لإلغاء الامتيازات النفطية إذا كان ذلك يخدم القضية.

الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن («نيويورك تايمز» 13 يوليو 1948)

جدير بالذكر، أنه قبل الإعلان عن قيام دولة إسرائيل، كانت وسائل الإعلام الغربية تصفُ موقف الحكومة السعودية بأنه يصرّ على «الحق العربي» في فلسطين. على سبيل المثال، ذكرت صحيفة «التايمز» الصادرة في 8 سبتمبر (أيلول) 1936 أن «مَلِكَ المملكة العربية السعودية عرض تسخير جهازه الحكومي في سبيل التنسيق مع الحكام العرب الآخرين، في حال كان من الممكن تأمين تعاونهم».

لم تمنع هذه اللغة الدبلوماسية المملكةَ من إدانة موضوع بناء المستوطنات اليهودية في فلسطين («التايمز»، 22 يونيو (حزيران) 1943). بل ذهب الموقف السعودي إلى أبعد من ذلك عندما تحدت السعودية قرار الأمم المتحدة بشأن الصراع الفلسطيني - اليهودي (من كتاب عبد الله فيصل آل ربح (2023) «المملكة العربية السعودية في الصحافة الأنجلو أميركية: تغطية المملكة خلال القرن العشرين». تايلور وفرنسيس. ص 89).

في هذا السياق، يتجدد دائماً السؤال الذي أُثيرَ في عام 1940 حول استخدام حظر النفط كوسيلة لدعم الفلسطينيين ضد المواقف البريطانية والأميركية الداعمة لليهود – الإسرائيليين. نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» تعليقاً بتاريخ 13 يوليو (تموز) 1948، قال فيه الملك عبد العزيز: «لقد قلت يا أخي إنني مستعد للتضحية بنفسي وأبنائي من أجل فلسطين. وأقول مرة أخرى: النفط ليس أغلى من أبنائي. أنا مستعد لإلغاء الامتيازات النفطية إذا كان ذلك يخدم القضية».

يمثل الموقف السعودي تجاه فلسطين جزءاً من سياستها الإقليمية الاستراتيجية الدائمة. وبالعودة إلى 14 فبراير (شباط) 1945، التقى الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة العربية السعودية، الرئيس فرانكلين روزفلت على متن السفينة «يو إس إس كوينسي» في البحيرات المُرّة الكبرى قرب قناة السويس بمصر.

كان لدى روزفلت هدفان من لقاء الملك عبد العزيز: الأول، الدافع السياسي للوصول إلى حل قاطع للمشكلة الفلسطينية - اليهودية، الدافع الآخر اقتصادي يتمثل في التوصل إلى علاقة استراتيجية أميركية - سعودية تتناسب مع مرحلة ما بعد الحرب العالمية، تضمن حصول الأمريكيين على النفط السعودي.

وعلى الرغم من السردية الإيجابية التي يتبنّاه كل من السعوديين والأميركيين حول هذا الاجتماع، فإن جوهر النقاش كان يهيمن عليه الاختلاف حول مستقبل فلسطين؛ ففي حين دافع روزفلت عن إقامة دولة يهودية، احتج الملك عبد العزيز على ذلك؛ معللاً موقفه بأنه يتوجب على اليهود أن يقيموا دولتهم في مكان آخر.

الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت (الشرق الأوسط)

بدأت الاتصالات المتعلقة بقضية فلسطين بين الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت قبل سنوات من الاجتماع الذي عُقد على متن «يو إس إس كوينسي» عام 1945. ونشرت وزارة الخارجية الأميركية رسائل عدة بعث بها الملك عبد العزيز إلى الرئيس روزفلت بين عامي 1938 و1943 يطالب فيها بحقوق الفلسطينيين في الاحتفاظ بأرضهم، وإدانة السياسة القائمة على توسيع المستوطنات اليهودية في فلسطين.

لقد مثّل هذا الاجتماع نقطة تحول في التواجد الأميركي في الشرق الأوسط؛ إذ شجع الاجتماع المملكة العربية السعودية على تحويل تحالفها الرئيسي من بريطانيا العظمى إلى الولايات المتحدة. لقد كان الهدف من لقاء الملك عبد العزيز مع الرئيس روزفلت يتمثّل في رسم أجندة التحالف السياسي والنفطي في العلاقة بين البلدين، والتي ما زالت قائمة حتى الآن. ومن الجدير بالذكر، أن اتفاقات ابن سعود – روزفلت دخلت حيّز المراجعة في المرحلة ما بعد عام 2016 في ظل التوتر الذي قادته إدارتا الرئيسان دونالد ترمب ثم جو بايدن. تضمنت مراجعات الجانبين الأجندة النفطية والعسكرية؛ إذ تسعى كل من واشنطن والرياض إلى تحقيق الحد الأعلى لمصلحة أجندتهما الوطنية. وفي كل الأحوال، بقيت القضية الفلسطينية موضوعاً تُعاد مراجعته بجدية بعد ما يقرب من سبعة عقود على لقاء عبد العزيز - روزفلت.

عند الحديث عن الصعوبة البالغة والتحديات التي تواجه السعودية فيما يتعلق بمسألة التوصل إلى تسوية شاملة مع دولة إسرائيل، ثمة واقع تاريخي للمملكة يُضاف إلى مكانتها الروحية كموطن للحرمين الشريفين. فالملك السعودي يُلقّب رسمياً بخادم الحرمين الشريفين، بينما الحرم الثالث هو المسجد الأقصى الذي يقع في القدس. ولعل هذا ما يفسر الإصرار السعودي على ضمان الحقوق الفلسطينية قبل توقيع الرياض على أي اتفاق سلام مع إسرائيل.

 

سياسة محمد بن سلمان تجاه الصراع

في 20 سبتمبر 2023، أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، ناقش فيها مواضيع مختلفة، بما في ذلك سياسته تجاه إسرائيل. وكانت إجابته المختصرة هي أن احتمالات تطبيع العلاقات بين البلدين «تقترب» كل يوم، ومع ذلك، ظلّت مسألة التعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين قضية «مهمة جداً» يجب حلها بالنسبة للسعوديين. وهذا ما يدفعنا للقول إن الإصرار على ضمان حقوق الفلسطينيين كشرطٍ للتطبيع مع إسرائيل، ليس مجرد مطلب هامشي لمسألة خارج حدود السعودية. وكما ذكرنا من قبل، فإن محمد بن سلمان على دراية تامة بما تتمتع به بلاده من وزنٍ ثقيل، ولن يُعرّض مكانتها الدبلوماسية والروحية للخطر مقابل لا شيء.

 

خلال المحادثات الأخيرة التي دارت بين الزعيمين حول حرب غزة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أبلغ الأمير محمد بن سلمان الرئيس بايدن بأنه «لا بديل عن العودة لمسار السلام من أجل ضمان حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ومن أجل تحقيق السلام العادل والشامل». وبالإشارة إلى الصفقة المتوقعة، أصرّ الأمير محمد بن سلمان على تضمين الموضوع الفلسطيني كجزء من خطة السلام على أن تكون السلطة الفلسطينية في رام الله ممثلاً للشعب الفلسطيني.

مبدأياً، فإن السلطة الفلسطينية تتبنى موقفاً إيجابياً تجاه السلام مع إسرائيل مقابل الاعتراف المتبادل. وإذا نجح ولي العهد السعودي في الضغط على إسرائيل للاعتراف بفلسطين كدولة على أساس اتفاق أوسلو، فإنه سيحفر اسمه في التاريخ كونه قام بحل جزء كبير من الصراع العربي - الإسرائيلي. غير أن العائق الأكبر أمام ذلك هو الموقف الإسرائيلي المتعنت الذي لا يقبل حل الدولتين.

تكمن قوة الموقف الإسرائيلي في إصراره على أسلوب المفاوضات الثنائية مع الدول العربية بشكل منفصل. ويسعى الإسرائيليون إلى التوصل إلى اتفاق ثنائي مع السعودية تحت عنوان «مصلحة البلدين» من دون إشراك طرف ثالث في أي اتفاق محتمل (أي الفلسطينيين). وقد يُقدم الإسرائيليون بعض الوعود الشفهية وبلغةٍ مواربةٍ تحمي طموحاتهم. في المقابل، يرغب السعوديون في الحصول على التنسيق مع الفلسطينيين حول أي وعود الإسرائيلية في المفاوضات؛ حتى يضمنوا موقفهم في حال نشوب أي توتر  مستقبلي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

جانب من لقاء سابق بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس (واس)

يسعى الأمير محمد بن سلمان للحصول على أعلى سقف من الممكن أن يصل إليه من الاتفاق مع الولايات المتحدة وليس إسرائيل التي ليس لديها الكثير لتطرحه على الطاولة. وعليه، يهدف ولي العهد السعودي إلى فرض شروطه على واشنطن - وليس على تل أبيب - للحصول على المزيد من الضمانات الأمنية التي تشمل الأسلحة المتقدمة والتكنولوجيا العسكرية الأميركية. في حال تمكّن من تحقيق تلك الأهداف؛ فإن السعودية ستحصل على صفقات عسكرية لم تحصل عليها في تاريخها كله.

ثمة حقيقة لا بد من التوقف عندها تتلخص في أن انخراط السعودية في مفاوضات مع إسرائيل لا يضمن التوصل إلى اتفاق نهائي. ومع ذلك، نجح الأمير محمد بن سلمان في توجيه إدارة بايدن إلى الاتجاه الذي يخدم أجندته. لقد عمل منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك وسيطاً للاتفاقيات الاقتصادية والأمنية التي فكت الجمود في العلاقات بين السعودية وإسرائيل. وفي هذا السياق، يعد شطب تعهد بايدن بجعل المملكة «منبوذة» خطوة أولى - وغير مشروطة - في هذه المفاوضات، وهذا مكسب سياسي يسجّل لإدارة محمد بن سلمان.

ثمة وقت محدود للغاية أمام الإدارة الديمقراطية للتوصل إلى الصفقة التي من شأنها أن تفوق «اتفاق إبراهيم» الذي حققته إدارة ترمب الجمهورية. وبذلك يُفهم أن بايدن سحب بعض شعاراته المعادية للسعودية التي استخدمها في حملته الانتخابية عام 2020. وإذا لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام سعودي - إسرائيلي، فقد يؤثر ذلك على ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024، الذي هو محل شك في الأصل. في هذه المرحلة، يرى بعض المراقبين أنه على الرغم من تعثر الاتفاق السعودي ـ الإسرائيلي، ربما يكون الأمير محمد بن سلمان قد حصل بالفعل على ما يريد من الانخراط في المفاوضات وإن لم يتم التوقيع.

 

حرب غزة 2023

لقد أربكت الحرب الأخيرة في غزة الأوضاع في الشرق الأوسط، وجعلت الأمور أكثر صعوبة. حيث أشارت معظم تقارير مراكز الأبحاث والمنصات الإعلامية إلى أن حركة «حماس» بدأت العمل العسكري بهدف تعطيل الاتفاق المحتمل بين السعودية وإسرائيل. فعلى سبيل المثال، كتب ماثيو ليفيت مقالاً في مجلة «فورين أفيرز» يتهم فيه «حماس» باستهداف إمكانية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، والذي وصل إلى مرحلة إجرائية أكثر جدية من أي وقت مضى.

ويرى ليفيت أن العامل الذي دفع قيادة «حماس» إلى تنفيذ الهجوم والتسبب في هذا التصعيد كان عرقلة الجهود الدبلوماسية مع السعودية في المقام الأول. ويضيف ليفيت، أن قيادة «حماس» تعتقد أن اتفاقاً كهذا من شأنه أن يُقوض موقف القضية الفلسطينية داخل منظومة الدول العربية والإسلامية. علاوة على ذلك، فإن التطبيع المتوقع يمكن أن يعزز التحالف الإقليمي الفعال ضد إيران وحلفائها، ومن ضمنهم «حماس» و«حزب الله». لذا؛ فقد ذهب التنظيمان إلى ما هو أبعد من تصعيد الخطاب السياسي والإعلامي لتشنّ «حماس» هجومها في هذا التوقيت الحرج.

يتصف الموقف السعودي تجاه الحرب بأنه غاية في التوازن. وبينما لا يؤيد السعوديون «حماس»، فإنهم يدينون بشكل قاطع وبشكل لا لبس فيه الهجومَ الإسرائيلي والحصار المفروض على قطاع غزة.

مع استمرار الحرب، يتخذ السعوديون موقفاً قوياً جداً ضد الغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة. ومن شأن مثل هذا الموقف أن يصعّب - إن لم يجهض - التوصل إلى اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل؛ وهو الأمر الذي لن يكون في مصلحة بايدن والإدارة الديمقراطية.

 

ماذا بعد؟

لا يبدو أن لدى عرّاب «رؤية 2030» رغبة لاستمرار التوترات لبلاده مع أي من دول محيطها الإقليمي. وهو يتبنى سياسة تصفير المشاكل؛ لذلك نجده قد قبل بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وأعرب عن موقف إيجابي تجاه اتفاق سلام يُعقد مع إسرائيل. غير أنه يجب الأخذ في الحسبان أن إسرائيل ليست إيران، فالعلاقة مع إيران فيها قضايا ثنائية يمكن حلها بين الرياض وطهران. لكن حالة إسرائيل تتضمن كثيرا من القضايا العابرة للحدود الوطنية التي تتجاوز العلاقات الثنائية؛ والتي يجب حلّها قبل التوصل لأي اتفاق.

تعتبر القضية الفلسطينية موضوعا حاسما بالنسبة لدولة عربية إسلامية رائدة بمكانة السعودية، التي تتخذ سياسة متوازنة تحسب فيها تحركاتها استراتيجيا. ولا يزال السعوديون يتعاملون مع الولايات المتحدة باعتبارها المورد الرئيس للأسلحة والتقنيات العسكرية. وهذا يعني أن السعودية ستحافظ على موقفها من خلال تأجيل التطبيع مع إسرائيل حتى تُؤمّن ضمانات تُحقق مكاسب معقولة للفلسطينيين. وباعتبارها وسيطا في التوصل إلى اتفاق، يجب على واشنطن التعامل مع المطالب السعودية بالأسلحة والتقنيات إذا وافق حليفا الولايات المتحدة على الجلوس والتفاوض حول اتفاق سلام في المستقبل.


«كتائب القسام» تعلن قصف تجمعات للقوات الإسرائيلية في غزة

إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

«كتائب القسام» تعلن قصف تجمعات للقوات الإسرائيلية في غزة

إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)

قالت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، إنها قصفت، الجمعة، تجمعات للقوات الإسرائيلية في مدينة غزة، في حين أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية في المدينة.

وذكرت «كتائب القسام» في حسابها على «تلغرام» أنها استهدفت تجمعات للقوات الإسرائيلية في شمال مدينة غزة وجنوبها «بعشرات قذائف (الهاون) من العيار الثقيل».

وأضافت أن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية راجلة متمركزة داخل مبنى في بيت حانون في شمال قطاع غزة بـ4 قذائف مضادة للأفراد والتحصينات، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

أما «سرايا القدس»، فقالت على «تلغرام» إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع الجنود الإسرائيليين في محيط مستشفى الرنتيسي بحي النصر في مدينة غزة.

وانتهت، الجمعة، الهدنة التي أوقفت القتال بين إسرائيل و«حماس» لمدة 7 أيام. واستؤنفت الأعمال القتالية على الفور، فقصفت القوات الإسرائيلية مناطق عدة في القطاع المحاصر، ما أوقع أكثر من 100 قتيل، وفق حكومة «حماس»، في حين أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ باتجاه إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، قصف «أكثر من 200 هدف إرهابي» في غزة منذ نهاية الهدنة.


ولي العهد السعودي يؤدي صلاة الميت على ممدوح بن عبد العزيز

ولي العهد السعودي يؤدي صلاة الميت على ممدوح بن عبد العزيز
TT

ولي العهد السعودي يؤدي صلاة الميت على ممدوح بن عبد العزيز

ولي العهد السعودي يؤدي صلاة الميت على ممدوح بن عبد العزيز

أدّى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، عقب صلاة عصر الجمعة، في المسجد الحرام بمكة المكرمة، صلاة الميت على الأمير ممدوح بن عبد العزيز، رحمه الله.

وأدى الصلاة مع ولي العهد على الفقيد كل من الأمير فيصل بن ثامر بن عبد العزيز، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبد العزيز محافظ الطائف، والأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل بن عبد العزيز وزير الرياضة، والأمير خالد بن سطام بن عبد العزيز، والأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم، والأمير فيصل بن أحمد بن عبد العزيز، والأمير بندر بن محمد بن بندر بن عبد العزيز، والأمير مشهور بن محمد بن بندر بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن محمد بن سلمان بن عبد العزيز.

كما أدى الصلاة معه أبناء وأحفاد الفقيد، الأمير مقرن بن ممدوح بن عبد العزيز، والأمير طلال بن ممدوح بن عبد العزيز، والأمير نايف بن ممدوح بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن ممدوح بن عبد العزيز، والأمير تركي بن طلال بن ممدوح بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن مقرن بن ممدوح بن عبد العزيز، والأمير عبد الرحمن بن نايف بن ممدوح بن عبد العزيز، والأمير سعود بن طلال بن ممدوح بن عبد العزيز، والأمير نواف بن نايف بن ممدوح عبد العزيز، والأمير ممدوح بن عبد العزيز بن ممدوح بن عبد العزيز، والأمير محمد بن عبد العزيز بن ممدوح بن عبد العزيز، والأمير منصور بن نايف بن ممدوح بن عبد العزيز. كذلك، الشيخ صالح آل الشيخ وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والشيخ الدكتور سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي، والعلماء والوزراء وكبار المسؤولين وجموع المصلين في المسجد الحرام.


لقاح جديد للحماية من فيروس «زيكا»

اللقاح عبارة عن رقعة تلصق على الجلد خالية من الإبرة (جامعة كوينزلاند)
اللقاح عبارة عن رقعة تلصق على الجلد خالية من الإبرة (جامعة كوينزلاند)
TT

لقاح جديد للحماية من فيروس «زيكا»

اللقاح عبارة عن رقعة تلصق على الجلد خالية من الإبرة (جامعة كوينزلاند)
اللقاح عبارة عن رقعة تلصق على الجلد خالية من الإبرة (جامعة كوينزلاند)

طوّر باحثون في أستراليا نموذجاً أولياً للقاح جديد يحمي من فيروس «زيكا»، عبارة عن رُقعة جلدية سهلة الاستخدام وخالية من الإبرة. وقال باحثون في دراسة نُشرت نتائجها الخميس في دورية «موليكولار ثيرابي نيوكليك أسيدز»، إن «اللقاح قدّم حماية سريعة ضد فيروس (زيكا) الحي في التجارب ما قبل السريرية».

ويشكّل فيروس «زيكا» الذي قد يكون مميتاً وينقله البعوض، خطراً على الناس في جميع أنحاء المحيط الهادئ وجنوب شرقي آسيا والهند وأفريقيا وأميركا الجنوبية والوسطى. ويسبّب «زيكا» عموماً مرضاً خفيفاً، لكن العدوى أثناء الحمل يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض وولادة جنين ميت أو ولادة أطفال مصابين بتشوهات خلقية.

وفي فبراير (شباط) 2016، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً حين انتشر فيروس «زيكا» في 40 دولة بأميركا اللاتينية، ما تسبب في أكثر من 1.5 مليون حالة مؤكدة أو مشتبه بها في فترة 6 أشهر.

ووفق الفريق البحثي، فإن المراقبة العالمية المحدودة تظهر أن فيروس «زيكا» نشط في 89 دولة ومنطقة على الأقل، لكن لا يوجد لقاح مرخص للمرض حالياً.

وعادة تعتمد اللقاحات على الطريقة التقليدية لإيصال الأدوية وهي الحقن، لكن اللقاح الجديد يتم توصيله من خلال رُقعة تلصق على الجلد خالية من الإبرة. وذكر الباحثون أن الرُّقعة التي يطلق عليها اسم (HD-MAP) تُوصل اللقاح إلى الخلايا المناعية تحت سطح الجلد، لذلك فإنها تعد طريقة تطعيم فعالة، وخالية من الألم، وسهلة التطبيق، وسهلة التخزين.

عن آلية عمل اللقاح، أوضح الباحثون أنه يستهدف بروتيناً محدداً في فيروس «زيكا» يسمى (NS1) الذي يشكل أمراً بالغ الأهمية لبقاء الفيروس. وأشاروا إلى أنه خلال التجارب ما قبل السريرية، أثارت رُقعة اللقاح استجابات الخلايا التائية المناعية التي كانت أعلى بنحو 270 في المائة من تلك التي تُنتج عن إعطاء اللقاح بالإبرة.

وقال الباحث المشارك في الدراسة، من كلية الكيمياء والعلوم البيولوجية الجزيئية في جامعة كوينزلاند، الدكتور ديفيد مولر، إن «هذا اللقاح يمكن أن تكون له فوائد تتجاوز القدرة على الحماية من فيروس (زيكا)». وأضاف: «نظراً لأن البروتين الذي يستهدفه اللقاح يلعب دوراً مركزياً في التكاثر بعائلة الفيروسات المعروفة باسم (الفيروسات المصفرة) التي ينقلها البعوض والقراد، فهناك إمكانية لتطبيق نهجنا لاستهداف فيروسات أخرى مثل حمى الضنك، ما يوفر حماية أكبر ضد تلك الفيروسات».

ونوه مولر بأن «إحدى الفوائد الرئيسية للرُقعة الجديدة هي استقرار اللقاح في درجات حرارة مرتفعة، فقد وجدنا أن الرُقعة تحتفظ بفاعلية اللقاح عند تخزينها عند 40 درجة مئوية لمدة تصل إلى 4 أسابيع، وهذا يزيد من وصول اللقاحات إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل حيث يمثل التبريد تحدياً».


الولايات المتحدة «تواصل العمل» لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة

دبابة إسرائيلية تتحرك قرب حدود قطاع غزة (د.ب.أ)
دبابة إسرائيلية تتحرك قرب حدود قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

الولايات المتحدة «تواصل العمل» لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة

دبابة إسرائيلية تتحرك قرب حدود قطاع غزة (د.ب.أ)
دبابة إسرائيلية تتحرك قرب حدود قطاع غزة (د.ب.أ)

أكد البيت الأبيض، الجمعة، أن الولايات المتحدة تواصل العمل لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، مع استئناف الأعمال العسكرية في الأراضي الفلسطينية.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: «نواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة».

وأضاف، وفقاً لما بثته وكالة الصحافة الفرنسية: «لم تقدّم (حماس) حتى الآن قائمة بأسماء الرهائن من شأنها أن تسمح بتمديد الهدنة».

وأكد أن الرئيس الأميركي جو بايدن «ما زال يسعى جاهداً» لتحرير الرهائن المتبقين وزيادة المساعدات الإنسانية.

واستأنفت القوات الإسرائيلية القتال في قطاع غزة صباح اليوم بعد انتهاء هدن قصيرة لتبادل الأسرى استمرت مدة أسبوع، وبدأ الطيران الحربي الإسرائيلي في قصف أهداف متعددة جميع أنحاء قطاع غزة.

من ناحيتها، أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ في اتجاه مستوطنات غلاف غزة، مع استمرار المواجهات المباشرة مع القوات الإسرائيلية في مناطق شمال قطاع غزة.